إسماعيل بن الشريف
السُّلْطَانُ[1] المَوْلَى إِسْمَاعِيلُ بنُ الشَّرِيفِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّرِيفُ الحَسَنِيُّ العَلَوِيُّ، أبو النَّصْرِ،[2] المُظَفَّرُ بِاللهِ، أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ،[3] (1645-1727م/1056-1139هـ) سلطانُ المغرب بين سنتيْ 1672م/1082هـ و1727م/1139هـ، وأحدُ أكثرِ السَّلاطين العلويِّين شهرةً. تولَّى حكمَ المغربِ بعد وفاةِ أخيهِ غيرِ الشقيقِ الرشيدِ بنِ الشريفِ عام 1672 وعمره لا يتجاوز السادسة والعشرين. تصارع مع ابن أخيه أحمدَ بنَ محرز إلى غاية وفاة المولى أحمد سنة 1687م/1098هـ.[فرن 1]
إسماعيل بن الشريف | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
فترة الحكم 1672 - 1727م |
|||||||
نوع الحكم | سُلطان المغرب الأقصى | ||||||
|
|||||||
معلومات شخصية | |||||||
الاسم الكامل | أبو النصر إسماعيل بن الشريف بن علي الحسيني العلوي | ||||||
الميلاد | ق. 1056هـ\1645م تافيلالت،[وب-عر 1] أو سجلماسة، المغرب الأقصى |
||||||
الوفاة | 1039هـ\1727م (81–82 سنة) مكناس، المغرب الأقصى، السلطنة الشريفة |
||||||
مكان الدفن | ضريح المولى إسماعيل[وب-عر 2] | ||||||
الديانة | مسلم سُني | ||||||
الزوجة | انظر | ||||||
الأولاد | انظر | ||||||
الأب | الشريف بن علي | ||||||
إخوة وأخوات | |||||||
عائلة | العلويون الفيلاليون | ||||||
الحياة العملية | |||||||
اللغة الأم | العربية | ||||||
اللغات | العربية | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
تُعَد فترةُ حكمِ المولى إسماعيلَ من أكثرِ الفترات أوجًا وازدهارًا وقوةً في تاريخ المغرب،[4] إذ أنشأ جيشًا قويًّا من العبيدِ السُّود سُمي بعبيد البخاري، بلغ عدد جنوده مائة وخمسين ألفًا، نجح بفضله في تحرير الثغور المغربية من قبضة الاحتلال الأيبيري، ففتح العرائش، وأصيلة، والمهدية، وطنجة، وكاد أن يفتح سبتة.[5] هُزِم المولى إسماعيلُ في معركة المشارع عام 1692م/1104هـ، حين حاول ضم تلمسان. وحاول فتح وهران التي كانت تحت الاحتلال الإسباني، لكنه أخفق في اقتحام حصونها المنيعة.[وب-عر 3] وشارك في عدة حروب في الشرق، وصل فيها إلى حدود وادي الشلف،[6] إلا أن جيشه هُزِمَ بجديوية عام 1701م/1113هـ،[وب-عر 2] غير أنه نجح في ما بعد في بسط نفوذه، حتى عين الماضي والأغواط، إذ وصلت الدولة في عهده إلى نهر السنغال وما وراء نهر النيجر.[7]
شيَّد المولى إسماعيلُ ستًا وسبعين قصبة في المغرب، جلها من أجل حماية السواحل، وشنَّ غاراتٍ في البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال في إطار الجهاد البحري، ثم إنه أقام علاقات دبلوماسية مع بعض القوى الأجنبية، مثل فرنسا وإنجلترا وإسبانيا. أسس المولى إسماعيل مدينة مكناس، وجعلها عاصمةَ المغرب لأوَّل مرة، فشيَّد بها قصر مكناس الكبير، وخصَّها بحدائقَ وبوابات أثرية عديدة،[8] وأكثر من أربعين كيلومترًا من الأسوار، والعديد من المساجد، بالإضافة إلى سجن قارة التحت أرضي، وصهريج السواني الذي كان يمدُّ العاصمة الإسماعيلية بالماء الشَّروبِ.[وب-فرن 1] دام حكمه خمسٍ وخمسين سنة، وهو بذلك يعتبر أطول سلاطين المغرب حكمًا منذ أن عَرِف تاريخُه دولةً موحَّدة، بل وأطول سلاطين الإسلام حكما إن أُضيف لذلك سبع سنين أمضاها خليفة لأخيه على فاس.[8]
نشأته ونسبه
عدلوُلِدَ قرابة عام 1056هـ (1645م) في سجلماسة[9] بيوم تكاثر فيه النمل؛ مما يرمز إلى الخير، ويبشر بمستقبل زاهر.[10] المولى إسماعيل بن الشريف هو ابن الشريف بن علي، أمير تافيلالت وأول سلطان علوي،[فرن 2] وأمه مباركة بنت بكر المغافري.[11] إذ إن والده الشريف بن علي كان أسيرًا بسوس عند أبي حسون السملالي، وزَوَّجَه بامرأة من قبيلة المغافرة، فولد المولى إسماعيل في الأسر. ثم أطلق سراح الشريف العلوي بعد أن دفع ابنه المولى محمد بن الشريف فدية مالية في حدود سنة 1047هـ. وحسب ابن زيدان، فإنه ولد بتافيلالت بالقصر المعروف بـ«أمجار». كان عارفًا بالتاريخ والسيرة النبوية وضبطها.[12][وب-عر 1] وهو من نسل الحسن الداخل الذي استقر في سجلماسة عام 664هـ/1266م، والذي يرجع نسبه إلى رسول الله محمد. فهو:
المولى إسماعيل بن الشريف بن علي محمد بن علي بن يوسف بن علي الشريف بن الحسين بن الحسن بن عبد الله أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن حسن بن أحمد إسماعيل بن أبي قاسم ابن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله،[13] وقد نظم النسابة القادري نسبه في الأبيات التالية:[14]
بعد وفاة السلطان السعدي أحمد المنصور، عرفت بلاد المغرب الأقصى فترة مضطربة، تنافس خلالها أبناؤه على العرش، بينما قُسمت البلاد بين القادة العسكريين والزوايا الدينية.[15] وفي بداية عهد زيدان الناصر كانت السلطنة السعدية منحطة وواهنة. فسيطرت الزاوية الدلائية على وسط المغرب، وزاوية إيليغ على مساحة تمتد من سوس إلى درعة، وسيطر المرابط العياشي على السهول الشمالية الغربية، وسواحل المحيط الأطلسي حتى تازة، وتحولت جمهورية بورقراق إلى دولة مستقلة. وعند مصب أبي رقراق أصبحت مدينة تطوان دولة تحكمها عائلة النقسيس. وفي تافيلالت، بايع السكان العلويين لصد نفوذ الزوايا، فتأسست إمارة تافيلالت سنة 1631م.[15]
نشأ إسماعيل عند والده المعروف بورعه وصلاحه؛ ولما بلغ الثالثة عشر من عمره توفي والده، وتولى كفالته أخوه الرشيد.[16] تنازل الشريف عام 1636م عن العرش لصالح ابنه الأكبر المولى محمد بن الشريف الذي وسع رقعة الدولة، فامتدت من الشمال الشرقي من البلاد، إلى وادي تافنة ودرعة.[17] إلى أن أطاح به أخوه غير الشقيق المولى رشيد، ونجح في قتله في 9 محرم 1075 الموافق 3 أغسطس 1664 في معركة دارت رحاها في سهل أنجاد (بالقرب من وجدة).[18] عُين بالتالي المولى إسماعيل واليًا على مكناس، نظرًا لاصطفافه إلى جانب المولى رشيد. وكرس نفسه للفلاحة والتجارة،[فرن 2] في حين حكم أخوه غير الشقيق المولى رشيد أميرًا على تافيلالت، ثم سلطانًا للمغرب الأقصى بعد ضم فاس يوم الاثنين 1 ذي الحجة 1076 الموافق 27 مايو 1667م. تولى إسماعيل القيادة العسكرية لشمال المغرب، وأصبح منذ عام 1667م واليًا على فاس، بينما كان أخوه غير الشقيق يقاتل في جنوب المغرب. استولى المولى رشيد على الزاوية الدلائية سنة 1078هـ/1668م، ثم استغرق عامين لإخماد ثورة مراكش، قبل أن يدخل المدينة عام 1079هـ/1669م.[19] وفي 25 يوليو، صلب ستين قاطع طريق على جدار برج الجديد في فاس.[20] بعد ذلك انهمك المولى رشيد في إخماد ثورات القبائل المتمردة في الأطلس الكبير، إلى أن توفي في 9 أبريل 1672م في مراكش بعد سقوطه عن حصانه.[21]
بيعته
عدلبعد وفاة المولى رشيد، خلفه إسماعيل دون عهد رسمي وأعلن نفسه سلطانًا على المغرب في 15 ذي الحجة 1082هـ الموافق 13 أبريل 1672م،[22][23] وهو في السادسة والعشرين من عمره، زهاء الساعة الثانية بعد الظهر. ونظّم حفلًا كبيرًا.[23] واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد بفاس، من أعيانها وعلمائها وأشرافها وشيوخها من قبيل أبو محمد عبد القادر ابن علي الفاسي والشيخ أبي علي موسى وأبي عبد الله بن علي الفيلالي والقاضي أبي مدين، فلم ينازعه أحد.[2] وكذا فعلت قبائل ومدن ولاية فاس بأكملها، الذين أرسلوا له الوفود والهدايا. إلا أن مراكش ومنطقتها لم ترسل أي وفد، واتخذ المولى إسماعيل عاصمته في مكناس لِما رآه من وفرة مياهِها واعتدال مناخِها.[24]
الثورات على حكمه
عدلما إن ذاع خبر وفاة المولى رشيدٍ حتى هرع ابنُ أخيه أحمدُ بن محرز إلى مراكش بغرض تنصيبِ نفسِه سلطانًا هُناك،[25] فناصره عمُّه المولى حران حاكم تافيلالت[إنج 1] وتوات وقورارة[فرن 3]، وانضمَّت إليه قبائل الحوز وعرب سوس وسكان مراكش، واستولى بذلك على المنطقة الممتدة من جنوب نهر أم الربيع إلى الصحراء.[26] فأطلق المولى إسماعيل حملة يوم 7 صفر 1083هـ الموافق 27 أبريل 1672م ضد ابن أخيه أحمد،[27] وتمكن من سحق تمرده بفضل مدفعيّته ودخل مدينة مراكش،[فرن 1] ثم بُويع سلطانًا بها في 4 يونيو 1672م،[27] في حين هرب أحمد متأثرًا بجروحه إلى الجبال.[28] وتحالف مع شيخ قبيلة كلاوة مسيطرًا بذلك على الممر الجبلي بين أحواز مراكش ودرعة.[إنج 1]
عفا إسماعيل عن سكان مراكش، وأعاد تنظيم دفاعات المدينة.[1] ثم وصل إلى فاس ليعيد نعش أخيه الرشيد إلى المدينة،[29] ودفنه بضريح الشيخ علي بن حرازم،[30] قبل أن يعود إلى مكناس في 25 يوليو 1672م.[27] وأعد إسماعيل العدة لرحلة استكشافية إلى منطقة الصحراء بيد أنه تراجع عن المشروع إثر ثورة اندلعت بمدينة فاس[31] قُتل خلالها القائد زيدان بن عبيد العامري الذي كان سيقود الحملة، وطردت قوات السلطان ليلة الخميس إلى الجمعة 2 جمادى الآخرة 1083هـ الموافق 26 أغسطس 1672م.[32] بعد عدة أيام من القتال، بايع سكان فاس المولى أحمد بن محرز، الذي استجاب لطلباتهم، وعسكر في دبدو، ثم تازة، حيثُ نُصِّب سلطانًا. فاستغل الشبانات الفرصة فحاصروا مراكش بغية استرجاع إمارتهم.[إنج 2] كما عاد الخضر غيلان، الذي لجأ بالجزائر منذ عهد الرشيد بن الشريف، وبايع ابن محرز وعرج إلى تطوان فرحبت به عائلة النقسيس الحاكمة للمدينة.[إنج 3] فحاصر المولى إسماعيل تازة أولًا التي استسلمت بعد حصار دام عدة أشهر، مما اضطر أحمد بن محرز إلى الفرار نحو الصحراء. وبينما لا يزال حصار فاس قائمًا،[32] ومع حلول الربيع، أرسل إسماعيل أحد قادة جيشه لإخضاع غيلان لكنه هُزم، [إنج 4] فما كان من السلطان إلا أن عرج بنفسه بقوة قوامها اثني عشر ألف رجل لمواجهة الخضر غيلان الذي استولى على منطقة الهبط[ا] وجزء من بلاد جبالة. فنجح في قمع ثورته وإخضاع سهول الغرب[فرن 1] بعد أن هزمه في موقعة بالقرب من القصر الكبير وذلك في 2 سبتمبر 1673م.[إنج 4] ثم اتجه نحو فاس الجديد، فحاصر المدينة حتى فتحت له أبوابها في 28 أكتوبر 1673م، بعد حصار طويل دام أربعة عشر شهرًا وثمانية أيام،[32] فصالحه الأهالي، وجددوا له البيعة.[إنج 1] ثم عين السلطان أحمد التلمساني واليًا على فاس البالي ومحمد بن عبد العزيز المغراوي على فاس الجديد.[33] ثم طرد ابن أخيه أحمد ابن محرز من الأراضي شرق نهر ملوية، فانسحب المتمرد إلى تافيلالت، فلما دخلت تلك المنطقة في طاعة إسماعيل اضطر إلى الانسحاب إلى تارودانت[إنج 5] التي اتخذها قاعدة للسيطرة على منطقة سوس بأكملها حتى الساقية الحمراء.[34]
بعد انتهاء ثورة فاس تفرغ المولى إسماعيل لبناء عاصمته مكناس، وشيد بها العديد من القصور.[31] غير أن ابن أخيه المولى أحمد بن محرز، سيطر مرة أخرى على مراكش وذلك في محرم 1084هـ الموافق مايو 1673م[1] بمساعدة زوجته السعدية مريم والشبانات،[28] فشن إسماعيل أول حملة ضد القبائل العربية في بلاد أنجاد، التي احترفت قطع الطريق.[إنج 6] فألحق هزيمة قاسية بقبيلة سقونة، ثم استعد لعملية كبرى ضد ابن أخيه. فسار على رأس جيشه في بلاد تادلة، والتقى بجيش أحمد في وادي العبيد، وانتصر على جيش ابن أخيه وقتل زعيمته حيدة الطويري. ثم لاحق عمه أحمد إلى مراكش التي تحصن بأسوارها.[35]
حوصرت مراكش حتى دخلها السلطان عنوة مرة أخرى سنة 1674م، مما اضطر أحمد إلى الفرار إلى ولاية درعة. ثم قاد السلطان سلسلة من العمليات ضد قبائل الشاوية وحاحا والشبانات.[فرن 4] وفي نفس العام أيضًا، ثار صنهاجة الأطلسين الأوسط والكبير وذبحوا مبعوثي السلطان، بعد رفضهم دفع الضرائب. فأرسل المولى إسماعيل عدة حملات محاولًا طردهم من الجبال التي اتخدوها حصونًا إلا أن صنهاجة تمكنت من هزيمة قوات السلطان[إنج 7] ثلاثة مرات قاطعين بذلك الطريق بين مراكش وفاس.[إنج 8] استغل أحمد بن عبد الله الدلائي، حفيد محمد الحاج الدلائي[إنج 9] اللاجئ بتلمسان، الفرصة لكي يعلن تمرده على سلطة المخزن. إذ حشد لنفسه جيشًا كبيرًا من قبائل صنهاجة الجبلية، وحصل على مساندة إيالة الجزائر. فاستباح أموال وممتلكات القبائل العربية في تادلة حتى سايس وأخرجهم من أراضيهم، ليجبرهم على اللجوء إلى مدن فاس ومكناس وسلا وليحيي بذلك الزاوية الدلائية البائدة.[36]
كان السلطان آنذاك مشغولًا بمراقبة أحمد بن محرز المتواجد بسوس وأنصاره من البربر، فأرسل إسماعيل ثلاثة آلاف فارس بقيادة أحمد بن عبد الله لمواجهتهم، ولما أخفقت الحملة أرسل جيشين آخرين ضم كل منهما أربعة آلاف رجل هُزما الواحد تلو الآخر: خسر الأول بالقرب من مكناس بينما اضطر الثاني إلى التراجع إلى قصبة تادلة، التي استولت عليها قبائل صنهاجة ودمرتها. وفي هذه الأثناء، تمرد ثلاثة من إخوته: المولى حران والمولى حمادة ووالد أحمد، المولى مراد محرز في تافيلالت. فقرر السلطان وضع حد للاضطرابات في تادلة. فتدخل بنفسه وهزم بربر صنهاجة خلال معركة كلفتهم ثلاثة آلاف قتيل، وعدة مئات من الجرحى.[37] وأعقب ذلك السيطرة على تادلة، وعاد الاستقرار إلى الأطلس المتوسط. ثم علق إسماعيل ما يقرب من سبعمائة رأس من رؤوس المتمردين على أسوار فاس.[38] وعاد المولى إسماعيل إلى مكناس في أواخر سنة 1677م، ووضع حدًا لتمرد إخوته، وطرد ابن محرز من مراكش للمرة الثالثة سنة 1677م، واستباحها رغم تأمينه لسكانها قبل ذلك.[39] ثم اعترف بحكم ابن أخيه لدرعة وعقد معه الصلح.[إنج 9] وانتزع تافيلالت من أخيه حران بعد أن أسره ونفاه إلى واحة بالصحراء.[إنج 8]
ويلاحظ كثرة الثورات على السلطان إسماعيل وهو ما يفسره إبراهيم حركات في غياب نظام قار لوراثة العرش وعدم اعتماد العلويين على أي عصبية قبلية أو سياسية في قيام دولتهم خلافًا لمن سبقهم من دول المغرب الأقصى.[40] أما بنعبد الله فيرى أن انعدام التوازن بين البوادي والحواضر وعدم تعميم إسماعيل لسياسة القصبات في جميع نواحي السلطنة هو السبب.[41] بينما يرى عبد الكريم غلاب أن تلك الثورات في غالبيتها لم تكن ضد إسماعيل بقدر ما كانت ضد الولاة الطغاة وأن خروجهم عن الطاعة ما هو إلا وسيلة لدفع السلطان لتعيين والٍ جديد.[42] أما بلومر فيرى أن سبب تلك الثورات هي اختيار إسماعيل لمكناس عاصمة للدولة وهو ما لم يُرض أهل فاس وأهل مراكش.[إنج 8]
وقعة القويعة وثورة إخوته
عدلعمل المولى إسماعيل على تأليب سكان تلمسان ضد الحكم العثماني فدعم الثورات التي كان يقوم بها سكان تلمسان والمناطق المجاورة زيادة على إحياء الشعور المؤيد للأشراف في تلك المناطق فوقعت تمردات بندرومة سنتي 1679 و1678م بإيعاز من المتصوفة وبدعم من المولى إسماعيل الذي توغل إلى شرق تلمسان سنة 1089هـ الموافقة لسنة 1677م.[43] حيث كانت القبائل الضاربة في غرب إيالة الجزائر تتعاطف مع السلاطين العلويين لنسبها الشريف وتبادر تلقائيًا بالدخول تحت طاعته،[44] وظهر ذلك جليًا لما فتحت الزاوية الشاذلية بتلمسان أبوابها عدة مرات لجيوش العلويين، ولما دخلت قبائل القطاع الوهراني تحت طاعة السلطة العلوية في عهد محمد بن الشريف، وأبرزها قبيلة بني عامر. لذا اعتبرها إسماعيل من ضمن القبائل التابعة له وعاملها بنفس المنطلق الذي عامل به رعاياه الخارجين عن طاعته.[45] كما أن أهل فاس كانوا يرحبون بضم تلمسان لما سيدره ذلك من فوائد عليهم بعد إزالة القيود الجمركية بين المدينتين.[إنج 10] ونتيجة هروب ابن محرز إلى الجبال المطلة على تلمسان،[46] ورغبته في تأكيد وادي تافنة كحد بينه وبين الدولة العثمانية،[47] ولوضع حد لمساعدة العثمانيين لثوار الداخل،[إنج 11] قام المولى إسماعيل، بين سنتي 1678 و1679م، برحلة استكشافية إلى ما وراء جبل عمور في منطقة الشرق (حتى القويعة بوادي الشلف[48])، فقدمت عليه وفود مبايعة من عرب ذوي منبع ودخيسة وحميان والمهاية والعمور وأولاد جرير وسقونة وبني عامر والحشم وتوجه بهم إلى أن نزل القويعة على رأس وادي شلف برفقة مجموعة كبيرة من القبائل العربية بما في ذلك بني عامر[49] التي كانت تعاني من ضرائب باهظة مفروضة عليها.[50]
تسببت المدفعية العثمانية في فرار جميع القبائل المشاركة في الحملة،[51] واضطر السلطان للانسحاب بعد انسحاب العرب وعدم تمرد أهل تلمسان على العثمانيين مناصرةً له،[إنج 12] والاعتراف بواد التافنة حدودًا تفصل الدولة العثمانية عن السلطنة الشريفة.[52][53][إنج 13] عمل السلطان على ترميم وتنظيم وجدة عند عودته،[54] ويرى المؤرخ المغربي عبد العزيز بن عبد الله أن «المولى إسماعيل لم يكن يهدف الى احتلال المغرب الأوسط وإنما أراد أن يعطي درسًا للأتراك الذين تجرأوا على مسائدة ابن محرز واحتلال إقليم بني يزناسن فردوا على أعقابهم إلى تلمسان».[51]
في نهاية رمضان 1678-1679م، ثار الإخوة الثلاثة للسلطان إسماعيل: المولى حران والمولى هاشم والمولى أحمد، وثلاثة من أبناء عمومتهم، بمساعدة القبيلة الصنهاجية آيت عطا وقبائل نهر تودغا ووادي دادس، فأرسل المولى إسماعيل حملة كبرى واستولى على فركلا وغيريس ونهر تودغا ودادس، فتخلت القبائل المتمردة عن واحاتها وتحصنت بجبل صغرو الواقع بالأطلس الصغير. خاض إسماعيل معركة صعبة في جبل صغرو، في 3 فبراير 1679،[فرن 1] أدت إلى مقتل العديد من رجالات المخزن من بينهم موسى بن أحمد بن يوسف قائد الجيش الشريفي وأربعمائة جندي من فاس. كانت نتيجة المعركة غير حاسمة إذ اكتفى المولى إسماعيل بعقد اتفاق ينص على حرية مرور أهل تافيلالت المتوجهين إلى مراكش عبر أراضي القبائل الصحراوية المتمردة، والتزامها بالجهاد ضد المسيحيين.[إنج 14] ثم ظهر الطاعون في نهاية العقد وقتل عدة آلاف من الأشخاص،[فرن 5] خاصة في منطقتي الغرب والريف.[فرن 6] وفي طريق العودة، تسببت عاصفة ثلجية في خسارة السلطان ما يقرب من ثلاثة آلاف خيمة، وجزء من جيشه وثرواته وسط الأطلس، عند ممر التلوت أو ممر الكلاوي بجبل درن.[إنج 15] ولما نزل السلطان بسيدي رحال اكتشف أن وزيره ورجال دولته مدوا أيديهم في أموال الناس بالنهب لما لحقهم من الجوع فاشتكى الناس على السلطان، فأمر بقتل من وجده خارج المحلة. وأمر بجر الوزير عبد الرحمن المتراري، وقتل أصحابه بالرصاص،[54][فرن 5] ثم أمر بالوزير أن يُجر بمكناسة وفاس، ففعل به ذلك ورمي باقيه. وقتل السلطان في تلك الواقعة من المحلة نحو الثلاثمائة، ورجع لمكناس، فأقام فيها. وفي محرم عام 1090هـ انتشر الطاعون بالبلاد مُجددًا،[إنج 16] فكان عبيد البخاري يعترضون الطرقات، ويردون الناس عن مكناسة، وكذلك كانوا يتعرضون بسايس. وكل من يأتي من فاس يقتل. وتمادى عرب الشبانات في الجور والظلم في الحوز لأهل الحوز فأنزلهم بوجدة ثغر المغرب، وكتبهم في الديوان، وأمر العياشي بن الزوغر الزراري، بالتضييق على بني يزناسن، إذ كانوا مناصرين للعثمانيين، فكانوا يغيرون على العرب ويمنعونهم من الحرث في بسائط أنكاد.[55]
حملات الصحراء
عدلأوضاع بلاد شنقيط والسودان قبل الحملة
عدليرجع النفوذ المخزني في بلاد الصحراء إلى عهد أحمد المنصور الذهبي الذي شن حملة بقيادة جؤذر باشا على سلطنة صنغاي ومملكة مالي وبلاد شنقيط، تمكن من خلالها الزيدانيون من إخضاع كل بلاد السودان بل وتتالت الوفود المبايعة من مختلف القبائل الطارقية[فرن 7] وملك كانُم الذي أعلن تبعيته للسلطان السعدي.[وب-عر 4][56][57] لكن ما أن سرى الضعف وتفشى الوهن في جسد الدولة السعدية حتى ضعفت قبضة المخزن على تلك الأراضي. فاستقل الرماة وهم مغاربة تزوجوا من نساء سودانيات وأسسوا باشوية تنبكتُ إلا أن سيطرتهم انحسرت في المدن المتاخمة لواد النيجر من تنبكتُ وكاغو وجني.[فرن 8] أما بلاد شنقيط فقد عادت إلى التشرذم القبلي رغم محاولة رماة تنبكتُ فرض الغرامة عليهم. فكان لكل مدينة قاضٍ، فولاتة كان قاضيها سيدي محمد التنبكتي، واستمرت هجرة القبائل العربية واستيطانهم بها نتيجةً لانكسار شوكة البربر بعد هزيمتهم في حرب شرببة.[58] كما أن الطوارق استغلوا اضمحلال السلطة المغربية ونهبوا تنبكتُ وفرضوا الغرامة على أهلها.[فرن 9] وفعلوا كذلك بقبائل شنقيط التي لم تسلم من النزاع فيما بينها، فالوافدون الجدد العروسيون حاولو كذاك فرض الغرامة على قبائل ولاتة، ولم ينتهي ذلك إلا بمقتل محمد الشرقي العروسي. كما شهدت شنقيط كذلك ازدياد نفوذ الزوايا وأبرزها زاوية إيدوعلي.[58]
في ظل هذا التشرذم، ظهرت في بداية القرن السابع عشر إمارات عديدة،[فرن 10] من قبيل إمارة الترارزة وإمارة البراكنة، وكانت عبارة عن تجمع قبلي يقوده أمير حرب يتقاسم السلطة مع وجهاء الجماعة. وتميزت هذه الإمارات بالصراعات المستمرة بين القبائل بل وداخل أفراد القبيلة الواحدة،[فرن 11] وأحيانًا حتى داخل قبيلة الأمير كذلك.[فرن 10]
وكانت وراء الحملة عدة دوافع:
- سبب اقتصادي: أدت الصراعات بين القبائل إلى توقف طرق القوافل وتشويشها مما أثر سلبًا على اقتصاد البلاد. فكان لا بد من السيطرة على طرق القوافل وتأمينها. كما أن بلاد السودان عرفت بثروات كالذهب والملح الذي كان متواجدا بكثرة في تغازة.[فرن 12]
- سبب سياسي: التخوف من ازدياد النفوذ الفرنسي خصوصًا والأوروبي عمومًا بالمنطقة وأبرز مثال على ذلك مركز «القديس يوسف» الفرنسي على ضفاف نهر السنغال وغزو البرتغال لأرجين.[فرن 11]
- استنجاد أمراء ترارزة بالمولى إسماعيل.[إنج 17]
الحملة على توات وقورارة
عدلكانت واحات توات وقورارة تابعة للعلويين الفيلاليين منذ عهد محمد بن الشريف الذي سير حملتين سنتي 1645 و1652م أخضع فيها جميع قصور الصحراء حتى أوقروت.[إنج 18] وقد أبقى خلفه الرشيد بن الشريف ممثلًا عنه في الواحات إلى غاية وفاته، ولكن مع الحرب الأهلية بين إسماعيل وابن أخيه انقطعت الصلات بين الواحات والدولة الشريفة،[إنج 19] إذ شهدت تافيلالت حربًا بين المولى حران الذي دخل في طاعة المولى إسماعيل والمولى حامد (حمادي) الذي دعا لنفسه بسجلماسة ثم سيطر على توات.[فرن 13]
لذلك قام إسماعيل بعدة حملات على منطقتي قورارة وتوات سنة 1091هـ الموافقة لسنة 1680م رغبةً منه في كسب تأييد القبائل العربية لصالحه ضد العثمانيين، فانضمت إليه من ذوي منيع ودخيسة وحميان والمهاية والعمور وأولاد جرير وسقونة وبني عامر والحشم.[59] وقد وطَّن قبائل الشجع وبني عامر العربية ومديونة وبني سوس البربرية في القصبة الجديدة ثم نقلهم إلى منطقة فشتالة بين نهري ورغة وسبو واختلطت هذه القبائل فيما بينها.[60]
الحملة على سوس وبلاد السودان وشنقيط
عدلسيطر ابن محرز على تغازى بعد أن انتزعها من أميرها.[إنج 20] ثم شنَّ المولى إسماعيل حملة على جنوب الدولة ما بين سنتي 1678 و1679م[61] (تشير بعض المصادر الأجنبية في المقابل أن الحملة وقعت سنة 1690م[إنج 21]) فأخضع جنوب سوس حتى سيطر على طاطا وتنست،[62] ثم توغل في إقليم شنقيط، وسيطر على قصبتها[إنج 22][إنج 23] وأدرار[63] وتيشيت[64] وآفطوط.[65] حظي السلطان خلال رحلته بحفاوة استقبال من قبل أهل البلاد، إذ عيَّن القادة والباشوات، وبنى الحصون والأربطة، مثبتًا سلطة المخزن على تلك المناطق. فضلًا على ما سلف ذكره؛ استقبل السلطان خلال هذه الحملة وفودًا مبايعة من أهل السَّاحل والقبلة من دليم وبربوش ومغافرة وودي ومطاع وجرار وغيرهم من قبائل بني معقل، والتي تستوطن بلاد الصحراء حتى نهر السنغال؛ فأعلنوا طاعتهم للسلطان، وكان في ذلك الوَفد الشَّيْخ بكار المغفري والد الْحرَّة خناثة أم السُّلْطان الْمولى عبد الله بن إسماعيل فأهدى الشَّيْخ الْمذْكُور إِلى السُّلْطان ابنته خناثة، وكانت ذات جمال وفقه وأدب فتزوجها السُّلْطان وبنى بها وجلب من تلك الأقاليم أَلفين من الحراطين بأولادهم شكلوا فيما بعد نواة جيش عبيد البخاري.[65] كما تزوج إسماعيل من ابنة أمير البراكنة مخضعًا إياها وإمارة الترارزة المجاورة لسيادة السلطنة الشريفة.[إنج 17]
تحرير الثغور ونهاية ابن محرز
عدلبعد تمام توحيد المغرب، قرر المولى إسماعيل إنهاء الوجود المسيحي في البلاد. ولهذا السبب، اعتمد السلطان إلى حد كبير على فيلق جديد من الجيش أسسه سنة 1062هـ الموافقة لسنة 1678م، وهو الجيش الريفي،[إنج 24] المُكوَّن من مقاتلين من مختلف قبائل الريف البربرية.[فرن 8] قاد هذا الجيش عمار بن حدو البطوي،[فرن 8] إذ بادر الإسبان بالعدوان باستيلائهم على أرخبيل نكور سنة 1673م مستغلين صراع إسماعيل مع ابن أخيه، فأمر السلطان بحصار بادس سنة 1090هـ الموافقة لسنة 1680م ومرة أخرى سنة 1098هـ الموافقة لسنة 1687م.[66]
تحرير المعمورة
عدلأثناء حصار طنجة، أرسل المولى إسماعيل فرقة أخرى من الجيش الريفي بقيادة عمار بن حدو البطوي لفتح مدينة المعمورة يوم الخميس 9 ربيع الأول 1092هـ الموافق 28 مارس 1681م[67] المحتلة من قبل البرتغال منذ سنة 921هـ الموافقة لسنة 1515م في عهد أبي عبد الله الوطاسي حتى دخلت في النفوذ الإسباني سنة 1062هـ الموافقة لسنة 1613م. وقد عجّل إسماعيل فتحها استجابة للرغبة الشعبية إذ تطوع الناس بغزارة للجهاد بقيادة أحمد حجي،[68] فحوصرت المدينة وحرمت من الماء، إلى أن فتحها في 9 ربيع الآخر 1092هـ وأسر حاميتها الإسبانية، التي تقدر بثلاثمئة رجل.[69]
وهي رواية الناصري ومويت، أما ابن زيدان فيرجح سقوطها بالقتال، إذ بعد اشتداد العطش على الحامية الإسبانية، اقتحم عمرو بن حدو بجيش من جميع أنحاء البلاد أحد أسوار المدينة فاستسلم حاكمها رغم تحريض الرهبان له بعدم التسليم. فتوجه حينئد قبطانان للمفاوضة مع القائد عمار في ذلك وقدما بين يدي نجواهم هدايا فعقدا معه صلحًا على أن يكون عامل المعمورة وأهله وأقاربه وأمتعته أحرارًا ومثل ذلك يكون لقباطين ستة وراهب وحُلَل الكنيسة وحلاها ويذهب العامل ومن استثني معه في أمانٍ لطنجة وحينئذ تُسلم المدينة للمسلمين ويكون من بقي بها في أسره، فأجابهم القائد عمار لذلك أن يحضر السلطان ويمضي ذلك بنفسه، فامتطى السلطان خيله حتى وصل المعمورة صباحًا، وبوصوله أُمضي الصلح وخرج رئيس المعمورة وقباطينها الستة.[70]
غنم المسلمون بهذا النصر ثمانية وثمانين مدفعًا نحاسية وخمسة عشر مدفعًا حديديًا وعدة كثيرة حربية وغير ذلك من الذخائر التي حملت للسلطان الذي سجد لله شكرًا وأعلن الفرح والاحتفالات مدة ثمانية أيام.[71] وأقطع إسماعيل جيش سوس من العبيد أراضيها، وشيد بها قصبة.[72] وأمر بترميم ما تهدم من أسوارها وبأن تبنى حولها القلاع زيادة في التحصين، كما بنى مسجدًا وبنايات إدارية وإسطبلات.[إنج 25]
تحرير طنجة
عدلأطلق السلطان حملة لاستعادة مدينة طنجة من الإنجليز، والتي سقطت عام 1471م بأيدي البرتغال.[إنج 26] انتقلت المدينة البرتغالية إلى أيدي الإنجليز بعد زواج كاترين البرغنسية بنت يوحنا الرابع ملك البرتغال، من تشارلز الثاني ملك إنجلترا. وتميزت المدينة بحصانتها الشديدة، وقدرت حاميتها بأربعة آلاف رجل.[فرن 14]
بعد تحرير المعمورة، أمر السلطان عمار بن حدو بحصار ثغر طنجة فحاصرها حتى فتح حصن شارل وحصن هنرييت[إنج 27] وحصن مرشان وهدم بعض أبراجها وأسوارها بفضل اعتماد الجيش على القنابل السلفورية،[إنج 28] حتى قتل أثناء حصارها،[73] فحل محله أخوه أحمد بن حدو.[74] فكلف المولى إسماعيل الجيش الريفي بقيادة علي بن عبد الله الريفي بمحاصرة طنجة منذ عام 1680م.[فرن 15] وفي طنجة، قاوم الإنجليز الحصار المغربي، ولكن ما قام به إسماعيل من قطع للمياه عنهم، وتفجير أحد أبراج المدينة المسمى ببرج الدجاج ودخولهم لأحد قصبتها،[75] اضطرهم للتخلي عن المدينة للمسلمين في ربيع الآخر 1095هـ الموافق 5 فبراير 1684م،[فرن 15][فرن 5] خاصة مع التكلفة العالية التي تحملوها للحفاظ على المستعمرة (مائتا مليون جنيه استرلينيي سنويًا) مع التكاليف الإضافية لإعادة بناء ما تهدم من أسوارها.[إنج 26]
بعد إجلاء سكان المدينة، هدم الإنجليز منشآتها ومبانيها المينائية والدفاعية والسكنية حتى صارت المدينة خاوية على عروشها منذ مغادرة حاكمها اللورد دارتمورند في 6 فبراير 1684م. فأعيد بناء أسوار طنجة ومرافقها الرئيسية على يد القائد علي بن عبد الله، كما أعيد بناء القصبة وشيد المسجد الأعظم مكان إحدى الكنائس.وعمرت طنجة بعناصر من الريف كما استقر الجيش بالفحص لاستغلال أراضيه وضمان حماية المنطقة.[68]
انقطاع الجهاد مع تمرد ابن محرز
عدلخلال هذه العمليات التي نفذها قادة جيشه، تلقى إسماعيل خبر التحالف بين أحمد بن محرز وإيالة الجزائر. كما علم أن الجيش العثماني قد اقترب من وادي تافنة، بل وصل إلى منطقة بني يزناسن.[76] وعلى الفور أمر المولى إسماعيل بالنفير العام في جنوب البلاد ضد أحمد وأعد حملة ضد العثمانيين، وطردهم من المنطقة ولاحقهم حتى تلمسان.[74] إلا أن وصول المدد من قبل العثمانيين أجبره على التراجع.[77] كما أجبر الهجوم الفرنسي على شرشال داي الجزائر بدوره على الانسحاب والتراجع.[إنج 29] ثم قام بحملة على ابن أخيه في سوس سنة 1683م، ووقعت معركة هناك بين جيشه وجيش أحمد في أبريل. وبعد خمس وعشرين يومًا من القتال، هرب أحمد إلى تارودانت وتحصن هناك. اندلعت معركة جديدة قرابة 11 يونيو 1683م، خلفت أزيد من ألفي قتيل، وجرح كل من أحمد وإسماعيل، واستمرت الاشتباكات حتى شهر رمضان سنة 1683م.[78] ثم قاد المولى إسماعيل حملتين ناجحتين، مما أدى إلى تمهيد العديد من المناطق البربرية.[79]
بينما كان المولى إسماعيل منشغلًا بقتال القبائل المتمردة في الأطلس، استغل أحمد بن محرز الوضع وتحالف مع المولى حران لزعزعة استقرار المخزن. وعندما علم المولى إسماعيل بوجود المتمردين في تارودانت وسيطرتهم على المنطقة بأكملها، انطلق على الفور نحو المدينة لمحاصرتها بشكل لم يتوقعه أحمد الذي خرج برفقة عبيده لزيارة إحدى أضرحة الأولياء، فوجد نفسه في مواجهة أفراد قبيلة زرارة، جنود المولى إسماعيل الذين لم يعرفوا هويته، فهاجموه وجرت بينهم معركة قصيرة انتهت بموت أحمد. ولم يدرك جنود السلطان أنهم قتلوا أميرًا إلا بعد وفاته، قُرابة منتصف أكتوبر 1685م. وفي رواية أخرى عرفوا هويته ولكن توقعوا الحصول على جائزة مقابل رأسه. إلا أن إسماعيل حزن لموت ابن أخيه واقتص من قاتليه،[إنج 30] كما أمر بتشييع جنازته ودفنه. واستغل آل النقسيس، حكام تطوان الذين لجؤوا إلى سبتة، انشغال السلطان بسوس فأعلنوا الثورة إلا أن السلطان ردهم عن تطوان وقتل من كان مسجونًا فيهم.[80] وفي السنة ذاتها أعاد إسماعيل نصف الزكاة لسكان توات وتيكورارين جزاء لهم على طاعتهم وولائهم له؛ ثم أسقط عنهم العشور تعويضًا لهم عن ما خلفته قسوة حركة عامله أحمد بن علي الروسي على واحاتهم إذ لم يتردد في تخريب قصورهم وإجبارهم على أداء قنطار من المال نفقات يومية جيشه وقنطار في الأسبوع لفائدته.[فرن 16] وواصل المولى حران المقاومة حتى أبريل 1687م عندما فر إلى الصحراء، فاستبيحت مدينة تارودانت، وأعيد إسكانها.[فرن 17] ولقي العديد من القادة العسكريين في جيش إسماعيل حتفهم أثناء القتال.[80] ومنذ ذلك التاريخ لم يطعن أحد في سلطة السلطان لتنتهي بذلك الحرب بين أحمد وإسماعيل بعد ثلاثة عشر عامًا من الصراع.[فرن 1]
استرداد العرائش
عدلبعد انتهاء فتنة ابن محرز، سعى السلطان لتحرير العرائش، وهي من المدن العتيقة، وعُرفت قديمًا بسفد، وكان صاحبها أحمد بن القاسم كنون من بقية الأدارسة تحت طاعة محمد الناصر صاحب قرطبة سنة 337هـ. ثم أخرجه منها جوهر قائد جيش الفاطميين. ثم صارت تابعة لعمال المروانيين ومن أتى بعدهم إلى أن أنزل بها يعقوب المنصور الموحدي العرب الهلاليين فجعلوها قاعدة رياستهم وأطلقوا عليها اسم العرائش فصارت إلى البداوة أقرب منها إلى الحاضرة نتيجة الطبع البدوي الذي كان يغلب على الهلاليين ثم هدمها أسطول مسيحي سنة 668هـ، وبقيت على خرابها إلى سنة 910هـ، فاحتلها البرتغاليون وبنوها وعمروها إلى أن أخرجهم منها المنصور السعدي سنة 986هـ فاعتنى بها وعمرها وحصنها ورمم قصبتها. وفي سنة 1019 هـ الموافقة لسنة 1610م سلمها المأمون بن المنصور السعدي إلى الإسبان مقابل أن يساعدوه ضد أخيه زيدان الذي كان في صراع معه على الملك،[81] ولكن سيطر عليها الإسبان سنة 1610م دون أن يقدموا للمأمون أي مساعدة وظلت بأيديهم.[فرن 18]
فأرسل المولى إسماعيل جيشه لاسترجاعها،[إنج 31] وقدر قوام هذا الجيش بين ثلاثين وخمسين ألف جندي،[فرن 19] وجعل على إمارته القائدين علي بن عبد الله الريفي[إسب 1] وأحمد بن حدو البطوي. وأجبر السلطان، الذي أعلن نواياه عام 1688م، الإسبان على تحصين المدينة بشدة بمئتي مدفع وما يناهز ألفي جندي.[فرن 19] حوصرت المدينة من 20 محرم 1101هـ الموافق 15 يوليو 1689م إلى غاية يوم السبت السابع والعشرين من المحرم 1101هـ الموافق لأغسطس 1689م.[إسب 1] فاستمر بذلك الحصار ثلاثة أشهر ونصفًا ذلك أن العسكر المخزني حفر حفرًا تحت أسوار المدينة وخزن فيها خزائن من البارود، ثم فجرها ولم تلحق ثمانية انفجارات بالسور ضررًا، غير أن انفجارين اثنين هدما السور، فافتتح الجيش المخرني وقت قيام البارود، ووثبوا على الأسوار وقاتلوا الإسبان، فاقتحموا حتى دخلوا المدينة حتى تحصن الإسبان بحصن القبيبات الذي بناه المنصور،[82] فكان الحرب بينهم عليه سجالًا، ثم بعد ذلك فر الإسبان إلى البساتين، فأقاموا بها يومًا وليلة، فدخلهم الرعب في الحين، فخرجوا منها وبذلك تم أخيرًا فتح المدينة في 28 محرم 1101هـ الموافق 11 نوفبر 1689م،[83] بعد خمسة أشهر من الاشتباكات، مما أعقب خسائر فادحة تقدر بأكثر من عشرة آلاف قتيل. وأسر المغاربة ألف وستمائة جندي إسباني، من بينهم مئة من القادة، وأربعةٍ وأربعين مدفعًا. خسر الجيش الإسباني أربعمائة جندي في القتال،[فرن 20] وانتهت المفاوضات بتبادل قائد واحد مقابل عشرة مسلمين، أو مائة قائد مقابل ألف مسلم بينما بقيت باقي الحامية الإسبانية تحت الأسر في مكناس، باستثناء أولئك الذين اعتنقوا الإسلام.[فرن 21] فأصدر السلطان بمناسبة الفتح ظهيرًا يمنع لبس النعال السود التي لبسها المغاربة منذ سقوط المدينة حدادًا عليها.[إنج 32]
تحرير أصيلة
عدلوبعد فتح مدينة العرائش أرسل أحمد بن حدو لحصار مدينة أصيلة سنة 1691م التي ظلت بأيدي الإسبان منذ احتلالها بعد وفاة أحمد المنصور، وقد كانت مكشوفة، ضعيفة التحصين، صغيرة الميناء.[إنج 33] فحاصرها الجيش الريفي لمدة سنة حتى طلب الإسبان الأمان ورضوا بالتسليم فعوهدوا على ذلك إلا أن عدم اطمئنانهم لعهد إسماعيل[84] جعلهم يفرون ليلًا عن طريق البحر، فسمحوا للمسلمين بفتح المدينة سنة 1691م.[فرن 18] فسكنها أهل الريف لمعرفتهم بالمنطقة أكثر من غيرهم وشيدوا للمدينة مسجدًا وحمامًا وقصرًا للقائد بالقلعة.[85]
الحُروب في الشَّرق والجنوب
عدلالحملة على بلاد السودان
عدللم يخض إسماعيل أي مغامرات في الديار السودانية، إلا أنه بعد القضاء على ابن محرز،[86] سير حملة نحو السودان تحت قيادة عمه حامد فوصل الجيش إلى مدينة تكزال،[87] ثم استعاد السيطرة على تودني.[88] وحصل على تجديد سنان العلج باشا تنبكتُ البيعة سنة 1690م،[إنج 34] إلا أن الصلات بين الدولة وباشوية تنبكتُ انقطعت منذ سنة 1697 إلى غاية سنة 1709م حين تجددت البيعة باستقبال الباشا أحمد بن عبد الرحمن الدرعي لمبعوث السلطان.[86] وقد غنم المولى حامد كمية كبيرة من الذهب حملت إلى سوس على ظهر مائة وخمسين جملًا مصحوبة بخمسة آلاف عبد سوداني.[89] بعد فتح العرائش، أرسل المولى إسماعيل لأهل تنبكتُ رسالة يعلمهم بالفتح:
إخضاع قبائل صنهاجة
عدلصنهاجة قبيلة بربرية من فزاز، وهي منطقة قديمة تقع في الجزء الغربي من الأطلس المتوسط.[91] وتُشكل هذه القبائل الجيب الأخير لبلاد السيبة وهو مصطلح يشير إلى المساحة التي لا تخضع للسلطة المركزية للبلاد.[إنج 35] وأبرز قبيلة صنهاجية هي اتحادية آيت عطا ذات النزعة الاستقلالية عن سلطة المخزن نتيجة غلبة الطابع البدوي عليهم.[92] فلا تبايع إلا السلاطين ذوي النسب الشريف بعد أن يسيروا حملات للجنوب لإخضاعهم وقد كانت من المناطق التي تخلفت عن بيعة إسماعيل وناصرت ابن محرز وهزمت كل المحلات (أي الحملات العسكرية) السلطانية المسيرة لها.[93]
ما بين عامي 1692 و1693م، نظم المولى إسماعيل أكبر حملة عسكرية ضدها فجهز جيشه ذو الأفضلية العددية بالمهاريس (الهاون) والمدافع وغيرها من آلات الحصار إلى قصر بني مطير. وفي هذه الأثناء تجمعت كل القوات المغربية في أدخسان. وقسّم إسماعيل جيشه إلى ثلاثة فيالق. كان الفيلق الأول، بقيادة الباشا مساهل، يضم خمسًا وعشرين ألفًا من المشاة وكانت مهمته السير من تادلة إلى الوادي الأبيض، متجاوزًا منطقة تواجد قبيلة آيت عسري. أما الفيلق الثاني فكان بقيادة علي أوبركة، وضم جيش آيت إيمور وآيت إدراسن الذين كلفوا بالسيطرة على تنغالين بالقرب من الجبهة. بينما تمركز الفيلق الثالث والأخير بقيادة علي بن إيشو القبلي، ملك زمور وبني حكيم، في ملوية العليا. فوجدت القبائل المتمردة، من آيت أومالو وآيت يفلمان وآيت عسري[91] نفسها محاطة بجيش إسماعيل الذي استخدم كل مدفعيته لتخويف البربر المنشقين. ثم اندلعت معركة رهيبة، وقع بها البربر في كماشة بين الوديان. وبعد ثلاثة أيام، أُحضرت اثنا عشر ألف رأس من البربر إلى السلطان، وغنم الجيش عشرة آلاف حصان بالإضافة إلى ثلاثين ألف بندقية.[فرن 22]
وأخضع قبيلة جروان أيضًا التي امتهن رجالها قطع الطرق في نهر زيز وهو الطريق المؤدي إلى سجلماسة. فأمر القائد إدراسن علي بن إيشو بإخضاعهم.[94] وجاء في الاستقصاء لأحمد بن خالد الناصري أن المولى إسماعيل قدم عشرة آلاف فارس لعلي بن إيشو قائد قبيلة زمور وبني حكيم، وأخبره «لا أرى وجهك إلا إذا أغرت على جروان، وآتيني بعدد الرؤوس التي هنا من جروان». فقتل أكبر عدد ممكن من قبيلة جروان ونهب جميع معسكراتهم. وقدم المولى إسماعيل عشر مثاقيل لمن يأتيه برؤوس إضافية.[95] وبذلك استطاع أن يجمع اثنا عشر ألف رأس. وقد سُرَّ السلطان بنجاح الحركة، ووسع نطاق سيطرته إلى مناطق آيت أومالو وآيت يفلمال.[96] فنظم السلطان عمالة جديدة هي عمالة درعة، وعين لها عاملًا يخضع مباشرة لأوامره كُلف بصد هجمات قبائل آيت عطا وحماية الطرق التجارية بين سوس ودرعة وبين قصور الصحراء بتوات وقورارة وتافيلالت وأراضي الصحراء كذلك،[97] بعد أن كانت تابعة لولاية سجلماسة قبل ذلك.[98]
وبذلك أخضع المولى إسماعيل المغرب الأقصى كله وجميع قبائل البلاد لسلطة المخزن المباشرة. وسرعان ما نظم الدفاع عن المناطق الخاضعة من خلال بناء عشرات الحصون في جميع أنحاء البلاد، مما سمح للسلطة المركزية بالامتداد إلى مناطق بعيدة، مثل فزاز على سبيل المثال. وبهذا النصر اكتملت وحدة البلاد. ففي عام 1693م، حسب ما قاله أحمد بن خالد الناصري :«ولم يترك السلطان لقبيلة من قبائل المغرب خيلاً ولا سلاحًا، وإنما كان الخيل والسلاح عند العبيد والودايا وآيت يمور وأهل الريف المجاهدبن بسبتة.[99]»
معركة المشارع وحملة وهران
عدلفي سنة 1104هـ الموافق لشهر مايو 1692م، تنفيذا لاتفاق مع باي تونس،[100] أرسل إسماعيل ابنه زيدان مع جيش من أهل فاس مزود بالعتاد والأسلحة في حملة ضد تلمسان،[101] إلا أن جيش زيدان هُزم بسلسلة معارك بدأت بشرق تلمسان[102] حتى معسكره بالمشارع قرب نهر ملوية[46] نتيجة هروب رماة فاس عند المواجهة مما ألحق بجيش زيدان خسائر جسيمة، فتقدم جيش إيالة الجزائر حتى تازة.[إنج 36] فوقّع بها الصلح بينه وبين فقهاء الجزائر، ثم الصلح بين السلطان العلوي والسلطان العثماني،[103] اللذان اتفقا على توقيع معاهدة وجدة التي نصت على احترام نصوص المعاهدات السابقة،[104][إنج 13] إذ ظلت الحدود بين الدولتين محددة في وادي تافنة.[105] دفعت تلك الهزيمة إسماعيل إلى زيادة الاعتماد على جيش عبيد البخاري.[إنج 37]
جمع المولى إسماعيل سنة 1693م جيشًا في إيزلي بالقرب من وجدة لفرض الضرائب على قبائل شرق البلاد، فهاجم قبيلة أنكاد ثم أشاع أنه يريد السيطرة على مدينة الجزائر فانضمت له قبائل بني عامر وبني هاشم إلا أنهم سرعان ما انقلبوا على السلطان.[106] فأغار إسماعيل بجيش يقدر بعشرين ألف جندي على القطاع الوهراني واستولى على ممتلكات قبيلة بني عامر الخارجة عن السيادة العثمانية والواقعة تحت نفوذ الإسبان.[إنج 38] وحاصر مدينة وهران وأغار عليها مرتين وبني رباطًا بها إذ كانت آنذاك تحت الاحتلال الإسباني، إلا أن حاكمها صد الهجوم لعدم توفر جيش إسماعيل على مدفعية قوية.[107] وخلال انسحابه تعرض الجيش المخزني لكمين دبرته قبيلة بني عامر تمكنوا من خلاله من إلحاق خسائر كبيرة به واسترجاع ما غنمه منهم في بداية الحملة. إلا أنها حققت هدفها المتمثل في إرجاع نفوذ الدولة في الشرق بفرض الضرائب على قبائلها.[إنج 39] وقد صرح المولى إسماعيل بعد إخفاق حصار وهران متعجبًا من حصانتها:
أفعى تحت صخرة، تضر غيرها ولا يقدر عليها أحد | ||
— إسماعيل بن الشريف بعد هزيمته[107] |
أرسل العثمانيون سفارة لعقد الصلح على أساس احترام الاتفاقيات القديمة (وادي تافنة كحد بين الدولتين)،[106][96] بمبادرة من سلطان إسلامبول أحمد الثاني.[فرن 22] رغم ذلك استغل إسماعيل انشغال الداي شعبان بحربه الحدودية مع محمد باي تونس،[108] فوجه ابنه زيدان عامل تازة في حملة إلى تلمسان سنة 1061هـ الموافقة لسنة 1695م (1694م حسب حركات [100]) على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل وأغار على القبائل الحدودية فقاتلهم ونهبهم ثم رجع.[109] ثم أرسل ابنه محمد العالم في نفس السنة إلا أنه هْزم سنة 1696م.[إنج 40] فعقد الصلح مرة أخرى مع الدولة العثمانية سنة 1697م.[110]
معارك معسكر وجديوية ووهران
عدللجأ علي ابن السلطان إسماعيل وعائشة امباركة إلى إيالة الجزائر، وغزا ونهب منذ سنة 1698م بمساندتها الأراضي الواقعة غرب وادي تافنة،[إنج 41] إلى أن تمكن والي تازة مسعود الرامي من اقتحام القطاع الوهراني وأقنع المتمرد بعد أن هدده أن والده قد يعدمه إن لم يسلم نفسه.[إنج 42]
أورد العديد من المؤرخين[111][112][فرن 23] أن إسماعيل تحالف مع مراد باي تونس واتفق معه على مهاجمة إيالة الجزائر في وقت واحد من الشرق والغرب.[110] إلا أن المؤرخ المغربي أحمد تازي ينكر وجود هذا التحالف من أساسه إذ يقول «ومن الطريف أن نسمع عن ادعاء جزائري لتواطؤ جديد بين المغرب وتونس لضرب الجزائر حيث يهاجمها من شرقها مراد باي تونس وهو إتفاق لا تعرفه لا المصادر التونسية ولا المغربية»،[113] كما ينكر بعض المؤرخين وجود أي أطماع لإسماعيل في ضم أراضي إيالة الجزائر مستدلين أن تلك الحملات قادها ابنه زيدان، فوبخه أبوه على نقضه الصلح بل وعزله عن ولاية وجدة فيما بعد.[114][115] خاصة أنه، حسب ابن زيدان، فإسماعيل دعا باي تونس إلى مهادنة جيرانه بالجزائر إذ قال:
وعلى العموم فالثابت أنه في أعقاب حالة عدم الاستقرار التي عانت منها إيالة الجزائر نتيجة تمرد أوجاقها ضد الحاج شعبان. تحرك مراد وهاجم الشرق لكن مصطفى داي الجزائر استطاع هزيمته وقتل ألفي جندي بالقرب من جوامع العلمة وانسحب مراد إلى مدينة تونس في 19 ربيع الآخر 1112هـ الموافق 3 أكتوبر 1700م.[فرن 24] وإثر انشغال الداي مصطفى بصد غارات باي تونس هاجم والي وجدة زيدان[110] ضواحي تلمسان سنة 1111هـ فأخضع ندرومة وبني سنوس وجبال ترارة [117] حتى دخل لتلمسان نفسها، ووصل إلى مدينة معسكر مقر الباي مصطفى بوشلاغم واستولى على قلعة معسكر ونهب قصر الباي، ورغم أنه هُزم[110] إلا أنه تمكن من العودة محملا بالغنائم.[118] ثم ذهب المولى إسماعيل بنفسه في حملة عسكرية أخرى ضد إيالة الجزائر، وتقدمت القوات المخزنية حتى وادي الشلف قبل أن يعترضها جيش داي الجزائر في الشديوية (جديوية[94]) بقوات تقدر بما بين عشرة آلاف واثنتي عشر ألف رجل. نجح داي الجزائر في صد وحدة من ستين ألف جندي من الجيش المخزني،[فرن 25] وتعرض الجيش المخزني العلوي لهزيمة ثقيلة مردها سوء تنظيمه، وتمكن المولى إسماعيل الجريح من الفرار بأعجوبة.[119] وعُلِّق ثلاثة آلاف رأس من جنوده وخمسين رأس من القادة بالجزائر العاصمة.[فرن 26] وعند عودته عانى الجيش المخزني من العطش وضنك التعب نتيجة الحرارة المفرطة آنذاك.[120] وعاود إسماعيل سنة 1703م (1701م[121] أو 1707م حسب بعض المؤرخين[إنج 43]) هجومًا على وهران إلا أنه انهزم بغابة قرب أرزيو.[112] بعد انهزام حملاته، لم يحاول إسماعيل شن أي هجوم واسع ما وراء وادي تافنة وجبال بني يزناسن مرة أخرى.[إنج 44] وكان آخر توتر بأبريل 1720م بعد هجومٍ شنه السلطان على شرق الإيالة، إلا أن اتفاق لوقف الحرب عقد في الشهر نفسه.[122]
التدخل في بلاد السنغال
عدلقامت القوات المخزنية المتمركزة بعدة غارات وهجمات جنوبي نهر السنغال ضد إمارات جولوف ووالو وكيور وفوتا تورو منذ سنة 1670م، منهية نفوذها بشكل نهائي سنة 1697م من شمال النهر المذكور،[إنج 45] ومكرسة نفوذ كل من إمارتي الترارزة والبراكنة التابعتين للسلطنة الشريفة.[88]
جدد أمير الترارزة الجديد اعلي الشنطورة البيعة بنفسه لسلطان المغرب بمكناس، طالبًا العون والمدد والجيوش ضد أبناء عمه البراكنة[58] الذي هاجموه متحالفين مع قبيلة أولاد الدليم. وكان السلطان قد عين اعلي أميرًا تابعا له على الأراضي الممتدة من الرأس الأبيض إلى واد السنغال؛[إنج 23] فقبل السلطان مساعدته إذ أمده بالمؤن والعسكر، فتكمن الأمير من هزيمة البراكنة وطارد أميرها حتى كيور.[إنج 46]
وبعد ذلك، أرسل إسماعيل ابنه أحمد للمصالحة بين العرب الحسانيين بتكانت وقبيلة إيدو عيش البربرية.[إنج 47] ثم شنت قوات مغربية وترارزية عدة حملات ما وراء نهر السنغال فارضين التبعية سنة 1720م على كل من إمارتي فوتا تورو ووالو.[إنج 48]
الحملة على الأغواط
عدلأرسل المولى إسماعيل سنة 1708م، بعد إعادة تنظيم الجيش المخزني إثر الهزيمة في وادي الشلف عام 1701م، ابنه ليسيطر على الأراضي الجنوبية المتاخمة لإيالة الجزائر، فوصل إلى عين ماضي ودخلها.[123]
ثم استولى على قصر بوسمغون (الواقع بين عين الصفراء والبيض) ووضع به حامية عسكرية ظلت قائمة حتى 1713م.[124] وتمكن من إخضاع كل المناطق غرب الأغواط،[125] فتتالت الوفود المبايعة من قبائل بني مزاب، فصارت كل من الأغواط وعين الصفراء تابعتين للسلطنة الشريفة.[وب-عر 5]
الصِّراع بين أبنائه
عدلبين عامي 1699 و1700م، قسَّم المولى إسماعيل أقاليم البلاد بين أبنائه. فعين أحمد واليًا على تادلة. أما المولى محمد العالم فقد آثر أن يستخدمه على منطقة سوس وزوده بثلاثة آلاف فارس. كما عين المولى المأمون واليًا على سجلماسة ودرعة وأعطاه خمسمائة فارس. إلا أنه عجز عن ضبط حركة آيت عطا ومنع نهبها لقوافل التجارة، فعاتبه أبوه على إغفال أمر ولايته، الشيء الذي أقنع السلطان بجعل درعة عمالة مستقلة عن سجلماسة فيما بعد.[97] فعين عبد الملك واليًا على درعة، متحصنًا بقصبة وفرقة من ألف فارس.[126] وسرعان ما توفي المأمون وحل محله بعد ذلك بعامين المولى يوسف، واستلم المولى زيدان قيادة شرق، إلى أن عزل منها بعد غزوته الفاشلة ضد العثمانيين، وتوقيع إسماعيل معهم صلحًا،[127] وهكذا استبدل بالمولى حفيظ.[110] إلا أن هذا التقسيم أدى إلى الغيرة والخصومات بين الأبناء والتي تحولت أحيانًا إلى اشتباكات. هكذا هزم المولى عبد الملك على يد شقيقه المولى الناصر الذي استولى على كامل درعة.[120] بيد أن المولى الشريف، الذي عينه والده واليًا على درعة بدلا من عبد الملك، سيطر على المنطقة وطرد أخاه الناصر،[120] الذي اضطر للجوء إلى قصبة أغلان والاحتماء في أسوارها مع أربعمئة من أصحابه ونجح شيخ زاوية تامكورت في إقناع المولى الشريف بأن يسمح لأخيه أن ينسحب بأمان للصحراء فغضب إسماعيل من ذلك وعزل ابنه الشريف عن عمالة درعة.[126]
ثورة محمد العالم
عدلكان لمحمد العالم مكانة كبيرة لدى إسماعيل، إذ كان يأخد برأيه ويضرب به المثل في الصدق ورجاحة العقل، فعينه أبوه على فاس وتافيلالت ثم عينه على مراكش ودرعة، ثم على تارودانت التي تمرد على أبيه وهو عامل عليها.[128] واختلف المؤرخون في سبب ثورته، فهناك من قال أن بعض حاشية البلاط من كتاب ووزراء زرعت الفتنة بينه وبين أبيه، لكثرة حساده بعد حسن سيرته في ولاية مراكش. ويرى رأي ثانٍ أنه كان معارضًا لتمليك أبيه للحراطين إذ وجد ذلك مخالفًا للشريعة.[129] ويرى محمد جادور أن ذلك مرده الوصاية الزائدة التي فرضها إسماعيل عليه وكثرة تعيينه وعزله مما يوحي بغياب الثقة ويجعل التمرد سبيلًا للتخلص من تلك الضغوطات.[130] بينما ذهبت الكتابات الأجنبية أن رغبته في مواجهة المؤامرات والدسائس ومكر حماته عائشة بنت مبارك، التي أرادت تنصيب ابنها المولى زيدان وليًا للعهد، كان السبب المباشر لتمرده.[فرن 27]
سيطر العالم على سوس بعد أن أخفقت جهود الوساطة وعدم استجابته لدعوات أبيه للصلح،[131] وهزم أخاه المولى الحفيظ، وطرد أخاه عبد الملك من درعة، ثم استولى على مراكش في 9 مارس 1703م ودعا لنفسه.[132] وتلقى رسائل تشجيع من قبل عمال أقاليم عديدة. فقرر أبوه مواجهته بنفسه إلا أن مجلس الشورى انتخب أخاه زيدان ليتصدى له.[131] ومع اقتراب شقيقه على رأس جيش، فر المولى محمد العالم واختبأ في تارودانت. حاصر أخوه المكان ثم أسره في 25 يونيو 1704م، واقتاده إلى وادي شعيب في 7 يوليو،[133] فعاقبه والده بقسوة بقطع يده ورجله من خلاف، ثم أعدم الجزار الذي رفض سفك دم الشريف.[فرن 28] وتوفي محمد العالم نتيجة البتر بعد أيام قليلة رغم محاولة والده لإبقائه على قيد الحياة،[133] ونهى المولى إسماعيل عن الصلاة على ولده القتيل. وقد اعترض على هذا المنع قاضي فاس العربي بردلة، الذي عصا الأمر وواصل الصلاة.[133] ثم أمر المولى إسماعيل باغتيال قائد مراكش متهمًا إياه بتسليم المدينة إلى محمد العالم.[فرن 29] وكان لوفاة العالم وقع كبير على إسماعيل الذي ضاقت عليه الأرض ولم يعد يهنأ لا بطعام ولا نوم.[130]
عزل إسماعيل لأبنائه
عدلبعد أن علم بالتجاوزات التي قام بها المولى زيدان بتارودانت، ولا سيما المذبحة التي تعرض لها سكان هذه المدينة،[133] إضافة لعصيانه أمر أبيه بحضور فاس ورفضه المساهمة في حصار سبتة، [134] دبر إسماعيل مقتل ابنه عن طريق قيام نسائه بخنقه وتسميمه عام 1707م.[فرن 28] ونجح إسماعيل في قمع تمرد قبيلة أولاد محمد[فرن 30] بتوات سنة 1711م واسترد السيطرة على درعة بعد أن استقل حاكمها بها منذ سنة 1702م.[إنج 49] وفي سنة 1124هـ الموافقة لسنة 1712م ظهر ابنه المولى الناصر عائدًا من الصحراء[126] في سوس، لكنه قُتل في النهاية على يد قبيلة أولاد دليم الموالية للمولى إسماعيل.[135] كما اغتال ابنه المولى الحفيد بعد أن علم بنواياه في الثورة.[136] ولتجنب المزيد من الاضطرابات، عزل المولى إسماعيل جميع أبنائه من الولايات التي عهد بها إليهم، باستثناء المولى أحمد الذي احتفظ بمنصبه واليًا على تادلة، والمولى عبد الملك الذي صار واليًا على سوس.[137] واستبدل بالأمراء المعزولين بعض العصاميين من آل الروسي في فاس كما سرح من السجن ثم عين الكاتب الخياط بن المنصور في درعة.[132] ثم، ولأسباب مجهولة، اغتاله وعين مكانه ابنه الشريف الذي نجح في إقرار الأمن بها، إلا أنه لم ينجح في قمع عصيان القبائل بمحاميد الغزلان سنة 1135هـ الموافقة لسنة 1722م بعد رفضهم دفع الضرائب، فاستنجد بالجيش المخزني[138] الذي تمكن من إخضاع القبائل بعد خسائر قدرت بستمائة قتيل.[139]
لاحقًا عزل المولى إسماعيل عبد الملك عن ولاية سوس والصحراء؛ وعين عبد الكريم مكانه[إنج 50] لأنه انفرد بحكمها حتى صار حاكمها المطلق، ورفض عام 1718م دفع الزكاة إلا أنه رجع للطاعة خوفًا من بطش أبيه.[131]
حِصَار سَبتَة وملِيليَة وبَادِس
عدلسقطت سبتة بأيدي البرتغاليين سنة 1415م، وظلت في أيديهم إلى أن تفكك الاتحاد الإيبيري، إذ ضمتها إسبانيا إلى ممتلكاتها، وكان لإسماعيل رغبة قوية في استرداد هذه المدينة الحصينة،[140] كما أن الفقهاء والعلماء حثوه على ذلك وأبرز من خاطبه العلامة سيدي عبد السلام جسوس الفاسي إذ نظم القصيدة الآتية:[141]
حاصر إسماعيل مدينة سبتة بجيش قوامه أربعين ألف جندي، وطال الحصار في مواجهة شدة التحصن الإسباني.[فرن 31] كما حاصر جزء من جيش إسماعيل مليلية بين عامي 1694 و1696م، لكنه لم ينجح في اقتحام تحصيناتها المنيعة،[فرن 31] إذ أن الإسبان بالمدينة أبدوا مقاومة شديدة، ولم يستطع المجاهدون تفجير أسوارها كما فعلوا مع المدن الأخرى نظرًا لعمق الخنادق.[إنج 51] إذ كانت المدينة محصنة بثلاثة خطوط دفاعية رئيسية تتميز بثلاثة حصون ضخمة، وخلفها الفناء (بلازا دي أرماس) الذي يحتضن ثلاثين مدفع. ثم كان هناك خندق متصل بالجسر المتحرك، وأخيرًا خط الدفاع النهائي، وهو جدار ضخم يضم قرابة ثلاثين بندقية أخرى. ولم يتمكن المسلمين من اقتحام المدينة إلا سنة 1695م، إذ شنوا هجومًا مفاجئًا تحت الضباب كاد أن ينجح، وسيطروا لفترة وجيزة على منطقة لابلازا قبل أن يتراجع الجيش بعد هجومٍ مضاد من طرف القوات الإسبانية.[إنج 52] وشارك أمير البحر الإنجليزي جورج روك في حصار سبتة بإغلاق مينائها عام 1704م.[فرن 31]
كلف المولى إسماعيل ابنه المولى زيدان في سنة 1113 هـ الموافقة لسنة 1702م، بجيش قوامه اثنا عشر ألف رجل، للاستيلاء على جزيرة بادس. تمكن المسلمون من تدمير التحصينات والقلاع الإسبانية المجاورة للجزيرة لكنهم لم يفتحوها،[فرن 32][107] بينما يورد مؤرخ الدولة العلوية عبد الرحمن بن زيدان رواية أخرى للأحداث[142] إذ يبرز أن الجزيرة فُتحت خلال شهر رمضان بعد حصارها على يد قائد تطوان عبد الكريم الخطيب وأسر العديد من الإسبان.[143] كما عاود السلطان حصار مليلية في أغسطس سنة 1715م.[إنج 53]
أرسل فيليب الخامس ملك إسبانيا، الذي أراد الانتقام من المولى إسماعيل لتقديمه المساعدة للإمبرياليين خلال حرب الخلافة الإسبانية، أسطولًا في عام 1720م، بقيادة ماركيز ليدي لرفع الحصار عن سبتة وإجبار المسلمين على الاستسلام. إذ خرجوا بجيوش كثيرة وأوقعوا بمعسكر الجيش خارج سبتة واستولوا على ما كان بأيديهم. ثم بعث السلطان في الساعة والحين بالجيوش من جميع أقطار المغرب، ومن عبيد البخاري فردهم على أعقابهم بعدما كانوا استولوا على موضع المحلة ورجع الإسبان إلى سبتة، ورجع عبيد البخاري إلى مقرهم من الرمل، وفي شعبان 1133هـ حل الغلاء بالمغرب، ووصل سعر القمح إلى اثني عشر مثقالًا أو ثلاثة عشر، واستمر نحو أربعة أعوام. ففك المولى إسماعيل الحصار الذي كلفه خسائر فادحة.[103] وبذلك نجح الأسطول الإسباني في رفع حصار سبتة بعد أن تمكنت حامية المدينة من الصمود مند سنة 1694م رغم الحرب الأهلية الدائرة بإسبانيا. ولكن بمجرد عودة ماركيز ليدي إلى إسبانيا، قرر المولى إسماعيل إعادة حصار سبتة عام 1721م. كان السلطان عازمًا على الانتقام من الإسبان، وأعد سلاحًا عتيدًا دمرته عاصفة في عام 1722م. مع ذلك استمر حصار سبتة حتى وفاته في رجب سنة 1139هـ الموافقة لسنة 1727م.[فرن 28][فرن 31]
أخفق الحصار لعدة أسباب: أبرزها عجز تقني يتمثل في عدم التوفر على أسطول بحري قادر على عزل المدينة عن مصادر تموينها فسبتة قريبة من الساحل الإسباني،[144] وهذا ما عبر عنه عبد الله بن عائشة سفير المغرب لدى فرنسا:
إضافة إلى عدم تحمس الجيش الريفي لفتحها لكي لا يكلفهم السلطان بتحرير البريجة البعيدة عن أهلهم وذويهم وثقل مشقة السفر إليها،[146] زيادة إلى خيانة البعض باطلاع إسبانيا على الخطط العسكرية،[فرن 33] وانشغال السلطان بإخماد ثورات القبائل وأبنائه.[147]
وفاته ومآثره
عدلتوفي المولى إسماعيل في 22 مارس 1727م[فرن 28] عن إحدى وثمانين عامًا، بسبب خراج في البطن مما جعله عاجزا عن ركوب الخيل كالمعتاد، فأحزنه ذلك وعجل بوفاته. خلفه ابنه المولى أحمد. وكانت مدة حكمه سبعةٍ وخمسين عامًا.[فرن 34] ويعتبر عهده فترة ذهبية في تاريخ البلاد عاشت فيها الأمن والسلام والاستقرار. كما وصفها المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في كتابه المسمى الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الذي يتتبع تاريخ المغرب بأكمله من هذه الفترة «حتى لم يبق [...] لأهل الفساد محل يأوون فيه ويعتصمون به: ولم تقلهم أَرْضَ أَرَادَت أَنْ تَحْمَلَهُمْ وَلاَ أظلتهم سماء».[148]
أعاد المولى إسماعيل الوحدة السياسية للبلاد، وشكل قوتها العسكرية الرئيسية وهي جيش البخاري الذي تكون في ذروته من مائة ألف[فرن 25] إلى مائةٍ وخمسين ألفًا من حرس عبيد البخاري، بالإضافة إلى قوات غير نظامية، أبرزها كيش الودايا،[فرن 15] والعلوج (أوروبيون اعتنقوا الإسلام)، ومقاتلين من القبائل الخاضعة الذين يحصلون على أرض في مقابل خدمتهم، فاسترد العديد من المدن الساحلية من الأوروبيين. ووسَّع أراضي دولته توسيعًا كبيرًا،[149] وأنشأ العديد من المباني الضخمة.[150]
امتدت رقعة السلطنة الشريفة في عهده من تلمسان[151] وبسكرة وبلاد الجريد شرقًا إلى وادي السنغال جنوبًا.[87][152] وبلغت تخوم السودان (مالي) حتى نهر النيجر.[153] إذ قال محمد الصغير الإفراني في كتابه «روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف» أن المولى إسماعيل «...دوخ نصره الله بلاد المغرب الأقصى كلها، وملك سهلها ووعزها، ودان له قريبها وبعيدها، واستولى على تخوم بلاد السودان وبلغ منها ما لم يبلغه ملك قبله، وقد وصلت جيوشه إلى بحر النيل من جهة بلاد فرغانة، ودخل في طاعته كثيرٌ من عمائر أطراف السودان، وامتدت مملكته من جهة المشرق إلى قرب بلاد بسكرة من قرى بلاد الجريد، وما تمهدت له البلاد إلا بعد محاربة طويلة ومقارعة فظيعة ،وبعد أن قاسى مع أهل المغرب والثوار من الحروب ما هو أدهى وأمر.»[154]
ووافقه محمد الضعيف الرباطي الذي قال: «و كانت طاعته قد عمت جميع المغرب إلى تلمسان، وجميع بلاد الصحراء وتوات وفقيف وأطراف السودان وعلى تيغاز وسوس الأقصى، وخضع لقهره جميع من كان عصاء فيالها من مصيبة ما أعظمها على المسلمين وفرح لموته أعداء الله الكافرين. ولقد كان صواما قواما دائم الذكر شديد الغيرة في محارم الله وكان مهابًا شجاعًا ظاهرًا للغداء منصورًا مظفرًا مؤيدًا، يعابه ملوك الأرض ويرون مهادنته عليهم من أكد الفرض، ويعاديه ملوك الاقاليم ويتحفه بالهدايا ملوك الأعاجم».[141]
عند وفاة المولى إسماعيل، كان أعوان عبيد البخاري وكيش الودايا هم الذين، بالتنسيق مع علماء مكناس والوزراء، انتخبوا السلطان المولى أحمد الذهبي.[إنج 54][وب-فرن 2] إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أن المولى إسماعيل قد عين خليفته بنفسه قبل وفاته. ومهما كان الأمر، ففي فترة الفوضى العلوية، لعب الودايا دورًا كبيرًا وخلعوا العديد من السلاطين بالاتفاق مع عبيد البخاري.[155]
شخصيته وصفاته
عدلورعه وتواضعه
عدلمنع إسماعيل الخطباء من ذكر اسمه على المنابر مقرونًا بلفظ السيادة والمولوية وأمره لهم بذكر اسمه مجردًا إذ قال:
ومن تواضعه مباشرته تخطيط قصوره ومساجدها وربما عمل فيها مع العملة؛ فهو المتولٍ لهندسة بناءاته حيث يباشر ذلك بنفسه بل ويعين بنفسه في خدمة البناء بمحضر الخدمة؛ ويمسك الجير بيده كأنَّه واحدٌ منهم حتى يُظن أنه ليس هو السلطان.[157]
كما أجمع المؤرخون المسلمون على تواضعه لله تعالى وتدينه الشديد، فروي أنه إذا تفكر في عظمة الله سبحانه وأدركته خشية الله تعالى سجدَ على الأرض وعفر وجهه في ترابها، وربما يُدركه ذلك وهو في طين فيخرُّ ساجدًا لله ولا يبالي بتلوث ثيابه.[158] حتى كتاب أجانب من قبيل دومينيك بوزنو شهدوا له بورعه وتدينه، إذ قال:
كما أن المولى إسماعيل كان يحب مناظرة أتباع الآباء الثالوثيين المتواجدين بالمغرب، وذلك كل ما عاد من صلاة الجمعة إذ يأمر بأن يجلب إلى قصره أتباع الآباء، ومن مناظراته ما نقله المؤرخ الفرنسي هنري دوكاستري:
عدله وإنصافه
عدلكان عدل المولى إسماعيل ذائع الصيت في المداشر والحواضر، وذلك لأنه لا يحتجب عن الناس بداره كما كانتْ عادةً من قبله من عظماء الملوك يحتجبون عن الرعية بشهواتهم، حتى كان المتظلم يمكث بباب الأمير الأشهر الكثيرة والليالي ذوات العدد يرتقب خروج سلطانه إليه فلا يجد إليه سبيلًا، بل وكان يسهر على شؤون رعيته،[157] ويبرز في كل وقت وفي كل يوم حتى يصل إليه من أراده قويًا أو ضعيفًا، شريفًا أو مشروفًا، من غير حاجب يحجبه ولا صاد يصده.[159]
بين القسوة والصفح
عدلإن السمات الرئيسية لشخصية المولى إسماعيل، والتي ركز عليها الكُتَّاب الأجانب، هي رغبته في سيادة النظام والسلطة وإرادته الحديدية ومن أقواله في هذا الصدد: «إذا أعطاني الله الملك، فلن يستطيع أحد أن ينزعه مني». وفقًا لأحد الأسرى المسيحيين، خلال ستةٍ وعشرين سنة من حكمه، قتل مولاي إسماعيل بيديه أكثر من ستةٍ وثلاثين ألف شخص، وهو ما يراه دوكاستري مبالغًا فيه.[فرن 37] وحسب الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيدو دو سان أولون، قتل إسماعيل عشرين ألف شخص خلال عشرين سنة من حكمه.[فرن 38]ووفقًا لدومينيك بوزنو، يرتبط لون ملابسه بحالته المزاجية: «اللون الأخضر هو اللون المحبوب: الأبيض يبشر بالخير لمن يقترب منه: ولكن عندما يلبس اللون الأصفر يرتعد الجميع ويتجنبون حضوره لأن هذا هو اللون الذي يتخذه في أيام الإعدامات[فرن 39]». إذ أن العديد من الكتاب الأجانب صوروه بمظهر الطاغية الدموي السريع الغضب المتقلب الطباع والقاسي مع المتمردين.[160]
اعتبر بعض المؤرخين المغاربة تلك الأوصاف محض مبالغات وافتراءات،[إنج 55] بينما أقر عبد الكريم غلاب بذلك إذ قال «ومن الأخطاء التي تذكر فلا تغفر - للسلطان إسماعيل - مبالغته في الفتك بالمواطنين وقتلهم، فما تكاد ناحية ما تعلن التمرد فينتصر عليها حتى يقتل كثيراً من سكانها، وأباح ذلك لأولاده وعمه والمثال واضح في أن ابنه زيدان حينما انتصر على أخيه محمد العالم - الذي تمرد على أبيه - في تارودانت دخلها وقتل جميع سكانها بمن فيهم النساء والأطفال كما يقول المؤرخون. فالقتل كان الظاهرة العامة لسياسة إسماعيل» إلا أنه برر ذلك بقوله: «وربما كان يعتبر ذلك مما مهد الأمن في البلاد وأقالها من عشرات التمردات والثورات»،[161] كما برر أبو القاسم الزياني قسوة المولى إسماعيل مع القبائل المتمردة، على اعتبار الجهد الذي كلفوه للسلطان في تثبيت ملكه في المغرب، فهي «قبائل لا تلين باللطف بل بالسيف والعنف»: «وغلب السلطان المولى إسماعيل منهم على أهل المغرب عربهم وبربرهم، باستعمال العسكر… وقد بلغ عددهم مائة وخمسين ألفا، فاستراحت دولة العلويين من عبث البربر نحو خمسين عامًا إلى أن مات المولى إسماعيل». ويرجع خالد زيادة الصورة السلبية المبالغ فيها التي رسمها الفرنسيون لإسماعيل إلى رغبتهم في توجيه نقد غير مباشر للويس الرابع عشر الذي استبد بحكم فرنسا.[162] كما أن هؤلاء المؤرخين تجاهلوا سماحة إسماعيل في عدة مواضع فقد عفا عن أهل فاس بعد عصيانهم، وعفا عن أهل القصر الكبير رغم مساندتهم للخضر غيلان، وعفا عن أهل مراكش متناسيًا مساندتهم لابن محرز.[163] ويرجع المؤرخ المغربي إبراهيم حركات كراهية الأوروبيين للسلطان لعدم لينه في التفاوض وشدته في فرض شروطه على الدول الأوروبية وسياسته الجهادية.[164]
- محنة الفقهاء وقضية تمليك الحراطين
في إطار تأسيس جيش عبيد البخاري، أمر إسماعيل بجعل جميع السود عبيدًا للمخزن ومماليكًا للسلطان، ولقي ذلك معارضة بعض الفقهاء والعلماء الذين أفتوا بعدم جواز ذلك لأن هناك فرق بين العبد المملوك وأسير الحرب والعبد الذي أعتق ونال حريته،[165] والمسمى بـ«الحرطاني» (جمع الحراطين)؛ فأورد السلطان على فاس كتابًا يوبخ فيه العلماء والقاضي ويلزمهم الموافقة على تمليك العبيد الذين في الديوان بل وتعرض البعض لمحنة صودرت فيها أمواله واعتقل أولاده كما وقع لعبد السلام جسوس الذي انتهى به الأمر مقتولًا خنقًا،[166] وتلا على المنبر بتمليك حراطين فاس في ثاني عشر المحرم من عام 1110هـ. جاء القائد عبد الله الروسي بتمليك عبيد أعيان فاس، وفي الثامن عشر منه اجتمع المرابطون والفقهاء بالقرويين وأجمعوا رأيهم أن يكتبوا السلطان متشفعين له في ذلك، وفي الثاني والعشرين منه جاء أهل فاس وطلبوا منه أن يخرج إلى مكناسة ليشفع لهم فعفا عنهم.[167]
صفته الخلقية
عدلعرف عنه مهارته في ركوب الخيل، وتمتعه بقوة بدنية كبيرة، وخفة حركة احتفظ بها حتى في شيخوخته.[فرن 28][فرن 38] ووصف أن له وجهًا طويلًا، وبشرة داكنة، وطولًا متوسطًا. أضاف سانت أمانس، سفير لويس الرابع عشر «إنَّهُ أقوى وأقوى رجل في ولاياته».[فرن 2]
العلاقات الخارجيَّة في عهده
عدلالدولة العثمانية
عدلمع تولي إسماعيل الحكم أعلن داي الجزائر[168] تجديد الاعتراف بوادي تافنة كحد فاصل بين الدولة العثمانية والسلطنة الشريفة،[169] إلا أن إيالة الجزائر ساندت في الحقيقة كل من الخضر غيلان وآل النقسيس والدلائيين.[170] كما مولَّت تمرد ابن أخيه ابن محرز بسوس،[171] بل وكان بينهما حلف سري للإطاحة بالسلطان إسماعيل الذي ظنَّ أنَّ أمر ابن محرز انتهى بعد طرده من المنطقة ليُفَاجأ بهجوم في شرق البلاد يخرق الهدنة. فأرسل للسلطان العثماني مراد الرابع يذكره بالهدنة [172] فأجابه أن إيالة الجزائر ستخضع لأوامر السلطان إسماعيل.[173] وبذلك انتعشت العلاقة بين الدَّولتين أكثر من أيِّ وقت مضى، وكسب إسماعيل معركته الدبلوماسية.[173] إلا أن مصطفى الغاشي يرى أن الوصاية التي أعطاها العثمانيون لإسماعيل على إيالة الجزائر ما هي إلا مناورة لصرفه عن حربها وحثه على تحرير ثغوره المحتلَّة عوض ذلك.[174] وشكل تحرير طنجة عام 1684م ثمرة هذا التوجه الجديد، الذي أسفر عن نوع من التعاون بين الدَّولتين، حيث أنَّ أعدادًا كبيرة من المجاهدين العثمانيين توافدت على الموانئ المغربية من أجل الجهاد ضد السفن الأوروبية. كما أن البحارة المغاربة توافدوا بكثرة على مدينة الجزائر. ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل شمل التعاون والتنسيق حتى المفاوضات بخصوص الأسرى الأوروبيين المحتجزين لدى الطَّرفَين، وكف الطرفين عن دعم الحركات الثورية المناوئة.[175]
إلا أن تعيين الحاج شعبان دايًا في الجزائر ورغبة إسماعيل في ضم تلمسان أرجع الخلافات من جديد.[176] وكان لداي الجزائر خلاف مع إيالة تونس إذ كان يرى أنها تابعة لإيالته أولًا ثم للعثمانيين ثانيًا، [104][177] كما شملت طموحات إسماعيل توحيد المغرب الكبير بأكمله أسوة بالموحدين.[178] ولم يتوانَ داي الجزائر عن عقد معاهدة،[46] بل والتحالف[124] مع ملك فرنسا، الأمر الذي كان يعتبره إجاصة ستروي رغبته في التَّوسُّعِ خصوصًا أن فرنسا كانت تريد فرض اتفاقية تبادل أسرى على المغرب.[179] فوقعت عدة نزاعات لم تسفر عن أي تغييرات حدودية.[177] أدى رد فعل العثمانيين الإيجابي بتجديد الصلح إلى مواصلته لسياسته في تحسين علاقته مع الباب العالي إذ أرسل سفيره عبد الملك الأيوبي مهنئًا لسليمان الثاني لما تولى عرش بني عثمان.[180] فأجابه برسالة أثنى فيها السلطان العثماني عليه وعلى دوره في الدفاع عن الأمة الإسلامية كما نوهه إلى عدم الهجوم على أراضي إيالة الجزائر.[181] تبع ذلك إرسال السلطان العثماني رسالة وذلك في 22 شوال 1110هـ الموافق لأبريل 1699م فيها التهديد والدعوة إلى عدم انتهاك شرع الله بالهجوم على إيالة الجزائر مؤكدًا له أن الجزائر هي ضمن ممالكه المحروسة وأن أهل الجزائر مبايعون للسلطان العثماني وأن عليه الاهتمام بتحرير مليلية والبريجة وبادس المتواجدة قربه عوض أن يمد يده تجاه وهران لأن تحريرها شأن داخلي للدولة العثمانية.[182] فأجابه إسماعيل أن تحرير وهران سهل لولا تكاسل أهل الجزائر عكس سبتة. كما أن إسماعيل كان يرى حملاته على وهران وسيلة للضغط على إسبانيا للتخلي عن قواعدها بالمغرب الأقصى.[177] وبعد إخفاق حملاته المتكررة ضد إيالة الجزائر اقتنع إسماعيل بضرورة التعايش مع الوجود العثماني،[183] إذ أنه أرسل سفارة خاصة للسلطان العثماني أحمد الثالث لتهنئته بتحرير وهران.[184] وبعد انهزام الدولة العثمانية في حرب الحلف المقدس عرض مساعدته عسكريًا لمواجهة النمساويين.[184] فرغم وجود اختلافات بينهما لكن ظلَّ رابط الدين الإسلامي يجمعهم للوقوف ضد أي خطر أوروبي.[185]
في سنة 1037هـ الموافقة لسنة 1725م أرسل إسماعيل شكوى من دايات الجزائر للسلطان العثماني أحمد الثالث[184] الذي أجابه برسالة أشاد فيها بنسب السلطان الشريف، وأثنى على جهاده ضد الأوروبيين،[186] وعاتب فيها أهل الجزائر على عدم موالاتهم له في جهاده وتحريره للثغور، وأطلق يده فيهم آمرًا إياهم بالتعاون مع السلطان ضد الأوروبيين وتوعدهم بالعقاب إن فعلوا عكس ذلك،[187] إذ قال:
وخلاصة القول وقعت الدولتين على معاهدة سلام مرارا وتكرارا، وذلك سنة 1678م،[54] و1692م،[فرن 40] و1693م،[فرن 22] و1701م،[فرن 26] مما مهد إلى تحول السلطنة الشريفة والدولة العثمانية إلى حلفاء فيما بعد.[183]
مملكة فرنسا
عدلمع صعود إسماعيل للحكم أرسلت فرنسا تهنئة للسلطان[189] مطالبة إياه بعقد اتفاقية لتبادل الأسرى.[190] بل وأعطت تعليمات بتاريخ 23 مارس 1680م بحصار مدينة سلا ثم مطاردة المجاهدين المسلمين لفرض الصلح.[191] إلا أن إسماعيل سرعان ما بادر بإرسال سفيره لتحرير بنود معاهدة صلح بين بلاده وفرنسا في سان جرمان أونلي وذلك في 25 مارس 1683م، مبرزًا أنها لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد خمسين يومًا. ورأى البلاط الفرنسي أن ذلك مماطلة فأمر يوم 28 مارس 1681م بمطاردة المجاهدين واستمرار حصار سلا.[191] إلا أن التوترات سرعان ما زالت بعد توقيع الصلح بين كل من أميري البحر ابن حدو ولوفير دولابار في 12 أبريل 1682م، وتضمن تبادلًا للأسرى أوائل شعبان 1092هـ.[191]
طلب المولى إسماعيل من لويس الرابع عشر أن يتحقق مما إن كانت لديه في أرشيفه الرسالة النبوية لهرقل ملك الروم لاعتقاده أنه من حفدته، داعيًا إياه في الوقت نفسه لاعتناق الإسلام.[إنج 56] ثم أرسل في 20 محرم 1093هـ الموافق فيه 29 يناير 1682م محمد تميم وابن أخته عبد القادر وعلي معنينو لتوقيع معاهدة في سان جرمان. وألقى تميم خطابًا أمام لويس السادس عشر وأهدى له بعض السباع والنعام وشاهد أثناء مقامه حفلة تمثيلية إيطالية.[192] فشكر إسماعيل لويس على حسن استقبال سفيره واستقبل سلطان المغرب بدوره سفير فرنسا دوسان أمان لتأكيد المعاهدة.[193]
إلا أن فرنسا لم تفِ بالتزاماتها من المعاهدة، ولم تحرر أي أسير مغربي بل واعترضت سفن المجاهدين المغاربة،[194] ومنعت التجارة مع السلطنة الشريفة بين سنتي 1686 و1688م.[195] فاشتكى إسماعيل من ذلك فبعث له لويس «يوحنا المعمدان إستيل»، إلا أن إسماعيل رفض تجديد الاتفاق ما لم يرسل له لويس مفاوضين ساميين وليس تجار.[196] فأرسلت فرنسا «فرانس بيدو دوسان أولون» فحصل اتفاق مبدئي على تحالف فرنسي مغربي ضد كل من إسبانيا والعثمانيين هدفه تحرير سبتة.[197] إلا أن السفارة لم تعقد أي اتفاقية نتيجة اختلاف المفاوضين المغاربة عليها من جهة، وإصرار إسماعيل على عقد تحالف بين الدولتين هدفه استرجاع سبتة من طرف الإسبان وهو ما رفضته فرنسا.[198] فأرسل سفيره ابن عائشة للبلاط الفرنسي سنة 1698م، إلا أن الصلح لم يجدد.[199]
كما اقترح المولى إسماعيل عبر سفيره عبد الله بن عائشة فكرة الزواج بماري آن البوربونية ابنة لويس الرابع عشر ملك فرنسا غير الشرعية، مع احتفاظها بدينها، فعرض عليها الزواج ولكن الملك الفرنسي رفض بأدب،[فرن 6] نظرًا لعدم ملائمة طبعها لطبعه العربي وتعدد زوجاته وما أشيع عن قسوته وشدته.[200] وينكر عبد الكريم غلاب وقوع الحدث بل ويعتبره أسطورة نسبت للتاريخ.[201] ويستبعد عبد الرحمن بن زيدان الحادثة دون أن ينكرها جزمًا.[202] ويطرح عبد الهادي التازي فرضية أن تكون الخطبة مناورة دبلوماسية من أجل تحسين العلاقات مع فرنسا التي كادت أن تصل لمرحلة القطيعة.[203]
أدى اعتلاء حفيد لويس الرابع عشر للعرش الإسباني عام 1710م لقطيعة دبلوماسية سنة 1718م مع فرنسا وإسبانيا، ورحيل التجار والقناصل الفرنسيين والإسبان عن المغرب.[فرن 41][فرن 42] ولم يكن إسماعيل يكترث بأن يكون في حرب مع فرنسا لأن موارد المغرب وثوراته قادرة على مواجهتها عسكريًا إن لزم الأمر.[فرن 43] واتهمه الدبلوماسيون الفرنسيون، بأنه شديد الجشع، وأن مفاوضاته وتحالفاته تهدف فقط إلى تلقي الهدايا. وبمجرد إشباع جشعه، لا يتردد في إنكار تعهداته مع القوى الأوروبية.[فرن 44][فرن 45] بينما اتهم بن عبد الله السفراء الفرنسيين بأنهم كانوا مجرد حفنة انتهازيين عديمي الخبرة بالدبلوماسية همهم الأوحد الحصول على امتيازات تجارية.[204]
مملكة إنجلترا
عدلعمل إسماعيل في بداية عهده على إنهاء احتلال الإنجليز لطنجة، بعد أن استشار كبار فقهائه حول مدى جواز مفاوضة الإنجليز، فرفض ربط علاقات دبلوماسية معهم بعد حصوله على فتوى بحرمة ذلك، فرد على السفير الإنجليزي قائلًا بأن الشرع لا يخوله توقيع اتفاق مع «الكفار».[205] فبرغم من اتفاقية الصلح بين حاكم طنجة «بالس فير بورن» وبين الحاج عبد القادر مورينو حاكم سلا الجديدة، أمر السلطان بحصار طنجة،[206] وأرسل محمد بن حدو سفيرًا إلى بلاط تشارلز الثاني. أمضى بن حدو ستة أشهر في إنجلترا، زار خلالها أكسفورد وكامبرج والجمعية الملكية وغيرها من الأماكن. وكانت ترمي زيارته إلى معالجة الصراعات والقضايا التجارية وقراصنة الساحل البربري وتبادل الأسرى.[207]
فشلت تلك السفارة في عقد الصلح بين الطرفين،[208] بعد أن استدعى السلطان السفير، وشكل رفض إسماعيل لعقد معاهدة سلام مع الإنجليز، سببًا مباشرًا لقرار تشارلز الثاني إخلاء طنجة والتخلي عن كل أطماعه التوسعية بالسواحل المغربية،[209] فأُطلق سراح العديد من الأسرى الإنجليز بعد فتح المدينة.[210]
مع تولي وليم الثالث عرش إنجلترا، هنأه السلطان ورحب بحصول أي وحدة مستقبلية بن كل من هولندا وإنجلترا، إلا أنه بعد فشل مفاوضات تبادل الأسرى؛[211] اتجه السلطان لدعوة جيمس الثاني، الملك الإنجليزي المخلوع، إلى الإسلام، عن طريق إرسال رسائل يذكر فيها فضائل هذا الدين،[فرن 46] أو على الأقل لاعتناق المذهب البروتستانتي،[212] ثم نصحه بالفرار من فرنسا واستعادة عرشه، لكن جيمس مات في منفاه في هولندا سنة 1701م دون أن يستجيب لنصائح إسماعيل.[212]
ساعد السلطان الإنجليز للسيطرة على جبل طارق وانتزاعه من الإسبان،[212] بالرغم من بقاء العديد من الأسرى الإنجليز في السجون واختطاف الإنجليز لأمير البحر ابن عائشة.[213] إذ رأى إسماعيل نزول إنجلترا بجبل طارق فرصة سانحة لطلب مساعدتها لتحرير سبتة.[214] إلا أن إنجلترا بعد انتزاعها الصخرة من إسبانيا عقدت السلم معها ومع فرنسا وهولندا بمعاهدة أستريط بالنمسا.[215] أدى هذا الموقف السلبي لإنجلترا إلى تجميد معاهدة الصلح بين الدولتين.[216]
حدثت إحدى أهم الاتصالات بين الدولتين بين سنتي 1720 و1721م، عندما زار جون ويندوس والعميد البحري تشارلز ستيوارت المغرب ونجحا في توقيع معاهدة دبلوماسية مع المخزن لأول مرة، وعادوا إلى وطنهم مع مائتين وستةٍ وتسعين من الأسرى الإنجليز المفرج عنهم. وأُرسِلَ سُفراء مغاربة مرَّةً أخرى إلى إنجلترا في عام 1726م.[217]
الإمبراطورية الإسبانية
عدللمَّا بُويع المولى إسماعيل وأصبح سُلطانًا على المغرب، فتح العديد من المدن، وفي خضمِّ هذه الأحداث سلك الإسبان مسلك المُسالمة لحلِّ المشاكل الشَّائكة بين الدولتين، واستغل إسماعيل تقربهم له ببعثه بعثةً ولَّى عليها الوزير حمو بن عبد الوهاب، والتي حملت رسالة إلى الملك كارلوس الثاني في سبتمبر 1690م، وكان في متنها خطابًا من المولى إسماعيل منتقدًا ومشيرًا إلى الأعمال الاستفزازيَّة التي صدرت من الأسرى الإسبان المُسرَّحين، ما أثار حفيظة علماء الدين والشريعة الذين رأو أن هؤلاء الأسرى أخذوا بالسيف ولا يجوز إطلاق سراحهم بدون عوض، وعلَّل المولى إسماعيل غضبهم لكارلوس باستحضارهم لغدر مملكة قشتالة بأهل غرناطة الذي تجاوز عددهم الأربعين ألفًا عقب توقيعهم على ستين شرطًا لم يوفِ القشتاليين لهم ولو بواحد.[218] وفي ختام هذه الرسالة، اشترط المولى إسماعيل على كارلوس الثاني ما يلي:
- أن يُسلَّم للمغرب مقابل كل خمسين أسيرًا خمسة آلاف مخطوطة (مائة عن كلّ واحد)، وكان مقصده من هذا الشرط إرجاع مخطوطات مكتبة المولى زيدان التي سلبها قراصنة الإسبان عام 1612م.[وب-عر 6]
- الخمسون أسيرًا الآخرون يُتبادلون بأسرى مسلمين، أسيرٍ إسبانيٍّ مقابل عشرة مسلمين.[وب-عر 7]
نجحت السفارة في تحرير مائة أسير مسلم مقابل مائة أسير مسيحي وذلك على ظهر مركبتين من جنوة بصحبة كل من السفير حمّو[219] والقس الدون عمانوئيل فييرا لوكو في سبتمبر 1691م. ووضح السفير ابن حمو للعاهل الإسباني أن الألف أسير الذين أحضرهم يجب أن لا يشملون الرضع من الأطفال الذين قدموا هديةً من ملك إسبانيا. إلا أن كارلوس أرجع الأسرى مع أودلاهم، وكان القصد بهذا تمهيد الطريق للتفاوض في أمر المئات الباقية من الأسرى الإسبان الذين رفض إسماعيل أن يجريهم على سنن الاتفاقية الأولى،[فرن 47] بعد معارضة العلماء واحتجاجهم على هذه النازلة إذ قال: «لا نقدر أن نخالف شريعتنا التي هي أساس ديننا الحنيف...».[205] كما راسل المولى إسماعيل فيليب الخامس، ملك إسبانيا التالي، طالبًا تحرير أسيرٍ من جزائر بني مزغنة، اسمه محمد بن صوفة،[220] كما أرسل رسالة أخرى يدعو فيها «طاغيَّة قشتالة، وليون، وراغون، وبسكاية وغليسيَّة، والأندلسيَّة الشرقيَّة، والغربيَّة، والهند» كما كانت عادته في تسمية ملوك إسبانيا إلى حُسنِ معاملة سيمون ضلضان، وهو يهودي من خدام السلطان أرسله إلى مدينة قالص ليقضي له بعض الأمور.[221]
ونظرًا لتعذر الاتصالات الدبلوماسية المباشرة، اتجهت الأنظار إلى الاستعانة برجال البعثات الدينية الإسبانية من أجل عتق الأسرى، ومنحهم أدوارًا مهمة على المستوى الدبلوماسي، وتوثيق الصلات بين البلدين.[222] وجاء ذلك نتيجة رفض إسماعيل إدراج مشكلة الأسرى ضمن أي علاقة دبلوماسية، إلا في إطار تحرير الثغور وكان يشترط في الرهبان المكلفين بهذه المهمة عدة شروط من بينها: قوة الشخصية والحنكة التي تملك خبرة في مجال التعامل مع المسؤولين المغاربة، وكذلك معرفتهم للغة العربية، كما يشترط أيضًا فيهم التمكن من العلوم الدينية لمواجهة الحجة بالحجة، فضلًا عن التحلي بالصبر واللباقة حتى يتمكنوا من إقناعهم بالأهداف التي جاؤوا من أجلها. ففي سنة 1674م، تمكن المبعوث الإسباني السابق الذكر من إطلاق سراح مجموعة لا يُعرف عددها.[222]
مملكة البرتغال
عدلزارت سفارة برتغالية البلاط السلطاني، وبالذات في قصر البديع بمدينة مراكش في أواخر جمادى الآخرة 1088هـ الموافقة لسنة 1677م،[223] حيث استقبل السلطان السفير البرتغالي مع طائفة من القادة والجند والخيالة، وجرت محادثات حول مصير ثغر الجديدة، الذي كان محتلًا من طرف البرتغال، الأمر الذي جعل السلطان يرفض استقبال سفارة برتغالية أخرى في مكناس من أجل تحرير الأسرى البرتغاليين. هذا ما أكد عليه القنصل الفرنسي بيريليي، في رسالة مؤرخة بسلا في 6 نوفمبر 1689م، والذي ذكر فيها أن السلطان إسماعيل رفض استقبال أي سفارة برتغالية وطالب بجلاء البرتغاليين التام عن مدينة الجديدة.[224] هذا ما جعل التوتر بين الدولتين يبلغ أوجه مطلع سنة 1691م خاصة بعد اللقاء الذي جمع بين السلطان إسماعيل والسفير البرتغالي جوزيف ألفراس، الذي جاء لمفاتحة السلطان إسماعيل من جديد لأجل تحرير الأسرى البرتغاليين، لكن هذا السفير وجد نفسه محرجًا أمام سلطان المغرب، الذي كان يهمه تحرير مدينة الجديدة، فأنَّبه وهدَّده مما جعله يرتبك في الجواب بعد أن خاطبه السلطان قائلًا:
إن اهتمام البرتغال وتمسكهم بمدينة الجديدة حتم على السلطان توجيه رسالة إلى الملك بطرس الثاني في سنة 1696م، ذكر له فيها بأنه سيقبل مبدأ التفاوض من أجل افتداء الأسرى شرط أن يبعث له الملك البرتغالي بمفاوض يكون عضوًا في المجلس الملكي البرتغالي،[225] ورغم محاولات السلطان إسماعيل لتحرير مدينة الجديدة إلا أن المنية سبقته دون أن يحقق رغبته.[207]
مع الدول الأوروبية الأخرى
عدلأصدر إسماعيل بتاريخ 6 شعبان 1094هـ ظهيرًا باعتماد يوسف طوليدانو سفيرًا لدى هولندا،[90] فتوجت السفارة بعقد اتفاقية مع الإسطادوس الهولندية منذ عام 1680م، تقضي بتبادل الأسرى والسفارات وجلب الأسلحة.[226] إلا أن انهيار صفقة أسلحة بين الدولتين أدى لتوتر العلاقات وتهديد إسماعيل بإلغاء الهدنة.[227]
كما وجه إسماعيل خطابًا لرئيس جمهورية جنوة يوم 18 يونيو 1700م الموافقة لسنة 1112هـ لتسهيل صلة رحم بين أخوين أحدهم يقيم بالسلطنة الشريفة والآخر يقيم بجنوة.[228]
الدَّولة في عهدهِ
عدلالدواوين
عدلورث العلويون مجلس الديوان عن السعديين، والذي استحدث منذ عهد أحمد المنصور، وفي عهد المولى إسماعيل أقام هذا الديوان في مكناس التي اتخذها عاصمةً جديدة له، وهو أيضًا مكان لانعقاد الجلسات الخاصة مع كبار المسؤولين والمستشارين لتناول أمور الدولة السياسية والعسكرية والقضائية وحتى الأحكام الدينية لبعض القضايا السياسية. وهو بمثابة مؤسسة استشارية تتكون من أصحاب الرأي والمشورة والقادة وحدد انعقاده بأيام معينة. وتتكون الهيئة الحاكمة من رجال سياسيين وقادة عسكريين بمثلهم الوزراء إضافة إلى مساعدين لهم مكلفين عادة بالكتابة أو القيام بسفارات.[230] كما أن رتبة الكاتب في العهد العلوي كانت مهمة إذ كان مطلعًا على أسرار الدولة وتعاظمت مكانته حتى صار أشبه بالوزير.[231] إضافة إلى منصب الحاجب («المزوار[232]») وكان الكتاب من أعضاء الديوان الملكي وأصحاب المشورة من العلماء وصاحب المظالم.[230]
اعتمد إسماعيل في دواوينه على عدة أسر ريفية من منطقتي حمحامة وتمسمان أبرزهم آل الروسي المنحدرة من الهبط التي تخصصت في حكم فاس بعد أن ارتفعت مكانتها الاجتماعية بمصاهرة آل الليرني،[233] وعلى أسر زمورية وأخرى أندلسية كآل تميم وآل لوقش وآل عواد وآل معنينو وآل بيريز.[234] وتوارثت تلك العائلات المناصب الإدارية والعسكرية والسياسية.[235] وكان معيار اختيار أصحاب المناصب الإدارية هو حسن السيرة والسلوك والورع وسعة العلم والعدل والولاء للسلطان.[236] كما اشترط السلطان توفر أصحاب الوظائف العسكرية والسياسية على معايير الحنكة والمهارة والتجربة والحزم والنباهة والضبط.[237] إلا أن التباين في أصول الأطر المخزنية أدى إلى اشتداد التنافس بين بعض أفرادها بلغ درجة حادة من الصراع أحيانًا. ولم يكن الصراع بين العربي بردلة ومحمد المجاصي حول تقلد المناصب الدينية بفاس مرتبطا بشح الأوقاف بقدر ما كان تعبيرًا عن معارضة سكان فاس تخويل المناصب للدخلاء الذين حاولوا على العكس من ذلك إيجاد مكان لهم في المدينة بدليل أن المجاصي استمر في التدريس بالقرويين دون تعيين، وهو ما يعكس وجود توتر بين الطرفين؛ اتخذ تارة صورًا خفية وأخرى ظاهرة. وعانى الباشا أحمد بن علي الريفي ذو الأصل البدوي؛ من مزاحمة الحاج عمر لوقش الأندلسي الذي كان يرى فيه عنصرًا دخيلًا على مدينة تطوان، ومن منافسة عبد القادر بيريس الذي لم يُخف عداءه الصريح له.[238] ورأى المؤرخ إبراهيم حركات أن ذلك التطاحن يعبر عن الصراع الدائر بين الأرستقراطية الحضرية وبين الفئات الكادحة المتأصلة من هوامش المدن الكبرى.[239] أما بخصوص الفقهاء وعلماء الدين والأئمة فكان المولى إسماعيل يكثر من عمليات التعيين والعزل إلى درجة أن عددًا مهما منهم لم يتجاوزوا في ممارسة مهامهم أحيانًا بضعة أشهر. بل إن بعضهم أعفي من مهامه ثم سرعان ما أعيد إليها فقط ليعزل منها مرة ثانية وذلك في إطار سياسته الرامية لمواجهة نفوذ الزوايا.[240] و قام إسماعيل بإصلاح نظام القضاء في البوادي إصلاح جذريا، إذ كان منصب القاضي منصبا وراثيا، وكان القضاة يحتكمون للعرف عوض الشريعة الإسلامية، فقام السلطان بجمع القضاة وامتحانهم وعزل الجاهل منهم.[241]
- مكونات الإدارة
- السلطان: مصدر السلطة وصاحب الرأي والتنفيذ في جميع الشؤون.[242]
- الوزراء: أعوان السلطان الذين يساعدونه على تسيير دواليب الحكم، يكتبون الظهائر السلطانية ويشرفون على العطايا العقارية وتنفيذ التعيينات في الوظائف المختلفة.[243]
- الكتاب: يتولى هذه الوظيفة رئيس الكتاب، يجلس عن يمينه وشماله كاتبان فالذي يجلس على اليمين يتلقى كتابة كل ما يهم الشؤون الخارجية للبلاد والذي يجلس على الشمال يقوم بكتابة كل ما يملى عليه من الأمور الداخلية وشؤون الرعية.[244]
- الحاجب: يتولى الحاجب تبليغ أوامر الملك إلى الوزراء وكبار الموظفين، ويشارك في مهام الإشراف على الخدمات داخل القصر.[244]
- أمين الأمناء: هو المهتم بالسياسة المالية للدولة بصفة عامة، كالنظر في المكوس والديوان والأكرية والأراضي المخزنية.[242]
- القضاة: يتمتعون بنفوذ قوي يوازي منصب وزير العدل حاليًا.[245]
- أهم رجالات الدولة في عهده
- علي بركاش: أمين المالية، كلفه السلطان بحيازة أملاك بعض أعيان سلا بعد رفضهم دفع الضرائب.[246]
- عبد الله بن عائشة الرباطي: أندلسي الأصل، امتهن جهاد البحر، وكان سفير المغرب في فرنسا.[246]
- أبو العباس أحمد اليحمدي: شاعر،[247] قيم الخزانة المولوية الإسماعيلية.[246]
- أبو علي اليوسي الوزير: عالم وفقيه ومتصوف ذاع صيته في عهد المولى إسماعيل.[248]
- محمد بن شقرون المكناسي: طبيب السلطان، ألف كتاب المنظومة الرجزية في الطب المعروف بالشقرونية.[249]
- محمد بن عبد الوهاب الغساني: كان سفيرًا للمغرب لدى إسبانيا؛ اشتهر برحلته إلى تلك البلاد ووصفه لها واستحضاره لتاريخ الأندلس.[219]
- أبو حفص عمر الحراق الحسني: شاعر وعسكري بارز.[وب-عر 8]
- عبد الله بن حمدون الروسي: تولى مظالم وجباية فاس.[230]
- عمر بن قاسم عليليش المراكشي: هو من اقترح على السلطان فكرة إنشاء جيش عبيد البخاري.[250]
الجيش
عدلانقسم الجيش الإسماعيلي لعدة وحدات فهناك جيش المشاة والخيالة والرماة الطباجية والحرس الملكي المسمى بالمخازنية.[251] وقد ضمت تلك الوحدات عدة عناصر أبرزها:
- قبائل الكيش أو الجيش الأبيض
كان الكيش يتألف بشكل أساسي من جنود من ولايات الصحراء، وهي تافيلالت وسوس والساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط، حيث وُلدت نصيرة السلاوي بنت محمد الهيبة، إحدى زوجات المولى إسماعيل. وكان بنو معقل، الذين يسكنون هذه الأراضي بأعداد كبيرة، يمثلون الفرقة الأولى والرئيسية للعلويين حتى منتصف عهد المولى إسماعيل، تمامًا كما كان في زمن السعديين. إذ كان العديد من الكيش من هذه القبائل العربية.[252]
اعتمد العلويون أيضًا على قبائل منطقة وجدة اللاّتي بايعت سلاطين العلويين مند عهد السلطان محمد بن الشريف. كانت قبائل الكيش معفاة من الضرائب، وتمنح الأراضي مقابل خدمتها بالجيش.[252] اعتمد إسماعيل أساسًا على الكيش العربي الزناتي من الشراقة، وهي قبيلة تنحدر من قبيلة بني معقل العربية. هذا الجيش أسسه الرشيد بن الشريف بشمال فاس. كما استخدم القبائل العربية الهلالية الخلط شراردة؛ وقد سُميّا بقبيلة المخزن، وقدموا عدة وحدات للجيش الشريفي.[253]
- جيش الودايا
أنشأ المولى إسماعيل كيش الودايا.[254] وسرعان ما أضحى عنصرًا رئيسيًا في جيش السلطان لا يقل أهمية عن جيش العبيد. وحرص إسماعيل على الموازنة بين كل من مؤسستي الكيش وجيش العبيد،[255] إذ جرد جميع القبائل من سلاحها إلا قبائل الريف وقبيلة أيت يمور.[256] واعتمد إسماعيل في جيشه هذا على قبائل بني معقل خاصة واتخذ منها أهم فرق جيش وانقسم لثلاثة فرق:[257]
- فرقة أهل سوس
تتكون فرقة أهل سوس من أربع قبائل من بني معقل العربية من سوس، وهم أولاد جرار وأولاد مطاع وزرارة والشبانات[254] والرقيطات والجباهنة وأولاد بورية.[258] شكلت هذه القبائل في القرن السادس عشر الجيش السعدي،[259] ضد عرض الغرب، وهم جزء من بني هلال وهم عرب الخلط، ومن قبيلة سفيان، جلبها المرينيين.[254] كما نقل السلطان قبيلة الشبانات إلى وجدة وأخلطهم بالمغافرة وجعل منهم جيشًا واحدًا هو جيش رحى المغافرة.[257]
- فرقة المغافرة
يرجع أصل قبيلة المغافرة الشنقيطية التي تنحدر منها خناتة بنت بكار، إلى قبيلة بني معقل وتحديدًا إلى عرب الخلط، وكان المنصور السعدي قد أوقع بهم وكسر شوكتهم، ولكن بعد سقوط الدولة السعدية عادوا للتجمع بأزغاز وكثروا واشتروا الخيل والسلاح، فنزعه إسماعيل منهم وفرض عليهم الغرامة والزكاة وضمهم للودايا، إذ كانوا أخواله وأصهاره.[260]
- فرقة الودايا
وأخيرًا الفرقة الخاصة بقبيلة الودايا وهي قبيلة قوية ترجع أصولها إلى أدرار، وتتمتع بسلاح فرسان قوي من الجمال.[وب-فرن 2] هاجرت هذه القبيلة إلى الشمال، وكانوا في سوس عندما التقى المولى إسماعيل، الذي بعد السيطرة على مراكش عام 1674م، براعٍ فقير يُدعى بوشفرة وعلم أن على شعبه أن اضطر إلى الهجرة من الصحارى بسبب الجفاف، وهو أن نسبه يرجع إلى بني معقل مثله، تعاطف معه السلطان، وقرر إنشاء جيش من النخبة من الودايا.[261][262] وقد قدموا على السلطان في ثلاثة موجات فأثبثهم في ديوان الجندية وأوطنهم بالرباط وفاس الجديد.[253]
- جيش عبيد البخاري
شكلت القبائل خط الدفاع الثاني إلا أنها كانت كثيرة التمرُّد ولا يمكن الاعتماد عليها، فكانوا دائمًا ما يُبدلون ولائهم أو ينسحبون في أي وقت.[263] كما فهم السلطان ضرورة تجاوز المضمون التقليدي القبلي للقوة العسكرية لتثبيت مركزية الدولة.[264] كما أن كيش الودايا برهن عن عدم فعاليته في ساحة القتال، إذ برر السلطان استحداثه لتلك الفرقة فيما يلي:[265]
لذلك قرر إنشاء أول جند كثيف وجيش محترف متين ومخلص له تمامًا ألا وهو جيش عبيد البخاري[266] (المسمى أيضا بجيش البواخر أو الحرس الأسود [267]). بعد حصار مراكش عام 1672م، بدأ باستقدام وتجنيد العديد من السود في جميع أنحاء البلاد وكان عددهم في البداية أربعة عشر ألفًا. وشكل هؤلاء رجالًا ونساءً، مجموعة تزايدت أعدادها بكثرة، وتلقوا التعليم العسكري مند العاشرة من عمرهم حتى السادسة عشرة، وحينها يُقيَّدون في سجلات الجيش. سهر السلطان على تزويجهم وكسوتهم وإركابهم،[إنج 57] وأسكن جزء منهم بمكناس، وجزء آخر بالقصبات المتناثرة حول المسالك أو المقابلة لجبال الأطلس في حين أنزل معظمهم بمشرع الرملة، غير بعيد عن سيدي يحيى، وهي قاعدتهم الأساسية. والأصل في تسميتهم بعبيد البخاري أو البواخر، إذ أن السلطان، عندما أكمل تنظيم هذا الجيش دعا قادتخ وأعيانه وتعاهد معهم على الوفاء والطاعة بالحلف على صحيح البخاري،[268] فأصبح هذا الكتاب مقدسًا لدى العبيد، يتسمون به ويتيمنون بتقديمه أمامهم في تنقلاتهم وحركاتهم،[269] وقد تنامى عددهم خلال العهد الإسماعيلي حتى بلغ فيما ترويه المصادر، عند وفاة السلطان زهاء مائةٍ وخمسين ألفًا،[270] وذلك عن طريق التوالد والعناية الفائقة التي كان السلطان يخصهم بها، والترتيب الدقيق الصارم الذي وضعه لتربيتهم. ولعل هذا التنظيم الخاضع لمنطق التصنيف والتدرج في المراتب والزمن وتحديد الغايات من التكوين العسكري بأبنائهم وبناتهم الذين هم في سن العاشرة فما فوق، فيوزع البنات على القصور لتعلم فنون الطبخ ومختلف الصنائع المنزلية، ويفرق الأولاد على أصناف الحرف من بناء وتجارة وسياقة الحمير، وبعد سنة ينقلون إلى سوق البغال، وبعد سنة أخرى يعينهم لضرب المركز والطابية، ثم بعد سنة ثالثة يعينهم في الجندية ويشرعون في التدريبات العسكرية على الأسلحة النارية دون خيول ثم بحلول السنة الرابعة يدفع لهم الخيول يركبونها دون سروج، وبعد السنة الخامسة تدفع لهم السروج، فيتدربون على الكر والفر.[271]
- جيش النار
عكس سابقيه، كان اعتماده على المرتزقة الأجانب محدودًا.[272] إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستفادة من خبرة ومعرفة العلوج في المدفعية، الذين شكلوا فيلقًا عسكريًا اسمه جيش النار.[273] قدر عدد العلوج في أواخر عهد المولى إسماعيل بألف وخمسمائة وكانوا إما من تبقى من الذين كانوا في الجيش السعدي أو من المسيحيين أسرى تحرير الموانئ في عهد المولى إسماعيل، وكان اعتناقهم للإسلام يحررهم من الأسر. استُعمل هذا الجيش في حماية القوافل القادمة من توات وغِنَاوَة، والتي كانت تحمل الضرائب إلى مكناس، ولعبوا دورًا كبيرًا في حراسة بعض المناطق الحساسة.[274] انقسم هذا الجيش لعدة فرق:
- فرقة مكونة من أربعة آلاف أندلسي وألف وخمسمائة من الزواويين وأربعئة آلاف علج بقيادة قائد منطقة الهبط عبد الله الريفي.[267]
- فرقة مكونة من مرتزقة ذوو أصول صربية، إذ كانوا أعداء للعثمانيين لذا لم يتوانوا عن الدخول في خدمة من يقارع الدولة العثمانية أو يبادلها العداء، وما زال هناك حيٌ يعرف بدرب الصرب بمكناس.[275]
- جيش آيت إيمور
أنزلهم السلطان إسماعيل بقلعة تغالين في وسط قبائل آيت أومالو، وفرض عليهم نوعا من النظام العسكري يضمن سرعة تدخلهم عند الحاجة، كما وُطنوا في مناطق حساسة كوجدة على الحدود العثمانية المغربية وداخل القبائل الجبلية المتمردة.[260]
العمران
عدللم تكن المنشآت المعمارية الإسماعيلية ترمي إلى تخليد ذكر السلطان عن طريق المعمار فقط، بل كانت تعتبر أساسًا أداة متميزة من أدوات السلطة وتحقيق هيبة الدولة المتمثلة في شخص العاهل، فاختيار مكناس عاصمة لدولته سنة 1672م لم يكن لأسباب مناخية واستراتيجية بقدر ما كان هدفه إنشاء منشآت تفوق التي أنشأها من سبقه.[276] وهكذا قام السلطان بإفراغ قصر البديع السعدي في مراكش من جميع ثرواته تقريبًا لتُنقل إلى مكناس،[فرن 48] بالإضافة إلى جميع الرخام والأعمدة الأخرى التي كانت ما تزال صالحة للاستعمال في مدينة وليلي القديمة المجاورة.[فرن 49] وظَّف إسماعيل ما لا يقل عن ثلاثين ألفًا من رعاياه كعمال، وكان يحب زيارة مواقع البناء الخاصة به، لتصحيح ما لا يناسب.[فرن 48][فرن 50]
وبحسب شهادة السفراء الأوروبيين، فإن أسوار القصر وحدها بلغ طولها أكثر من ثلاثة وعشرين كيلومترًا. وكانت الدار الكبيرة أول القصور التي تم بناؤها بعد ثلاث سنوات من الشُروع بها، فظهرت في قمة الضخامة، واحتوت على حدائق معلقة على صورة حدائق بابل، وبمجرد الانتهاء منها بدأ في وضع أساسات الدار الكبيرة التي تربط زهاء خمسين قصرًا ببعضها البعض بما في ذلك الحمامات الخاصة بها والمساجد الخاصة بزوجاته المتعددة ومحظياته وأحفادهن،[إنج 58] ثم تليها مدينة الرياض،[277] التي وصفها المؤرخ أحمد بن خالد الناصري بجميلة مكناس،[278] وهي مقر إقامة الوزراء،[إنج 58] وفيها منازل الولاة والأعوان والأمناء وجميع كبار موظفي بلاط المولى إسماعيل.[278]
كما بنى ضريح إدريس الأكبر والأزهر.[279] وبنى المسجد الأعظم بمكناس.[280]
وفي المجال الاقتصادي، قام المولى إسماعيل ببناء الهري السواني، وهو مخزن مهم للمواد الغذائية، والذي بفضل آباره ومياه حوض أكدال تُروى حدائق مكناس. كما بنى إسطبلات كبيرة بسعة اثني عشر فرس في هري السواني. وعلى الصعيد السياسي والمحلي، استقبل السفراء في قبة الخياطين، وهو جناح بناه في نهاية القرن السابع عشرالميلادي، وبنى سجن قارة ليُسجن فيه جميع المجرمين وأسرى الحرب. وعلى المستوى الديني والثقافي، زود إسماعيل المدينة بعدد كبير من المساجد والمدارس والساحات العامة والنوافير والحدائق.[وب-فرن 1] كما شيد العديد من القناطر أبرزها قنطرة الشيخ علي بن منصور وقنطرة دردورة.[281]
وفي المجال العسكري، بنى إسماعيل أكثر من ست وسبعين قصبة وموقعًا عسكريًا موزعين على جميع أنحاء البلاد.[282] فكانت مكناس على سبيل المثال، محمية بأربعين كيلومترًا من الأسوار ومحصنة بالأبراج والحصون.[وب-فرن 1] والحصن الهائل الذي بناه قبالة سبتة وقلعة بالعيون وقصبة بولعوان بدكالة.[283] إلا أنه لم يقم بعمارة المدن التي حررها من الاحتلال الأوروبي.[284]
كانت القوات الشريفة حاضرة في جميع المدن الكبرى وعواصم المحافظات. فتمركز ثلاثة آلاف من قبيلة شراكة وأربعة آلاف وخمسمائة من قبيلة شراردة وألفين من قبيلة الودايا حول فاس تحت قيادة المولى إسماعيل، وشكلوا طوقًا دفاعيًا ضد القبائل البربرية المتمردة في المنطقة المحيطة ووسيلة لضمان حرية نقل السلع وإقرار الأمن ومراقبة البنيات الاجتماعية.[285] تمكّن المولى إسماعيل من إخضاع شرق البلاد نتيجة حملاته على إيالة الجزائر، فبنى عددًا كبيرًا من الحصون في أراضي كل قبيلة، حفاظا على أمن البلاد.[فرن 6] كما قام ببناء مباني دفاعية خلال رحلته من واحات توات إلى بلاد شنقيط،[286] ثم أعاد تنظيم وبناء الأسوار في بعض المدن كوجدة.[54] وتمركزت حامية عبيد البخاري غالبًا بقصبات المراكز السكانية الكبيرة مثل قصبة كناوة بمدينة سلا.
اهتمامه بالعلم
عدلكان إسماعيل متقنًا النحو والبيان والمنطق والأصول،[287] ولكن لم يكن على سعة من العلم كأجداده،[22] إلا أنه اعتنى بالمدارس وجازى المجتهدين من الطلبة بإعطائهم المناصب الشرعية وغيرها، إذ قال الكمندار تشارلز ستيوارت عن رحلته لمكناس:
واعنتى بجمع الكتب وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل تحصيلها، وقد جمع من الدفاتر في كل فن ما يحير العقول حتى قيل أن الخزانة الإسماعيلية فاقت خزانة بغداد من حيث الكتب والتصانيف.[288] وأمر وزيره أحمد اليحمدي بتأليف كتاب أدرج فيه أهم المصنفات التاريخية والفقهية والأدبية وكذا سير خلفاء بني أمية وبني العباس.[289]
سياسته تجاه الزوايا
عدلاستفاد المولى إسماعيل من دروس إخفاق الأشراف السعديين في التصدي لنفوذ الزوايا مما تسبب في سقوط دولتهم، ففهم أنه لن يتمكن من بناء دولة دون أن يقضي على نفوذ الطرق الصوفية ويحدّ من إشعاعها وتأثيرها.[290] فحاصر الحركة الطرقيّة بأن فرض عليها أن يكون مقرها فاس حتى يسهل عليه مراقبتها. إلا أنه ساهم في نشأة وتطور مجموعة من الزوايا المساندة لسلطته كالزاوية الوزانية والدرقاوية والناصرية والشرقاوية وغيرها،[291] فكان يُقدِّم ظهائر لتكريم الزوايا وتوقيرها وإعفاء أهلها من كل ما يوظفه المخزن من الكلف والفرائض، وفي المقابل تكلفت الزوايا بدعوة سكان المناطق التابعة لها إلى طاعة أولياء الأمر بالإضافة إلى عملها الديني ونشر طرقها الصوفية. كما واجه الزوايا الراغبة في الانسلاخ عن السلطة المركزية بتجنيد مجموعة من الحركات بهدف طمس معالمها وردعها وتوقيف مطامعها.[292] حيث أن قوة الزوايا المركزية كانت تكمن في عملها اللامركزي وفي تغلغلها داخل البوادي. كما أن طرده للأجانب من معظم الثغور المغربية، قطع الطريق أمام الزوايا التي كانت تتخذ من الجهاد دعامة رئيسية لتقوية نفوذها.[155]
الاقتصاد
عدل- الجباية
تعددت الضرائب في العهد الإسماعيلي، فبالإضافة إلى الزكوات والأعشار، جُبيت ضرائب كالنائبة التي فرضت من أجل نفقات جيش البواخر وتحرير الثغور المحتلة،[إنج 59] ثم أصبحت ضريبة دائمة تدفع نقدًا أو عينًا، وتزايدت المكوس على البضائع المارة بالأسواق وبالموانئ، وتحملت القبائل نفقات مرور الجيش على أراضيها، ومؤونة الحاميات المقيمة بالقصبات، والخيول المسرجة لاستعمالها في الحركات وعند تنقلات الجند وسداد مصاريف القوة العسكرية. فشكلت هذه الضريبة ركنًا أساسيًا من القائمة الجبائية رغم طابعها الاستثئنائي، كما وقع الترفيع في المكوس على التجارة الخارجية والداخلية.[264] وبعد خمسٍ وعشرين سنة من حركات المخزن الإسماعيلي، تمكن المولى إسماعيل من جباية الضرائب من معظم مناطق البلاد، إلاَّ أن بعض الهيئات الاجتماعية كانت معفية من أداء الضرائب كقبائل الكيش والشرفاء وبعض الزوايا المساندة للسلطة المركزية. كما سيطر السلطان على ثلث مداخيل الجهاد البحري.[293] وعن كثرة الجبايات تحدث أبو القاسم الزياني:
بفضل سياسات إسماعيل السياسية والاجتماعية، عرف الاقتصاد رخاءً ونموًا رغم الاضطرابات التي تعرض لها، [295] إلا أن الجبايات ظلت المورد الرئيسي للمال وأدى سوء توزيعها عبر ارتجال إسماعيل إلى إعفاء الحواضر من الضرائب مع تكليف القبائل والبوادي أكثر من طاقتها إلى انهيار الاقتصاد فور وفاته،[296] إذ أن ضرائبه الغالية أدت إلى إفقار العديد من القبائل، ووقف عجلة الاقتصاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية مما أدى لتذمر السكان منها وثورتهم على السلطة في العديد من الأحيان.[إنج 60]
- التجارة
شكلت مدينة تطوان دور الوسيط التجاري بين المغرب وأوروبا، وكذلك بينه وبين الشرق الأدنى، دون أن إغفال دورها أيضًا في العلاقات بين إفريقيا جنوب الصحراء والعالم المتوسطي، حيث أنها شكلت منفذًا بحريًا لممارسة الأنشطة التجارية.[293] وقد استعادت التجارة البحرية مع البلدان الأوروبية نشاطها خلال العهد الإسماعيلي بعد أن تدهورت إبان فترة سيادة الجهاد البحري، وكان ميناء سلا من أنشط الموانئ التي تشتغل فيها دور التجارة الفرنسية والإنجليزية والهولندية، وكانت البضائع المستوردة في معظمها ترتكز على المنسوجات والمواد المعدنية بالخصوص، بينما تشكلت الصادرات من المواد الخام كالشمع والصوف والنحل والمنتجات الفلاحية كالتمر واللوز.[297]
الزِّيجات والمحظيَّات والبنين
عدلزوجاته
عدل- ابنة أمير سعدي، تنحدر من أمراء السلالة السعدية، تزوجا في 14 ذو القعدةالموافق 5 أبريل 1670 بدار ابن شقراء بفاس.[298]
- ابنة شيخ قبيلة لواتة: كانت أرملة أخيه غير الشقيق السلطان الرشيد. تنحدر من منطقة الريف الشرقية، ووالدها كان شيخ قبيلة بني معقل العربية. ما هو مؤكد أن حفل زفافهما كان بعد 9 أبريل 1672م، لكن تاريخه بالضبط غير معروف.[إنج 61]
- زيدانة: حظيت عند المولى إسماعيل بنفوذ كبير في تدبير الشأن السياسي، وأدركت عنده حظوة ومكانة حتى سميت بمولاة الدار (ربة الدار)، وقال فيها زوجها السلطان: «إنها كانت أعقل من أغلب الرجال»، ولقبها الأوروبيون بـ«إمبراطورة المغرب».[وب-إنج 1]
- خناتة بنت بكار: هي فقيهة وأديبة وعالمة وسياسية، وأول امرأة تتولى الوزارة في المغرب؛ أحسنت القراءات السبع، وعالمة بالحديث، ومتصوفة،[299] وهي والدة السلطان عبد الله بن إسماعيل. تولت تربية ورعاية حفيدها السلطان محمد بن عبد الله.[300]
- نصيرة السلاوي: أصلها من البراكنة، تزوجها ما بين سنتي 1678 و1679.[إنج 17]
- أم العز التباع: لعبت دورًا مهما في اتفاقية السلم والتجارة بين المغرب وبريطانيا العظمى سنة 1722م، بعد تواصل الدبلوماسي تشارلز ستيوارت معها. كانت أم العز تجيد اللغة الإنجليزية.[301]
- عودة الدكالية: اشتهرت بفتح مفاوضات مع قادة جيش عبيد البخاري عام 1738م في سبيلِ تعيين ابنها المستضيء سلطانًا على المغرب في خضم الأزمة التي عرفتها البلاد بعد وفاة المولى إسماعيل.[300]
- حليمة السفيانية: كانت تشرف على رواتب الجيش وعلى هدايا الأشراف وصلات العلماء طوال العام. ورد اسمها ضمن اللائحة الطويلة للذين حملت إليهم هدايا من لدن السفير البريطاني شارلس ستيوارت عام 1719م بمكناس.[300]
- لالة بلقيس: قبض عليها بعض القراصنة عام 1685م، وكان عمرها حينها خمسة عشرة سنة، أثناء سفرها مع والدتها إلى بربادوس. بِيعت في سوق العبيد بالمغرب وقُدِّمت هدية للمولى إسماعيل. اعتنقت الإسلام تحت اسم بلقيس، وأدرجت في حريمه، وحظيت بمنزلة عند المولى إسماعيل. كان تأثيرها في الحريم معروفًا جدًّا لدرجة أنها كانت من بين نساء الحريم اللاتي تلقين هدايا دبلوماسية من السفير البريطاني تشارلز ستيوارت أثناء زيارته لمكناس عام 1721م.[إنج 62]
جواريه
عدللا يذكر المؤرخون أغلب أسماء جواري المولى إسماعيل، يكتفون بذكر نسبهم وبلدهم: دكالية، زعرية، دليمية، كناوية، رومية، علجة إن كانت نصرانية أو بخارية من عبيد الباخري...[302]
- معزوزة
- شمس الضحى
- كوثر الشاوية
- سونة الدرعية
- غنيمة الشاوية
- رقية السعيدية
- فضة الدكالية
- ماريه العلجة
- رحمة السلاوية
- أم السعد
- جميلة
- البستان
- فاطمة
- أم السعد
- زبيدة
- حياينية
- عبلة
- فطوم المراكشية
- زعرية
- طليقية
- الجامعية
- زهرة المالكية
- أمة من أولاد سيدي بن عيسى
- مسك الجيوب السفيانية
- تادلاوية
- فلافية
- عْربية من أولاد الحاج
أبناؤه
عدليذكر أبو القاسم الزياني صاحب كتاب «البستان الظريف في دولة أولاد المولى الشريف» أن عدد أولاد المولى إسماعيل الذين أدركهم في عهد السلطان محمد كان ثمانية وعشرين رجلًا، ومن بناته مثل ذلك.[وب-إنج 1] ويروي أيضًا، أنه بصفته مسؤولًا عن الميفاق الملكي في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، أنه رأى بأم عينيه عدد قائمة بعدد أبناء المولى إسماعيل وزعم أن أحفاده احتلوا خمسمائة منزلًا في سجلماسة،[303] وأشار أن القائمة التي اطلع عليها لم تتضمن أسماء أبناء المولى إسماعيل الذين لم يرزقوا بأحفاد. وحسب بيسنو فإن المولى إسماعيل أنجب كل أولئك الأبناء من زوجاته الأربع، ومن خمسمائة جارية من جواريه.[302] ومن أشهر أبنائه حسب ابن زيدان:[302]
- المولى محرز: أمه من الشاوية
- محمد العالم: أمه جارية إسبانية
- زيدان: أمه عائشة امباركة
- أحمد الذهبي: أمه عائشة امباركة أو لالة زيدانة
- المولى محمد بن إسماعيل: أمه من الشاوية
- المستضيئ: أمه طليقية
- عبد الله: أمه خناثة بنت بكار
- علي الأعرج: أمه عائشة امباركة
- علي زين العابدين: أمه من الشاوية
- عبد الملك: أمه معزوزة مليكة
- زيدان الصغير: أمه حليمة السفيانية
- المولى ناصر: أمه مراكشية
- المولى المهدي: أمه من الشاوية
- المولى محمد الرشيد: أمه طليقية
- المولى العباس: أمه طليقية
- المولى محمد المنتصر
- المولى الرشيد: أمه حيانية
- المولى سليمان: أمه من الشاوية
- المولى محمد المهتدي: أمه طليقية
- المولى محمد : أمه طليقية
- المولى الوليد الكبير: أمه فولانية
- المولى حسن: أمه طليقية
- المولى إدريس: أمه طليقية
- المولى محمد: أمه بخارية
- المولى داوود: أمه جارية
- المولى عبد المأمون: أمه من تادلة
- المولى الطاهر: أمه دكالية
- المولى السفاح: أمه من الشاوية
- المولى جعفر: أمه من الشاوية
- المولى السعيد: أمه من قبيلة أولاد سيدي بن عيسى
- المولى المهتدي: أمه من الشاوية
- المولى علي: أمه من الشاوية
- المولى حفيظ يخلف: أمه من الشاوية
- المولى المتوكل: أمه عائشة امباركة
- المولى المقتدر: أمه دكالية
- المولى موسى: أمه من الشاوية
- المولى بناصر: أمه حيانية
- المولى المأمون الصغير:أمه من الشاوية
- المولى أبو النصر: أمه من قبيلة أولاد دليم
- المولى الطالب الصغير
- المولى عبد الكريم: أمه عبلة
- المولى الحران: أمه عبلة
- المولى هشام: أمه عبلة
- المولى فاضل: أمه عبلة
- المولى الفضل: أمه علجة
- المولى سليمان الصغير: أمه مالكية
- محمد الحبيب: اسم أمه زبيدة
- المعتضد: أمه من الشاوية
- المولى عبد الملك: أمه دكالية
- المولى عبد الحق: أمه مالكية
- المولى عبد السلام: أمه تالكية
- المولى محمد الضعيف: أمه طليقية
- المولى سعيد الصغير: أمه حيانية
- المولى عبد القادر: أمه من قبيلة أولاد عصفر
- المولى الحفيد: أمه من الشاوية
- المولى أبو القاسم: أمه من زعير
- المولى أبو فارس: اسم أمه هنية.
- المولى أبو مروان: اسم أمه هنية.
- المولى بناصر:أمه حيانية
بناته
عدلفي الثَّقافة والفَن
عدل- سرد برنامج «أسرار التاريخ» سيرته، وعرض البرنامج في قناة فرنسا 2 بتاريخ 20 يوليو 2012م بعنوان «المولى إسماعيل: ملك شمس ألف ليلة وليلة».[وب-فرن 3]
- عُرِضت أجزاءٌ من سيرته ضمن سلسلة «تاريخنا فخرنا» في قناة ميدي 1 تيفي المغربية عام 2015م.[وب-عر 9]
حواشٍ
عدلمراجع
عدلفهرس المنشورات
عدل- بالعربية
- ^ ا ب ج الزياني (1992)، ص. 147.
- ^ ا ب المشرفي (2005)، ص. 279.
- ^ الزركلي (2002)، ص. 324-325.
- ^ داهش (2011)، ص. 75-76.
- ^ كنون (2017)، ص. 136-137.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 61.
- ^ كنون (2017)، ص. 137.
- ^ ا ب كنون (2017)، ص. 138.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 46.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 90. .
- ^ محمد (2017)، ص. 18.
- ^ الفيلالي (2006)، ج. 4، ص. 125.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 31-30.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 31.
- ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 14.
- ^ محمد (2017)، ص. 19.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 27.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 31.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 38. .
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 41. .
- ^ محمد (2017)، ص. 26.
- ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 32.
- ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 33.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 49. .
- ^ سرهنك (1894)، ص. 337.
- ^ جادور (2011)، ص. 325.
- ^ ا ب ج الناصري (1997)، ج. 7، ص. 46. .
- ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 35.
- ^ بنعبد الله، ص. 8.
- ^ محمد (2017)، ص. 30.
- ^ ا ب بنعبد الله، ص. 9.
- ^ ا ب ج الناصري (1997)، ج. 7، ص. 47.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 148.
- ^ جادور (2011)، ص. 326.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 49-50.
- ^ القبلي (2011)، ص. 408.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 53-53. .
- ^ الزياني (1992)، ص. 153.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 36.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 34.
- ^ بنعبد الله، ص. 14.
- ^ غلاب (2005)، ص. 9.
- ^ جعني (2022)، ص. 107.
- ^ محمد (2017)، ص. 71.
- ^ جعني (2022)، ص. 100.
- ^ ا ب ج جعني (2022)، ص. 116.
- ^ العلوي (1985)، ص. 87.
- ^ القبلي (2011)، ص. 407.
- ^ الزياني (1992)، ص. 162.
- ^ الغاشي (2015)، ص. 102.
- ^ ا ب بنعبد الله، ص. 12.
- ^ المشرفي (2005)، ص. 291.
- ^ سرهنك (1894)، ص. 338.
- ^ ا ب ج د الناصري (1997)، ج. 7، ص. 60.
- ^ الزياني (1992)، ص. 162-164.
- ^ مؤنس (1987)، ص. 376.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 124.
- ^ ا ب ج حامد (2000)، ص. 55-60.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 59.
- ^ جعني (2022)، ص. 114.
- ^ جعني (2022)، ص. 85.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 162.
- ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 84.
- ^ المشرفي (2005)، ص. 292.
- ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 58. .
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 115-116.
- ^ الزياني (1992)، ص. 165.
- ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 46.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 63.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 134-135.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 136.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 47.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 137.
- ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 64.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 75.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 53.
- ^ الغاشي (2015)، ص. 103.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 65.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 66-67. .
- ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 69.
- ^ الرباطي (1986)، ص. 71.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 140.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 77.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 48-49.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 77.
- ^ ا ب جادور (2011)، ص. 355.
- ^ ا ب المريني (1997)، ص. 101-102.
- ^ ا ب جادور (2011)، ص. 351.
- ^ المريني (1997)، ص. 102.
- ^ ا ب التازي (1986)، ج. 9، ص. 187.
- ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 78.
- ^ البوزيدي (1994)، ص. 108.
- ^ البوزيدي (1994)، ص. 109.
- ^ ا ب المشرفي (2005)، ص. 294.
- ^ المشرفي (2005)، ص. 295.
- ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 87.
- ^ ا ب البوزيدي (1994)، ص. 111.
- ^ البوزيدي (1994)، ص. 110.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 81.
- ^ ا ب حركات (1978)، ص. 53.
- ^ الزياني (1992)، ص. 178.
- ^ جلول (2016)، ص. 202.
- ^ ا ب الرباطي (1986)، ص. 124.
- ^ ا ب المدني (1986)، ص. 45.
- ^ داهش (2011)، ص. 79.
- ^ ا ب عباد (2012)، ص. 147.
- ^ ا ب ج حركات (1978)، ج. 3، ص. 51.
- ^ جعني (2022)، ص. 117.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 37.
- ^ ا ب ج د ه جعني (2022)، ص. 118.
- ^ عباد (2012)، ص. 149.
- ^ ا ب المدني (1986)، ص. 46.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 21.
- ^ العلوي (1985)، ص. 89.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 89-90.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 209.
- ^ الريفي (1992)، ص. 59.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 227.
- ^ جعني (2022)، ص. 119-120.
- ^ ا ب ج الناصري (1997)، ج. 7، ص. 90.
- ^ جلول (2016)، ص. 203.
- ^ عباد (2012)، ص. 153.
- ^ شرف (2016)، ص. 58.
- ^ ا ب جعني (2022)، ص. 120.
- ^ نايلي (2018)، ص. 24.
- ^ ا ب ج البوزيدي (1994)، ص. 112.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 90-91.
- ^ جادور (2011)، ص. 335.
- ^ جادور (2011)، ص. 336.
- ^ ا ب جادور (2011)، ص. 338.
- ^ ا ب ج جادور (2011)، ص. 337.
- ^ ا ب بنعبد الله، ص. 16.
- ^ ا ب ج د الناصري (1997)، ج. 7، ص. 91.
- ^ جادور (2011)، ص. 339.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 96. .
- ^ الزياني (1992)، ص. 184.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 97.
- ^ البوزيدي (1994)، ص. 113.
- ^ البوزيدي (1994)، ص. 114.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 50.
- ^ ا ب الرباطي (1986)، ص. 97.
- ^ بنعبد الله، ص. 13.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 134.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 52.
- ^ جادور (2011)، ص. 298.
- ^ الزياني (1992)، ص. 177.
- ^ محمد (2017)، ص. 49.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 99.
- ^ الناصري (1997)، ص. 138. .
- ^ الناصري (1997)، ص. 139. .
- ^ مؤنس (1987)، ص. 180.
- ^ سرهنك (1894)، ص. 339.
- ^ المشرفي (2005)، ص. 300.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 68.
- ^ ا ب بن طاهر (2003)، ص. 30.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 61.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 23.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 85.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 82.
- ^ جادور (2011)، ص. 62-63.
- ^ غلاب (2005)، ص. 18.
- ^ زيادة (2016)، ص. 66.
- ^ جادور (2011)، ص. 59.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 62.
- ^ غلاب (2005)، ص. 14.
- ^ الزياني (1992)، ص. 180-183.
- ^ الرباطي (1986)، ص. 83-86.
- ^ جعني (2022)، ص. 128.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 59-69.
- ^ جعني (2022)، ص. 121-128.
- ^ شرف (2016)، ص. 56.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 13.
- ^ ا ب جعني (2022)، ص. 131.
- ^ الغاشي (2015)، ص. 106.
- ^ الغاشي (2015)، ص. 107.
- ^ الغاشي (2015)، ص. 109.
- ^ ا ب ج التازي (1986)، ص. 17.
- ^ غلاب (2005)، ص. 12.
- ^ التازي (1986)، ص. 18.
- ^ التازي (1986)، ص. 107.
- ^ جعني (2022)، ص. 132.
- ^ جعني (2022)، ص. 133.
- ^ ا ب الغاشي (2015)، ص. 110.
- ^ ا ب ج التازي (1986)، ص. 21.
- ^ جعني (2022)، ص. 134.
- ^ ا ب ابن زيدان (1993)، ص. 205.
- ^ جعني (2022)، ص. 135.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 145-149.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 171.
- ^ التازي (1986)، ص. 69.
- ^ ا ب ج التازي (1986)، ج. 9، ص. 70.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 72.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 74.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 75.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 55.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 76.
- ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 56.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 77-78.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 80-88.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 269.
- ^ غلاب (2005)، ص. 16.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 271.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 87.
- ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 21.
- ^ ا ب جادور (2011)، ص. 239.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 158.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 90-91.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 160-162.
- ^ روجرز (1981)، ص. 98.
- ^ روجرز (1981)، ص. 100.
- ^ روجرز (1981)، ص. 103-104.
- ^ ا ب ج الفيلالي (2006)، ص. 190.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 164.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 166.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 167.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 115.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 168-169-170.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 108.
- ^ ا ب التازي (1986)، ج. 9، ص. 112.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 139-140.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 143-141-143.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 86.
- ^ التازي (1986)، ص. 135.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 136-137.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 138-140.
- ^ الإفراني (1995)، ص. 98-105.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 191.
- ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 265.
- ^ ا ب الريفي (1992)، ص. 49.
- ^ ا ب ج جعني (2022)، ص. 79.
- ^ جادور (2011)، ص. 126-127.
- ^ جعني (2022)، ص. 80.
- ^ جادور (2011)، ص. 109.
- ^ جادور (2011)، ص. 107-108.
- ^ جادور (2011)، ص. 111-112.
- ^ جادور (2011)، ص. 110.
- ^ جادور (2011)، ص. 110-111.
- ^ جادور (2011)، ص. 108.
- ^ حركات (1978)، ج. 4، ص. 97-104.
- ^ جادور (2011)، ص. 115.
- ^ المدغري (1989)، ص. 64.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 52.
- ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 73-74.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 53.
- ^ محمد (2017)، ص. 54.
- ^ ا ب ج ابن زيدان (1993)، ص. 233.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 282.
- ^ المدغري (1989)، ص. 9.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 279.
- ^ الفيلالي (2006)، ص. 141-142.
- ^ المريني (1997)، ص. 97-98.
- ^ ا ب بنعبد الله، ص. 10.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 40.
- ^ ا ب ج الناصري (1997)، ص. 66.
- ^ جادور (2011)، ص. 96.
- ^ الناصري (1997)، ص. 58.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 39.
- ^ الفيلالي (2006)، ص. 140.
- ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 10.
- ^ ا ب محمد (2017)، ص. 39-40.
- ^ المشرفي (2005)، ص. 296.
- ^ الناصري (1997)، ص. 68. .
- ^ جادور (2011)، ص. 79.
- ^ ا ب بن طاهر (2003)، ص. 29.
- ^ القبلي (2011)، ص. 411.
- ^ جادور (2011)، ص. 78.
- ^ ا ب المريني (1997)، ص. 97.
- ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 11.
- ^ القبلي (2011)، ص. 412.
- ^ الناصري (1997)، ص. 77. .
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 131.
- ^ الفيلالي (2006)، ص. 253-254.
- ^ جعني (2022)، ص. 86.
- ^ محمد (2017)، ص. 41.
- ^ الفيلالي (2006)، ص. 139.
- ^ القبلي (2011)، ص. 413.
- ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 17.
- ^ ا ب الناصري (1997)، ص. 183. .
- ^ المشرفي (2005)، ص. 317-318.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 325.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 339.
- ^ جادور (2011)، ص. 83.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 333-335.
- ^ المدغري (1989)، ص. 57.
- ^ جادور (2011)، ص. 90.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 338.
- ^ المشرفي (2005)، ص. 290.
- ^ ابن زيدان (1937)، ص. 53-59.
- ^ جادور (2011)، ص. 60.
- ^ محمد (2017)، ص. 62-65.
- ^ محمد (2017)، ص. 63-64.
- ^ القبلي (2011)، ص. 420.
- ^ ا ب القبلي (2011)، ص. 421.
- ^ الزياني (1992)، ص. 185.
- ^ المدغري (1989)، ص. 53.
- ^ بنعبد الله، ص. 17.
- ^ القبلي (2011)، ص. 422.
- ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 40.
- ^ جادور (2011)، ص. 413-414.
- ^ ا ب ج ابن زيدان (1993)، ص. 392.
- ^ جادور (2011)، ص. 414.
- ^ ا ب ج ابن زيدان (1993)، ص. 392-393.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 391.
- ^ ابن زيدان (1993)، ص. 393.
- بالإنجليزية
- ^ ا ب ج Mercer (1974), p. 95.
- ^ Mercer (1974), p. 96.
- ^ Abun-Nasr (1975), p. 227-228.
- ^ ا ب Mercer (1974), p. 97.
- ^ Mercer (1974), p. 98.
- ^ Plummer (2019), p. 46.
- ^ Abun-Nasr (1975), p. 228.
- ^ ا ب ج Plummer (2019), p. 47.
- ^ ا ب Mercer (1974), p. 102.
- ^ Mercer (1974), p. 126.
- ^ Abun-Nasr (1975), p. 229.
- ^ Mercer (1974), p. 128.
- ^ ا ب Plummer (2019), p. 168.
- ^ Mercer (1974), p. 119.
- ^ Plummer (2019), p. 96-97.
- ^ Plummer (2019), p. 98.
- ^ ا ب ج Rézette (1975), p. 48.
- ^ Mercer (1974), p. 48.
- ^ Mercer (1974), p. 131.
- ^ Mercer (1974), p. 132.
- ^ Mercer (1974), p. 154.
- ^ Webb (1995), p. 48.
- ^ ا ب Curtin (1967), p. 31.
- ^ Hart (2014), p. 214-215.
- ^ Plummer (2019), p. 149.
- ^ ا ب Plummer (2019), p. 120.
- ^ Mercer (1974), p. 127.
- ^ Plummer (2019), p. 118.
- ^ Mercer (1974), p. 136.
- ^ Mercer (1974), p. 143.
- ^ Hart (2014), p. 215-217.
- ^ Mercer (1974), p. 152-153.
- ^ Plummer (2019), p. 151.
- ^ Plummer (2019), p. 156-157.
- ^ Plummer (2019), p. 93.
- ^ Mercer (1974), p. 190.
- ^ Mercer (1974), p. 193.
- ^ Mercer (1974), p. 199.
- ^ Mercer (1974), p. 201.
- ^ Mercer (1974), p. 207.
- ^ Mercer (1974), p. 225-227.
- ^ Mercer (1974), p. 229.
- ^ Mercer (1974), p. 255.
- ^ Mercer (1974), p. 236.
- ^ Webb (1995), p. 39.
- ^ Webb (1995), p. 39-40.
- ^ Rézette (1975), p. 49.
- ^ Webb (1995), p. 40.
- ^ Mercer (1974), p. 261-253.
- ^ Mercer (1974), p. 262.
- ^ Plummer (2019), p. 153.
- ^ Plummer (2019), p. 228.
- ^ Mercer (1974), p. 266.
- ^ Plummer (2019), p. 289.
- ^ Plummer (2019), p. 12.
- ^ Plummer (2019), p. 173.
- ^ Abun-Nasr (1975), p. 227.
- ^ ا ب Milton (2004), p. 111-132.
- ^ Plummer (2019), p. 134.
- ^ Plummer (2019), p. 139.
- ^ Mercer (1974), p. 74.
- ^ Bekkaoui (2010), p. 25-26.
- بالإسبانية
- ^ ا ب Figueras (1973), p. 195.
- بالفرنسية
- ^ ا ب ج د ه Ogot (1999), p. 174.
- ^ ا ب ج Audiffret (1821), p. 376.
- ^ Martin (1923), p. 62.
- ^ Hamet (1923), p. 339.
- ^ ا ب ج Audiffret (1821), p. 377.
- ^ ا ب ج Bosworth (1989), p. 884-885.
- ^ Anonyme (1909), p. 138.
- ^ ا ب ج Marchat (1957), p. 637–657.
- ^ Grémont (2013), p. 243.
- ^ ا ب Vanacker (1979), p. 45-65.
- ^ ا ب Al Muhtar (1989), p. 53-82.
- ^ Meunier (1980), p. 133-144.
- ^ Martin (1923), p. 64.
- ^ Miège (1992), p. 12-13.
- ^ ا ب ج Ogot (1999), p. 175.
- ^ Martin (1923), p. 7-65.
- ^ Hamet (1923), p. 348.
- ^ ا ب Ogot (1999), p. 176.
- ^ ا ب Castries (1903), p. 269.
- ^ Castries (1909), vol. 3, p. 280-281, chap. Dynastie Filalienne.
- ^ Castries (1909), vol. 3, p. 376, chap. Dynastie Filalienne.
- ^ ا ب ج Hamet (1923), p. 350.
- ^ Lafi (2009), p. 1.
- ^ Cour (1904), p. 150-155.
- ^ ا ب Audiffret (1821), p. 378.
- ^ ا ب Hamet (1923), p. 351.
- ^ Busnot (1714), p. 64.
- ^ ا ب ج د ه Audiffret (1821), p. 379.
- ^ Castries (1903), p. 20.
- ^ Martin (1923), p. 79.
- ^ ا ب ج د Rézette (1976), p. 41. .
- ^ Rézette (1976), p. 43. .
- ^ Castries (1909), vol. 4, p. 540-542, chap. France.
- ^ Hamet (1923), p. 354.
- ^ Castries (1903), p. 31. .
- ^ Castries (1903), p. 32. .
- ^ Castries (1903), p. 17.
- ^ ا ب Castries (1903), p. 18.
- ^ Busnot (1714), p. 38.
- ^ Hamet (1923), p. 349.
- ^ Marchat (2013), p. 50.
- ^ Marchat (2013), p. 51.
- ^ Castries (1903), vol. 2, p. 399-400, chap. France, sect. 3.
- ^ Castries (1903), p. 27.
- ^ Castries (1903), p. 28.
- ^ Castries (1903), p. 34. .
- ^ Castries (1909), vol. 2, p. 395, chap. France, sect. 3.
- ^ ا ب Castries (1903), p. 29.
- ^ Castries (1903), p. 31.
- ^ Castries (1903), p. 30.
- بالبرتغالية
فهرس الويب
عدل- بالعربية
- ^ ا ب "السلطان المولى إسماعيل". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. مؤرشف من الأصل في 2024-05-09. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
- ^ ا ب "المولى إسماعيل (1082-1139هـ/1672-1727): موطد دعائم الدولة المغربية". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. 8 فبراير 2012. مؤرشف من الأصل في 2016-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
- ^ حسين وجاج. "جهاد الملوك العلويين ومسيراتهم التنموية والتجديدية". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. مؤرشف من الأصل في 2021-08-25. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
- ^ عبد الأحد سبتي (10 نوفمبر 2014). "حين غزا المغرب بلاد السودان". زمان. مؤرشف من الأصل في 2018-09-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-08.
- ^ عبد الأمیر سلیم. "الأغواط - دائرة المعارف الإسلامیة الكبری". مركز دائرةالمعارف الإسلامیة الكبری. مؤرشف من الأصل في 2024-04-20. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-11.
- ^ محمد بن عبد العزيز الدباغ. "ارتسامات تاريخية حول المولى إسماعيل من خلال "رحلة الوزير في افتكاك الأسير". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. مؤرشف من الأصل في 2024-05-21. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-16.
- ^ محمد شعبان أيوب (18 مايو 2022). "الغسَّاني.. الوزير المغربي الذي زار الأندلس ليحرر أسراها المسلمين". شبكة الجزيرة الإعلامية. مؤرشف من الأصل في 2024-05-21. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-21.
- ^ عبد الحق المريني (مارس 1991). "الجيش المغربي في عهد أبي النصر المولى إسماعيل قاهر الأعداء". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. مؤرشف من الأصل في 2017-09-07. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-16.
- ^ "تاريخنا فخرنا: مولاي إسماعيل - الحلقة 1". medi1tv. مؤرشف من الأصل في 2023-05-28. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
- بالإنجليزية
- ^ ا ب Christopher Buyers. "MOROCCO: The Alawi Dynasty - GENEALOGY - page 3". The Royal Ark (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-11-01. Retrieved 2024-07-16.
- بالفرنسية
- ^ ا ب ج "Médina de Meknès". Ministère de la culture (بالفرنسية). Archived from the original on 06-10-2014. Retrieved 17 septembre 2014.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(help). - ^ ا ب Simon Pierre (2013). "Histoire du [g]uiche des Oudayas". Culture d'Islam : Aux sources de l'Histoire (بالفرنسية). Archived from the original on 07-04-2024. Retrieved 18 septembre 2015.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(help). - ^ "Moulay Ismaïl : le roi soleil des mille et une nuits". Inatheque (بالفرنسية). Archived from the original on 2023-05-07. Retrieved 2020-10-23.
معلومات المنشورات الكاملة
عدلمرتبة حسب تاريخ النشر
- المقالات
- بالعربية
- قومار بن جلول (2016). "جوانب من مظاهر العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب في عهد المولى إسماعيل العلوي (1672-1717)" (PDF). مجلة الباحث في العلوم الإنسانية. ج. 8 ع. 27: 199–206. DOI:10.35156/1173-000-027-016. ISSN:2170-1121. OCLC:9503983279. QID:Q126919602.
- نايلي عبد القادر (2018). "الأغواط من خلال الكتابات الفرنسية: مونجان E.Mangin أنموذجًا". دراسات وأبحاث (بالعربية والإنجليزية). ج. 10 ع. 4: 811–826. DOI:10.35157/0578-000-033-003. ISSN:1112-9751. OCLC:9494662096. QID:Q125956618.
- بالفرنسية
- Henry Marchat (1957). "La frontière saharienne du Maroc". Politique étrangère (بالفرنسية). 22 (6): 637–657. DOI:10.3406/POLIT.1957.2463. ISSN:0032-342X. OCLC:754667318. QID:Q125613922.
- Christiane Vanacker (1979). "La Mauritanie jusqu'au XXe siècle". Introduction à la Mauritanie. Connaissance du monde arabe (بالفرنسية): 45–65. DOI:10.4000/BOOKS.IREMAM.1224. ISBN:978-2-222-02402-6. OCLC:949077190. QID:Q126553882.
- Dominique Meunier (1980). "Le commerce du sel de Taoudeni". Journal des africanistes (بالفرنسية). 50 (2): 133–144. DOI:10.3406/JAFR.1980.2010. ISSN:0399-0346. OCLC:754153195. QID:Q126553105.
- Muhammed Al Muhtar W. As-Sa'd (1989). "Émirats et espace émiral maure. Le cas du Trârza aux XVIIIe-XIXe siècles". Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée (بالفرنسية). 54: 53–82. DOI:10.3406/REMMM.1989.2315. ISSN:0997-1327. OCLC:4649494892. QID:Q126554439.
- Nora Lafi (2009). "André Raymond, Tunis sous les Mouradites. La ville et ses habitants au xviie siècle". Cahiers d'histoire. Revue d'histoire critique (بالفرنسية). 107. DOI:10.4000/CHRHC.1369. ISSN:2102-5916. OCLC:6733744617. QID:Q127502247.
- أطاريح
- بالعربية
- موسى شرف (2016)، علاقات المغرب الأقصى بالدولة العثمانية وإيالتها العربية في المشرق والمغرب، إشراف: محمد العربي معريش، جامعة الجزائر 2، QID:Q126919684
- جرجور محمد؛ بخوش حسين (2017)، المغرب الأقصى في عهد المولى اسماعيل 1672- 1727 (PDF)، إشراف: مصطفى بن حادة، جامعة ابن خلدون، QID:Q126823586
- زينب جعني (2022)، العلاقات الجزائرية المغربية ما بين (1657-1727م): مقاربة سياسية ثقافية، إشراف: صالح بوسليم، جامعة غرداية، QID:Q125948317
- بالإنجليزية
- Patricia Ann Mercer (1974), Political and military developments within Morocco during the early Alawi Period (1659–1727) (PDF) (بالإنجليزية), University of London, OCLC:1158868347, QID:Q126911947
- الكتب
- بالعربية
- عبد العزيز بنعبد الله (د.ت.)، تاريخ المغرب، مكتبة السلام (الدار البيضاء)، مكتبة المعارف (الرباط)، OCLC:863544970، QID:Q125952353
{{استشهاد}}
: تحقق من التاريخ في:|publication-date=
(مساعدة) - إسماعيل سرهنك (قرابة 1894)، حقائق الأخبار عن دُول البحار (ط. 1)، القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، OCLC:29065646، QID:Q119268831
{{استشهاد}}
: تحقق من التاريخ في:|publication-date=
(مساعدة) - عبد الرحمن بن زيدان (1937)، الدرر الفاخرة بمأثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة، المطبعة الاقتصادية بالرباط، OCLC:4770155886، QID:Q126540704
- إبراهيم حركات (1978)، المغرب عبر التاريخ: عرض لأحداث المغرب وتطوراته في الميادين السياسية والدينية والاجتماعية والعمرانية والفكرية منذ ما قبل الإسلام إلى العصر الحاضر (ط. 1)، الدار البيضاء: دار الرشاد، OCLC:4770532551، QID:Q125566732
- ب. ج. روجرز (1981)، تاريخ العلاقات المغربية الإنجليزية حتى عام 1900، ترجمة: يونان لبيب رزق، الدار البيضاء: دار الثقافة، OCLC:1107072337، QID:Q127884637
- عبد الحميد العلوي (1985)، تاريخ وجدة وأنكاد في دوحة الأمجاد، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، ج. 1، OCLC:1227704386، QID:Q126013011
- عبد الهادي التازي (1986)، التاريخ الدبلوماسي للمغرب الأقصى: من أقدم العصور إلى اليوم، المحمدية: مطبعة فضالة، OCLC:235967388، QID:Q125941817
- محمد الضعيف الرباطي (1986)، تاريخ الضعيف: تاريخ الدولة السعيدة، تحقيق: أحمد العماري، الرباط: دار المأثورات، OCLC:17759975، QID:Q125942212
- أحمد توفيق المدني (1986)، محمد عثمان باشا داي الجزائر 1766-1791: سيرته، حروبه، اعماله، نظام الدولة والحياة العامة في عهده، الجزائر العاصمة: المؤسسة الوطنية للكتاب، OCLC:1103836513، QID:Q126016068
- حسين مؤنس (1987). أطلس تاريخ الإسلام (ط. 1). القاهرة: الزهراء للإعلام العربي. ISBN:978-977-14-7049-6. OCLC:1230076515. OL:13162429M. QID:Q6824741.
- عبد الكريم العلوي المدغري (1989)، الفقيه أبو علي اليوسي: نموذج من الفكر المغربي في فجر الدولة العلوية، المحمدية: مطبعة فضالة، QID:Q126914837
- عبد الكريم بن موسى الريفي (1992)، زهر الأكم: مساهمة في تاريخ الدولة العلوية من النشأة إلى عهد عبد الله بن المولى إسماعيل، تحقيق: آسية بنعدادة، الرباط: مطبعة المعارف الجديدة، OCLC:29786407، QID:Q130212489
- أبو القاسم الزياني (1992)، البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف: من النشأة إلى نهاية عهد سيدي محمد بن عبد الله، الرشيدية: مطبعة المعارف، ج. 1، OCLC:35085250، QID:Q125941954
- عبد الرحمن بن زيدان (1993)، المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف، تحقيق: عبد الهادي التازي، الدار البيضاء، OCLC:1413843017، QID:Q125942153
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - أحمد البوزيدي (1994). التاريخ الاجتماعي لدرعة (مطلع القرن 17 مطلع القرن 20): دراسة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية من خلال الوثائق المحلية. ISBN:9981-34-002-2. OCLC:37356228. QID:Q126386898.
- محمد الصغير الإفراني (1995). روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. تحقيق: عبد الوهاب بنمنصور (ط. 2). الرباط. ISBN:9981-905-00-3. OCLC:1158719605. QID:Q125942044.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - أحمد بن خالد الناصري (1997)، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر الناصري، محمد الناصري، الدار البيضاء: دار الكتاب، OCLC:741098443، QID:Q125545057
- عبد الحق المريني (1997)، الجيش المغربي عبر التاريخ (ط. 5)، الرباط: دار نشر المعرفة، OCLC:123299203، QID:Q125949925
- المختار ولد حامد (2000)، موسوعة حياة موريتانيا: حوادث السنين أربعة قرون من تاريخ موريتانيا وجوارها، بيروت: دار الغرب الإسلامي، OCLC:45642541، QID:Q125946151
- خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، OCLC:1127653771، QID:Q113504685
- جمال بنطاهر؛ عبد المجيد الأرقش؛ دلندة الأرقش (2003). تاريخ المغرب العربي الحديث: من خلال مصادره. تونس: مركز النشر الجامعي. ISBN:9973-807-35-9. OCLC:1109980750. OL:31583651M. QID:Q125945813.
- المِشْرَقي (2005)، الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية: وعد مفاخرها غير المتناهية، تحقيق: إدريس بوهليلة، الرباط: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ج. 1، OCLC:745356665، QID:Q126010186
- عبد الكريم غلاب (2005)، قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي: عهد الإمبراطورية، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ج. 3، OCLC:827799960، QID:Q126011917
- عبد الكريم الفيلالي (2006). التاريخ السياسي للمغرب العربي. القاهرة. ISBN:9954-8702-0-2. OCLC:166216847. OL:45066495M. QID:Q126014515.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - يونس حكم؛ إبراهيم السليماني (2011). تاريخ المغرب: تحيبن وتركيب. إشراف: محمد القبلي. الرباط: المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب. ISBN:978-9954-30-448-8. OCLC:1369245827. QID:Q126549479.
- محمد جادور (2011). مؤسسة المخزن في تاريخ المغرب. سلسلة أبحاث (4). الدار البيضاء: مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود. ISBN:978-9954-0-3604-4. OCLC:811245816. OL:31060571M. QID:Q125543588.
- محمد علي داهش (2011). الدولة العثمانية والمغرب: إشكالية الصراع والتحالف. بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:2-7451-6786-3. OCLC:701368721. OL:25116584M. QID:Q127255882.
- صالح عباد (2012)، الجزائر خلال الحكم التركي: 1514-1830، دار هومة، OCLC:1402694810، QID:Q127310116
- مصطفى الغاشي (2015). الرحلة المغربية والشرق العثماني: محاولة في بناء صورة. بيروت: مؤسسة الانتشار العربي. ISBN:978-614-404-609-8. OCLC:898417774. OL:30806094M. QID:Q125945694.
- خالد زيادة (2016)، تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا، بيروت: الدار المصرية اللبنانية، OCLC:1230086868، QID:Q126918428
- عبد الله كنون (2017). مدخل إلى تاريخ المغرب (ط. 1). بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-8758-1. OCLC:1201738500. QID:Q125592443.
- بالفرنسية
- Dominique Busnot (1714), Histoire du regne de Mouley Ismael: Roy de Moroc, Fez, Tafilet, Soutz (بالفرنسية), Paris: Mercure de France, OCLC:457198331, QID:Q126917665
- Biographie universelle, ancienne et moderne, ou histoire par ordre alphabétique de la vie publique et privée de tous les hommes qui se sont fait remarquer par leurs écrits, leurs actions, leurs talents, leurs vertus et leurs crimes: Montm - Naz (بالفرنسية), Paris: Louis-Gabriel Michaud, vol. 30, 1821, OCLC:257687614, QID:Q126405323
- Henri de Castries (1903), Moulay Ismail et Jacques II: une apologie de l'islam par un sultan du maroc (بالفرنسية), Paris: Ernest Leroux, OCLC:69080878, QID:Q126918005
- Auguste Cour (1904), L'établissement des dynasties des chérifs au Maroc: et leur rivalité avec les turcs de la régence d'Alger, 1509-1830, Publications de l'Ecole des lettres d'Alger (29) (بالفرنسية), Paris: Ernest Leroux, OCLC:10687085, QID:Q125583985
- Henri de Castries (1909), Les sources inédites de l'histoire du Maroc (بالفرنسية), Paris: Ernest Leroux, OCLC:492707611, QID:Q125549388
- Anonyme (1909), Une description du Maroc: sous le règne de Moulay Ahmed El-Mansour, 1596, d'après un manuscrit portugais de la Bibliothèque nationale (بالفرنسية), translated by Henri de Castries, Paris: Ernest Leroux, OCLC:670414053, QID:Q125676150
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Alfred Georges Paul Martin (1923), Quatre siècles d'histoire marocaine: Au SAHARA de 1504 à 1902, Au MAROC de 1894 à 1912:D'après archives et documentation indigènes (بالفرنسية), Paris: Félix Alcan, OCLC:944570292, QID:Q126937361
- Ismae͏̈l Hamet (1923), Histoire du Maghreb: cours professé à l'Institut des hautes études marocaines (بالفرنسية), Paris: Éditions Leroux, OCLC:1143164470, QID:Q126404964
- Clifford Edmund Bosworth; Wolfhart Heinrichs; Charles Pellat (1989). Encyclopédie de l'Islam: Al-MASSISA-MAWSU'A (بالفرنسية). Paris: Éditions Brill. Vol. 6. ISBN:978-90-04-09240-2. OCLC:490041622. QID:Q126405966.
- Robert Rézette (1976). Les Enclaves espagnoles au Maroc (بالفرنسية). Paris: Nouvelles Éditions latines. ISBN:2-7233-1765-X. OCLC:906184716. QID:Q126384508.
- Jean-Louis Miège; Georges Bousquet; Jacques Denarnaud (1992), Tanger: porte entre deux mondes (بالفرنسية), Paris: ACR Éditions, OCLC:463568419, QID:Q126917856
- Bethwell Allan Ogot (1999). L'Afrique du XVIe au XVIIIe siècle. Histoire générale de l'Afrique (5) (بالفرنسية). Paris: Organisation des Nations unies pour l'éducation, la science et la culture. ISBN:978-92-3-201711-6. OCLC:43647945. QID:Q125583691.
- Charles Gremont (2013). Comment les Touaregs ont perdu le fleuve: éclairage sur les pratiques et les représentations foncières dans le cercle de Gao (Mali) (PDF) (بالفرنسية). Patrimoines du Sud. ISBN:2-7099-1560-X. OL:26720588M. QID:Q125946082.
- بالإنجليزية
- Philip D. Curtin (1967), Africa remembered: narratives by West Africans from the era of the slave trade (بالإنجليزية), Madison, Milwaukee, London: University of Wisconsin Press, OCLC:219873197, QID:Q126912166
- Jamil M. Abun-Nasr (1975). A History of the Maghrib in the Islamic Period (بالإنجليزية). Cambridge University Press. ISBN:0-521-20703-7. OCLC:3255536. QID:Q126930049.
- Robert Rézette (1975), The Western Sahara and the frontiers of Morocco (بالإنجليزية), Paris: Nouvelles Editions latines, OCLC:2074704, QID:Q126932809
- James L. A. Webb, JR (1995). Desert Frontier: ecological and economic change along the Western Sahel, 1600-1850 (بالإنجليزية). London: University of Wisconsin Press. ISBN:0-299-14334-1. OCLC:490082043. OL:1086561M. QID:Q127035204.
- Giles Milton (2004). White Gold: The extraordinary Story of Thomas Pellow and North Africa's One Million European Slaves (بالإنجليزية). London: Hodder & Stoughton. ISBN:0-340-83494-3. OCLC:55890232. OL:9578276M. QID:Q126918960.
- Khalid Bekkaoui (2010). White Women Captives in North Africa: Narratives of Enslavement, 1735-1830 (بالإنجليزية). Basingstoke: Palgrave Macmillan. ISBN:978-0-230-29449-3. OCLC:1106714484. OL:37125673M. QID:Q126918847.
- David Montgomery Hart (2014). Tribe and Society in Rural Morocco (بالإنجليزية). London: Taylor & Francis, Routledge. ISBN:978-1-135-30261-0. OCLC:881026237. OL:36233276M. QID:Q126918760.
- Comer Plummer III (2019). Empire of Clay: The Reign of Moulay Ismail, Sultan of Morocco (1672-1727) (بالإنجليزية). London: Lulu Press, Inc. ISBN:978-1-6847-1260-1. OCLC:1201717423. OL:40088873M. QID:Q126973187.
- بالإسبانية
- Tomás García Figueras; Rodríguez Joulia Saint-Cyr (1973). Larache: datos para su historia en el siglo XVII (بالإسبانية). Madrid: Instituto de Estudios Africanos. ISBN:978-84-500-6144-4. OCLC:1214380. QID:Q126407054.
انظر أيضًا
عدلوصلات خارجية
عدل- وثائقي حول المولى إسماعيل: قصبة بولعوان وجيش عبيد البخاري على قناة الجزيرة الوثائقية
- إسماعيل بن الشريف على موقع الموسوعة البريطانية (الإنجليزية)
- الثغور المحتلة وجهاد المولى إسماعيل لتحريرها
إسماعيل بن الشريف ولد: 1645 توفي: 1727
| ||
ألقاب ملكية | ||
---|---|---|
سبقه المولى الرشيد |
أمير المؤمنين سلطان المغرب الأقصى |
تبعه أحمد الذهبي |