وثيقة الاستقلال المغربية
إعلان استقلال المغرب (أو وثيقة الاستقلال، وتعرف أيضًا باسم بيان استقلال المغرب أو إعلان 11 يناير 1944)، هي وثيقة دعا فيها القوميون المغاربة إلى استقلال المغرب بمجموعه الوطني في عهد محمد الخامس بن يوسف، فضلا عن إقامة حكومة دستورية ديمقراطية تضمن حقوق جميع فئات المجتمع.[1][2]
وثيقة المطالبة بالاستقلال المغربي | |
---|---|
وثيقة الاستقلال مخطوطة بالخط المغربي قدمت 11 يناير 1944
| |
تعديل مصدري - تعديل |
يشكل هذا اليوم إحدى المحطات الرئيسية في تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه العرش والشعب المغربي من أجل الحرية والانعتاق من رقبة الاستعمار ضد الظهير البربري في 28 أغسطس 1930، ولدلالته الرمزية الكبيرة فإن يوم 11 يناير هو يوم عطلة رسمي في المغرب.[3]
السياق التاريخي
عدلفي 8 نوفمبر 1942، هبطت قوات الحلفاء في المغرب الذي كان محمية فرنسية منذ معاهدة فاس عام 1912 كجزء من عملية الشعلة.[1] أدت هذه العملية إلى تحرير المغرب من الإدارة الاستعمارية المتعاونة إلى حد كبير والمتعاطفة مع فيليب بيتان، وهو التطور الذي كان يبشر بالخير للقوميين المغاربة.[1]
لم يُظهر السلطان محمد الخامس ملك المغرب الذي كان سجينًا فعليًا للإدارة الاستعمارية أي تعاطف علني تجاه ألمانيا النازية وقام بحماية اليهود المغاربة من السياسات المعادية للسامية. خلال مؤتمر الدار البيضاء في يناير 1943، أكد الرئيس فرانكلين روزفلت للسلطان محمد الخامس أن الولايات المتحدة ستدعم استقلال المغرب بعد الحرب.[1]
في 11 يناير 1944 قام رجال الحركة الوطنية بتنسيق مع الملك محمد الخامس، بخوض معركة نضالية حاسمة. تمثلت في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى سلطات الحماية الفرنسية وتسليم نسخ منها إلى المقيم العام غابرييل بيو وإلى القنصلين العامين لبريطانيا العظمى والولايات المتحدة وإلى الجنرال ديغول وسفير الاتحاد السوفيتي بالجزائر الفرنسية.[4]
بعد أن قدم أعضاء كتلة العمل الوطني وثيقة مطالب الشعب المغربي في 1 دجنبر 1934، تطورت هذه المطالب بعد تغير المشهد العام في المغرب، حيث تعرض بعض قادة الحركة الوطنية في نهاية الثلاثينات للاعتقال أو النفي، وخاصة بعد أحداث بوفكران سنة 1937، وتأسيس أحزاب جديدة منها حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال و«حزب الوحدة المغربية» و«حزب الإصلاح الوطني» و«الحزب الشيوعي» (تأسس سنة 1943م)، وانعقاد مؤتمر آنفا في يناير 1943، الذي كان فرصة للقاء بين السلطان محمد بن يوسف والرئيس الأمريكي روزفلت حيث عرض السلطان مطالب المغرب. فقدمت الحركة الوطنية وثيقة يوم 11يناير 1944 تطالب فيها باستقلال المغرب ووحدة ترابه، وكان رد سلطات الحماية الفرنسية بشن حملة اعتقالات بعد أيام من تقديم الوثيقة.
بيان الوثيقة
عدلنص وثيقة الاستقلال
عدل(11 يناير 1944)
الموقعون على الوثيقة
عدلالموقعون على الوثيقة:
|
|
|
النتائج
عدلكان رد فعل الإقامة فوريا تمثل في: الضغط العام والفوري على السلطان محمد الخامس بن يوسف للتنديد علنا بالبيان واعتقال جميع القوميين المتشددين والأطراف الموقعة عليه.
في 28 يناير من نفس العام، ضربت موجة كبيرة من الاعتقالات صفوف الصفوة من الأحزاب السياسية المغربية أبرزها حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال، وتمثلت الاعتقالات في حبس أحمد بلافريج أمين عام حزب الاستقلال وإقالة وسجن عبد العزيز لحرش لمدة ثلاثة أشهر بسبب دعمه للبيان وتحريضه عمال البريد بالرباط على القيام بإضرابات.[5]
هزت المظاهرات والاحتجاجات والانتفاضات البلاد والتي عضض من وهجتها سقوط العديد من الضحايا، لا سيما في مدن كبرى كالدار البيضاء وفاس والرباط وسلا. وقد أدانت المحاكم العسكرية عدداً كبيراً من المقاومين حتى الموت، مما أدى إلى غضب شعبي عارم وإدانة شديدة في صفوف الشعب والموقعين على البيان لتأجج موجة شعبية لم تجد نهايتها إلا مع نهاية الحماية والاستقلال السياسي للمغرب.
مراجع
عدل- ^ ا ب ج د Miller, Susan Gilson. (2013). A history of modern Morocco. New York: Cambridge University Press. ISBN:978-1-139-62469-5. OCLC:855022840.
- ^ Yabiladi.com. "11th of January 1944, when the Istiqlal party wrote a Manifesto demanding Morocco's full independence". en.yabiladi.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-03-07. Retrieved 2020-01-12.
- ^ المغاربة يخلدون الأربعاء ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ مدارس قمم الأطلس، ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال المغربية. نسخة محفوظة 6 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
- ^ إستحضار ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال في سياق المسار الراهن للقضية الوطنية نسخة محفوظة 13 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.