ساركوما عظمية
الساركوما العظمية أو الورم الغرني العظمي (بالإنجليزية: Osteosarcoma) هو ورم سرطاني غرني sarcoma ينشأ في العظام، ويعد من أكثر سرطانات العظام شيوعاً وأكثرها انتشاراً لدى الأطفال، ويظهر عادةً قبيل سن العاشرة وعند المراهقين واليافعين. ويزيد معدله بنسبة تصل إلى الضعف عند الذكور عنه لدى الإناث.[1] ومن المعتاد أن ينشأ الورم بالعظام المحيطة بالركبة بصفة خاصة، وفي عظام العضد والفخذ بنسبة أقل دون أن ينبث إلى المفاصل المجاورة.[1] وعند نسبة تقترب من 20% من الحالات يكون الورم قد انتقل من موضع النشأة عند التشخيص، ومن المعتاد انتقاله إلى الرئتين (حوالي 80% من حالات انتقال الورم تكون بالرئتين)، وبنسبة أقل ينبث إلى عظام أخرى.[1]
ساركوما عظمية | |
---|---|
صورة مجهرية مكبرة لساركوما عظمية (وسط ويمين الصورة) بجانب نسيج طبيعي عظمي (يسار الصورة):
| |
معلومات عامة | |
الاختصاص | علم الأورام |
من أنواع | سرطان العظام وسرطان خلوي ، وساركومة العظم، ومرض، وسرطان الأطفال | ،
الإدارة | |
أدوية | |
التاريخ | |
وصفها المصدر | قاموس الموسوعة الحديثة |
تعديل مصدري - تعديل |
الأعراض والعلامات
عدل- آلام العظام: إن الأعراض المرضية الأكثر شيوعاً هو الألم الطفيف حتى المتوسط. يكون الألم في البداية متقطعًا، ولكن مع الزمن يصبح أكثر استمرارًا، ويظهر في معظم ساعات اليوم. يمكن، بشكل عام، الشعور بكتلة (Lump) صلبة وثابتة، والتي تستمر بالتضخم، ويترافق بانتفاخ الأنسجة الرخوة حولها، في بعض الأحيان تظهر حمى واحمرار موضعي.
- الكدمات: تقوم، في بعض الأحيان، كدمة على مكان الورم بشد انتباه المريض، لأن الألم الذي يعاني منه أكبر من أن تسببه كدمة كهذه. إن متوسط الزمن الذي يمر منذ بدء ظهور أعراض المرض وبين التشخيص هي 3-6 أشهر.[2]
- النقائل الرئوية والعظمية: إن المسار المرضي لسركومة العظام التي لم يتم علاجها، هو ظهور النقائل الرئوية (Lung Metastasis) والعظمية (Bone metastasis) وموت المريض بفترة تتراوح بين 18-24 شهرًا. إن كل حالة يكون فيها شك بوجود سَارْكوما العظام، يجب التوجه لطاقم مهني ومختص بعلاج مثل هذه الحالات، الذي يعمل بوحدة مشتركة بين جراحة العظام وطب الأورام. وهذا الطاقم يضم: طبيب أورام مختص بحالات السَّرْكومة، جَرَّاح عظام مختص بجراحة الأورام العظمية، اختصاصي الباثولوجيا (Pathologist)، خبير الأشعة (Radiologist)، طبيب التخدير المتخصص في علاج الألم، المُعالِجُ الطبيعي وممرضة.
- إصابة العظام أو كسرها دون سبب واضح.
- حدوث تورم بالقرب من العظمة.
نظراً لأن هذه الأعراض فد تختلط مع غيرها من المشكلات الصحية، مثل الإصابات الرياضية، أحيانًا يحدث تأخير في الحصول على المساعدة الطبية.
الأسباب
عدلإن سبب الإصابة بالساركومة ليس واضحاً ويبدو أن معظم الحالات تحدث بشكل منقطع، ولكن قد تزيد بعض العوامل من الخطر.
عوامل الخطر
عدلتزيد تلك العوامل من خطر الساركوما العظمية:
- التعرض السابق للعلاج الإشعاي.
- حالات مرضية محددة موروثة أو جينية، بما في ذلك ورم الشبكية ومتلازمة بلوم ومتلازمة لي فروميني ومتلازمة روثموند طومسون وفقر دم دياموند بلاكفان ومرض باجيت ومتلازمة فيرنر الوراثيين.
التشخيص
عدل
عادة ما تتضمن الخطوات الأولى في إجراء تشخيص فحصًا بدنيًا ومناقشة للتاريخ الطبي واختبارات.
وقد يوصي الطبيب بإجراء واحد أو أكثر من اختبارات التصوير هذه لتحديد موضع السرطان ومعرفة ما إذا كان قد انتشر:
- الأشعة السينية
- التصوير المقطعي المحوسب (CT)
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)
- فحص العظام
الخزعة
عدلقد يوصي الطبيب بإجراء إزالة لعينة من الأنسجة (خزعة) من الورم لفحصها في المختبر. يُظهر الاختبار ما إذا كانت الأنسجة مصابة بالسرطان أم لا، وكذلك نوع السرطان. كما يكشف الاختبار أيضًا عن درجة الإصابة بالسرطان، الأمر الذي يساعد الأطباء في معرفة مدى خطورة السرطان.:[3]
تتضمن أنواع إجراءات الخزعة المستخدمة في تشخيص الساركوما العظمية ما يلي:
- خزعة بالإبرة. يقوم الطبيب بإدخال إبرة رفيعة في الجلد ويوجهها نحو الورم. تستخدم الإبرة للتخلص من قطع صغيرة من النسيج من الورم.
- الخزعة الجراحية. يجري الطبيب شقوقًا في الجلد ويزيل الورم بأكمله (الخزعات الاستئصالية) أو جزءًا من الورم (خزعة اقتطاعية).
يتطلب تحديد نوع الخزعة المطلوب وتفاصيل الطريقة السليمة لإجرائها تخطيطًا دقيقًا من الفريق الطبي. يحتاج الأطباء إلى إجراء الخزعة بطريقة لن تتداخل مع الجراحة المستقبلية لإزالة السرطان. لهذا السبب، اطلب من طبيبك الإحالة إلى فريق من الخبراء من ذوي الخبرة الواسعة في علاج الساركوما العظمية قبل إجراء الخزعة.
بعد التشخيص، يلزم تحديد مدى (مرحلة) انتشار السرطان — ما إذا انتشر في إجزاء أخرى من الجسم أم لا وكذلك حجم انتشاره. لا تنتشر الساركوما العظمية الموضعية خارج تأصلها أو الأنسجة المجاورة. تنتشر الساركوما العظمية النقيلية إلى أجزاء أخرى من الجسم. يُمكّنك التعرّف على مرحلة السرطان والعوامل الأخرى من اتخاذ الخيارات العلاجية اللازمة.
العلاج
عدلعلى مر السنوات، تم إحراز تطور كبير في مجال علاج الساركوما العظمية. عادةً ما يشمل العلاج جراحة استبقاء الأطراف والعلاج الكيميائي، ولكن هناك خيارات أخرى.
- الجراحة: ويتمثل هدف الجراحة في إزالة الخلايا السرطانية، ولكن يقوم الجراحون أيضًا بإجراء عمليات للحفاظ على وظائف الأعضاء والحد من حالات العجز. ويعتمد نطاق جراحة الساركوما العظمية على عدة عوامل، مثل حجم الورم وموقعه وعمر الشخص.
جراحة الاستبقاء على الأطراف. تركز جراحة الساركوما العظمية في معظم الحالات على إزالة الورم واستبقاء الطرف للحفاظ على وظيفته. ويُحدد إذا ما كان هذا ممكنًا، جزئيًا، على مدى انتشار السرطان وحجم الكتلة العضلية والأنسجة التي يلزم إزالتها.
- البتر بفضل التطورات في مجال جراحة الاستبقاء على الأطراف، تقلصت الحاجة إلى إجراء عمليات بتر (إزالة طَرَف أو جزء منه) على مر السنوات. إذا كان إجراء عملية البتر ضروريًا، فإن التقدم المُحرز في مجال المفاصل التعويضية من شأنه تحسين النتائج والوظائف بشكل كبير.
- تبديل استخدام الأعضاء (Rotationplasty): تستخدم هذه الجراحة في بعض الأحيان للأطفال الذين لا يزالون في طور النمو، ويقوم فيها الجراح بإزالة الورم والمنطقة المحيطة به، بما في ذلك مفصل الركبة. ويتم لف القدم والكاحل ويقوم الكاحل بوظيفة الركبة. ويتم استخدام طرف صناعي للمنطقة السفلية من الساق والقدم. عادةً ما تمكِّن النتائج الشخص من القيام بالأنشطة البدنية والرياضة والحياة اليومية بشكل جيد للغاية.
- العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لقتل الخلايا السرطانية. وغالبًا ما يوصي الأطباء باستخدام العلاج الكيميائي قبل جراحة الساركوما العظمية، لتقليل حجم الورم، واستخدامه بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية باقية.
- العلاج الإشعاعي في حالات محددة: يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. على الرغم من أن الإشعاع لا يُستخدم عادةً بسبب قلة فعاليته في علاج الساركوما العظمية، هناك أشكال جديدة من العلاج الإشعاعي تخضع للدراسة وقد يتم استخدامها نادرًا.
- التجارب السريرية: التجارب السريرية هي دراسات للبحث عن طرق جديدة لعلاج السرطان. تنتج التطورات العديدة في مجال علاج سرطان الأطفال، بما في ذلك الساركوما العظمية، من التجارب السريرية التي تجريها مجموعة أورام الأطفال (Children's Oncology Group)، والتي تمتلك أكثر من 200 مؤسسة طبية مشاركة من الولايات المتحدة ودول أخرى.
انظر أيضا
عدلمراجع
عدل- ^ ا ب ج جمعية آدم لسرطان الطفولة: الأورام الغرنية بالعظام نسخة محفوظة 17 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ ساركوما العظام، وب طبيب نسخة محفوظة 20 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
- ^ الساركوما العظمية، مايو كلينيك نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.