مرحبًا، وأهلًا وسهلًا بك في ويكيبيديا العربية. ويكيبيديا هي مشروع موسوعة حرة، يمكن للجميع تحريرها. كي تستطيع تحرير ويكيبيديا بشكل أفضل؛ هذه بعض الإرشادات لبداية جيدة:

لاحظ أنه يجب إضافة المصادر ما أمكن للمعلومات التي تضيفها إلى ويكيبيديا، كما ينبغي أن لا تخرق حقوق النشر. إذا ما أردت إنشاء مقالة جديدة، يفضل أن تبدأها في الملعب أولًا، ثم نقلها إلى النطاق الرئيسي. أخيرًا، لا تتردد في طلب المساعدة إذا ما واجهتك أي مشكلة، وذلك بطرح سؤالك على فريق المساعدة. بالتوفيق.

-- -- أبـو جــاد (✉️) 21:30، 2 نوفمبر 2023 (ت ع م)ردّ

إهداء كتابي (الطريق إلى الناصرية) إلى روح أبي

عدل

فُجِعتُ برحيل أبي المبكّر في عام 1974، وكنتُ حينذاك ابن ستة عشر عاماً، وهو ابن ستٍّ وخمسين! بعد احتضارٍ وصمتٍ في مستشفى الناصرية الجمهوري داما ثلاثة أيام، كان فيها أحياناً يمسك بيديَّ، مغمض العينين نتيجة جلطة دماغية، على الأرجح أنه يوصيني خيراً بأمي وأشقائي الثمانية، حرَّرَ الموتُ أبي، وتركني وحيداً حائراً حتى اليوم بين معنى الحياة والموت، وأسئلة الوجود والعدم!

أصْرَرتُ في نهار الفجيعة رغم معارضة أعمامي لحداثة سنّي، على أن أرافق جثمان أبي بالسيارة إلى مثواه الأخير في مقبرة وادي السلام في النجف، لأقف على جلال الموت وغموضه وأتدبَّرَ معانيه، ولم أتدبرها حتى اليوم!

شاهدتُ الدفّانَ والأعمام يُنزلونَ قُبيل المساء جثمان أَعَزّ الناس في القبر بِتَؤدَّةٍ ثم يَلحدونَهُ، بكيتُ بكاءً مُرّاً وأنا أُلقي عليه آخر نظرة خَلَلَ دموع حَرّى، ودفنتُ معه أجزاءً من نفسي إلى الأبد!

رمزية الأب ودوره المحوري وحضوره المبكر في حياتي كان لها الأثر الكبير، والكثير من المعاني، بينها الحماية والرعاية والسلطة والقدوة والإرشاد، وهذه كلها فقدتها في لمح البصر - وا أَسفاه - عندما شاهدتُ الهازلَ الضحوكَ ملفوفاً في قطعة قماش بيضاء، مُسجّىً في حوش الدار وأمي تبكي عليه مرَّ البكاء!

كان يُحبني كثيراً أنا ابنه البِكْر ويحرصُ على أن يضع في جيبي درهماً في الطريق إلى المدرسة أو السينما، ويشتري لي - والسعادة تملأ قلبه - كِسوة العيد، ويحملني بين يديه طفلاً ثم صبيّاً إلى المستشفيات في الناصرية وبغداد، كلما اشتدَّ عليَّ رُعاف الأنف نتيجة مرض في الدم، وعندما تكلُّ يداه يحملني على ظهره!

فتح لي عمله سائق حافلة لنقل الركّاب بين مدينتيَّ الناصرية وبغداد، باب السفر معه خلال العُطل المدرسية، والتأمل في الطريق الطويل والخلاء الفسيح والبساتين والأنهار ووجوه الناس في المدن التي نمرُّ بها، حبَّبَ أبي السفر إلى نفسي وها أنذا منذ ثلاثين عاماً أسافر إلى مشارق الأرض ومغاربها.

يوقظ الباسمُ الشَّهمُ من النوم أمي وأشقائي وأنا، كلَّما عاد من العمل ليلاً حاملاً أكياساً مملوءة بما لذَّ وطاب من الفاكهة، وأجود أصناف التمور العراقية المطعَّمة بالجوز واللوز لنأكل سويَّة، وكم كان يشعر بالسعادة وهو يرى إلى وجوه أطفاله ويمازحهم حتى يغلبهم سلطان النوم، وعندما نستيقظ في صباح اليوم التالي لا نجده لأنَّ الكادح نهض إلى العمل فجراً، وكان ذلك بالنسبة للطفل الذي كنته حلماً، مثل حلم رحيله المفاجىء، الذي ما يزال منذ حوالي نصف قرن أقوى الصدمات في حياتي على الإطلاق!

تركتُ المدرسة بعد رحيله مُحطَّماً نفسياً، وأعاني من الرُّعاف وسوء التغذية وضعف البنية، لا رغبة لي في الكلام مع أحد، ولا قدرة على حمل جسدي الذي أنهكه المرض، وفوق ذلك أصبتُ بكآبة قال لي الطبيب النفسي بأنها انفعالية! على الرغم من كل ذلك وقفتُ مثل كل الصبيان والشبّان الذين يفقدون آباءهم مبكراً في مسطر عمال البناء، وكانوا رجالاً مفتولي العضلات أقوياء البنية معظمهم من أبناء القرى والأرياف.

صيَّرني قدري العجيب مبكراً رجلاً وربَّ عائلة، وعليَّ واجب أن أعمل لأنفق عليها من عرق جبيني وأدفع إيجار بيتنا الشهري! في تلك الأيام الصعبة فتحتُ عينيَّ من نافذة الفقر والجوع على الكتب، أنهل منها ما يُعزّيني عن فقدان أول صديق مخلص لم تدم صداقتي معه سوى ستة عشر عاماً، وفهم كُنْهَ الوجود وجمال الحياة وقصر وقتنا على الأرض وغموض الموت!

أهدي هذا الكتاب إلى ذكرى أبي الطيب الحنون لروحه الرحمة والطمأنينة والسلام الأبدي.

2023 / 6 / 25


Share

طارق حربي فالح (نقاش) 19:39، 26 يوليو 2024 (ت ع م)ردّ

السيد رئيس الهيأة العامة للآثار والتراث المحترم

عدل

الموضوع / ملاحظات

زرتُ المُتحف العراقي صباح اليوم، ودونتُ الملاحظات التالية. متمنياً تصويب بعض الأخطاء وهي ليست صعبة، والعمل الجاد في خدمة العراق العزيز.

1. قال لي المسؤول في الاستعلامات

- بعدما ينتهي الشرطي (كان مشغولاً في تصفح هاتفه المحمول!) من تفتيشك، (إخذ هذا الشارع - وأشار بإصبعه - واطلع كبل!)

دهشتُ من أسلوب الموظف البدائي، وغادرتُ غرفة الاستعلامات ضاحكاً!

زرتُ العديد من المتاحف في دول العالم المختلفة، ولم أسمع شيئًا من هذا القبيل! ويُفترضُ أن يقف موظف بالزيِّ الرسميِّ، في بداية الممر، يُدلُّ الزائرينَ سيَّما وأن بينهم أجانب وهيئات دولية ودبلوماسية عربية وأجنبية عاملة في بغداد. وتكون هنالك نقاط دالّة في الممر المؤدي من الباب الرئيسي للمتحف، إلى أجنحته وقاعاته.

2. كان الشرطيّ الخمسينيّ مشغولاً بهاتفه كأشدَّ ما يكون عليه الانشغال! مدَّ يديه بسرعة ومسح على حقيبتي الصغيرة، قبل أن يقول لي تفضل! ليعود إلى تصفح هاتفه بلهفة المشتاق!

تأسفتُ كثيراً على الإهمال في العمل، وانعدام المسؤولية في حماية متحف يضم في أجنحته، قطعاً نفيسة من حضارات العراق المتعاقبة، وتاريخه وهويته الوطنية.

3. وجدتُ في الرقع التوضيحية للمعروضات، اغلاطاً إملائية يندى لها جبين المخلصين للعراق! بلد المدرستين النحويتين البصرية والكوفية. بلد أنجب مصطفى جواد والجواهري وطه باقر وبهنام ابو الصوف وانستاس الكرملي وغيرهم كثير.

4. شاهدتُ مع الأسف عدداً من المرشدين في الأجنحة والقاعات مُنكبّينَ على تصفح هواتفهم المحمولة! جلوساً على كراسيّهم. أو منزوين هنا وهناك في أرجاء القاعات والأجنحة! غير حريصين على عملهم الذي يتقاضون منه مرتبات شهرية!

5. وقفتُ في الجناح البابلي، في الطابق الثاني، على نسخ مصغرة من تمثال الملك السومري أور نمو، ولا أعلم لماذا وضع في الجناح البابلي؟ حاملاً سلة الخير إلى بلاد سومر. سألتُ المرشد المسؤول في الجناح عن سبب خلوِّ الصندوق الزجاجي من رقعة توضح للزوار شيئاً عن صاحب التمثال؟ أو ما يعتقد الآثاريون أنه يعود لأور نمو. سمعتُ المرشد مع الأسف (يُهرِّف بما لا يعرف!) ويعلم الجميع أن أورنمو الملك القتيل في عام 2030 ق.م على أيدي غرمائه الكوتيين، هو مؤسس سلالة أور الثالثة، وأول مشرِّع للقوانين في التاريخ، سبقت تشريعاته قانون حمورابي بحوالي 300 عام. وهو موحد المدن السومرية ضد المحتلين الكوتيين، ومُعيد الحكم منهم. وباني المعابد في المدن السومرية. وزقورة أور لعبادة الإلهة ايننا، وأخيراً هو والد الملك شولجي الذي خلفه في الحكم.

بهتُّ من جهل المرشد بالآثار، وقلت له

- هل أن ما تقوله صحيح؟

فرد بسرعة

- طبعا! فأنا حاصل على درجة الماجستير في علم الآثار!

ولمّا سمعته يقول ذلك شبكتُ عشري على رأسي وغادرتُ القاعة!

4. بعد خروجي من غرفة الموظفة الأستاذة لمى، التي ارشدتني إلى الطريقة التي أوصلُ بها شكواي إلكترونياً، إلى الجهة المختصة بالشكاوى في الهيئة، سمعتُ صراخاً ومزاحاً بين الموظفين في أول غرفة في الممر الطويل. وكان بينهم من يرمون بقناني الماء على بعضهم البعض مازحين، أشبه ما يكون بمزاح سواق (الكيّات) في كراج علاوي الحلة!

بغداد 28/2/2023 طارق حربي فالح (نقاش) 19:42، 26 يوليو 2024 (ت ع م)ردّ