في
الكيمياء، يشير مصطلح
تاريخ نظرية الجزيئات إلى تتبع أصول مفهوم أو فكرة وجود
روابط كيميائية بين
ذرتين أو أكثر. ترجع أصول المفهوم الحديث للجزيئات إلى فلاسفة ما قبل العلوم والفلاسفة اليونانيين أمثال
ليوكيبوس الذي زعم بأن كل الكون يتكون من
ذرات وفراغات. حوالي سنة 450 ق.م، افترض
إيمبيدوكليس تصوّرًا
للعناصر التقليدية (
النار (
)،
الأرض (
)،
الهواء (
)،
الماء (
)، و"قوى" تجاذب وتنافر تسمح للعناصر بالتفاعل. قبل ذلك، إدعى
هرقليطس أن النار أو التغيير الذي نشأ من خلال الجمع بين الخصائص المتضادة كان أساسيًا لوجودنا. نحى
أفلاطون في
محاورة طيماوس منحى
فيثاغورس عندما اعتبر المكونات الرياضية كالأعداد والنقاط والخطوط والمثلثات لَبِنَات أو عناصر البناء الأساسية لهذا العالم سريع الزوال، واعتبر العناصر الأربعة النار والهواء والماء والأرض حالات للمادة يتحقق من خلالها المبادئ أو العناصر الرياضية الحقيقية. كما اعتُبر عنصر خامس وهو
الأثير الذي لا يفسد، جوهريًا ولبنة أساسية في الأجرام السماوية. تقبّل
أرسطو نظرتي ليوكيبوس وإيمبيدوكليس إلى جانب فكرة الأثير، ثم نقلتها عنه إلى أوروبا القرون الوسطى وعصر النهضة. أما التأسيس للمفهوم الحديث للجزيئات، فقد بدأ في التطور في القرن التاسع عشر بالشواهد التجاربية التي لوحظت أثناء اكتشاف
العناصر الكيميائية في صورتها النقية، وكيف أن الذرات الحرة للعناصر الكيميائية المختلفة مثل الهيدروجين والأكسجين يمكنها أن تتحد لتُشكّل جزيئات مستقرة كيميائيًا كجزيئات الماء. في بداية القرن العشرين، بدأ الكيميائي الأمريكي
جيلبرت نيوتن لويس استخدام النقاط أثناء محاضرة ألقاها على طلابه في
جامعة هارفارد لتمثيل الإلكترونات حول الذرة. راقت طلابه تلك الرسوم، مما حفّزه لمواصلة جهوده في هذا الاتجاه. من خلال تلك المحاضرات، أشار لويس إلى أن عناصر ذات عدد معين من الإلكترونات يبدو أن لها استقرارًا خاصًا. كانت تلك الظاهرة قد أشار إليها الكيميائي الألماني
ريتشارد أبيغ سنة 1904 م، وسمّاها لويس «قانون أبيغ للتكافؤ» (تُعرف اليوم باسم «قاعدة أبيغ»). تبيّن للويس أنه متى اجتمعت ثمانية إلكترونات حول النواة، تكتمل طبقة، ثم تبدأ أخرى من الإلكترونات. كما أشار لويس إلى أن العديد من
الأيونات التي لها ثمانية إلكترونات تميل إلى الاستقرار الخاص. وبناءً على ذلك، افترض
قاعدة الثمانيات.