القديس جاستن

جاستن مارتر، المعروف أيضا بالقديس جاستن، أو «يوستينوس الشهيد»، (100 - 165 م)، كان مدافع مسيحي مبكر، ويعتبر المترجم الأول لنظرية اللوغوس في القرن الثاني[2] وقد استُشهِد، جنبا إلى جنب مع بعض من تلاميذه، وتم اعتباره قديسا من قبل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية،[3] والكنيسة الأنجليكانية،[4] والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.[5]

القديس جاستن الشهيد
الشهيد
الولادة 100م [1]
فلافيا نيابوليس، مملكة يهوذا
الوفاة 165م (بعمر 65 عاما)
روما، الإمبراطورية الرومانية
تاريخ الذكرى 1 يونيو

فُقدت معظم أعماله، ولكن اثنين من الدفاعيات وحوار بقوا على قيد الحياة. الدفاع الأول، كتابته الأكثر شهرة، تدافع بحماس عن أخلاق الحياة المسيحية، ويقدم حجج أخلاقية وفلسفية مختلفة لإقناع الإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس، ليتخلي عن اضطهاد الطائفة الوليدة. وعلاوة على ذلك، صنع الاقتراح اللاهوتي المبتكر بأن «بذور المسيحية» (مظاهر تأثير «كلمة الله» في التاريخ) سبقت في الواقع تجسد المسيح. هذه الفكرة تتيح له أن يدعي أن العديد من الفلاسفة اليونانيين التاريخيين (بما فيهم سقراط وأفلاطون)، من خلال الأعمال التي درسها جيدا، مسيحيين غير عارفين.

حياته

عدل

ولد جاستن مارتر في فلافيا نيابوليس (اليوم نابلس) في يهودا إلى عائلة وثنية، ويعرف نفسه بأنه أممي.[6] جده، باكيوس، يحمل اسم يوناني، بينما والده، بريسكوس، يحمل اسم لاتيني، مما أدى إلى تكهنات بأن أجداده قد استقروا في نيابوليس بعد وقت قصير من تأسيسها أو أنهم منحدرون من المجتمع الروماني «الدبلوماسي» الذي كان قد أرسل إلى هناك.[7]

في مقدمة الحوار،[8] يصف جاستن تعليمه المبكر، مشيرا إلى أن دراساته الأولية تركته غير راض بسبب فشلهم في توفير نظام للاعتقاد من شأنه أن يوفر إلهام لاهوتي وميتافيزيقي لتلميذهم الشاب. يقول أنه جرب أولا مدرسة الفيلسوف الرواقي، الذي لم يتمكن من شرح كينونة الله له. ثم حضر فيلسوف متجول لكن تجنبه لأن الفيلسوف كان متلهف جدا لأجره. ثم ذهب للاستماع إلى فيلسوف فيثاغورسي الذين طالبه بأن يتعلم أولا الموسيقى والفلك والهندسة، وهذا ما لم يكن يرغب في القيام به. وفي وقت لاحق، إعتمد الأفلاطونية بعد أن واجه مفكر أفلاطوني كان قد إستقر مؤخرا في مدينته.

«..وإدراك الأشياء غير المادية تغلبت جدا علي، والتأمل في الأفكار زودت ذهني بأجنحة، حتى أنه في بعض الأوقات إعتقدت أنني أصبحت حكيما. وعلى هذا الأساس أصبحت غبيا، اعتقدت أنني على وشك أن أرى الله، ولهذا كانت نهاية فلسفة أفلاطون.[8]»

في وقت لاحق صادف رجل عجوز، ربما مسيحي سوري،[9] في المنطقة المجاورة لشاطئ البحر، ودخل معه في حوار حول الله فتحدث العجوز عن شهادة الأنبياء على أنها أكثر موثوقية من منطق الفلاسفة.

«كان يوجد هناك، قبل وقت طويل، رجال معينين أقدم كثيرا من كل أولئك الفلاسفة المحترمين، صالحين ومحبوبين من قبل الله، الذين تكلموا بالروح القدس، وتنبأوا بالأحداث التي ستتم، والتي تجري الآن. يطلق عليهم الأنبياء، هؤلاء وحدهم رأوا وأعلنوا الحق إلى الناس، لا يبجلون ولا يخافون من أي رجل، غير متأثرين بالرغبة في المجد، ولكن يتحدثون بتلك الأمور وحدها التي شاهدوها والتي سمعوها، مملوئين من الروح القدس. كتاباتهم لا تزال موجودة، وذلك من يقرأها ستساعد كثيرا في معرفة بداية ونهاية الأشياء، وفي تلك الأمور التي يجب على الفيلسوف أن يعرفها، شريطة أن يؤمن بها. فإنهم لم يتحدثوا بالبرهان؛ لأنهم أعلى من كل برهان، إنهم شهود عدول عن الحق، ومستحقين التصديق؛ وتلك الأحداث التي حدثت، وتلك التي تحدث، تجبرك أن تصادق على الكلام الذي أدلوا به، وأيضا في الواقع، أنهم يستحقون الثقة على حساب من المعجزات التي قاموا بها، لأنهما على حد سواء يمجدان الخالق، الله وأبو كل الأشياء، وأعلن ابنه، المسيح [المرسل] بواسطته، بينما في الواقع، كان الأنبياء الكذبة الذين الممتلئين بالروح النجس الكاذب، ولا فعلوا ولا يفعلون، ولكن شارعين أن يعملوا بعض الأعمال الرائعة لغرض إثارة دهشة الناس، ولتمجيد أرواح وشياطين الباطل. ولكن نصلي من أن، فوق كل شيء، يمكن فتح أبواب النور لك؛ لهذه الأشياء التي لا يمكن أن ينظر إليها أو يفهما الجميع، ولكن فقط من قبل الرجل الذي أعطاه الله ومسيحه حكمة.[8]»

تأثر بحجة الرجل العجوز، وتخلى جاستن عن كلا من إيمانه الديني السابق وخلفيته الفلسفية، وإختار بدلا من ذلك إعادة تكريس حياته لخدمته المقدسة. وقد عزز قناعاته المكتشفة حديثا بواسطة حياة الزهد لدى المسيحيين الأولين والأمثلة البطولية للشهداء، الذين أقنعوه بالتفوق الأخلاقي والروحي لتقوى العقيدة المسيحية. ونتيجة لذلك، قرر منذ ذلك الحين أن الخيار الوحيد بالنسبة له هو السفر في جميع أنحاء الأرض، ونشر المعرفة المسيحية باسم «الفلسفة الحقيقية». ويفترض بأن اعتناقه ذلك حدث في أفسس[10][11] أو قد يكون حدث في أي مكان على الطريق من اليهودية إلى روما.[12]

لاحقا لبس ثوب الفيلسوف بنفسه وسافر للتدريس. خلال عهد أنطونيوس بيوس (138-161)، وصل إلى روما وبدأ مدرسته الخاصة. كان تاتيان واحد من تلاميذه.[13] في عهد ماركوس أوريليوس، بعد جدال مع كريسكيس الفيلسوف الكلبي، تم إتهامه من قبل هذا الأخير إلى السلطات، وفقا لكتابات تاتيان ويوسابيوس. حوكم جاستن، جنبا إلى جنب مع ستة من رفاقه، من خلال جونيوس راستيكوس، الذي كان حاكم حضري 163-167، وقطع رأسه. على الرغم من أن العام المحدد لوفاته غير مؤكد، فإنه من المعقول أن يؤرخ وفقا لفترة حكم راستيكوس (الذي حكم من 162 إلى 168 م). إستشهاد جاستن يحفظ سجلات المحكمة للمحاكمة.[10]

«الحاكم راستيكوس يقول: نهج وتضحية، إليكم جميعا، وللآلهة. يقول جاستن: لا أحد في قواه العقلية يتخلى التقوى من أجل المعصية. يقول الحاكم راستيكوس: إذا كنت لا تطيع، سوف يتم تعذيبك دون رحمة. فرد جاستن: هذه هي رغبتنا، أن نعذب من أجل ربنا يسوع المسيح، ومن أجل أن نخلص، لذلك سوف يعطينا الخلاص وثقة راسخة في محكمة شاملة أكثر فظاعة من ربنا ومخلصنا. وقال كل الشهداء: إفعل ما يحلو لك؛ لأننا مسيحيون، ونحن لا نضحي للأصنام. قرأ الحاكم راستيكوس الجملة: أولئك الذين لا يرغبون في التضحية للآلهة والانصياع وأن يطيعوا الإمبراطور سوف تقطع رؤوسهم وفقا للقوانين. مجد الشهداء المقدسين الله راهنين أنفسهم إلى المكان المعروف، حيث تم قطع رؤوسهم ومم إستشهادهم معترفين بمخلصهم.[14]»

كنيسة القديس يوحنا المعمدان في ساكروفانو، على بعد بضعة أميال شمال روما، وتزعم أن لديها بقاياه.[15]

كنيسة اليسوعيين في فاليتا، مالطا، التي تأسست بموجب مرسوم بابوي عام 1592 أيضا تضم رفات قديس القرن الثاني.[16]

كتاباته

عدل

تم العثور على أقدم ذكر لجاستن في Oratio ad Graecos الذي كتب بواسطة تاتيان الذي بعد أن دعاه ب«جاستن الأكثر روعة»، إقتبس قول له يقول ان كريسكيس الكلبي وضع الأفخاخ له. يتحدث إيريناوس[17] عن استشهاد جاستن وعن تاتيان كتلميذ له. إيريناوس يقتبس من جاستن مرتين[18] ويُظهِر تأثيره في أماكن أخرى، ترتليان في كتابه Adversus Valentinianos، يدعو جاستين بالفيلسوف والشهيد وأقدم خصم للهراطقة. هيبوليتوس وميثوديوس ذكروه وإقتبسوا منه أيضا. يوسابيوس القيصري تناوله إلى حد ما،[19] وسمى الأعمال التالية:

الدفاع الأول موجه إلى أنطونيوس بيوس، وأبنائه، ومجلس الشيوخ الروماني.[20] دفاع ثاني للشهيد جاستن موجه إلى مجلس الشيوخ الروماني. الخطاب إلى الإغريق، مناقشة مع فلاسفة اليونان عن طابع آلهتهم؛ خطالب تحذيري إلى الإغريق (معروف الآن أنه لم يكتب من قبل جاستن[21])؛ أطروحة بشأن سيادة الله، والذي يستخدم السلطات الوثنية وكذلك المسيحية. عمل بعنوان المرتل.

يوسابيوس يعني ضمنا أن أعمال أخرى كان يجري تداولها. من القديس إيريناوس يعلم عن الدفاع «ضد مرقيون» ومن «دفاع»[22] جاستن المتعلق ب «تفنيد كل البدع».[23] إبيفانيوس[24]، والقديس جيروم[25] ذكروا جاستن.

روفينوس يقترض من أصله اللاتيني لخطاب هادريان.

دفاع

عدل

الحوار هو عمل لاحق للدفاع الأول. تاريخ محتوى هذا الخطاب، انطلاقا من حقيقة أنه كان موجه إلى أنطونيوس بيوس وأبنائه بالتبني: ماركوس أوريليوس ولوكيوس فيروس، يجب أن يقع ما بين 147 و 161 ميلاديا.

حوار مع تريفو

عدل

في حوار مع تريفو، وبعد مقدمة تمهيدية، يأخذ جاستن على عاتقه أن يظهر أن المسيحية هي القانون الجديد لجميع الرجال.

بشأن القيامة

عدل

قصاصات من العمل «بشأن القيامة» تبدأ بالتأكيد على أن الحقيقة، والله صاحب الحقيقة، لا يحتاجون إلى شهود، ولكن كتنازل للضعف البشري وجد أنه من الضروري إعطاء الحجج لإقناع أولئك الذين نكروا ذلك. ثم من الظاهر بعد ذلك، بعد تكذيب الإستنتاجات التي لا أساس لها، أن قيامة الجسد ليست مستحيلة ولا غير مستحقة من الله، ودليل النبوة لا يصب في مصلحة ذلك. قصاصة أخرى تحتوي دليل إيجابي عن القيامة، مدلا بالمسيح وهؤلاء من أقامهم للحياة.

السابيلية

عدل

ترجع هذه الحركة إلى عصر الشهيد يوستين الذي أدان القائلين بأن "الابن هو الآب" (حوار مع تريفو 128). جاءت هذه الحركة أولًا كرد فعل خاطئ لمقاومة الفكر الغنوصي في القرن الثاني، حيث كان الغنوصيون يتطلعون إلى الابن والروح القدس أنهما أيونان صادران عن الله الأسمى، وانهما أقل منه، فأراد البعض تأكيد الوحدانية بين الثالوث فسقطوا في نوعٍ من السابيلية.

روابط خارجية

عدل

مراجع

عدل
 
Iustini opera, 1636
  1. ^ Thomas Whitlaw, Commentary on John (1885), p. xl
  2. ^ Rokeah (2002) Justin Martyr and the Jews p.22.
  3. ^ "St. Justin Martyr". مؤرشف من الأصل في 2018-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-02.
  4. ^ "For All the Saints" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2010-05-24. اطلع عليه بتاريخ 2012-11-08.
  5. ^ "Justin the Philosopher & Martyr and his Companions". مؤرشف من الأصل في 2010-06-20. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-02.
  6. ^ Craig D. Allert, Revelation, Truth, Canon, and Interpretation: Studies in Justin Martyr's Dialogue With Trypho, page 28 (Leiden, Brill, 2002). ISBN 90-04-12619-8
  7. ^ Reinhold Plummer,Early Christian authors on Samaritans and Samaritanism, Mohr Siebeck, 2002 p.14.
  8. ^ ا ب ج Justin Martyr. "2-8". Justin Martyr's Dialogue with Trypho. مؤرشف من الأصل في 2019-04-28.
  9. ^ Oskar Skarsaune, The proof from prophecy: a study in Justin Martyr's proof-text tradition:text-type, provenance, theological profile, Brill, 1987 p.246.
  10. ^ ا ب J. Quasten, Patrology vol. 1, p.196-7.[استشهاد منقوص البيانات]
  11. ^ Plummer, 2002 p.15.
  12. ^ Skarsaune, The proof from prophecy,pp.245-6 and notes 1 and 2.
  13. ^ Marian Hillar, From Logos to Trinity: The Evolution of Religious Beliefs from Pythagoras to Tertullian, page 139 (Cambridge University Press, 2012). ISBN 978-1-107-01330-8
  14. ^ Lebreton, J. (1910). St. Justin Martyr. In الموسوعة الكاثوليكية. New York: Robert Appleton Company. Retrieved November 2, 2013. نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Sacrofano - Church of Saint John the Baptist, "...the bones of St. Justin are preserved in a great urn under the coloured marble high altar, built in 1515." [1] نسخة محفوظة 13 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Wikipedia article on Church of the Jesuits.
  17. ^ Haer. I., xxviii. 1.
  18. ^ IV., vi. 2, V., xxvi. 2.
  19. ^ Church History, iv. 18.
  20. ^ David Rokéah, Justin Martyr and the Jews, page 2 (Leiden, Brill, 2002). ISBN 90-04-12310-5
  21. ^ Hardwick, Michael, "Contra Apionem and Antiquatates Judaicae: Points of Contact" in لويس فيلدمان and Levison, John R. (eds.), Josephus' Contra Apionem (Brill Publishers, 1996), p. 379.
  22. ^ i. 26
  23. ^ Church History, IV., xi. 10.
  24. ^ Haer., xlvi. 1.
  25. ^ الرجال الامعين للقديس جيروم