صقارة

(بالتحويل من صيد بالصقور)
هذه النسخة المستقرة، فحصت في 8 يناير 2025. ثمة تعديلان معلقان بانتظار المراجعة.

الصِّقارة[1] أو البيازة أو المقناص أو البزدرة، ويُسمى صاحبها الصَّقَّار أو البازدار[2] أو البَيْزار أو البياز[2] (بالتركية العثمانية: چاقرجی)‏، هو تربية الصقور والصيد بها، وهي من هوايات الثقافة العربية العريقة في شبه جزيرة العرب. كما انتشرت في شمال إفريقيا وأوروبا ومناطق أخرى من العالم.

الرحالة الألماني كارل رسوان بالزي العربي ويمارس هواية الصيد بالصقور في الجوف شمال السعودية

تربى الصقور بهدف استخدامها في الصيد، إذ يتم بها صيد الحيوانات الصغيرة كالأرانب والطيور خصوصا طير الحبارى [3] وغيره من الطرائد. تبدأ هذه الهواية ابتداء من صيد الصقر نفسه [4] وحتى استئناسه وتدريبه [5] والاعتناء به [6]، ومن ثم استخدامه في الصيد. غير أن الأهم حاليا في هذه الهواية لم يعد الصيد، وإنما تلك العلاقة المتينة بين الصقر ومربيه.[7]

يَستخدم الصقّار أدوات مصنوعة يدوياً، من بينها بُرقُع مصنوع من الجلد لتغطية رأس الصقر وعينيه عندما يتوقف عن التحليق. كما يُستخدم الوكر الخشبي كمأوى للطائر، ويتكون من سطح عريض مستوِ مثبت بعصا يمكن غرزها بسهولة في الرمال.

ممارسة الصيد بالصقور من قبل الإمبراطور فريدريك الثاني (1220-1250)

أنواع صقور الصيد

عدل

الصقر طائر جارح نهاري يمتلك أجنحة طويلة مدببة ومنقار معقوف قصير، كما تتمتع الصقور ببصر حاد وأجسام انسيابية، وأرجل قوية بمخالب معقوفة وتكون الإناث أكبر من الذكور، وعادةً ما يصطاد الفريسة عن طريق الإنقضاض عليها من الأعلى.[8]

من أشهر صقور الصيد الصقر الحر والشاهين والعوسق، [9] وتبلغ أنواع الصقور حوالي 300 نوعا، تتفاوت في حجمها ووزنها وصفاتها، فصقر جنوب إفريقيا العملاق تصل بسطة جناحيه إلى حوالي ثلاثة أمتار ويزن أكثر من عشرة كيلوغرامات. في حين لا تتجاوز بسطة جناحي (المرلين) حوالي الثلاثين سنتميتراً ولا يزيد وزنه على مئتي جرام.

 
الاعتناء بالصقور في دبي

وتقسم الصقور المستخدمة في الصقارة حسب حجم وبنية الصقر والبيئة التي يصطاد بها ونوع الطرائد إلى ثلاثة مجموعات هي طويلة الأجنحة، وقصيرة الأجنحة، وعريضة الأجنحة. فالصقور طويلة الأجنحة مثل الشاهين والصقر الحر، يصطادون بشكل رئيسي الطيور الأخرى أثناء الطيران، حيث تحلق فوق الأراضي المفتوحة مثل الصحراء أو المستنقعات.[10] أما الصقور قصيرة الجناحين مثل الباز، فتعيش في الغابات ويصطاد فريسته بطريقة التخفي والتسلل حيث يبقى على غصن الشجرة دون حراك ثم يفاجئ فريسته بإنقضاض سريع ويصطاد في الغالب الطرائد الأرضية، مثل الأرانب أو أنواع الطيور التي تحلق قريبا من الأرض.[10] أما الطيور عريضة الجناحين مثل العقاب والحوام فهي تشبه الصقور قصيرة الجناحين من ناحية نوع الفرائس التي تصطادها وتنشط في المناطق الجبلية والريفية.[10]

تراث لامادي

عدل

أدرجت منظمة اليونسكو تربية الصقور ضمن قائمة 2010 للتراث اللامادي للإنسانية، والبلدان المعنية بهذه التربية كما وردت في القائمة هي: الإمارات العربية المتحدة وبلجيكا والجمهورية التشيكية وفرنسا وجمهورية كوريا ومنغوليا والمغرب[11] وقطر والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والجمهورية العربية السورية.[12] وجاء في النص الصادر بهذه المناسبة أن ««تربية الصقور باتت تترافق مع روح الصداقة والمشاركة، أكثر من اعتبارها مصدر رزق. تتركز أساسًا على طول خطوط الهجرة وممراتها. يمارسها أشخاص من كل الأعمار، رجالاً أو نساءً، هواة أو محترفين. يطور مربو الصقور علاقة قوية ورابطًا روحيًّا مع طيورهم»».[7] وتنتقل تربية الصقور من جيل إلى جيل، حيث يصطحب المربون معهم أبنائهم عند الخروج للصيد لتدريبهم على السيطرة على الطائر وإقامة علاقة ثقة معه.[7] كما جاء في موقع اليونسكو أيضا أن «تربية الصقور تشكل «قاعدة لتراث ثقافي أوسع، يشمل الأزياء التقليدية، والغذاء، والأغاني، والموسيقى، والشعر والرقصات».[7]

الصيد بالصقور في المغرب

عدل

تشتهر قبيلة القواسم بالحفاظ على تراث الصيد الصقور في المغرب، او كما يعرف محليا ب"البيازة"، حيث تشرف عدة جمعيات على صيانة هذا التراث الا مادي الذي يعود لحوالي قرنين، والذي صنفته اليونسكو كتراث لامادي سنة 2010، مثل جمعية الشرفاء القواسم لتربية الصقور، [13] وجمعية الصيد بالصقور بأولاد افرج. [14] يتم الاحتفاء بتراث الصيد بالصقور في عدة مهرجانات وطنية أهمها موسم مولاي عبد الله أمغار، ومهرجان الصقور القواسم الذي تشارك فيه بلدان عربية أخرى في منطقة أولاد فرج ضواحي مدينة الجديدة. تحتفظ جمعيات الصيد بالصقور في المغرب بوثائق تاريخية لأمراء الأندلس، ووثائق صادرة عن سلاطين المغرب تبرز عنايتهم ودعمهم لقبائل القواسم في ممارسة هذا التراث، مثل قرار السلطان مولاي الحسن الأول في 1885 يعفي مربي الصقور من أداء الضرائب. [15]

 
تعلم تربية الصقور

معرض الصور

عدل

انظر أيضاً

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ "الصقارة في أبوظبي". www.abudhabi.ae. مؤرشف من الأصل في 2019-12-09. اطلع عليه بتاريخ 2017-12-12.
  2. ^ ا ب منير البعلبكي؛ رمزي البعلبكي (2008). المورد الحديث: قاموس إنكليزي عربي (بالعربية والإنجليزية) (ط. 1). بيروت: دار العلم للملايين. ص. 426. ISBN:978-9953-63-541-5. OCLC:405515532. OL:50197876M. QID:Q112315598.
  3. ^ صيد الحبارى نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ طرق صيد الصقور نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ تدريب الصقور نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ علاج الصقور نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ ا ب ج د [1] نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ "Falcon | Encyclopedia.com". www.encyclopedia.com. مؤرشف من الأصل في 2021-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-13.
  9. ^ أنواع الصقور نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ ا ب ج "Falconry | History, Birds, Equipment, Techniques, & Facts | Britannica". www.britannica.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-05-24. Retrieved 2024-08-13.
  11. ^ "La Fauconnerie, Héritage Millénaire de la Culture Arabe au Maroc - The Moorish Times". moorishtimes.com (بالفرنسية). Archived from the original on 2024-03-16. Retrieved 2024-03-21.
  12. ^ قوائم التراث الثقافي غير المادي نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ "ربورتاج: قبيلة القواسم.. تاريخ عريق في تربية الصقور و«البيازة»". Le 360 Arabe. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-08.
  14. ^ "الصيد بالصقور بالجديدة: تراث مغربي أصيل وتقليد عريق محكوم بطقوس متفردة | Aldar.ma". aldar.ma. 17 يناير 2023. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-08.
  15. ^ "قبائل القواسم العربية في المغرب تحتفي بتاريخها العريق مع الصقور". aawsat.com. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-08.

وصلات خارجية

عدل