هنري الثامن ملك إنجلترا
هنري الثامن (28 يونيو 1491 - 28 يناير 1547)، ملك إنجلترا منذ 21 أبريل 1509 وحتى وفاته، ولورد أيرلندا ثم ملكها بعد ذلك، والمطالب بحقه في تاج مملكة فرنسا. كان هنري الثامن ثاني ملوك أسرة تيودور خلفًا لوالده هنري السابع.
إلى جانب زوجاته الست، لعب هنري الثامن دورًا هامًا في انفصال كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية. أدى الصدام بين هنري الثامن وروما إلى انفصال كنيسة إنجلترا عن سلطة الباباوية وحل الأديرة وتعيينه لنفسه رأسًا لكنيسة إنجلترا. لكنه ظل مؤمنًا في داخله بالتعاليم الدينية الكاثوليكية، حتى بعد قطع الصلة مع الكنيسة الكاثوليكية.[2] أشرف هنري الثامن أيضًا على الاتحاد القانوني بين إنجلترا وويلز عن طريق سن قوانين تقنن الاتحاد بين عامي 1535-1542.
كان هنري الثامن جذابًا متعلمًا بارع في الخطابة، ويعده البعض «أحد أكثر الحكام الذين جلسوا على عرش إنجلترا كاريزما.»[3][4] أدت رغبته في إنجاب وريث ذكر لعرشه، -لاعتقاده أن البنات لا يصلحن للحكم والمحافظة على وحدة أسرة تيودور وفرض السلام الذي تحقق بعد حرب الوردتين[5]- إلى شيئين خلدا ذكر هنري الثامن: زيجاته الست والإصلاح الإنجليزي، والذي حوّل إنجلترا إلى أمة معظمها من البروتستانت. وفي نهاية حياته، عانى هنري من البدانة المفرطة، وتدهورت صحته. وقد كانت نظرة العامة إليه أنه ملك شهواني وقاسٍ وأناني وغير مأمون الجانب.[6]
نشأته (1491-1509)
عدلولد هنري الثامن في قصر جرينتش، وهو الابن الثالث للملك هنري السابع والملكة إليزابيث.[7] ومن بين أبناء هنرى السابع السبع لم يبق إلا ثلاث أشقاء لهنري الثامن: آرثر ومارغريت وماري. وفي عام 1493، وهو في عمر العامين، تم تعيينه مسؤولاً عن الأمن في قلعة دوفر، وأمينا على سجن موانئ سينك. وفي عام 1494، تم تنصيبه دوقًا ليورك، ثم تلا ذلك تعيينه أيرل مارشال لإنجلترا، وممثلاً للملك ورئيسًا للمجلس التنفيذي الأيرلندي. تلقى هنري تعليمًا مميزًا على أيدي المربين، ومن ثم فقد أتقن اللاتينية والفرنسية والإسبانية.[8] ولما كان من المتوقع أن ينتقل العرش إلى الأمير آرثر - الأخ الأكبر لهنري - فقد جرى إعداد هنري للحياة الكنسية. وقد توفيت والدته إليزابيث وهو في الحادية عشرة من عمره.[9]
وفاة الأمير آرثر
توفي الأمير آرثر ولي عهد الملك هنري السابع والأخ الأكبر لهنري الثامن عام 1502، وهو في الخامسة عشرة من عمره بعد نحو عشرين أسبوعًا من زواجه بكاثرين أراغون. وبوفاة آرثر، ألقيت كل مسؤولياته على عاتق أخيه الأصغر هنري؛ فأصبح بذلك أميرًا على ويلز. حاول هنري السابع إنعاش جهوده للتحالف بين إنجلترا وإسبانيا عن طريق المصاهرة؛ عرضه لزواج هنري أمير ويلز من أرملة أخيه الأمير آرثر، الأميرة الإسبانية كاثرين صغرى أبناء الملكين فرديناند الثاني ملك أراغون وإيزابيلا الأولى ملكة قشتالة.[10] تطلب هذا الزواج إصدار موافقة باباوية تزيل موانع زواج أمير ويلز من أرملة أخيه؛ لوجود نص في سفر اللاويين «وإذا أخذ رجل امرأة أخيه فذلك نجاسة قد كشف عورة أخيه يكونان عقيمين»، من جانبها فقد أقسمت كاثرين أن زواجها من الأمير آرثر أبدًا لم يكتمل.
وقد دفع نفاذ صبر الملكة إيزابيلا الأولى - أم كاثرين - البابا يوليوس الثاني إلى منح إعفاء بابوي في شكل مرسوم بابوي. وهكذا، وبعد أربعة عشر شهرًا من وفاة الزوج الشاب وجدت كاثرين نفسها مخطوبة لأخيه الأصغر هنري. وبحلول عام 1505، لم يعد هنري السابع مهتمًا بالتحالف مع إسبانيا، ثم أعلن هنري الابن أن تلك الخطوبة جرى ترتيبها دون موافقة منه. إلا أن المناورات الدبلوماسية استمرت حول مصير الزواج المقترح حتى وفاة هنري السابع عام 1509. وعند بلوغ الأمير هنري السابعة عشرة، تزوج هنري من كاثرين في 11 يونيو عام 1509، وفي 24 يونيو 1509، تُوِّج الملكان الجديدان في دير وستمنستر.
بداية عهده (1509-1525)
عدلبعد يومين من تتويجه، أصدر الأمر باعتقال اثنين من وزراء أبيه الذين لم يكونا يحظون بشعبية كبيرة، السير ريتشارد إمبسون وإدموند دادلي، ثم اتهما بالخيانة العظمى وجرى إعدامهما عام 1510. كان هذا هو تكتيكه الأول للتعامل مع هؤلاء الذين وقفوا في طريقه.[11]
بدا هنرى في صورة رجل عصر النهضة، وأصبح بلاطه قبلة المبدعين من العلماء والفنانين. وقد كان هنري بالفعل موسيقيًا ومؤلفًا وشاعرًا، أشهر مؤلفاته الموسيقية اللهو مع الخلان. كما كان شغوفًا بلعب النرد والقمار، وبارع أيضًا في الرياضة وخاصة، المبارزة والصيد والتنس. إضافة إلى ذلك، عرف هنري الثامن بتفانيه في الدفاع عن المعتقدات الدينية المسيحية.[8]
فرنسا وهابسبورج
في عام 1511، أعلن البابا يوليوس الثاني تحالفًا مقدسًا ضد فرنسا. لم يشمل التحالف الجديد إسبانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة فقط، وإنما ضم إنجلترا أيضًا. اتخذ هنري من تلك المناسبة ذريعة لتوسيع نطاق سيطرته في شمال فرنسا؛ فأبرم معاهدة ويستمنستر في نوفمبر 1511 - والتي نصت على الدعم المتبادل مع إسبانيا ضد فرنسا - ثم أعد العدة للمشاركة في حرب العصبة المقدسة.
في 16 أغسطس 1513، غزا هنري فرنسا، وهزمت قواته الجيش الفرنسي في معركة سبيرز. بينما قام زوج شقيقته جيمس الرابع ملك اسكتلندا بغزو إنجلترا بطلب من لويس الثاني عشر ملك فرنسا،[12] لكنه أخفق أثناء عزيمة هنري عن غزو فرنسا. قادت الملكة كاثرين أراغون الجيش الإنجليزي بوصفها نائبة الملك أثناء غيابه، لإلحاق هزيمة مروعة بالإسكتلنديين في معركة فلودين في 9 سبتمبر عام 1513، وكان من بين القتلى جيمس الرابع نفسه، لتنهي المعركة التدخل القصير للإسكتلنديين في هذه الحرب.
وفي 18 فبراير 1516، أنجبت زوجته كاثرين طفلته الأولى التي بقيت على قيد الحياة الأميرة ماري. (كانت كاثرين قد أنجبت له ولدًا «هنري دوق كورنوال» عام 1511، الذي توفي بعد أسابيع من ميلاده).
القوة والسلطة
عدلالحكومة والاقتصاد في عهده
عدلاقتصاديًا، كان عهد هنري كارثيًا. على الرغم من أنه ورث اقتصادًا مزدهرًا (إضافة إلى أراضي الكنيسة التي استولى عليها)، إلا أن نفقاته الكثيرة والضرائب الباهظة دمرت الاقتصاد.[13][14] فعلى سبيل المثال، زاد هنري من عدد القطع البحرية في الأسطول الملكي من 5 إلى 23 سفينة. عشق هنري القصور فزاد عددها من 12 قصر عند تتويجه إلى 25 قصر تحتوي على 2,000 قطعة منسوجة مزدانة بالرسوم قبيل وفاته.[15] وبالمقارنة بجاره وابن شقيقته جيمس الخامس ملك اسكتلندا، امتلك جيمس خمس قصور ومائتي قطعة منسوجة فقط.[16] كما كان يفخر بمجموعة الأسلحة التي احتفظ بها، والتي شملت 2,250 من المدافع و6,500 مسدس.[17]
بدأ هنري عهده بالاعتماد كثيرًا على مستشاريه، وأنهاه وقد أصبح حاكمًا مطلقًا. منذ عام 1514 إلى عام 1529، تولى الكاردينال الكاثوليكي توماس وولسي منصب مستشار الملك، والمتحكم فعليًا على السياسة الداخلية والخارجية للملك الشاب. فقد تولى وولسي التفاوض على الهدنة مع فرنسا عام 1520، وكان له القرار في عقد وفسخ تحالفات إنجلترا مع فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة. أغضب وولسي الأغنياء بفرضه للقروض الإجبارية لتمويل الحروب الخارجية، في الوقت الذي كان يتمتع فيه وولسي بثروة هائلة وحياة رغدة. إلا أن وولسي أحبط الملك عندما لم يستطع أن يدبر له طلاقًا من الملكة كاثرين. أصبحت الخزانة فارغة بعد سنوات من الإسراف، مما أغضب الشعب، فلجأ هنري إلى نهج جديد تمامًا، لذا كان لا بد من استبدال وولسي. بعد 16 عامًا من وجوده على رأس السلطة، عزل هنري الكاردينال وولسي عام 1529، واعتقله عام 1530 ملفقًا له تهم بالخيانة، وتوفى وولسى في السجن قبل اعدامه. كان سقوط وولسي إنذارًا للبابا ولرجال الدين في إنجلترا، مما قد يحدث في حالة عدم الامتثال لرغبات الملك. عندئذ، سيطر هنري تمامًا على حكومته، على الرغم من وجود عدد من الفصائل المتعددة التي تصارع بعضها البعض داخل البلاط.
الإصلاح
عدللم يتنصل هنري أبدًا من مذهب الكنيسة الكاثوليكية، لكنه أعلن نفسه حاكمًا أعلى لكنيسة إنجلترا عام 1534. تبع ذلك عدد من الإجراءات، التي أدت لانفصال كنيسة إنجلترا. رأى هنري ومستشاريه أن البابا كان يتصرف كأمير إيطالي يتدخل في الشؤون الدنيوية، تاركًا دوره الديني، معتبرين أن روما تعامل إنجلترا باعتبارها صبي قاصر، يمثلها كاردينال واحد فقط من أصل 50 كاردينال، وليس هناك احتمال أن يصبح هذا الكاردينال يومًا ما بابا لروما. ومع الوقت لم يعد بإمكان هنري تقبُّل أن يكون اتخاذ القرارات الكبرى في إنجلترا في يد الإيطاليين. وقد كانت قضية طلاقه تجسيد لتلك المشكلة، ولم تكن المشكلة في حد ذاتها.[18]
اتخذ إصلاح هنري للكنيسة الإنجليزية دوافع وأساليب أكثر تعقيدًا من رغبته في زوجة جديدة وولي عهد. فأعلن هنري أن زواجه الأول لم يكن أبدًا صحيحًا، وأن قضية طلاقه لم تكن العامل الواحد في رغبة هنري لإصلاح الكنيسة. في الفترة بين عامي 1532-1537، وضع عدد من القوانين التي تناولت العلاقة بين الملك والبابا وهيكل كنيسة إنجلترا. خلال تلك السنوات، ضيق هنري الخناق على الأديرة ومزارات الحج في محاولته لإصلاح الكنيسة، وأصبح الملك دائمًا القوة المهيمنة في صنع السياسة العامة الدينية. كانت سياسته لتحقيق ذلك السعي المستمر لإيجاد حلول وسط للمشكلات.[19] لم يتقبل عدد من الشخصيات كتوماس مور وجون فيشر التغيير، فأمر هنري بأعدامهم عام 1535، لرفضهم التخلي عن السلطة البابوية.
وفي إطار هذا الإصلاح، أغلقت الأديرة التي كانت الداعم الوحيد للفقراء،[20] مما أدى لنفور معظم السكان خارج لندن في اتجاه الشمال بين عامي 1536-1537، والتي عرفت باسم مهاجري الرحمة.[21] كان ذلك هو التهديد الحقيقي الوحيد على عرش هنري في عهده. نحو 30,000 متمرد في تسع مجموعات تحت قيادة روبرت آسك، مع معظم نبلاء الشمال. بعدئذ، ذهب أسك إلى لندن للتفاوض، فألقي القبض عليه واتهم بالخيانة وأعدم، ثم أعدم حوالي 200 من المتمردين لينتهي بذلك التمرد.[22] وفي باقي الأنحاء قوبلت الإصلاحات بالترحاب والقبول، ألتزم هؤلاء الذين تشبثوا بمذهبهم الكاثوليكي الصمت والسرية، إلى أن عادوا إلى التمرد على العرش في عهد ابنته ماري.
في إنجلترا، كانت هناك العديد من الأسر ذات المكانة الدينية التي تمتلك مساحات كبيرة من الأراضي مؤجرة لعدد من المستأجرين. قام هنري بنزع ملكية تلك الأسر بين عامي 1536-1541، ونقل ملكية تلك الأراضي والتي تصل إلى نحو خمس أراضي إنجلترا إلى أيدي جديدة. كان هنري يهدف من ذلك تكوين طبقة جديدة من النبلاء تدين بالولاء للعرش، ويمكنه الاعتماد عليهم في المستقبل بشكل أفضل.
قام هنري بتغييرات جذرية في الممارسات الدينية التقليدية، وأمر رجال الدين بمكافحة مفاهيم الصور الخرافية والآثار الدينية والمعجزات والحج وأزال معظم الشموع. وفي عام 1545، أصدر هنري مراسيم باستبعاد قديسين، واستخدم الإنجليزية بدلاً من اللاتينية في الطقوس الدينية، ودمر المزارات الدينية - بما فيها مزار القديس توماس -.
العشيقات
عدلخلافًا للصورة الشائعة، لم يكن لهنري الكثير من العلاقات خارج نطاق الزواج - باستثناء النساء اللائي تزوج بهن لاحقًا -، ولكن هوية اثنتين من عشيقاته متفق عليهما، هما: بيسي بلونت وماري بولين.[23] ورغم ذلك، هناك اعتقاد بأنه لم تكن هاتين العشيقتين هما الوحيدتان. تزعم المؤرخة أليسون وير، بأن إلى جانب تلك العلاقات كان لهنري الثامن علاقات عابرة وأخرى سرية، كان معظمها يتم في أحد البيوت الملكية الخاصة.[24]
أنجبت بيسي بلونت في يونيو 1519 لهنري ابنه غير الشرعي هنري فيتزروي، والذي نُصِّب دوقًا لريتشموند في يونيو 1525، فيما اعتبره البعض خطوة لإضفاء الصبغة الشرعية عليه. وفي عام 1533، تزوج فيتزروي من ماري هوارد - ابنة عم آن بولين - ولكنه لم يلبث أن مات بعد ثلاث سنوات ولم ينجب خلالها، في الوقت الذي كان فيه هنري الثامن يستصدر قانونًا من شأنه السماح لابنه غير الشرعي بأن يصبح ملكًا.
كانت ماري بولين عشيقة للملك قبل أن يتزوج من أختها آن بولين لاحقًا. يعتقد أن ماري كانت وصيفة للملكة كاثرين أراغون بين عامي 1519-1526. ثارت تكهنات بشأن طفلي ماري: كاثرين، وهنري أنهما أبناء هنري الثامن، لكن لم يثبت ذلك مطلقًا، كما أن الملك لم يعترف بهم أبدًا كما فعل مع هنري فيتزروي.
في عام 1510، أشيع أن هنري تورط في علاقة غرامية مع إحدى أخوات إدوارد ستافورد - الدوق الثالث لباكينجهام - إما إليزابيث أو آن هاستينجس.[25] ثار أخوها وزوجها، وتم نقلها إلى دير للراهبات يبعد نحو ستين ميلاً، حيث لا يراها أحد.[26] كما زعم المؤرخة أنطونيا فريزر بأن هنري كان متورطًا في علاقة غرامية أخرى مع ماري شيلتون عام 1535، رغم ما كان شائعًا بأنه كان على علاقة بمارغريت شيلتون.[27]
شاغل الملك الأكبر (1525-1533)
عدلزوجات هنري الثامن الست |
---|
كاثرين الأراغونية |
آن بولين |
جين سيمور |
آن الكليفزية |
كاثرين هوارد |
كاترين بار |
ضاق هنري ذرعًا من عجز كاثرين عن إنجاب وريث ذكر؛ فكل أطفالها ماتوا صغارًا ما عدا ابنته ماري.[28] في الوقت الذي أراد هنري وريثًا ذكرًا ليتجنب دعاوى الخصوم على التاج.
وفي عام 1525، وبينما كان هنري أوج ضيقه، وقع في غرام امرأة شابة جذابة من حاشية الملكة، تدعى آن بولين.[29] في البداية، قاومت آن محاولاته لاستمالتها، ورفضت أن تصبح عشيقة له كشقيقتها ماري بولين.[24] Weir, p. 160.</ref> وقد جذب هذا الرفض هنري لآن أكثر وأكثر، فسعى في طلبها بلا هوادة. وفي النهاية، رأت آن بولين فرصتها في افتتان هنري بها، وعقدت العزم على أنها ستخضع لرغباته إذا ما اعترف بها كملكة.[30] وسرعان ما استحوذت على تفكير الملك ليفسخ زواجه من كاثرين.[31]
لجأ هنري للكرسي الرسولي مباشرة، بعيدًا عن الكاردينال توماس وولسي، لتبقى خططه حول آن سرية. وبدلاً من ذلك، أرسل هنري أمين سره ويليام نايت إلى البابا كليمنت السابع، ليرفع دعوى من أجل هذا الفسخ بدعوى أن الإعفاء البابوي الذي أصدره البابا يوليوس الثاني تم الحصول عليه بذرائع وهمية؛ لأن زواج كاثرين القصير من آرثر كان قد اكتمل. كما قدم هنري التماسًا للسماح له في حال تم الفسخ، بالزواج مرة أخرى بأية امرأة؛ حتى لو كانت من الدرجة الأولى في النسب، سواء تمت هذه المصاهرة بطريقة قانونية أو غير قانونية، ومن الواضح أن في هذا إشارة إلى آن.[30]
وجد نايت صعوبة في مقابلة البابا الذي كان حينئذ سجينًا لدى الإمبراطور شارل الخامس ابن شقيقة كاثرين أراغون، فلم يتمكن سوى من الحصول على إعفاء مشروط لإتمام زواج جديد. عندئذ، لم يعد لدى هنرى خيار آخر سوى أن يضع الأمر بين يدي وولسي. قام وولسي بكل ما في وسعه لضمان صدور القرار في صالح الملك، وخطط في هذا الوقت لترتيب اجتماع كنسي ليلتقي في إنجلترا مع ممثل البابا.[30] وقد سجل شكسبير بدقة في مسرحيته هنري الثامن حالة الملكة كاثرين أراغون في قاعة المحكمة في الفصل الثاني المشهد الرابع، وهي تنحني له واضعة نفسها تحت رحمته، تشرح حالتها ببلاغة لا يمكن دحضها، ثم تكنس أرضية قاعة المحكمة، وقد بدت مرتاعة ومظلومة على حد سواء. ومع ذلك، لم يكن لدى البابا أي نية لتفويض ممثل له، لمعارضة شارل الخامس لفسخ زواج خالته. لكن من الواضح أن هنري رأى أنه من غير المرجح أن يعطيه البابا الحق في فسخ الزواج من خالة الإمبراطور.[32]
منع البابا هنري من إتمام زواج جديد قبل أن يصدر رأيًا في هذا الشأن في روما وليس في إنجلترا. وألقي باللوم على وولسي؛ مقتنعًا بأنه كان خائنًا، وظلت آن بولين تضغط حتى تمت إقالة وولسي من منصبه الرسمي عام 1529. وبعد طرده، توسل الكاردينال وولسي إليها للمساعدة في إعادته إلى السلطة ولكنها رفضت. ثم بدأ مؤامرة سرية تهدف لنفي آن بولين، وبدأ اتصالات مع الملكة كاثرين والبابا لهذا الغرض. وعندما اكتشفت تلك المؤامرة، أصدر هنري أمره باعتقال وولسي، ولولا وفاته بمرض عضال عام 1530 لأعدم بتهمة الخيانة.[33] حل السير توماس مور محل وولسي، وبدأ في التعاون مع الملك في سياسته الجديدة، فشجب وولسي في البرلمان، وأعلن الرأي اللاهوتي في أكسفورد وكمبريدج بأن زواج هنري من كاثرين لم يكن قانونيًا. لكن ما أن بدأ هنري في إنكار سلطة البابا حتى نمت هواجس مور.
وبعد عام، أبعدت كاثرين عن البلاط وحَلَّت آن في غرفتها. وبموت وولسي، فقد أصبح لدى آن سلطة يوضع لها حساب على المناصب الحكومية والمسائل السياسية؛ فعندما توفى أسقف كانتربري ويليام وارهام، عينت آن واعظ العائلة توماس كرانمر في هذا المنصب الشاغر. وبعد تدخل ملك فرنسا، وبدعم من روما منحه كليمنت الموافقة الكنسية.[34]
ضعف تأثير روما في إنجلترا شيءًا فشيءًا؛ ففي عام 1532، قدم توماس كرومويل - المحامي المؤيد لآن - عدة مشاريع لقوانين أمام البرلمان؛ بما في ذلك قانون يجعل السيادة الملكية فوق سلطة الكنيسة. وفي أعقاب ذلك، استقال توماس مور من منصبه كمستشار للملك، ليصبح كرومويل رئيسًا لوزراء الملك هنري الثامن.[35]
الزواج الثاني
في شتاء عام 1532، حضر هنري اجتماعًا مع فرانسوا الأول ملك فرنسا في كاليه ليحصل على دعمه لزواجه الجديد.[36] وفور عودته إلى دوفر في إنجلترا، شرع هو وآن في طقوس زواج سرية.[37] وسرعان ما أصبحت حاملاً، وجرى احتفال بالزفاف في لندن في 25 يناير 1533. ثم أخذت الأحداث في التسارع؛ ففي 23 مايو من العام نفسه، أعلن كرانمر - في محكمة استثنائية انعقدت للحكم في صلاحية زواج هنري من كاثرين - أن زواج الملك هنري من كاثرين أراغون كان باطلا، وبعد خمسة أيام من تلك المحاكمة، أعلن كرانمر صحة زواج هنري من آن.[38]
وبالنتيجة، جُردَت كاثرين رسميًا من لقبها كملكة، ومن ثم توِّجَت آن ملكة في الأول من يونيو 1533. وفي 7 سبتمبر من العام نفسه، وضعت الملكة حملها قبل موعده بقليل، وكان المولود طفلة، وسميت عند تعميدها إليزابيث؛ تكريما لوالدة هنري إليزابيث يورك.[39] رغم القرارات الصادرة عن البابا الرافضة للزواج، صدق البرلمان على زواج هنري وآن، بإصداره قانون وراثة التاج الأول عام 1533، الذي جعل من ماري ابنة كاثرين ابنة غير شرعية. أبرز ما في هذا الإعلان هو بند إنكار أي سلطة أجنبية، أميرا كان أو ملكًا. وكان لزامًا على جميع البالغين في المملكة الاعتراف ببنود القانون مؤكدين إقرارهم بالقسم، أما أولئك الذين رفضوا الإقرار به، فقد تعرضوا لعقوبة السجن مدى الحياة. كما أن كل ناشر أو صاحب مطبعة ينشر أعمالا أدبية تدعي بطلان الزواج يعاقب تلقائيا بتهمة الخيانة، وقد تصل عقوبته إلى حد الإعدام.
الانشقاق الكنسي عن روما (1533-1540)
عدلوفي الوقت نفسه، حظر البرلمان طلبات الاستئناف التي توجه إلى روما، كما فرض عقوبات على أي وثائق تمثل إهانة للمرسوم البابوي المقدم إلى إنجلترا. كما منع البرلمان الكنيسة من إصدار أي قوانين دون موافقة الملك. عندئذ، أصدر البابا كليمنت حكمه بالحرمان الكنسي لكلٍّ من هنري الثامن وتوماس كرانمر،[40] معلنًا في الوقت ذاته أن قرار المطرانية بالفسخ قرار باطل، وعليه فإن زواج آن باطل، وأنه سيتم سحب ممثل البابا من إنجلترا، وستقطع العلاقات الدبلوماسية بين روما وإنجلترا.[34] بعد ذلك، جرى تمرير العديد من القوانين في إنجلترا، منها قانون التعيينات الإكليركية لعام 1534، والذي يلزم الكهنة بانتخاب الأساقفة المرشحين بشكل سيادي، والقانون السيادي عام 1534، الذي أعلن أن الملك هو صاحب أعلى سلطة في كنيسة إنجلترا، وقانون الخيانة في العام نفسه الذي جعل عدم الاعتراف بالملك على هذا النحو خيانة عظمى، وعقوبتها الإعدام. وردًا على الحرمان الكنسي، فقد تم تمرير قانون بيتر بينس، والذي يؤكد أن بريطانيا ليست خاضعة لسلطة بعد الله إلا للملك، وأن التاج الملكي الإنجليزي قد تعرض للإهانة بطريق غير مبررة ومتعنتة، وبشكل ابتزازي من قبل البابا.[41]
وفي تحدي للبابا، أعلن أن كنيسة إنجلترا تخضع الآن لسلطان هنري، وليس لروما عليها من سلطان. وقد ظل المصلحون البروتستانت يواجهون الاضطهاد، لا سيما بعد الاعتراضات على طلاق هنري. فقد فر العديد منهم إلى الخارج ليصطدموا بالمزيد من المشاق؛ منهم ويليام تيندال الذي أحرق بأمر من هنري الثامن، ولم تحدث الإصلاحات اللاهوتية والعملية إلا في عهد خلفاء هنري.
المتاعب الشخصية
عدللم يكن الملك والملكة سعيدين في حياتهما الزوجية؛ فقد استمتع الملكان بفترات من الهدوء والمودة، لكن لم تقم آن بالدور المفترض لها القيام به. لم يحب هنري فيها حدة الطبع الدائمة، وسجيتها الانفعالية، الذي جعل لها الكثير من الأعداء. فبعد الحمل الكاذب أو الإجهاض عام 1534، اعتبر عجزها عن منحه الولد المرجو خيانة له. وفي عيد ميلاد عام 1534، ناقش هنري مع كرونمر وكرومويل فرص تركه لآن دون الاضطرار للعودة إلى كاثرين.[42]
سرعان ما تم قمع المعارضة لسياسات هنري الدينية في إنجلترا، فقد تعرض عدد من الرهبان المعارضين للتعذيب، ثم جرى إعدامهم. ومن أبرز المعارضين الذين جرى إعدامهم جون فيشر أسقف روشستر، السير توماس مور المستشار السابق للملك هنري، فكلاهما رفضا أن يؤديا القسم للملك، ومن ثم فقد أدينا بتهمة الخيانة العظمى، فقطعت رؤوسهم في تاور هيل خارج برج لندن.
أدت هذه العمليات القمعية إلى مزيد من المقاومة داخل صفوف شعب إنجلترا، ومن أبرزها التمرد الذي عرف باسم مهاجري الرحمة في شمال إنجلترا، في أكتوبر عام 1536. ومن جانبه، وعد هنري الثامن بالعفو عن الثوار، وأعرب عن شكره لهم؛ لأنهم لفتوا انتباهه إلى هذه القضايا، ثم دعا زعيم الثوار روبرت آسك إلى مأدُبة ملكية. وفي المأدبة، طلب هنري من أسك أن يكتب له ما حدث؛ حتى يتمكن من الوصول إلى أفضل الحلول للمشاكل، بحيث يتمكن من حلها. وقام أسك بما طلبه منه الملك، وهو ما استخدم ضده لاحقًا كاعتراف منه. ولأن كلمة الملك ليست محل شك، لذا فقد أبلغ آسك الثوار بأنهم نجحوا، مطالبًا إياهم بالتفرق والعودة لديارهم. ومع ذلك، لم ير هنري أنه يجب عليه الوفاء بوعده تجاه الثوار؛ لأنه اعتبرهم خونة. أدرك الثوار حينئذ أن الملك لن يفي بوعده لهم، فثاروا مرة ثانية، غير أن قوتهم كانت أقل تلك المرة، فأمر الملك بسحق تلك الثورة، ثم اعتقل القادة - بما في ذلك آسك - وتم إعدامهم بتهمة الخيانة.
إعدام آن بولين
عدلفي 8 يناير 1536، ترامت الأنباء حول وفاة كاثرين أراغون، وفور علم هنري وآن بالخبر اكتسيا بالملابس الصفراء البراقة، وهو لون الحداد في إسبانيا ذاك الحين. ودعا هنري العامة إلى إبداء مظاهر البهجة بمناسبة موت كاثرين. وأصبحت الملكة حاملاً مرة أخرى، وكانت على علم بالعواقب؛ في حالة فشلها في إنجاب صبي، فقد تصبح حياتها في خطر. فبوفاة زوجتيه، سيكون مباحًا لهنري الزواج مرة أخرى، وعندها لن يكون بوسع أحد الادعاء بأن الزواج غير قانوني. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سقط الملك من على صهوة جواده في إحدى المباريات، وأصيب بجروح بالغة، وبدا الأمر لأول وهلة أن حياة الملك في خطر. وعندما علمت الملكة بذلك أصيبت بصدمة، وهو ما تسبب في إجهاضها يوم جنازة كاثرين في 29 يناير 1536، وكان المولود المنتظر صبيًا. ومثلت هذه الخسارة الشخصية في نظر معظم المراقبين بداية النهاية لهذا الزواج الملكي.[43]
أعطى هذا الإجهاض الملك اليائس الراغب في وريث ذكر اهتمامًا أكبر بحمل آن بولين التالي. وقد ذكر الكاتب مايك آشلي أن الملكة آن قد أنجبت طفلين ميتين بعد ميلاد إليزابيث وقبل الإجهاض هذا الطفل الذكر عام 1536.[44] بينما ترى معظم المصادر أن ولادة إليزابيث كانت سبتمبر 1533، وأن إجهاضًا محتملاً وقع صيف 1534، وإجهاض هذا الطفل الذكر في يناير 1536 بعد أربعة أشهر من الحمل.[45] ما أن تعافت آن من هذا الإجهاض، أعلن هنري أن زواجه نتاج سحر. وسرعان ما انتقلت عشيقته الجديدة جين سيمور إلى مسكن جديد. وتبع ذلك نزع أحد الأوسمة الشرفية من جورج بولين شقيق آن، ومنح لأخي جين سيمور بدلاً منه.[46]
ثم اعتقل خمسة رجال من بينهم أخو آن الشقيق بتهم زنا المحارم والخيانة، ووجهت إليهم تهمة إقامة علاقات جنسية مع الملكة.[47] وفي 2 مايو 1536، اعتقلت الملكة ثم اقتيدت إلى برج لندن، ووجهت إليها تهم الزنا وزنا المحارم والخيانة العظمى.[48] وتمت أدانتهم على الرغم من أن الأدلة ضدهم لم تكن مقنعة، وحكم عليهم بالإعدام علنًا. ثم جرى تنفيذ الحكم في جورج بولين وبقية المتهمين في 17 مايو عام 1536، وتلا ذلك بيومين وفي تمام الثامنة صباحًا إعدام الملكة في أحد أجنحة برج لندن، وجرى إعدامها وهي جاثية على ركبتيها وبضربة واحدة.[49]
ميلاد أمير
عدلفي اليوم التالي لإعدام آن بولين، خطب هنري جين سيمور إحدى وصيفات الملكة، ثم تزوجا بعد ذلك بعشرة أيام. وفي ذلك التوقيت، صدق هنري على قوانين ويلز لعام 1535، والتي أمرت ضم ويلز قانونيًا إلى إنجلترا، لتصير إنجلترا وويلز أمة موحدة. ثم أتبع هذا القانون بقانون الخلافة لعام 1536، والذي أعلن أن أبناء هنري من الملكة جين سيكونون خلفاءه الشرعيين، وأعلن أن كلا من السيدتين ماري وإليزابيث هما أبناء غير شرعيين، ومن ثم سيتم استبعادهم عن خلافته. وقد مُنح الملك صلاحية تحديد خلفائه بحسب رغبته. وفي عام 1537، أنجبت جين الأمير إدوارد، في ولادة متعسرة ماتت بسببها الملكة في 24 أكتوبر من العام نفسه. وبعد وفاة جين، احتد البلاط الملكي كله مع هنري لفترة طويلة، حيث اعتبر هنري جين زوجة حقيقية؛ فهي التي منحته الوريث الذكر الذي طالما تمناه وسعى إليه، وأوصى أن يدفن إلى جوارها بعد موته.
السنوات الأخيرة (1540-1547)
عدلفي عام 1540، وافق هنري على تدمير أضرحة القديسين. وفي الوقت نفسه، تاقت نفسه للزواج مرة أخرى، وليضمن إنجاب من يخلفه. اقترح توماس كرويل عليه الزواج من آن أخت دوق كليفز البروتستانتي، والذي كان هنري يعتبره حليفًا مهمًا في حال تعرضت إنجلترا لهجوم من الروم الكاثوليك، فأرسل هانس هولباين الصغير ليرسم صورة آن ليقدمها للملك. بعد أن إطلع هنري على الصورة التي رسمها هولباين، والإطراء الذي أطرى به أفراد حاشيته على آن، إضافة إلى رفض عدد السيدات ممن رسمهم هولباين الزواج من هنري، وافق هنري على الزواج من آن. بعد أن وصلت آن إلى إنجلترا، وجدها هنري غير جذابة نهائيا، فكان يطلق عيها بشكل شخصي اسم «فرس الفلاندرز». في الوقت الذي لا نجد رأيًا مسجلاً لآن، حول زوجها الجديد المفرط في البدانة.[50]
أراد هنري فسخ هذا الزواج ليتزوج بأخرى. وهكذا فقد أصبح دوق كليف متورطا في نزاع مع الإمبراطور الروماني المقدس، بينما لم يكن لدى هنري رغبة في النزاع. كانت آن ذكية بما فيه الكفاية، بحيث لم تعرقل سعي هنري لفسخ زواجهما؛ فعند سؤالها عما إذا كانا قد مارست الجنس مع زوجها، شهدت بأن زواجهما لم يكتمل أبدًا؛ فقد كان هنري كان يأتي كل ليلة إلى غرفة عروسه، فيطبع قبلة على جبهتها، ثم يأوي إلى فراشه. وهكذا، لم تكن هناك عقبة تحول دون فسخ الزواج. وهكذا، تم فسخ الزواج وحصلت آن على لقب «أخت الملك»، ومُنحت قلعة هيفر، المقر السابق لعائلة بولين. وفي الوقت نفسه، فقد كرومويل ثقة الملك لدوره في ترتيب هذا الزواج، ولاحقًا تم تجريده من مناصبه، ثم قطعت رأسه.
في 28 يوليو 1540، - وهو اليوم الذي أعدم فيه كرومويل - تزوج هنري من الشابة كاثرين هوارد ابنة عم آن بولين، وإحدى وصيفاتها.[51] كان هنري سعيدًا للغاية بزوجته الجديدة. ورغم ذلك، فبعد فترة قصيرة من زواجهما، ارتبطت الملكة مع توماس كلبيبر - أحد أفراد الحاشية - بعلاقة غرامية، كما عينت فرانسيس ديرهام الذي كانت مخطوبة له قبل الزواج، وكانت تربطهما علاقات عاطفية غير رسمية قبل الزواج سكرتيرًا لها. لفت توماس كرانمر - والذي كان معارضًا لنفوذ أسرة هوارد الكاثوليكية - انتباه الملك بالدليل إلى تصرفات الملكة كاثرين. رفض الملك تصديق هذه الادعاءات في البداية، إلا أنه سمح لكرانمر أن يجري تحقيقًا في هذه المسألة، وهو الذي أفضى إلى ثبوت تورط الملكة. عند استجواب الملكة، كان بوسعها أن تظهر وثيقة زواج سابقة من ديرهام، الأمر الذي يجعل زواجها من هنري باطلاً، ولكنها بدلاً من ذلك، إدعت أن ديرهام أجبرها على الدخول معه في علاقة غير شرعية. وفي الوقت نفسه، كشف ديرهام عن علاقة كاثرين مع توماس كلبيبر. أدينت كاثرين هوارد وأعدمت في 13 فبراير عام 1542. في نفس العام، تم حل كل الأديرة، ونقلت ممتلكاتها للتاج. كما فقد رؤساء الأديرة مقاعدهم في مجلس اللوردات، واحتفظ فقط رؤساء المطرانيات والكهنة بعضوياتهم في المجلس، ليصبح للمرة الأولى عدد الأعضاء الأساقفة أقل من عدد الأعضاء من غير الأساقفة في المجلس.
تزوج هنري زيجته الأخيرة من الأرملة الثرية كاثرين بار عام 1543. وقد تناقشت مع هنري حول مسألة الدين؛ فتبين أنها من الإصلاحيين، بينما هو من المحافظين، أثبت ذلك عدم صلاحيتها له، لكنها أنقذت نفسها بإظهار الامتثال له. ساعدت كاثرين هنري في إصلاح ما بينه وبين ابنتيه ماري وإليزابيث. ففي عام 1544، سن البرلمان قانونًا، أعاد الأميرتان إلى سلسلة الخلافة مرة أخرى، بعد الأمير إدوارد أمير ويلز، على الرغم من أنهن ما زلن أبناء غير شرعيين. كما سمح هذا القانون لهنري بتحديد المزيد من الخلفاء للعرش في وصيته.
شهد عصر هنري الثامن موجة من الإعدامات السياسية، والتي بدأت بإعدام إدموند دي لا بولي عام 1513، إلى أن انتهت بإعدام هنري هوارد في يناير 1547. وعلى الرغم من أن بعض المصادر نقلت عن رجل الدين ويليام هاريسون، أن عدد حالات الإعدام في هذا العهد وصلت إلى 72,000 حالة، إلا أنها أشارت إلى أن الرقم يشمل لصوص كبار ولصوص صغار ومحتالين. نقل هاريسون هذا الرقم المبالغ فيه عن جيرولامو كاردانو، والذي نقله عن أسقف ليزيو الكاثوليكي.[52]
وفاته وخلفاؤه
قرب وفاته، أصبح وزن هنري زائدًا بشكل كبير؛ حتى بلغ محيط خصره 137 سم، ولم يعد قادرًا على الحركة إلا بمساعدة الآلات. كما انتشرت على جسده البثور المتقيحة المؤلمة، وربما عاني من النقرس. بدأ هنري معاناته مع السمنة والمشكلات الطبية الأخرى بعد الحادث الذي أصيبت فيه ساقه خلال مبارزة عام 1536. تسبب الحادث في تجدد جرح قديم عانى منه هنري منذ سنوات، حتى يأس الأطباء من علاجه. تقرح الجرح للفترة المتبقية من حياته، وبالتالي منعه من الحفاظ على نفس المستوى من النشاط البدني كما كان في السابق. تسببت حادث التبارز في تقلب مزاج هنري، وهو ما كان لها تأثير كبير على شخصيته ومزاجه.[53]
النظرية القائلة بأن هنري عانى من الزهري أضحدها العديد من المؤرخين.[54] ورغم أن مرض الزهري معروفًا في زمن هنري، لم يسجل أطباء هنري أي إشارة لإصابته بهذا المرض. هناك نظرية حديثة أكثر مقبولية، تشير إلى أن أعراض هنري الطبية، والتي عانت منها أيضًا أخته الكبرى مارغريت، هي من أعراض داء السكري من النمط الثاني. وفقًا لدراسة نشرت في مارس 2011، بأن حالات حمل زوجاته وتدهور قواه العقلية، تشير إلى أن الملك قد يكون عانى من كيل إيجابي ومن متلازمة ماكليود.[55][56]
قام خبراء السمنة في الكلية الإمبراطورية في لندن بتحليل تاريخ هنري الثامن ومورفولوجيا جسده لتحديد ما إذا كانت إصابة في الدماغ بعد حادث تبارز 1536، قد تسببت في اضطراب هرموني عصبي إدى إلى سمنته. حدد هذا التحليل نقص هرمون النمو (GHD) كمصدر لزيادة سمنته، بل والتغييرات السلوكية الكبيرة - كالزواج المتعدد والحرب مع فرنسا - في سنواته الأخيرة.[57]
تسبب مرض السمنة في وفاة هنري عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، وقد وافق ذلك 28 يناير 1547 في قصر وايت هول، والذي صادف عيد الميلاد التسعين لوالده، وكانت كلماته الأخيرة: «الرهبان! الرهبان! الرهبان!»[58] ربما في إشارة إلى الرهبان الذين تسبب في طردهم بحل الأديرة.[59] دفن هنري الثامن في كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور بجوار زوجته جين سيمور.[60] وبعد أكثر من مائة عام، دفن الملك تشارلز الأول في نفس المدفن.
بعد وفاته خلفه ولده الشرعي الوحيد إدوارد تحت اسم إدوارد السادس. ولما كان إدوارد في التاسعة من عمره، وليس القدرة على تولى السلطة. أوصى هنري بمجلس يتكون من 16 وصيًا لإدارة الحكم حتى يبلغ هنري الثامنة عشر من عمره. اختار الأوصياء إدوارد سيمور خال الملك ليكون حاميًا للعرش. وكما هي العادة، أوصى هنري بأن تكون خلافة إدوارد من حق أخته ماري وذريتها، وإن لم يكن لها ذرية يؤول العرش لأختهم إليزابيث وذريتها. وفي النهاية، إن لم يكن لإليزابيث عقب، يؤول العرش لذرية شقيقته الصغرى ماري، مستبعدًا بذلك ذرية شقيقته مارغريت من خلافته، وفقًا لتلك الوصية. إلا أن الأمر فشل فبعد وفاة ابنته إليزابيث، خلفها جيمس الرابع ملك اسكتلندا حفيد شقيقته مارغريت.
شخصية هنري الثامن
عدلسعى هنري الثامن بجدية لإظهار نفسه أنه شخص الذي لديه سلطة لا تقبل المقاومة أو حتى التحدي، فهو لم يتردد في إعدام عدد من الشخصيات الإنجليزية المرموقة، حتى علنًا، وهو الشئ الذي لم يسبقه أو يحاكيه فيه أحد من خلفائه. شملت قائمة المعدومين زوجتين من زوجاته، وعشرين نبيلاً، وأربعة من القادة الشعبيين، وستة من المقربين إليه وأصدقائه، إضافة إلى الكاردينال وولسي الذي مات في مسجنه قبل إعدامه بتهمة الخيانة.
كان هنري رجلاً قويًا عريض المنكبين، طوله يزيد عن ستة أقدام، بارع في المبارزة والصيد، محبًا للرياضة وركوب الخيل، إلا أنه أقلع عنها بعد حادثة سقوطه عن حصانه عام 1536.[61] ومنذ ذاك الحين، أخذ وزنه في الازدياد، وفقد هيئته الرياضية التي كانت تجعله يبدو وسيمًا، وهو ما عانى منه في سنواته الأخيرة.
كان هنري أيضًا مثقفًا، وهو أول ملك إنجليزي يتعلم تعليمًا إنسانيًا حديثًا، فقد كان يقرأ ويكتب الإنجليزية والفرنسية واللاتينية، كما كان يملك مكتبة جيدة في قصره. ويقال أنه هو من كتب الأغنية التراثية «هل تسمحي يا سيدتي».
وفي إطار دعمه لانفصال الكنيسة عن الكنيسة الكاثوليكية، أسس هنري وموّل فرقة مسرحية غنائية شعبية لتجوب البلاد لتعزيز الممارسات الدينية الجديدة، والسخرية من تلك القديمة. في المسرحيات التي عرضتها الفرقة، سخرت الفرقة من البابا والكهنة والرهبان الكاثوليك وصورتهم كشياطين أجانب، في حين أشادت بالملك العظيم المدافع بشجاعة وبطولية عن الإيمان الحقيقي.[62]
عرف هنري الثامن بعشقه المراهنة والنرد. كما كان برع كملحن ومؤلف موسيقي وشاعر، كانت أشهر مؤلفاته الموسيقية اللهو مع الخلان، ويقال أنه هو من قام بكتابة أغنية «الأكمام الخضراء». اهتم هنري أيضًا بالعمارة وتطوير المباني المميزة كقصر ننساتش وكنيسة كلية الملك ودير وستمنستر في لندن. العديد من المباني التي أدخل عليها هنري التحسينات، كانت من الممتلكات المصادرة من وولسي، ككنيسة المسيح في أكسفورد وقصر هامبتون كورت وقصر وايت هول وكلية الثالوث في كامبريدج.
القطعة الوحيدة الباقية من ملابس هنري الثامن هي قلنسوة للملك، كانت قد أهديت إلى عمدة ووترفورد عام 1536، بالإضافة إلى حامل للسيف، وهي الآن في متحف ووترفورد للكنوز. هناك بذلة عسكرية لهنري معروضة في متحف برج لندن. على مدار القرون التي تلت وفاته، فقد كان هنري مصدر إلهام أو ورد ذكره في الكثير من الأعمال الفنية والثقافية.
الإنفاق الملكي
عدلورث هنري ثروة طائلة عن والده هنري السابع؛ الذي كان - على العكس من ولده - مقتصدًا ومحافظًا في إنفاق المال. قدرت هذه الثروة بنحو 1,250,000 جنيه إسترليني (375 مليون جنيه إسترليني بمعايير الآن).[63] أنفق هنري الكثير من هذه الثروة على بلاطه وعلى أسرته، بما في ذلك أعمال البناء التي قام بها في القصور الملكية. كانت أسرة تيودور تعمل على تمويل كل نفقات الحكومة، بعيدًا عن دخلهم الخاص، الذي يأتي من الأراضي التابعة للتاج، وبعض الرسوم التي منحها له البرلمان مدى الحياة. وقد ظلت عائدات التاج ثابتة عند حدود 100,000 جنيه إسترليني،[64] ولكنها تناقصت بعد ذلك بفعل التضخم وارتفاع الأسعار الناجم عن الحرب. وبالرغم من أن هنري السابع لم يلجأ إلى البرلمان لحل مشاكله إلا قليلاً، إلا أن هنري الثامن كثيرًا ما لجأ إليه لجمع المال لتمويل حروبه. وفر حل الأديرة وسيلة لإنعاش خزينة هنري الثامن، بأراض قدرت بـ 120,000 جنيه إسترليني (36 مليون جنيه إسترليني الآن).[65] لجأ هنري في عام 1526 وفي عام 1539، إلى خفض العملة لحل مشكلاته المالية، ورغم جهود وزرائه لتقليل النفقات والإنفاق في البلاط الملكي، فقد توفي هنري مدينًا.
كان خروج هنري على سلطة الكنيسة الكاثوليكية عام 1533-1534 أهم حدث تم في عهده، والذي يعد أحد أكثر القرارات راديكالية وحسمًا أكثر من أي ملك إنجليزي آخر، وهو الحدث ذي الآثار الخطيرة في مسار التاريخ الإنجليزي بعد عهد أسرة تيودور الحاكمة. أدى ذلك القرار إلى دعم الاقتصاد الإنجليزي من خلال الاستحواذ على أراضي الأديرة وممتلكاتها، كما كان لها تأثيراتها الاجتماعية على المجتمع الإنجليزي. كان قرار هنري بالعهد بالوصاية على ابنه إدوارد لسنوات قليلة إلى مجلس ذي توجهات إصلاحية، يسيطر عليه إدوارد سيمور، الذي يتمتع بصفات قيادية ستضمن إنجاز الإصلاح الإنجليزي خلال فترة حكم الابن.
تعاظمت قوة الدولة في عهد هنري الثامن، بعد أن نجح هنري جزئيًا في جعل إنجلترا لاعبًا رئيسًا على الساحة الأوروبية، لكنه استنزف خزينته في سبيل ذلك.
الأسطول الإنجليزي
عدليعد هنري الثامن أحد مؤسسي البحرية الإنجليزية، جنبًا إلى جنب مع الملكين ألفريد العظيم وتشارلز الثاني. فقد تميز عهده ببعض الحروب البحرية، والأهم من ذلك الاستثمارات الملكية الكبيرة في مجال بناء السفن، بما في ذلك عدة سفن مدهشة مثل ماري روز، وكذلك أحواض بناء السفن كالقاعدة البحرية في بورتسموث، والابتكارات البحرية مثل استخدام المدافع على ظهر السفن. ومع ذلك، لم يترك هنري لخلفائه أسطولاً حربيًا منظمًا كهيئة عسكرية منفصلة. فقد اضطرت إليزابيث الأولى لضم مجموعة من السفن الخاصة لمواجهة أسطول الأرمادا الإسباني. ومع ذلك، فقد شهد عهد هنري الثامن ميلاد القوة البحرية الإنجليزية، والتي كانت النواة لانتصار إنجلترا على أسطول الأرمادا الإسباني.
كان هنري معرضًا لغزو واسع النطاق من قبل فرنسا أو إسبانيا، بعد صدامه مع روما، مما دفعه لتعزيز الحصون الساحلية، مثل: قلعة دوفر وقلعة أرككليف، والتي زارها شخصيًا لعدة أشهر للإشراف على تحصينها. كما بنى سلسلة من القلاع الجديدة المدعومة ببطاريات المدافع، على طول سواحل بريطانيا الجنوبية والشرقية؛ من شرق أنجيليا إلى كورنوال، مستخدمًا الخامات المتخلفة عن هدم الأديرة في بناء هذه التحصينات، وقد عرفت هذه التحصينات باسم «تحصينات وتجهيزات هنري الثامن».
الألقاب والشعارات
عدلفي عهد هنري الثامن، أدخلت الكثير من التعديلات على اللقب الملكي. في البداية، استخدم لقب «هنري الثامن بنعمة الرب، ملك إنجلترا وفرنسا ولورد أيرلندا». وفي عام 1521، وبمقتضى منحة من البابا ليون العاشر بعد أن أهداه هنري كتاب «الدفاع عن الأسرار السبع»، والذي هاجم فيه مارتن لوثر، أصبح لقبه «هنري الثامن بنعمة الرب، ملك إنجلترا وفرنسا، المدافع عن العقيدة، لورد إيرلندا». وبعد حرمان هنري كنسيًا، ألغى البابا بولس الثالث جزء «المدافع عن العقيدة» من اللقب، لكن قانونًا من البرلمان أعلن أن هذا الجزء من اللقب لا زال ساريًا، وظل مستخدمًا حتى اليوم.
وفي عام 1535، أضاف هنري عبارة سيادية إلى اللقب الملكي، فأصبح اللقب «هنري الثامن بنعمة الرب، ملك إنجلترا وفرنسا، المدافع عن العقيدة، لورد أيرلندا، الرئيس الأعلى لكنيسة إنجلترا في الأرض». وفي عام 1536، تغيرت عبارة «كنيسة إنجلترا»، إلى «كنيسة إنجلترا وأيرلندا».
في عام 1541، بدّل البرلمان الأيرلندي لقب لورد أيرلندا بلقب ملك أيرلندا من خلال قانون التاج الأيرلندي لعام 1542، بعد علم بأن الكثير من الشعب الأيرلندي يعتبرون البابا هو الرئيس الحقيقي لبلادهم، وأن الملك ليس إلا ممثلا له. والسبب في اعتبار الأيرلنديين، أن البابا حاكمهم المطلق، هو أن البابا أدريان الرابع هو من منح حكم أيرلندا للملك هنري الثاني في القرن الثاني عشر، باعتبارها أراض إقطاعية تحت الحكم البابوي. وقد ظل هذا اللقب مستخدمًا حتى نهاية عهد هنري الثامن.
كان شعار هنري الثامن هو "Coeur Loyal" والذي يعني «القلب السليم»، ووضع هذا التطريز على ملابسه في شكل رمز القلب مع كلمة "loyal". كدوق ليورك، استخدم هنري شعار نبالة والده، مع اختلاف وجود ثلاث نقاط من الفرو. وبصفته ملكًا، فإن علم شعار نبالة هنري، كانت هي نفس الشعار الذي استخدمه أسلافه منذ عهد الملك هنري الرابع، وهو المقسم إلى أربعة أرباع ثلاث زهرات زنبق متعاكسة (ترمز لفرنسا)، مع ثلاثة أسود ملصقة في المقدمة (ترمز لإنجلترا).
النسب
عدلالزوجات والنسل
عدلالاسم | الولادة | الوفاة | ملاحظات |
---|---|---|---|
من كاثرين أراغون، تزوجا في 11 يونيو 1509، وفسخ الزواج في 23 مايو 1533. | |||
فتاة لم تسم | 31 يناير 1510 | 2 فبراير 1510 | |
هنري دوق كورنوال الأول | 1 يناير 1511 | 22 فبراير 1511 | |
صبي لم يسمى | نوفمبر 1513 | مات بعد ولادته مباشرة | |
هنري دوق كورنوال الثاني | ديسمبر 1514 | توفي في غضون شهر واحد من الولادة. | |
الملكة ماري الأولى | 18 فبراير 1516 | 17 نوفمبر 1558 | تزوجت في عام 1554، من فيليب الثاني ملك إسبانيا، ولم تنجب. |
فتاة لم تسم | نوفمبر 1518 | توفيت في غضون أسبوع واحد من الولادة. | |
من آن بولين، تزوجا في 25 يناير 1533، وفسخ الزواج في 17 مايو 1536. ثم أعدمت بعد الفسخ بيومين. | |||
الملكة إليزابيث الأولى | 7 سبتمبر 1533 | 24 مارس 1603 | لم تتزوج قط، ولا نسل لها. |
صبي لم يسمى | 29 يناير 1536 | توفي بعد الولادة مباشرة. | |
من جين سيمور، تزوجا في 30 مايو 1536، وتوفيت في 24 أكتوبر 1537. | |||
الملك إدوارد السادس | 12 أكتوبر 1537 | 6 يوليو 1553 | لم يتزوج ولا نسل له. |
من آن كليفز، تزوجا في 6 يناير 1540، وفسخ الزواج في 9 يوليو 1540. | |||
لا نسل لها. | |||
من كاثرين هوارد، تزوجا في 28 يوليو 1540، وفسخ الزواج في 23 نوفمبر 1541، وأعدمت في 13 فبراير 1542. | |||
لا نسل لها. | |||
من كاثرين بار، تزوجا في 12 يوليو 1543، وتوفي هنري الثامن في 28 يناير 1547. | |||
لا نسل لها. | |||
من إليزابيث بلونت | |||
هنري فيتزروي الدوق الأول لريتشموند وسومرست. | 15 يونيو 1519 | 23 يوليو 1536 | ابن غير شرعي، تزوج من ماري هوارد، ولم ينجب. |
من ماري بولين محل شك من قبل العديد من المؤرخين.[66] | |||
كاثرين كاري | حوالي عام 1524 | 15 يناير 1569 | تزوجت السير فرنسيس نوليز، ولها 12 طفلاً |
هنري كاري، بارون هونسدون | 4 مارس 1526 | 23 يوليو 1596 | تزوج عام 1545 من آن مورجان، وله نسل. |
انظر أيضا
عدلالمراجع
عدل- ^ Ives, page 230
- ^ J. J. Scarisbrick, Henry VIII, p. 361.
- ^ John A. Guy, The Tudors: a very short introduction (2000) p. 41
- ^ Robert M. Adams, The land and literature of England (1986) pp. 111–12.
- ^ Wilkinson, Josephine. Mary Boleyn: The True Story of Henry VIII's Favourite Mistress p.70. Amberley Publishing, 2009 نسخة محفوظة 02 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
- ^ Eric Ives, "Will the Real Henry VIII Please Stand Up?" History Today 2006 56(2): 28–36.
- ^ Crofton, p.128
- ^ ا ب Crofton, p.129
- ^ Churchill, p.29
- ^ Crofton, p.126
- ^ Crofton p,128
- ^ Guicciardini, History of Italy, 280.
- ^ Elton (1977)
- ^ MacCulloch (1995)
- ^ Simon Thurley, "Palaces for a nouveau riche king." History Today, (June 1991), Vol. 41, No. 6 in Academic Search Premier
- ^ Thomas, Andrea, Princelie Majestie, Birlinn (2005), 79–80 citing Simon Thurley, The Royal Palaces of Tudor England, 222-4.
- ^ Jonathan Davies, "'We Do Fynde in Our Countre Great Lack of Bowes and Arrows': Tudor Military Archery and the Inventory of King Henry VIII," Journal of the Society for Army Historical Research 2005 83(333): 11–29. Issn: 0037-9700
- ^ A. F. Pollard, Henry VIII (1905) provides the classic statement of the Henrician position, esp. pp 230–38. Pollard argues that that Spain and France stayed loyal because they controlled the papacy.
- ^ G. W. Bernard, The King's Reformation: Henry VIII and the Remaking of the English Church (2005)
- ^ Meyer, pp.254–6
- ^ Meyer, pp.269–72
- ^ ML Bush, "The Tudor Polity and the Pilgrimage of Grace." Historical Research 2007 80(207): 47–72. ISSN 0950-3471. Fulltext: Ebsco; Geoffrey Moorhouse, The Pilgrimage of Grace: The Rebellion That Shook Henry VIII's Throne (2003) excerpt and text search نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ يعتبر فريزر بأن ثلاث عشيقات فقط عرفت أسماؤهن، وهن: بيسي بلونت وماري بولين ومادجي شيلتون، لكن حتى الأخيرة مثار شك. Fraser p. 220
- ^ ا ب Weir، Alison (2002). Henry VIII: The King and His Court. Random House. ISBN:978-0-345-43708-2.
- ^ Hart، Kelly (1 يونيو 2009). The Mistresses of Henry VIII (ط. First). The History Press. ص. 27. ISBN:0-7524-4835-8. مؤرشف من الأصل في 2020-01-23.
{{استشهاد بكتاب}}
:|archive-date=
/|archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة) - ^ PRO, E36/215 f.449
- ^ Fraser، Antonia (1994). The Wives of Henry VIII. Vintage Books. ص. Page 220. ISBN:978-0-679-73001-9. مؤرشف من الأصل في 2020-01-23.
{{استشهاد بكتاب}}
:|archive-date=
/|archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة) - ^ Lacey, p. 70.
- ^ Scarisbrick, p. 154.
- ^ ا ب ج Catholic Encyclopedia (1913)/Henry VIII
- ^ Brigden, p. 114.
- ^ Morris, p. 166.
- ^ Christopher Haigh p.92f
- ^ ا ب Catholic Encyclopedia (1913)/Clement VII
- ^ Williams p. 136.
- ^ Williams, p.123.
- ^ Starkey, pp. 462–464.
- ^ Williams, p.124.
- ^ Williams, pp.128-131.
- ^ According to J. J. Scarisbrick, Henry VIII, p.361, Pope Paul promulgated the Bull of Excommunication on 17 December 1538
- ^ Lehmberg.
- ^ Williams, p.138.
- ^ Williams, p.141.
- ^ Ashley, p.240.
- ^ Williams, p.c4
- ^ Williams, p.142.
- ^ Williams, pp.143-144.
- ^ Hibbert, pp.54-55.
- ^ Hibbert, p.60.
- ^ Lindsey, Karen (1995). "Divorced, Beheaded, Survived", pp.136–157. Addison-Wesley Publishing Co., Reading, MA. ISBN 0-201-60895-2.
- ^ Farquhar, Michael (2001). A Treasure of Royal Scandals, p.75. Penguin Books, New York. ISBN 0-7394-2025-9.
- ^ Harrison, William; Georges Edelen The Description of England: Classic Contemporary Account of Tudor Social Life' Dover Publications Inc.; New edition edition (Feb 1995) originally published 1557 ISBN 978-0-486-28275-6 p.193 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-06-04. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-25.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ "The jousting accident that turned Henry VIII into a tyrant — This Britain, UK". The Independent. UK. 18 أبريل 2009. مؤرشف من الأصل في 2018-01-26. اطلع عليه بتاريخ 2010-08-25.
- ^ Hays، J. N. (2010). The burdens of disease: epidemics and human response in western history. Rutgers University Press. ص. 68. ISBN:978-0-8135-4613-1. مؤرشف من الأصل في 2020-01-23.
{{استشهاد بكتاب}}
:|archive-date=
/|archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة) - ^ Sohn، Emily (11 مارس 2011). "King Henry VIII's Madness Explained". discovery.com. مؤرشف من الأصل في 2012-11-17. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-25.
- ^ "Solving the Puzzle of Henry VIII". sciencedaily.com. 3 مارس 2011. مؤرشف من الأصل في 2017-08-18. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-25.
- ^ Ashrafian, Hutan. (2011). "Henry VIII's obesity following traumatic brain injury". Endocrine. DOI:10.1007/s12020-011-9581-z. مؤرشف من الأصل في 2017-07-05.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: النص "." تم تجاهله (مساعدة) - ^ Davies, p. 687.
- ^ Marvin، Frederic (2010 (Reprint)). "The Last Words of Distinguished Men and Women: Collected from Various Sources". books.google.co.uk. ISBN:978-1-4400-6608-5. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 14 March 2012.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ Early Tudor Tombs and the Rise and Fall of Anglo-Italian Relations, in The The evolution of the grand tour:Anglo-Italian cultural relations since the Renaissance by Edward Chaney (Routledge 2000). نسخة محفوظة 24 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ Steven Gunn, "Tournaments and early Tudor chivalry," History Today, (June 1991), Vol. 41, No. 6 in Academic Search Premier; James Williams, "Hunting and the Royal Image of Henry VIII" Sport in History 2005 25(1): 41–59. Issn: 1746-0263
- ^ See Thomas Betteridge, "The Henrician Reformation and Mid-Tudor Culture." Journal of Medieval and Early Modern Studies 2005 35(1): 91–109. Issn: 1082-9636 Fulltext: Ebsco. Original documents are collected by the Centre for Research in Early English Drama at Victoria University, Toronto [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 30 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
- ^ Weir, p.13
- ^ Weir, p.64
- ^ Weir, p. 393
- ^ Weir, p.216.
المصادر
عدل- The Reformation Parliament, 1529-1536 by Stanford E. Lehmberg (1970).
- Henry VIII and his Court by Neville Williams (1971).
- The Life and Times of Henry VIII by Robert Lacey (1972).
- The Six Wives of Henry VIII by Alison Weir (1991) ISBN 0-8021-3683-4.
- English Reformations by Christopher Haigh (1993).
- Europe: A history by Norman Davies (1998) ISBN 978-0-06-097468-8.
- Europe and England in the Sixteenth Century by T. A. Morris (1998).
- New Worlds, Lost Worlds by Susan Brigden (2000).
- Henry VIII: The King and His Court by Alison Weir (2001).
- British Kings & Queens by Mike Ashley (2002) ISBN 0-7867-1104-3.
- Henry VIII: The King and His Court by Alison Weir (2002) ISBN 0-345-43708-X.
- Six Wives: The Queens of Henry VIII by David Starkey (2003) ISBN 0-06-000550-5.
- The Kings and Queens of England by Ian Crofton (2006).
قراءات أخرى
عدل- جون شيرين، وروبرت هنري برودي، وجيمس جايردنر: Letters and papers, foreign and domestic, of the reign of Henry VIII، المحفوظة في مكتب السجلات العامة، بالمتحف البريطاني، والأماكن الأخرى، 1965 الطبعة الثانية، TannerRitchie للنشر.
- Childs, Jessie. Henry VIII's Last Victim: The Life and Times of Henry Howard, Earl of Surrey. London: Jonathan Cape, 2006 (hardback, ISBN 0-224-06325-1). London: Jonathan Cape, 2006 (hardback, ISBN 0-224-06325-1).
- [1] استعرض لـ C.J. Sansom in The Guardian, 21 October 2006
- Luther, Martin. Luther's Correspondence and Other Contemporary Letters, 2 vols., tr. and ed. by Preserved Smith, Charles Michael Jacobs, The Lutheran Publication Society, Philadelphia, Pa. 1913, 1918. vol. 1 (1507–1521) and vol. 2 (1521–1530) from Google Books.Reprint of Vol.1, Wipf & Stock Publishers (March 2006). ISBN 1-59752-601-0
- Tytler، Patrick Fraser (1836)، Life of King Henry the Eighth، Edinburgh: Oliver & Boyd (نُشِر في 1837)، مؤرشف من الأصل في 2020-01-23، اطلع عليه بتاريخ 2009-07-26
- Wagner, John A."Bosworth Field to Bloody Mary: An Encyclopedia of the Early Tudors."Greenwood, 2003.
- Bowle, JohnHenry VIII: A Study of Power in Action Little, Brown, 1964
- Bryant, M. Private Lives.Cassell, 2001.
- Farrow, John V. The Story of Thomas More. Collins, 1956Collins, 1956.
- Kranes, Marsha et alKnow It AllNew York: Tess Press, 1998.
- Moorhouse, GeoffreyGreat Harry's Navy: How Henry VIII Gave England Seapower.
- Wagner, John A(2003). "Bosworth Field to Bloody Mary: An Encyclopedia of the Early Tudors." (Greenwood). ISBN 1-57356-540-7.
- Henry VIII, "Assertio septem sacramentorum aduersus Martin. Luther" (1521)Treasure 9 National Library of Vatican City displayed via The European Library.
- Buchanan, E. S., Luther's reply to King Henry VIII: Now First Englished After the Lapse of Four Centuries, (Martinus Lutherus contra Henricum Regem Angliæ, Martin Luther against Henry King of England), Charles A. Swift, New York,1928.
وصلات خارجية
عدل- هنري الثامن ملك إنجلترا على موقع IMDb (الإنجليزية)
- هنري الثامن ملك إنجلترا على موقع الموسوعة البريطانية (الإنجليزية)
- هنري الثامن ملك إنجلترا على موقع ميوزك برينز (الإنجليزية)
- هنري الثامن ملك إنجلترا على موقع إن إن دي بي (الإنجليزية)
- هنري الثامن ملك إنجلترا على موقع ديسكوغز (الإنجليزية)
هنري الثامن ملك إنجلترا ولد: 28 يونيو 1491 توفي: 28 يناير 1547
| ||
منصب | ||
---|---|---|
سبقه هنري السابع |
سلطة أيرلندا
1509 –1541 |
قانون تاج أيرلندا 1542 |
ملك إنجلترا
1509 –1547 |
تبعه إدوارد السادس | |
شاغر آخر من حمل اللقب روايدر وا كونشوباير [الإنجليزية]
|
ملك أيرلندا
1541–1547 | |
المناصب السياسية | ||
سبقه السير ويليام سكوت |
لورد واردن موانئ سينك
1493–1509 |
تبعه إدوارد بوينينغز |
سبقه مركيز بيركلي |
إيرل مارشال
1494–1509 |
تبعه دوق نورفولك |
نبلاء إنجلترا | ||
شاغر آخر من حمل اللقب آرثر
|
أمير ويلز
1503–1509 |
شاغر حامل اللقب التالي إدوارد
|
سبقه آرثر |
دوق كورنوالl
1502–1509 |
شاغر حامل اللقب التالي هنري
|