وشم طبي

نوع من الوشوم

الوشم الطبي هو وشم يستخدم لعلاج حالة مرضية ما أو توصيل معلومات طبية أو تحديد موقع الجسم الذي يجب علاجه. قد يحصل الأشخاص على وشم طبي لإخفاء آثار العلاج، خاصة العمليات على مستوى الثدي، كما قد يلجأ البعض للوشوم الطبية لإخفاء أو تغطية منطقة من جسمهم بطريقة فنية.[1]

وشم طبي على شكل فئة دم حيث يحمل معلومات فصيلة الدم وذلك لأغراض طبية، فيسهل للفرق الطبية والمسعفين قراءة فصيلة الدم في حالة الطوارئ أو الحالات التي يكون فيها الشخص غير قادر على التواصل لسبب ما.

تاريخ

عدل

لا يعرف التاريخ الدقيق للوشوم الطبية ومتى بدأ استعمالها لأول مرة على وجه الدقة، لكن الطبيب الإغريقي جالينوس (129 - 212) قد استعمل الوشم الطبي على مرضاه ولو بطريقة بدائية في عام 150 ميلادية حين حاول تغطية عتامة القرنية عبر وشم طبي بدائي اعتمد فيه على وضع مسحوق جوز الهند بملح النحاس مع مواد أخرى لتخفيف حدة ظهور عتامة القرنية. قلت الوشوم الطبية مع انتشار الديانة المسيحية، إلى أن حظرت الوشوم كليا بموجب مرسوم بابوي صدر عام 787 ميلادية.[2]

استخدم طبيب ألماني يُدعى باولي كبريتيد في عام 1835 كبريتيد الزئبق الثنائي وأبيض الرصاص للوشم على الجسد وذلك بغرض تغطية الأمراض الجلدية بما في ذلك الوحمة (الشامة) واللويحات الأرجوانية.[3] استخدم طبيب آخر في خمسينيات القرن التاسع عشر كبريتيد الزئبق كوشم طبي لإخفاء آثار الجراحة التجميلية للشفة، وأحيا لويس دي ويكر في سبعينيات القرن التاسع عشر إحياء وشم القرنية الذي يعتبر من الوشوم الطبية الشائعة.[4][5]

حالات خاصة

عدل

خلال الحرب الباردة، دفعت التهديدات بالحرب النووية العديد من الولايات الأمريكية إلى التفكير في رسم وشم فصيلة الدم على أجساد المواطنين ممن يرغبون في ذلك، وقد بدأت دراسات حول هذه الفكرة في عديد الولايات الأمريكية مثل شيكاغو ويوتا وإنديانا بناءً على فرضية مفادها أنه إذا تم ضرب قنبلة ذرية، فإن الضرر الناتج سيتطلب كميات كبيرة جدًا من الدم خلال فترة زمنية قصيرة، وبالتالي فإن الوشوم الطبية لفصيلة الدم ستساعد في معرفة الفصيلة مباشرة وفي وقت أقصر دون الحاجة لتحليلات وبحث في السجلات.[6][7][8][9]

يستخدم بعض المصابين بداء السكري الوشم الطبي لإخطار المسعفين وحتى الناس العاديين بطبيعة مرضهم حيث قد يقع الأشخاص المصابون بالداء المزمن في غيبوبة سكرية فلا يتمكنون من توصيل المعلومات اللازمة للمسعف، ما يتطلب وشمًا طبيًا في منطقة ما. هذه الطريقة ليست شائعة لوجود أساور يستعملها مرضى السكري وهي الأكثر شيوعا، ومع ذلك فهناك من يفضل الوشم الطبي بسبب التكلفة المنخفضة مقارنة مع الأساور التي تفقد بين كل فترة وأخرى كما تتعرض للكسر أو التلف مع مرور الوقت.[10][11] الوشم الطبي لمرضى السكري فيه بعض المخاطرة لأن الداء يضعف في بعض الحالات التئام الجروح، لذا قد يحتاج مرضى السكري إلى اختيار موقع وتوقيت الوشم الطبي بعناية وبمساعدة طبية.[12][13]

أمثلة

عدل

إن الوشم الطبي هو وشم تجميلي يتم تطبيقه لإخفاء حالة طبية أو لإخفاء نتائج علاجها، وعادة ما يكون ذلك بأسلوب واقعي. قد يختار الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية أو ندوب الحصول على وشم زخرفي فوق المنطقة.[14] قد يستخدم الوشم الطبي أثناء إعادة بناء الثدي وذلك بعد استئصال الثدي كما يحصل في سرطان الثدي، أو جراحة تصغير الثدي، بحيث يجري ملء المناطق الفارغة (المستأصلة) بوشوم طبية تعوضها وكل ذلك لإخفاء ندوب الجراحة.[15] قد يستخدم لجانب الوشم الطبي المكياج الدائم للمساعدة أكثر في إخفاء آثار العمليات الجراحية.[16]

مراجع

عدل
  1. ^ Ziegler، SL (1922). "Multicolor Tattooing of the Cornea". Transactions of the American Ophthalmological Society. ج. 20: 71–87. PMC:1318311. PMID:16692612.
  2. ^ Levy، J (1979). A short history of tattooing. ص. 851–6.
  3. ^ Von Wecker، L (1872). Das Tätowiren der Hornhaut. Arch Augenheilkunde. ص. 84–7.
  4. ^ Garg، Geeta؛ Thami، Gurvinder P. (أغسطس 2005). "Micropigmentation: Tattooing for Medical Purposes". Dermatologic Surgery. ج. 31 ع. 8: 928–931. DOI:10.1097/00042728-200508000-00007.
  5. ^ Vassileva، Snejina؛ Hristakieva، Evgeniya (يوليو 2007). "Medical applications of tattooing". Clinics in Dermatology. ج. 25 ع. 4: 367–374. DOI:10.1016/j.clindermatol.2007.05.014.
  6. ^ "Booklet tells what to do if city is bombed". Chicago Daily Tribune. ع. 7. 7 ديسمبر 1950.
  7. ^ "Mass tattoo of 200,000 on in Lake County". Chicago Daily Tribune. ع. 1. 26 أغسطس 1951.
  8. ^ Kite، L (2 أغسطس 2006). "Sign of the times". The Herald Journal.
  9. ^ Wolf، E. K؛ Laumann، A. E (2008). "The use of blood-type tattoos during the Cold War". Journal of the American Academy of Dermatology. ج. 58 ع. 3: 472–6. DOI:10.1016/j.jaad.2007.11.019. PMID:18280343.
  10. ^ Kristin Wilson Keppler (18 أغسطس 2010). "The man who makes sure dead marines get home". بي بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل في 2023-09-10. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-22.
  11. ^ Katherine Kington (27 فبراير 2012). "Medical tattoos on the rise". WTVM. مؤرشف من الأصل في 2021-11-29. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-22. Donny says much like an Army dog tag, the soldiers call them meat tags.
  12. ^ Kluger N، Aldasouqi S (مايو 2012). "A new purpose for tattoos: Medical alert tattoos". Presse Med. ج. 42 ع. 2: 134–7. DOI:10.1016/j.lpm.2012.04.009. PMID:22647627.
  13. ^ Richard S. Irwin؛ James M. Rippe (2008). Irwin and Rippe's intensive care medicine. Lippincott Williams & Wilkins. ص. 1256–. ISBN:978-0-7817-9153-3. مؤرشف من الأصل في 2022-07-29. اطلع عليه بتاريخ 2012-12-04.
  14. ^ Potter S، Barker J، Willoughby L، Perrott E، Cawthorn SJ، Sahu AK (يونيو 2007). "Patient satisfaction and time-saving implications of a nurse-led nipple and areola reconstitution service following breast reconstruction". Breast. ج. 16 ع. 3: 293–6. DOI:10.1016/j.breast.2006.12.004. PMID:17241786.
  15. ^ "New nipple tattoo service for breast surgery patients at Royal Derby Hospital". Royal Derby Hospital. 20 سبتمبر 2011. مؤرشف من الأصل في 2016-03-06. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-30.
  16. ^ Arndt، Kenneth A.؛ Hsu، Jeffrey T. S. (2007). Manual of Dermatologic Therapeutics (ط. illustrated). Lippincott Williams & Wilkins. ص. 116. ISBN:978-0781760584. مؤرشف من الأصل في 2023-03-18.