ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/7

تركيبة الباراسيتامول
تركيبة الباراسيتامول

أميرُ المُؤمنين وخليفةُ المُسلمين أبُو الفَضْل جَعْفَر المُقْتَدِر بالله بن أحمد المُعتضِد بن طلحة المُوفَّق بن جعفر المُتوكِّل بن مُحمَّد المُعتصم بن هارُون الرَّشيد بن مُحمَّد المهدي العبَّاسيُّ الهاشِميُّ القُرشي (22 رمضان 28228 شوال 320هـ / 13 نوفمبر 8951 نوفمبر 932م)، المعرُوف اختصارًا باسم المُقتدر أو المُقتدر بالله، هو الخليفة الثَّامن عشر من خُلفاء بني العبَّاس. والخليفة السَّابع والثلاثون بعد النبي مُحمَّد. تولَّى الخلافة في 13 ذو القعدة سنة 295هـ / 13 أغسطس 908م، بعد أن عهد إليه أخوه علي المُكتفي بالله على فراش المرض، وعمر المُقتدر ثلاث عشرة سنة، ليكون أصغر من تولى الخلافة في التاريخ. وُلد الأمير جعفر في خلافة أبيه أحمد المُعتضد بالله (892 – 902 م)، وترعرع في خلافة أخيه عليٍّ المُكتفي بالله (902 – 908 م)، في وقت كانت الخلافة العبَّاسيَّة تشهد انتعاشًا واستقرارًا متزايدًا منذ خلافة أحمد المُعتمد على الله (870 – 892 م)، إلا أن مرض المُكتفي واقتراب أجله قد أوقع أصحاب النُّفوذ في حيرة، فدعتهم المصلحة وعلى رأسهم الوزير العبَّاس بن الحسن وبمشورة ابن الفُرات، لترشيح جعفر الذي كان يبلغ من العمر 13 عامًا إلى الخليفة المُكتفي، لتكون بداية اختلال الأمور وهبوط قُوَّة الدَّولة لصغر سنه وقلة معرفته. لم يرضَ قسمٌ كبير من الطبقة المُتنفذة هذه الخطوة، فثار عبد الله بن المعتز طلبًا للخلافة بعد أربعة شهور من خلافة المُقتدر، واستولى على بغداد ليومٍ واحد، إلا أن مؤنسًا وغِلمان المُعتضد استعادوا السَّيطرة وقبضوا على ابن المُعتز وأعدم. انشغل المُقتدر بمجالس اللَّهو والطرب والجواري في أول خلافته بدعمٍ من والدته السَّيدة شغب، بهدف إدارة البلاد وتسيير الشؤون مع قهرماناتها والوزراء، ومع أنها شهدت فترة جيدة في أوائل حكمه إلا أن الأمور بدأت تزيد سوءًا، فقد حاول الصَّفَّاريون استغلال الأحداث والسيطرة على فارس، وثارت أذربيجان في وجه الخلافة بقيادة سُبُك غلام ابن أبي السَّاج، وتمرَّد الحُسين بن حمدان في الجزيرة. ولعلَّ أخطر الاضطرابات التي أثَّرت على الدولة واستنزفتها على المدى البعيد، هو ظهور القرامطة في بلاد البحرين، وهم من الشيعة الإسماعيليين، فهجموا على جنوب العراق، ونهبوا البصرة، ودمروا الكوفة، وقتلوا الحُجَّاج، ولعلَّ أخطر ما قاموا به هو هجومهم على مكَّة واقتلاع الحجر الأسود من مكانه إلى عاصمتهم هجر، حتى أعادوه بعد 22 عامًا. أثارت هذه الأحداث أنظار الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة حينها، فقد شد انتباهها الضَّعف الذي سرى في جسد الخلافة وصراعاتها الدَّاخلية، فأغاروا على ملطية مرارًا، واستولوا على أرض الرُّوم وأخرجوا المُسلمين من أرمينية. ومن الأحداث التي أنذرت بتغيُّر موازين القوى، هو ظهور الدَّولة الفاطميَّة الشيعيَّة الإسماعيليَّة في بلاد إفريقية، والتي أعلن داعيها أبو عبد الله الشيعي بدء خلافة عُبيد الله المهدي العلوي، وعلى الرَّغم من الجدال الذي دار حول نسبه إلى العلويين، فقد تمكن الفاطميون أساسًا مُعتمدين على قبيلة كتامة البربريَّة، من الاستيلاء على كامل إفريقية وما جاورها، فأنهوا إمارة الأغالبة الذين خطبوا باسم الخليفة العبَّاسي بعد أن حكموا لنحو قرنٍ من الزمان، وقضوا على حكم بني رستم وبني مدرار خلال سنوات معدودة.

تابع القراءة