ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/533

رسم للسُلطان الغازي بايزيد خان الأوَّل المُلقب بِيلدرم
رسم للسُلطان الغازي بايزيد خان الأوَّل المُلقب بِيلدرم

صاعقةُ الإسلام سُلطانُ إقليم الرُّوم الغازي جلالُ الدين يلدرم بايزيد خان الأوَّل بن مُراد بن أورخان العُثماني، ويُعرف اختصارًا باسم بايزيد الأوَّل أو يلدرم بايزيد؛ و«يلدرم» كلمة تُركيَّة تعني «البرق» أو «الصاعقة»، وهو لقب أطلقهُ السُلطان مُراد الأوَّل على ابنه بايزيد لِسُرعة تحرُّكه وتنقُله بِرفقة الجُند، لِذلك كثيرًا ما يُعرف هذا السُلطان في المصادر العربيَّة باسم «بايزيد الصاعقة» أو «بايزيد البرق». هو رابع سلاطين آل عُثمان وثاني من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد، وهو أيضًا ثاني سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - بيزنطيَّة. والدته هي گُلچيچك خاتون. تولَّى بايزيد عرش الدولة العُثمانيَّة بعد مقتل والده مُراد في معركة قوصوه، وأثبت كفاءته العسكريَّة وقُدراته التنظيميَّة لمَّا تمكَّن من قيادة الجُيُوش العُثمانيَّة إلى النصر على الصليبيين في المعركة المذكورة. ورث بايزيد عن أبيه دولةً واسعةً، فانصرف إلى تدعيمها بِكُل ما يملك من وسائل. ثُمَّ إنهُ انتزع من البيزنطيين مدينة فيلادلفية، وكانت آخر مُمتلكاتهم في آسيا الصُغرى، وأخضع البُلغار سنة 1393م إخضاعًا تامًا. وجزع الغرب عندما سمع بِأنباء هذا التوسُّع الإسلامي في أوروپَّا الشرقيَّة، فدعا البابا بونيفاس التاسع إلى شن حربٍ صليبيَّةٍ جديدةٍ ضدَّ العُثمانيين. وقد لبَّى النداء عدد من مُلُوك أوروپَّا كان في مُقدمتهم سيگيسموند اللوكسمبورغي ملك المجر بعد أن أنشأ جيشًا من المُتطوعين المُنتسبين إلى مُختلف بُلدان أوروپَّا الغربيَّة. ولكنَّ بايزيد هزم جُنُود سيگيسموند في معركة نيقوپولس وردَّهم على أعقابهم. وقد حاصر بايزيد القُسطنطينيَّة مرَّتين مُتواليتين، ولكنَّ حُصُونها المنيعة ثبتت في وجه هجماته العنيفة، فارتدَّ عنها خائبًا. وفي ربيع سنة 1402م، تقدَّم تيمورلنك نحو سهل أنقرة لِقتال بايزيد، فالتقى الجمعان عند «چُبُق آباد» ودارت معركةٌ طاحنةٌ انهزم فيها العُثمانيُّون، وحاول السُلطان بايزيد الهرب، فأسرهُ المغول وحملوه معهم في قفصٍ من حديد كما تُشير العديد من الروايات التاريخيَّة. وتُوفي بايزيد في الأسر سنة 1403م. وأعاد تيمورلنك جُثمانه إلى أبنائه الذين دفنوه بِجوار الجامع والمدرسة التي بناها في بورصة بِمُوجب وصيَّته، وحلَّ بِالدولة العُثمانيَّة الخراب والفوضى آنذاك نتيجة تنازع أبناء بايزيد فيما بينهم على الحُكم، ولِأنَّ تيمورلنك أعاد تقسيم الأناضول بين الأُمراء التُركمان الذين كان بايزيد قد ضمَّ بلادهم إليه.

تابع القراءة