كنعانيون

حضارة ومنطقة تاريخية وشعوب سامية اللغة في الشرق الأدنى القديم، تشمل اليوم فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسوريا
(بالتحويل من Canaan)

كَنْعَانُ أو أرض كنعان (بالفينيقية: 𐤊𐤍𐤏𐤍 ؛ بالعبرية:כְּנַעַן) هي حضارة ومنطقة تاريخية وشعوب سامية اللغة في الشرق الأدنى القديم، تشمل اليوم فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسوريا. وكانت المنطقة مهمة سياسياً في العصر البرونزي المتأخر خلال حقبة العمارنة، كون المنطقة كانت محل نزاع المصريين والآشوريين. ذُكر الكنعانيون كجماعة إثنية كثيراً في الانجيل العبري، ويعتبر الكنعانيون أقدم الشعوب المعروفة التي استوطنت فلسطين. استبدل الاسم «كنعان» بـ«سورية» عقب سيطرة الإمبراطورية الرومانية على المنطقة.

أرض كنعان
𐤊𐤍𐤏𐤍 (فينيقية)
كنعانييون
كَنْعَانُ
→
(القرن 4000 ق.م ~ 2500 ق.م) – ~1200 ق.م
خارطة فلسطين القديمة تبين تواجد الكنعانيين، وهم أقدم من أستوطنها.
سميت باسم كنعان بن نوح  تعديل قيمة خاصية (P138) في ويكي بيانات
عاصمة شكيم
نظام الحكم غير محدّد
ملك
التاريخ
الفترة التاريخية العصر النحاسي - العصر البرونزي
التأسيس (القرن 4000 ق.م ~ 2500 ق.م)
الزوال ~1200 ق.م
السابق
اللاحق
حضارة غسولينية
فينيقيا
فلستيون
مملكة موآب
عمونيون
بنو إسرائيل
اليوم جزء من  فلسطين
 سوريا
 لبنان
 الأردن
 تركيا

استوطنوا الكنعانيون المناطق الجنوبية من بلاد الشام ما بين 3000 قبل الميلاد إلى 1200ق.م ، وانتشروا على طول ساحل بلاد الشام وتمركزوا في فلسطين. وأطلق اليونانيون اسم فينيقيا المشتق من فينيقيين أي الأحمر الأرجواني على القسم المتوسط والشمالي من ساحل بلاد الشام كما أطلقوا اسم الفينيقين على الكنعانيين سكان الساحل السوري، الفلسطيني واللبناني.[هامش 1]

تستخدم كلمة الكنعانيين كمصطلح عرقي يشمل مختلف فئات السكان الأصليين - المجموعات المستوطنة والبدو على حد سواء، في جميع أنحاء جنوب بلاد الشام أو كنعان.[1] وهو إلى حد بعيد المصطلح العرقي الأكثر استخدامًا في الكتاب المقدس.[2] من القرن 7 ق م إلى القرن 4 ق م أسّس الكنعانيون مستعمرات كنعانية جديدة، امتدّت من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى حدود السواحل الأطلسيّة. يعتبرهم مؤرخو العرب القدامى من العماليق، وهناك عدّة نظريات حول أصل موطن الكنعانيين، ومن أشهرها أن الكنعانيين من أكبر الموجات المهاجرة التي خرجت من شبه الجزيرة العربية، لكن يناقضها اكتشافات أن المدن الكنعانية في فلسطين أقدم من المدن الكنعانية في شبه الجزيرة العربية.

التسمية

عدل

لا يعرف على وجه الدقة في تحديد تسمية الكنعانيين بهذا الاسم، ولكن هناك طروحات تحاول تفسير الاسم، وغالبا فإن التسمية أطلقتها أمم وأقوام أخرى عليهم.

  • نظرية الاسم الأكدي: يرى بعض المؤرخين أن الاسم الأكدي (كناجي أو كناخني Kinakhni) والذي ظهر في رسائل تل العمارنة في مصر هو أصل التسمية، وهو اسم أطلقه البابليون، ويعني اللون الأحمر الأرجواني.[3]
  • نظرية الاسم المصري: استعمل المصريون منذ عصر الدولة القديمة كلمة فنخو للدلالة على شعب من شعوب الشام، ويرى بعض الدارسين أن اللفظة استخدمها الإغريق وحورت إلى فويفكس (Phoivikes) للدلالة على فينيقيا وفويفيكن Phoivikn للدلالة على الفينيقيين.[4]
  • نظرية الاسم الكنعاني: وجد نص الملك أدريمي ملك الالاخ (المملكة الكنعانية - الأمورية) استخدم فيه الكنعانيون أنفسهم هذا الاسم للإشارة إلى أنفسهم.[3]
  • نظرية الاسم العبري: وفق التقسيم الإثني للتوراة فإن الكنعانيين من نسل حام بن نوح، وكانت من عادة اليهود نسبة أعدائهم إلى حام. التسمية أتت من السامية القديمة «كنع» بمعنى منخفض وبالتالي فالكنعانيون سكان الأراضي المنخفضة، وذلك بعكس الآراميين الذين تعود تسميتهم إلى الجذر «رم» بمعنى مرتفع.
  • نظرية الاسم العربي: تتماشي هذه النظرية لغوياً مع معاني اللغة العربية، فالكلمات العربية خنع وقنع وكنع تفيد معاني الانخفاض والهبوط والتواضع.
  • نظرية الاسم الحوري: تقترح هذه النظرية أن اسم كنعان مشتق من كلمة كناجي Kanaggi وهي تعني بالحورية الصبغة الأرجوانية أو القرمزية، والتي اشتهر الكنعانيون بصناعتها، وقد يكون الحوريون استقوا عن الأكديين تلك التسمية أو العكس.[3]
  • أخرى: يرى بعض المؤرخون أن الهكسوس هو الاسم المصري الذي أطلقوه على الكنعانيين عندما حكموا مصر ولذلك يقال حتى الآن مصر أرض الكنانة إشارة إلى حكم سلالة النبى إسماعيل (حديث ابن عباس: "نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى) وكنانة من النبط ولفظ نبط كان وصفاً لخروج الماء من زمزم على يد السيدة هاجر.

الأصول الكنعانية

عدل

ينتمي الكنعانيون إلى عائلة الشعوب السامية، وبدأ ظهور الكنعانيّين في بداية عصور ما قبل التاريخ، في الفترة التي تُعرَف باسم العصر الحجري النحاسي المُمتدّة من عام 4000-3000ق.م، أي أنّ هذه المرحلة استمرّت قُرابة ألف عام. وقد استقر الكنعانيون في جنوب سوريا وفلسطين وسيطروا عليها سيطرة تامّة، حتى أنها عرفت باسم أرض كنعان أو بلاد كنعان في المرحلة الكنعانيّة (من عام 3000-1200ق.م) التي بدأت بهجرة الكنعانيّين إلى بلاد الشام وبشكل خاص الجهة الشرقيّة من البحر الأبيض المتوسّط؛ وأصبح الكنعانيّون باسم الفينيقيّين؛[5] حيث عاشوا على الشواطئ الشرقيّة للبحر الأبيض المتوسط، وقد وافقت هذه المرحلة العصر الحديدي الذي امتدّ بين عامَي 332-1200ق.م. وهاجر الفينيقيّون الغربيّون من بلاد الشام إلى سواحل وجُزر البحر الأبيض المتوسّط في أوروبا وشمال أفريقيا، وقد كانت هذه المرحلة معاصرةً للمرحلة السابقة مرحلة الفينيقيّين؛ إذ امتدّت بين عامَي 146-1200ق.م.[6]

يعتبر مؤرخو العرب القدامى أن الكنعانيون من العماليق، هم من الشعوب في مناطق جنوب سوريا وكذلك وهناك ساحل في منطقة عُمان جنوب الجزيرة العربية يعرف باسم كنعان.[7] هناك عدّة نظريات حول أصل موطن الكنعانيين، ومن أشهر النظريات، بعض المؤرخين كـ«خزعل الماجدي» هي أن الكنعانيين من أكبر الموجات المهاجرة التي خرجت من شبه الجزيرة العربية، لكن يناقضها اكتشافات أن المدن الكنعانية في فلسطين أقدم من المدن الكنعانية في شبه الجزيرة العربية، وخير دليل مدينة أريحا الكنعانية التي هي من أقدم المدن في التاريخ. ووفقاً للتقديرات الموثقة، فإن الهجرة الأمورية الكنعانية الشهيرة من الجزيرة العربية قد حدثت في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، غير أن بعض الباحثين يستنتجون أن الكنعانيين كانوا منذ بداية الألف الثالث مستقرين في البلاد، مستندين إلى مكتشفات الآثار المصرية.[8] ويذهب باحثون آخرون إلى أبعد من ذلك، حيث يشيرون إلى وجود الكنعانيين ما قبل سبعة آلاف سنة، وذلك من خلال تتبع الآثار في مدنهم القديمة، وأقدمها مدينة أريحا الباقية حتى اليوم التي تعتبر من أقدم المدن في العالم.[8] ويعتقد بعض المؤرخين بأن الكنعانيين جاءوا من بلاد ما بين النهرين.[9]

وقد أعطى المؤرخون القدماء عدة فرضيات لأصلهم فرأى سترابو أن أصل الكنعانين هي سواحل الخليج العربي، وذلك لتشابه أسماء مدن تلك المناطق القديمة مع أسماء المدن الكنعانية في الشام، ويرجح أصحاب هذه النظرية أن تكون تلك الخليجية هي الأقدم وهاجروا إلى منطقة بلاد الشام في العصور القديمة. ويرى ابن تيمية أنهم سكان حران وأن ملوكهم هم النماردة «جمع نمرود». ويقول الطبري في تاريخه: (فَعِمْلِيقُ أَبُو الْعَمَالِيقِ كُلِّهِمْ أُمَمٍ تَفَرَّقَتْ فِي الْبِلادِ، وَكَانَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَأَهْلُ عُمَانَ وَأَهْلُ الْحِجَازِ وَأَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ مِصْرَ مِنْهُمْ، وَمِنْهُمْ كَانَتِ الْجَبَابِرَةُ بِالشَّامِ الَّذِينَ يُقَالُ لَهُمُ الْكَنْعَانِيُّونَ، وَمِنْهُمْ كَانَتِ الْفَرَاعِنَةُ بِمِصْرَ، وَكَانَ أَهْلُ الْبَحْرَيْنِ وَأَهْلُ عُمَانَ مِنْهُمْ أمة يسمون جاسم، وكان ساكنى الْمَدِينَةَ مِنْهُمْ، بَنُو هفٍّ وَسَعْدِ بْنِ هَزَّانَ، وَبَنُو مَطَرٍ، وَبَنُو الأَزْرَقِ وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْهُمْ بُدَيْلٌ وَرَاحِلٌ وَغِفَارٌ، وَأَهْلُ تَيْمَاءَ مِنْهُمْ وَكَانَ مَلِكُ الْحِجَازِ مِنْهُمْ بِتَيْمَاءَ اسْمُهُ الأَرْقَمُ، وَكَانُوا سَاكِنِي نَجْدٍ مَعَ ذَلِكَ وَكَانَ سَاكِنِي الطَّائِفِ بَنُو عَبْدِ بْنِ ضَخْمٍ...)

ويقول ابن كثير في البداية والنهاية: وَالْمَقْصُودُ أَنَّ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ لَمَّا انْفَصَلَ مِنْ بِلَادِ مِصْرَ، وَوَاجَهَ بِلَادَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَدَ فِيهَا قَوْمًا مِنَ الْجَبَّارِينَ، مِنْ الْحَيْثَانِيِّينَ، وَالْفَزَارِيِّينَ، وَالْكَنْعَانِيِّينَ، وَغَيْرِهِمْ فَأَمَرَهُمْ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِمْ، وَمُقَاتَلَتِهِمْ وَإِجْلَائِهِمْ إِيَّاهُمْ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَهُ لَهُمْ، وَوَعَدَهُمْ إِيَّاهُ، عَلَى لِسَانِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَمُوسَى الْكَلِيمِ الْجَلِيلِ، فَأَبَوْا وَنَكَلُوا عَنِ الْجِهَادِ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْخَوْفَ، وَأَلْقَاهُمْ فِي التِّيهِ، يَسِيرُونَ، وَيَحِلُّونَ وَيَرْتَحِلُونَ، وَيَذْهَبُونَ، وَيَجِيئُونَ، فِي مُدَّةٍ مِنَ السِّنِينَ طَوِيلَةٍ، هِيَ مِنَ الْعَدَدِ أَرْبَعُونَ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ.

وقال المسعودي متحدثا عن كنعان: هو أكبر ولد حام، وهو أول من غير دين نوح ـ عليه السلام ـ وألقى العداوة بينه وبين بني جده من الجبابرة والكنعانيين الذين كانوا بالشام، ويقال فراعنة مصر منهم، وجالوت منهم الذي قتله داود ـ عليه السلام. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الكنعانيين من أولى الشعوب السامية التي قطنت الوطن العربي بعد وصولها من أفريقيا عبر مصر بعد انهيار الحضارة الغسولينية في فلسطين حوالي 3300 ق.م.[10]

ويقول محمد حسين الفرح "فليس كنعان من أبناء حام وإنما هو (كنعان بن عويلم بن سام) - كما في الإكليل - وقد أثبتت العديد من الدراسات إن قبائل كنعان سامية، وإن مهد الكنعانيين وموطنهم الأول هو جنوب الجزيرة العربية.[11]

وورد في الكتابات العبرية أن الكنعانيين هم سكان البلاد الأصليون، كما ذكر في التوراة أنهم الشعب الأموري. في سفر يشوع، ضُمّن الكنعانيين في قائمة الأمم المطلوب إبادتها، ووُصفوا لاحقًا بأنهم مجموعة «أهلكها الإسرائيليون»،[12][13] على الرغم من أن هذه الرواية تتناقض مع النصوص التوراتية اللاحقة مثل سفر أشعيا. يلاحظ الباحث التوراتي مارك سميث أن البيانات الأثرية تشير إلى «أن الثقافة الإسرائيلية تتداخل إلى حد كبير مع الثقافة الكنعانية وتستمد منها، أي أن الثقافة الإسرائيلية إلى حد كبير كنعانية بطبيعتها».[14]:13–14[15][16] يناصب العديد من المؤرخين الغربيين العداء للكنعانيين تأثراً بالتوراة، مع أنها تمتلئ بالعديد من المغالطات؛ فمثلاً تعتبر التوراة الكنعانيين ساميين في بعض الأحيان، وحاميين في أحيان أخرى، ويتفاخرون بقتل الكنعانيين وحرق مدنهم وقراهم، وإبادة حرثهم ونسلهم في كل موقع كنعاني مروا به، فالكنعانيون في نظرهم شعب يجب أن يمحى ويباد عن وجه البسيطة.[9]

تاريخ كنعانيين

عدل

هناك عدة نماذج زمنية لأرض كنعان، واحد منها تقسم على النحو التالي:

  • 4500 ق.م. (من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحجري): مجتمعات الصيادين وجامعي الثمار الذين قاموا تدريجياً ببناء أرض الملعب للمجتمعات التي تعمل بالزراعة
  • 4500-3500 ق.م. (العصر الحجري النحاسي): عمال المعادن والمزارعون الأوائل.
  • 3500-2000 ق.م. (العصر البرونزي المبكر): قبل السجلات المكتوبة في المنطقة.
  • 2000-1550 ق.م. (العصر البرونزي الأوسط): ظهور المدن.
  • 1550-1200 ق.م. (العصر البرونزي المتأخر): الحكم المصري.
  • 1200 إلى تواريخ مختلفة حسب المنطقة: بعد العصر الحديدي، سُميت الفترات على اسم الإمبراطوريات المختلفة التي حكمت المنطقة: الآشورية، البابلية، الفارسية، الهلنستية (مع إشارات إلى اليونانيين) والرومانية.

الغزو المصري (1550 ق.م -1200 ق.م)

عدل
 
نحت بارز في معبد الكرنك يبين تحتمس الثالث وهو يذبح الأسرى الكنعانيين  من معركة مجدو، القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

لقد كانت بداية الاستعمار الطويل لبلاد الكنعانيين الذي استمر 12 قرنا هو غزو المصريين لبلاد الشام في عهد الدولة المصرية الحديثة. وقد حدث الغزو خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد في أيام حكم الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر ألتي تم فيها القضاء على آخر ملوك الهكسوس حوالي (1567ق.م).

وقد كان السبب الرئيسي لهذا الغزو هو تهديد المصالح التجارية لمصر في بلاد الشام، وقد بدأ هجوم المصريين من خلال معركة مجدو في عام 1468 ق.م. والتي انتصر فيها الجيش المصري في النهاية.[17] وقد قاد المصريين في هذه المعركة تحتمس الثالث (1490 - 1436 ق.م) وقد كانت أولى حملاته الحربية، أما الجيش الذي قاتل المصريين فقد كان حلفًا بين ما يقارب الـ350 دويلة كنعانية، لكن أمير الحلف والذي سعى لجمعه هو أمير قادش. وقد اضطر الكنعانيون للاستسلام بعد حصار دام سبعة أشهر على مدينة مجدو التي اجتمعوا فيها والتي سميت المعركة باسمها. وتعتبر أول معركة مجدو تم تسجيلها في الوثائق المقبولة تاريخيا. وهي أيضا أول معركة يتم فيها استخدام القوس المركب، كما أنها أول معركة يتم فيها إحصاء عدد القتلى.[18]

ومن الجدير ذكره أن هناك نصوص تفصيلية منذ عهد تحتمس الثالث ومنها ذلك النص المتعلق بمعركة مجدو الفاصلة التي قادها من الجانب الشامي كل من ملك مجدو وملك قادش يدعمها الملك الميتاني، وشارك في هذا التحالف ما يقارب من مائة وعشرين مدينة وورد ذكرها في إحدى قوائم تحتمس الثالث الطبوغرافية. وجاءت هذه النصوص تأتي من مصادر مصرية على شكل نقوش على المسلات التي تم نصبها في كل من الكرنك وممفيس.

عُثر على إشارات للكنعانيين في مصر من خلال رسائل تل العمارنة، وهي مجموعة كبيرة من الرُقم الطينية المكتوبة باللغة الأكادية (البابلية) والخط المسماري، وجدت في أرشيف قصر الفرعون أخناتون (أمنحوتب الرابع).[19] وقد وُصفت اللغة المستخدمة في الكتابة أحيانًا بأنها لغة مختلطة من الكنعانية والأكادية. تمتد فترة المراسلات المكتوبة لحوالي ثلاثين عامًا.[20]

يبلغ مجموع الألواح المكتشفة 382 لوح طيني، منها 358 تم نشرها من قبل عالم الحضارة الآشورية النرويجي يورغن كنودتزون في كتابه (Die El-Amarna-Tafeln) ، والذي صدر في مجلدين (عامي 1907 و 1915) ولا يزال حتى اليوم يعتبر المرجع الشامل عن هذه الرسائل. تعتبر رسائل العمارنة ذات أهمية كبيرة للدراسات الكتابية وللسانيات السامية ، لأنها تسلط الضوء على ثقافة ولغة الشعوب الكنعانية في العصور التي سبقت المسيحية. فهذه الرسائل وعلى الرغم من كتابتها باللغة الأكادية فهي تشير إلى اللغة الأم لمن كتبوها والذين كانوا يتحدثون باللغة الكنعانيه في شكلها المبكر. حيث تعتبر الكنعانية هي اللغة التي انحدرت منها فيما بعد اللغة العبرية والفينيقية. تقدم اللغة «الكنعانية» الأولية صورة قيمة عن المرحلة الأولية لتلك اللغات قبل عدة قرون من ظهورها الفعلي الأول.[21][22]

الغزو الحيثي

عدل
 
واحدة من رسائل العمارنة

في خلال الفترة التي تلت ذلك قامت دولة جديدة في المنطقة هي الدولة الحورية والتي تقاتلت مع مصر في بلاد الشام لمدةٍ من الزمن. وبعد ذلك عقدوا السلم حين تزوج الملك المصري ابنة الملك الحوري، وبعد ذلك استقرت أمور شمال بلاد الشام للحوريين بينما بقي جنوبها مع المصريين. لكن خلال هذه الفترة ادعى الملك الأموري «عبدي عشيرتا» بالرغبة بتوحيد بلاد الشام، وبدأ يستولي على الإمارات الكنعانية والأمورية، وهكذا استطاع بسط سيطرته ومن بعده ابنه «عزيرو» على كل بلاد الشام.

وقد كان الحيثيون يدعمون عبدي وابنه في توحيد بلاد الشام، وقد انتظروا حتى توحدت على أيديهم ثم غزوها وضموها إلى أراضيهم. وقد حاولت بعض مدن بلاد الشام المقاومة مثل أوغاريت لكنها فشلت. وقد أحس الفرعون «سيتوس الأول» بخطر الحيثيين ولذلك سار واسترجع بعض المدن الشامية مثل مجدو وحوران وبعض المدن التي تقع اليوم ضمن حدود لبنان. وحينها عقد الملك الحيثي «موواتالي» معاهدة سلامٍ مع المصريين بحيث يبقى الجزء الشمالي من بلاد الشام في يد الحثيين والنصف الجنوبي مع المصريين.

الغزاة اللاحقون

عدل

في عام 1190 ق.م سقطت الدولة الحيثية إثر مهاجمة الإغريق وبعض الشعوب العراقية لها من مختلف الجهات.وخلال ذلك الحين استغل الملك الآشوري «تجلات بلاسر الأول» (من 1090 إلى 1116 ق.م) الفرصة واجتاح جنوب سوريا، وأجبر مدينة جبيل على دفع الجزية واستولى على جزيرة أرواد لمدةٍ من الزمن، ولكن لم تكن فترة حكم الآشوريين طويلة كما أنها اقتصرت على مساحة صغيرة من أراضي الكنعانيين. وجاء في المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء: نزل كنعان في الشام ونزل في جهة فلسطين، وتوارثها بنوه، وكان كل من ملك من بني كنعان يلقب جالوت، إِلى أن قتل داود جالوت آخر ملوكهم، وكان اسمه كلياد عن البيروني ذكر ذلك في أواخر كتاب الجواهر، فتفرقت بنو كنعان وسار منهم طائفة إلى المغرب وهم البربر.

الحضارة الكنعانيين

عدل

المجتمعات

عدل
 
نقش ميشع، وهو مكتوب بإحدى اللغات الكنعانية.

اشتهر الكنعانيون بالزراعة والصناعة وبرعوا في التعدين وصناعة الخزف والزجاج والنسيج والثياب كما برعوا في فن العمارة، وتأتي الموسيقى والأدب على رأس الهرم في الحضارة الكنعانية، حيث لم يعن شعب سامي بالفن والموسيقى كما عني به الكنعانيون، فقد اقتبسوا كثيراً من عناصر موسيقاهم من شعوب مختلفة توطنت الشرق الأدنى القديم، وذلك لأن طقوس العبادة الكنعانية كانت تقتضي استخدام الغناء، وهكذا انتشرت ألحانهم وأدوات موسيقاهم في جميع بقاع المتوسط.[8][23]

ظهرت التأثيرات الكنعانية المحلية على مختلف فلسطين من أسماء آلهتهم أمثال داجون وعشتروت، والحياة الدينية عند سكان الساحل الفلسطيني كنعانية الأصل، وكذلك المباني الدينية وأهمها سلسلة المعابد المتعاقبة في تل القصيلة التي أنشات على غرار المعابد الكنعانية مع ما يظهر عليها من تأثيرات مصرية.

القبائل الكنعانية

عدل
  • اليبوسيون سكنوا جنوب الشام في خلال الألف الثالث ق.م، وكان اليبوسيون يقطنون في منطقة القدس فقط، واليبوسيون هم عبارة عن قبيلة كنعانية، وقد بنى اليبوسيون بقيادة ملكهم «ملكي صادق» مدينة القدس وأسموها «شاليم» وهو اسم إله السلام عند الكنعانيين، ثم حرفت لاحقا إلى «أورشالم» والتي تعني «جبل السلام»، وقد كانت تسمى أيضا ب«يبوس» نسبة إلى اليبوسيين، وبعد ذلك استقروا في المنطقة لمدة طويلة حتى وصول بني إسرائيل في القرن الثاني عشر ق.م، وحينها استولى الإسرائيليون على المدينة بقيادة داود عليه السلام، وطردوا اليبوسيون وحصنوا المدينة وشيدوا فيها الهيكل، وبعد ذلك تشتت اليبوسيون في بلاد الشام ولم يرد لهم أي ذكر في التاريخ بعد ذلك. لم يطرد اليهود اليبوسيين من مدينة القدس بل أبقوا عليهم فيها وعاشوا معهم فيها كما ورد في التوراة في سفر القضاة الإصحاح الأول.[24][25]

الديانات

عدل

مورست الديانات الكنعانيه طوال العصر البرونزي والعصر الحديدي. حتى القيام بعمليات الحفر التي بدأت عام 1928 في مدينة رأس شمرا (المعروف أيضا باسم أوغاريت) في شمال سوريا، لم يعرف الباحثون عن الديانات الكنعانية حتى اكتشفوا أرشيفا من نصوص طينيه من العصر البرونزي مكتوبة بالأبجدية المسمارية تشرح الممارسات الدينية الكنعانية. وقبل هذا الأكتشاف، كانت التوراة المصدر الوحيد عن ثقافة الكنعانيين. وهناك نصوص تدعم روايات الكتاب المقدس منها مثنوية ومثلثة بما في ذلك أعمال لوسيان من الساموساطي بعنوان «ألهة سوريا» (القرن الثاني الميلادي)، ونثر حول التاريخ لفينيقي حفظها فيلو بيبلوس (حوالي 64 م – 141 م) وكتابات داماسسيوس (ق. 458 – 538 م). دراسات حديثة حول المواد الأوغاريتية كشفت معلومات إضافية حول الدين المنطقة،  تستكملها النقوش الشامية وأرشيف تل إبلا  (حفرت في وقت مبكر من ستينات القرن العشرين).

تظهر الديانة الكنعانيين تأثير واضح من الممارسات الدينية لحضارات ما بين النهرين ومصر. مثل غيرهم من شعوب الشرق الأدنى القديم، كانت الديانة الكنعانية شركية، وتركز الأسر عادة على عبادة الأجداد مع الإقرار بوجود آلهة أخرى مثل بعل، عناة، وإيل. كما لعب الملوك لعبت دورا هاما في الديانة وفي بعض الاحتفالات، مثل الزواج المقدس في مهرجان السنة الجديدة. المعتقدات والديانة الأوغاريتية هي امتداد للديانة الكنعانية في سورية كما تبين الأساطير الميثولوجية الواردة في النصوص الدينية والملاحم ونصوص الشعائر والعبادات، وكذلك تدل المعابد في المدينة عن المعتقدات والعبادات السائدة انذاك وهناك عدة معابد أهمها معبدين على الأكروبول (مرتفع المدينة)، بينهما بيت الكاهن الأكبر، معبد الإله إل (ءل - ءيل - إيل)، (بيت إيل) وربما معبد الإله دجن (داجان، داجون) معه، في الجهة الجنوبية الشرقية والذي يرجح تاريخ بناؤه بـ 2000 ق.م، ومعبد الإله بعل (بيت بعل) في الجهة الشمالية الغربية وهو أحدث في حوالي 1400 ق.م وكان للمعتقدات طقوسها وشعائرها. أدت مجموعة عوامل على رأسها مهاجمة «شعوب البحر» لمنطقة الساحل السوري الكنعاني إلى توقف الحياة في أوغاريت في العام 1185 قبل الميلاد تقريبًا.

الطقوس الدينية

عدل
الاغتسال والتطهر
كان الاغتسال أو التطهّر يجري بواسطة أربعة أشياء عند الكنعانيين، أولاً: الماء وقد كان عليهم وفق العقيدة الاغتسال يومياً، وكان الاغتسال بعد الحرب ضرورياً أيضاً لأنها تعتبر جريمةً يجب إزالة كلّ أثرٍ لها. ثانياً: الزيت وقد كان يستخدمه الملوك غالباً وقد كان الدهان الأرجواني يشفي من بعض الأمراض حسب عقيدتهم، وقد كان على الملك الاغتسال بالزيت قبل تولّي الحكم. ثالثاً: النار التي كانت من أعظم وسائل التطهر عندهم، وقد كانت النار تستخدم دائماً لتطهير الذبائح. رابعاً: الصلاة..
دق الطبول وصهر التماثيل
كان دق الطبول طقساً تطهيرياً الغرض منه إبعاد الأرواح الشريرة (كما يعتقدون)، وقد كان صهر التماثيل تطهيرياً أيضاً وذلك لأنه كان يُتم بالنار.
القرابين
كانت القرابين توضع مع الموتى، وقد عثر على قرابين تمثل حيواناتٍ في بعض بقايا المدن القرطاجية، وهناك إناءٌ خاصٌّ للقرابين به سبعة أوعيةٍ كلٌّ منها على شكل زهرة سوسن. وكان وادي هنوم يقع بالقرب من مدينة أورشليم في الكتاب المقدس وكانت تقدم فيه ذبائح بشرية من الأطفال دون 3 سنوات من قبل الكنعانيين للآلهة الكنعانية مثل بعل ومولوخ. وقد وصفه الله في التوراة بأنها أبشع الخطايا أو الجرائم التي كان يقترفها الكنعانيين والتي بسببها حكم الله على الشعوب السبعة التي كانت متواجدة في أرض كنعان بالفناء. وبعد مجئ بني إسرائيل إلى أرضهم الموعودة مارس بعض منهم هذه الطقوس ومنهم الملك منسى ملك يهوذا وبسبب هذا حكم الله على شعب يهوذا بالسبي إلى بابل حسب ما ذكرت التوراة.[26]
الألواح الجنائزية والمعابد
كانت هذه الألواح تثبت بواسطة الطين أمام القبور، وأحيانا تمثل الألواح وجه الميت أو تكون اللوحة زخرفاً مثلثاً. وكانت المعابد المحلية خلال الفترة الكنعانية مكرسة إلى حد كبير لثالوث هليوبوليس : إله ذكر (بعل) وقرينته الآنثى (عشتروت) وابنهما (أدون).[27]
 
توابيت كنعانية
التماثيل
كانوا يصنعون من الطين أيضا تماثيل للألهة والأشخاص والحيوانات. وعصر الكنعانيين غني بالحلي والمجوهرات. فهنالك أقراط وخواتم وأساور من الفضة والذهب. وكانوا يستعملون الخرز بكثرة ويصنعنونه من العقيق الأحمر المحزز، ومن الحجر الجيري. وباشروا في أوائل هذا العصر بحفر العاج فأخذا هذا الفن يترعرع حتى بلغ أوجه في القسم الثاني من ذلك العهد. وكانوا يصنعون الخناجر الذهبية للاستعمال في الحفلات، كما كانوا يتحلون بالقلائد المصنوعة من الذهب والمرصعة بالحجارة الكريمة.;الأعياد: من الأعياد التي كان يُقيمها الكنعانيون: الأدونيات، عيد الهفريس، أعياد ملكارت، أعياد رشف، أعياد ياشمون.

اللغة

عدل
 
تصنف اللغات الكنعانية الرئيسية كما يلي:
  لغات كنعانية منقرضة ولم تعد مستعملة في الوقت الحالي.
  لغات كنعانية تستعمل بنطاق ضيق (كالاستعمالات الدينية).
  لغات كنعانية حية ومستعملة بشكل واسع.

كان الكنعانيون يتحدثون الكنعانية، وهي لغة سامية مشابهة للغة الساميين الشماليين الغربيين (العموريون) والتي تربطهم علاقة لغوية وثيقة، وقد تزامنت هجرتهم إلى بلاد الشام معهم. وقد انتشرت اللغات الكنعانية في أرض كنعان التي تشمل أساساً فلسطين والساحل الغربي للبنان والجنوب الغربي من سوريا على لسان الكنعانيين بعد هجرتهم إليها، وكانت هذه اللغات عبارة عن مجموعة من اللهجات المتقاربة من بعضها البعض في الصفات اللغوية. اللغة الوحيدة من عائلة اللغات الكنعانية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم هي اللغة العبرية.[28] كان للكنعانيين لهجة خاصة تمثل أحد فروع اللغات السامية التي تجمعها واللغة العبرية والأُغاريتية والمؤابية والأدومية قرابة واضحة. وقد كتب الكنعانيون في البداية كتابة تصويرية خاصة بهم، ثم اخترعوا كتابة  ألفبائية في أُوغاريت، ذات شكل مسماري، وكتابة ألفبائية أخرى في جبيل، دعيت باسم «الكتابة الفينيقية».[29]

ينقسم الكنعانيّون حسب التصنيف اللغوي إلى عدّة فروع أشهرها

المدن الكنعانية

عدل

لم يشكل الكنعانيون دولة موحدة، بل كانت لهم بضع دول في بلاد الشام. واستقرت في الشريط الساحلي والجزء الشمالي والغربي، وأسست فيه حضارات ومدن وممالك كمملكة إبلا، ومملكة يمحاض في حلب، ومملكة أوغاريت قرب اللاذقية، وأطلق تجار اليونان على الكنعانيين من سكان الساحل في جزيرة أرواد وجبيل وصيدا وصور اسم الفينيقيين.[37] من أقدم المدن الكنعانية الباقية حتى اليوم:

أريحا (أريحا عند الكنعانيين تعني قمرأسدود، عكو (عكا) ، هزاتي (غزة) ، يافي (يافا) ، أشكلون (عسقلان) ، بيت شان (بيسان) ، الخليل (كانت تسمى بقرية أربع نسبة إلى ملك كنعاني اسمه أربع) ، آبل (الناصرة) ، وهناك أيضاً العديد من المدن والقرى منها ما بقي حتى اليوم ومنها ما اندثر، وقد كانت شكيم العاصمة الطبيعية لكنعان.[9] تعني كلمة شكيم المنكب أو الأرض المرتفعة، وموقع المدينة في الغالب شرق مدينة نابلس الحالية إلى الشمال قليلا من القرية المعروفة اليوم باسم بلاطة البلد، وجاء في التوراة أن يعقوب حينما أتى إلى شكيم وأذن له بالنزول بجوارها، كان حاكم المدينة حمور الحوى الكنعاني وذكرت أن اسم ابنه كان شكيم أيضاً.[8][38] وقد بنى اليبوسيون بقيادة ملكهم «ملكي صادق» مدينة القدس وأسموها «شاليم»، وهو اسم إله السلام عند الكنعانيين.

بذل الإسرائيليون الجهد الكبير لإيهام العالم بأنهم هم الذين كانوا بناة الحضارة الكنعانية، وأصحاب الأناشيد والتراتيل والغناء، وقد تمكنوا فعلاً من جعل الوهم حقيقة في عقول الكثيرين، إلا أن المؤرخين الكبار الثقات أمثال (جيمس هنري برستد) الذي يصف المدن الكنعانية المزدهرة يوم دخلها العبريون بقوله أنها كانت مدنا فيها البيوت المترفة المريحة، وفيها الصناعة والتجارة والكتابة والمعابد وفيها الحضارة التي سرعان ما اقتبسها العبريون الرعاة البدائيون، فتركوا خيامهم وقلدوهم في بناء البيوت، كما خلعوا الجلود التي ارتدوها في الصحراء، وارتدوا الثياب الصوفية الزاهية الألوان، وبعد فترة لم يعد بالإمكان أن يفرق المرء بين الكنعانيين والعبرانيين بالمظهر الخارجي ، وبعد دخول الفلسطينيين من جهة البحر والإسرائيليين من جهة الأردن، توزعت أرض كنعان بين الأقوام الثلاثة، ولم يعد الكنعانيون وحدهم سادة البلاد، غير أن اللغة الكنعانية بقيت هي السائدة.[8][1][39]

ومنذ فجر التاريخ المكتوب أي منذ خمسة آلاف سنة لم تعرف فلسطين حتى عهد الانتداب البريطاني سنة 1917 سوى لغات ثلاث: الكنعانية أولاً، والآرامية ثانياً، -وهي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح- والعربية ثالثاً.[8]

اسماء نُسبت للكنعانية

عدل

انظر أيضًا

عدل

الهوامش

عدل
  1. ^ يقول أسد رستم: "الفينيقيون -كشعبٍ- افتراضٌ غير موجود"، إذ إن لفظ "الفينيقيين" هي كلمة ابتدعها الإغريق للحديث عن سكان المدن الكنعانيّة على سواحل بلاد الشام، وهي كلمة مشتقّة من اسم صبغة أرجوان صور التي اشتُهِرَت بها هذه المدن، بل إن الإغريق أطلقوا اسم الفينيقيين على سكان كريت وقتئذٍ لاشتغالهم باستخراج وتحضير الصباغ الأرجواني. وأما سكان صيدا وصور وغيرها من المدن المشهورة بأنها "فينيقية" فكانوا من الكنعانيين وعرفوا بلادهم باسم بلاد كنعان (منير الخوري، "صيدا عبر حقب التاريخ"، ص 21-22، نقلاً عن د. أسد رستم: مجلة الإذاعة اللبنانية، شباط 1965م). ويعتمد هذا المقال -بناءً على ما سبق- تسمية "الكنعانيّين"، مع ذكر اسم "الفينقيين" أو "فينيقيا" أو "اللغة الفينيقية" في الصياغات الموجبة لذلك حصراً، وعلى صعيد الالتزام بأمانة الاقتباس فقط.

وصلات خارجية

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Brody، Aaron J.؛ King، Roy J. (1 ديسمبر 2013). "Genetics and the Archaeology of Ancient Israel". Wayne State University. مؤرشف من الأصل في 2018-04-30. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-09.
  2. ^ Dever، William G. (2006). Who Were the Early Israelites and Where Did They Come From?. Wm. B. Eerdmans Publishing. ص. 219. ISBN:9780802844163. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. Canaanite is by far the most common ethnic term in the Hebrew Bible. The pattern of polemics suggests that most Israelites knew that they had a shared common remote ancestry and once common culture.
  3. ^ ا ب ج خزعل الماجدي، المعتقدات الكنعانية، دار الشروق، 2001. ص12-13
  4. ^ محمد أبو المحاسن عصفور، 13:1981
  5. ^ "الكنعانيون". المرجع الالكتروني للمعلوماتية. مؤرشف من الأصل في 2024-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-26.
  6. ^ خزعل الماجدي (2001)، المعتقدات الكنعانيّة، دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة: 12-21.
  7. ^ qudsnet (11 فبراير 2014). "قوم الجبارين العمالقة هم الفلسطينيون الكنعانيون". وكالة قدس نت للأنباء. مؤرشف من الأصل في 2024-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-26.
  8. ^ ا ب ج د ه و الكنعانيون | مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (wafa.ps) نسخة محفوظة 2022-09-17 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ ا ب ج الفتياني، طه. "اليهود والكنعانية". الجزيرة نت. مؤرشف من الأصل في 2024-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-26.
  10. ^ Lipiński، Edward (2001). Semitic languages: outline of a comparative grammar. Peeters Publishers. ص. 43. ISBN:9789042908154.
  11. ^ الدكتور محمد حسين الفرح : عروبة البربر تاريخ ودلائل إنتقال البربر من اليمن إلى بلاد المغرب والجذور العربية اليمنية لقبائل البربر / ص 8
  12. ^ Dozeman، Thomas B. (2015). Joshua 1–12: A New Translation with Introduction and Commentary. Yale University Press. ص. 259. ISBN:9780300172737. مؤرشف من الأصل في 2019-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-09. In the ideology of the book of Joshua, the Canaanites are included in the list of nations requiring extermination (3:10; 9:1; 24:11).
  13. ^ Drews 1998، صفحات 48–49: "The name 'Canaan' did not entirely drop out of usage in the Iron Age. Throughout the area that we—with the Greek speakers—prefer to call 'Phoenicia', the inhabitants in the first millennium BC called themselves 'Canaanites'. For the area south of Mt. Carmel, however, after the Bronze Age ended references to 'Canaan' as a present phenomenon dwindle almost to nothing (the Hebrew Bible of course makes frequent mention of 'Canaan' and 'Canaanites', but regularly as a land that had become something else, and as a people who had been annihilated)."
  14. ^ Tubb، Johnathan N. (1998). Canaanites. ISBN:9780806131085. مؤرشف من الأصل في 2019-12-20. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-09. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  15. ^ Smith، Mark S. (2002). The Early History of God: Yahweh and Other Deities of Ancient Israel. Wm. B. Eerdmans Publishing. ص. 6–7. ISBN:9780802839725. مؤرشف من الأصل في 2019-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-09. Despite the long regnant model that the Canaanites and Israelites were people of fundamentally different culture, archaeological data now casts doubt on this view. The material culture of the region exhibits numerous common points between Israelites and Canaanites in the Iron I period (c. 1200 – 1000 BC). The record would suggest that the Israelite culture largely overlapped with and derived from Canaanite culture... In short, Israelite culture was largely Canaanite in nature. Given the information available, one cannot maintain a radical cultural separation between Canaanites and Israelites for the Iron I period.
  16. ^ Rendsberg، Gary (2008). "Israel without the Bible". في Greenspahn، Frederick E. (المحرر). The Hebrew Bible: New Insights and Scholarship. NYU Press. ص. 3–5. ISBN:9780814731871. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-09.
  17. ^ * Cline, Eric H. (2000), The Battles of Armageddon: Megiddo and the Jezreel Valley from the Bronze Age to the Nuclear Age, University of Michigan Press, ISBN 0-472-09739-3
  18. ^ Trevor N. Dupuy, Evolution of Weapons and Warfare.
  19. ^ Izre'el، Swomo (1977-09). "Two Notes on the Gezer-Amarna Tablets". Tel Aviv. ج. 4 ع. 3–4: 159–167. DOI:10.1179/033443577788497704. ISSN:0334-4355. مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2020. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  20. ^ "Bezugsquellenverzeichnis". LaboratoriumsMedizin. ج. 7 ع. 4: XXXIV–XXXIV. 1983-01. DOI:10.1515/labm.1983.7.4.xxxiv. ISSN:0342-3026. مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2020. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  21. ^ Karl (31 ديسمبر 1909). Die finanziellen Beziehungen zwischen Staat und Notenbanken mit besonderer Berücksichtigung der Kassendienste. Berlin, Boston: De Gruyter. ISBN:978-3-11-153376-6. مؤرشف من الأصل في 2020-12-29.
  22. ^ von Dassow، Eva (2004-10). "Canaanite in Cuneiform". Journal of the American Oriental Society. ج. 124 ع. 4: 641. DOI:10.2307/4132111. ISSN:0003-0279. مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2020. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  23. ^ العثور على "نيويورك" بناها كنعانيون قبل 5000 عام (alarabiya.net) نسخة محفوظة 2022-04-07 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ "The El Amarna Letters from Canaan". Tau.ac.il. مؤرشف من الأصل في 2017-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2010-09-11.
  25. ^ Binz، Stephen J. (2005). Jerusalem, the Holy City. Connecticut, USA.: Twenty-Third Publications. ص. 2. ISBN:9781585953653. مؤرشف من الأصل في 2020-01-24. اطلع عليه بتاريخ 2011-12-17. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  26. ^ Catholic Encyclopedia: Hell نسخة محفوظة 23 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ جيديجيان، نينا (1975). بعلبك: مصر الجديدة: "مدينة الشمس" بيروت: دار المشرق للنشر ISBN:978-2-7214-5884-1.
  28. ^ "Canaanite languages | Semitic, Ancient Near East, Phoenician | Britannica". www.britannica.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-10-10. Retrieved 2023-11-10.
  29. ^ هبو, أحمد. "الكنعانيون". الموسوعة العربية (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-04-27. Retrieved 2024-04-26.
  30. ^ Mark Smith in "The Early History of God: Yahweh and Other Deities of Ancient Israel" states "Despite the long regnant model that the Canaanites and Israelites were people of fundamentally different culture, archaeological data now casts doubt on this view. The material culture of the region exhibits numerous common points between Israelites and Canaanites in the Iron I period (c. 1200–1000 BCE). The record would suggest that the Israelite culture largely overlapped with and derived from Canaanite culture ... In short, Israelite culture was largely Canaanite in nature. Given the information available, one cannot maintain a radical cultural separation between Canaanites and Israelites for the Iron I period." (pp. 6–7). Smith, Mark (2002). The Early History of God: Yahweh and Other Deities of Ancient Israel. Eerdmans.
  31. ^ Rendsberg, Gary (2008). "Israel without the Bible". In Frederick E. Greenspahn. The Hebrew Bible: New Insights and Scholarship. NYU Press. pp. 3–5.
  32. ^ Gnuse، Robert Karl (1997). No Other Gods: Emergent Monotheism in Israel. England: Sheffield Academic Press. ص. 28, 31. ISBN:1-85075-657-0.
  33. ^ Haran, Menahem (1996). Texts, Temples and Traditions (بالإنجليزية). Eisenbrauns. ISBN:978-1-57506-003-3. Archived from the original on 2023-12-03. It is also clear that there were polytheistic Yahwists in ancient Israel who worshiped YHWH along with other deities
  34. ^ Collins, Steven; Holden, Joseph M. (18 Feb 2020). The Harvest Handbook of Bible Lands: A Panoramic Survey of the History, Geography, and Culture of the Scriptures (بالإنجليزية). Harvest House. ISBN:978-0-7369-7542-1. Archived from the original on 2023-09-16. At its inception, early Yahwism had animistic and polytheistic elements
  35. ^ Sparks، Kenton L. (1998). Ethnicity and Identity in Ancient Israel: Prolegomena to the Study of Ethnic Sentiments and Their Expression in the Hebrew Bible. Eisenbrauns. ص. 146–148. ISBN:978-1-57506-033-0. مؤرشف من الأصل في 2023-11-22.
  36. ^ Steiner, Richard C. (1997). "Ancient Hebrew". In Hetzron, Robert (ed.). The Semitic Languages. Routledge. pp. 145–173. (ردمك 978-0-415-05767-7).
  37. ^ "الكنعانيون - اكتشف سورية". www.discover-syria.com. مؤرشف من الأصل في 2023-11-07. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-26.
  38. ^ "IBRASPAL". ibraspal.org. مؤرشف من الأصل في 2021-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-26.
  39. ^ الكنعانيون هم سكانها الأوائل..الأصول التاريخية لعروبة فلسطين – مجلة الوعي العربي (elw3yalarabi.org) نسخة محفوظة 2024-04-27 على موقع واي باك مشين.