الدهشة هي انفعال   ناجم  عن حدث أو واقعة تدفع  إلى طرح أسئلة بسبب   طبيعتها غير المعتادة أوغير المتوقعة أو الغريبة أو الصعبة  التفسير في أشكالها الأكثر حدة،  ونسيميها  في اللغة العربية  الذهول أو الصدمة

الأحد في المتحف لوحة من إنجاز أونوريه دومييه .

تتميز الدهشة عن المفاجأة في كونها تقتضي  وجود وعي إنساني. فسبب الدهشة هو الوعي ، بينما المفاجأة هي نتاج حدث خارج عن الفكر. إن الدهشة التي يثيرها الواقع هي الشعور المحفز للموقف الفلسفي ، لا سيما عند سقراط  )من ثم  نتحدث غالبًا عن الدهشة السقراطية (، الذي استخدم لوصف هذا الانفعال كلمة θαυμάζειν  اثاومازين ، والتي تعني أيضًا الإنبهار    .

في الفلسفة

عدل

عند اليونانيين

عدل

تبعا لأفلاطون ، فإن الدهشة هي أصل الحكمة ، ومن ثَم الفلسفة.

«إن هذا الشعور - أعني الدهشة - هو شعور الفيلسوف خاصة. فالدهشة هي بداية الفلسفة، وليس لها أصل آخر سواها»، أفلاطون، محاورة ثيايتيتوس، 155 د

أما بالنسبة لأرسطو فالدهشة هي شعور الإنسان بالخوف والقلق. فحالما يشبع احتياجاته المادية المباشرة، يبدأ في التشكيك في وجوده وعلاقاته مع العالم.

«فإنَّ الدهشة هي التي دفعت الناس - منذ البداية كما تدفعهم الآن - إلى التفلسف. فقد اندهشوا أولًا من الصعوبات القريبة، ثم تقدموا قليلًا قليلًا نحو مسائل أعظم، مثل أحوال القمر والشمس والكواكب، ونشأة الكون كله. ومن يقف حائرًا ومندهشًا يظن أنه جاهل (ولهذا كان محب الأساطير على نحو ما محبًّا للحكمة، لأن الأسطورة مركبة من العجائب). فإذا كان الفلاسفة قد فلسفوا هربًا من الجهل، فمن الواضح أنهم إنما طلبوا العلم من أجل المعرفة لا لأجل منفعة ما."»، أرسطو، ما بعد الطبيعة، الكتاب الأول، الفصل الثاني ب 982

في القرن العشرين

عدل

نجد هذه الفكرة لدى كتّاب وفلاسفة معاصرين ، و تشرح ماريا ثامبرانو، في كتابها " الفلسفة والشعر"، أنه إذا كانت الدهشة هي نقطة الانطلاق المشتركة بين الفيلسوف والشاعر، فإن كلا منهما يتفاعل معها بطريقة مختلفة. فيُجهد الفيلسوف نفسه، قاصدا الوصول إلى تفسيرٍ من خلال التأمل وبناء  نظام لفهم العالم، ومن ثم  إنهاء تلك الحالة الأولية. أما الشاعر، فيناقضه في  ذلك، حيث يستفيد من هذه الدهشة ويقبل تعدديتها. فهو لا يستشعر الحاجة إلى تفسير العالم، ولا إلى البحث عن عالم من الاتساق.[1]

«الفلسفة انتشاءٌ يُفشِله تمزُّق».[2]

ويًشار هنا إلى الكتاب الأصلي المعنون "التعجب من الوجود: الصحو على فرح امتلاكنا وعيًا" (منشورات أوريجينيل أكارياس، تأليف ألكسندر كوارانتا) الذي يتناول بالتفصيل الدقيق الآليات التي من خلالها لا يظهر الوعي الذي نحن عليه في أغلب الأحيان لغزا أومعجزة لامتناهية كما هو حقيقة  رغم كل شيء  و في كل لحظة. و يشير هذا الكتاب  أيضًا إلى اتجاهات التأمل القادرة على دفعنا نحو الثبات في وجه ما لا يمكن تصوره.

مراجع

عدل
  1. ^ Fabula, Équipe de recherche (21 Mar 2024). "Maria Zambrano, Philosophie et poésie (1939)". https://www.fabula.org (بfr-FR). Archived from the original on 2024-03-22. Retrieved 2024-09-12. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |صحيفة= (help)صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  2. ^ "Libro Filosofía y poesía de María Zambrano". Fondo de Cultura Económica de Argentina (بالإسبانية). Retrieved 2024-09-12.