نجم البحر الهش

طائفة من الشوكيات
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

نجم البحر الهش

نجم البحر الهش الشائع (نجم ثعباني)
المرتبة التصنيفية طائفة[1]  تعديل قيمة خاصية (P105) في ويكي بيانات
التصنيف العلمي
المملكة: الحيوانات
الشعبة: بعديات حقيقية
الطائفة:   النجميات
الفصيلة: شوكيات الجلد
الاسم العلمي
Ophiuroidea [1][2]
غراي، 1840
معرض صور نجم البحر الهش  - ويكيميديا كومنز  تعديل قيمة خاصية (P935) في ويكي بيانات

نجم البحر الهش[3][4] (بالإنجليزية: Brittle star)‏ أو أيضا نجم البحر الثعباني[5]، هو واحد من الكائنات البحرية اللافقرية التي تنتمي إلى شعبة شوكيات الجلد (شوكيات الجلد الهائمة). تعتمد نجوم البحر الهشة في تنقلاتاه عبر قاع البحر على أذرعها السوطية الخمسة الرقيقة والمرنة، لإيجاد واقتناص طعامها الذي يتكون بشكل رئيسي من الرخويات الصغيرة والحلقيات.

هناك اليوم أكثر من 2000 نوع من نجوم البحر الهشة، [6] يعيش أكثر من 1200 نوع من تلك الأنواع في المياه العميقة التي يزيد عمقها عن 200 متر.[6]

المواصفات المورفولوجية والتشريحية

عدل

نجوم البحر الهشة هي واحدة من خمسة أصناف لشوكيات الجلد، التي تتميز بجسم مركزي على شكل قرص منبسط، ومتصل بخمسة أذرع (في بعض الأحيان ستة أذرع، ونادرا ما تكون أكثر من ذلك [7]) رقيقة ومرنة، مستقلة تماما عن الجسم [8] كما لو أنها مفصلية.[9]

الأذرع

عدل

أذرع نجم البحر الهش هي نحيلة، بقطع دائري وطويلة جدا بالنسبة لجسم النجم، ويمكنها أداء حركات متموجة وسريعة. يتكون محورها أساسا من عدد كبير من الأقراص الكلسية الصغيرة التي تدعى فقرات، مفصلية فيما بينها وتحدها أربطة وعضلات مرنة.[9] تغطى هذه الأذرع طبقة من الحراشف وغالبا ما تحمل أشواكا، تستعمل لأغراض دفاعية ولمسية وأحيانا لإمساك الفرائس [10] ؛ كما أنها مزودة بأقدام أنبوبية لاصقة بدائية خالية من أقراص الارتباط، والتي لا تستخدم للتنقل، ولكن لها أدوار في الإمساك والتنفس والتحسس (بصفة خاصة كحاسة للشم [9] )، لكن هذه الأخيرة لا تكون مرتبة بداخل مزراب قدمي، على عكس نجوم البحر.[8] تمتلك العديد من الأنواع المشابهة أذرع مدببة، مدمجة بالصفائح الجانبية في صفوف طولية.[9] لكن هذه تكون مفصلية ومجهزة بعضلات قوية، ويقتصر دورها على الدفاع بشكل خاص، ولا تشارك مباشرة في عملية الحركة.[11]

القرص المركزي

عدل

يتكون القرص المركزي في البداية من لوحة ظهرية مركزية محاطة بخمس لوحات شعاعية أخرى، تنضاف بينهما لوحات أخرى بالموازاة مع نمو الكائن. عند نقاط اتكاز للأذرع، يمكن إيجاد لوحات معينة على شكل أزواج تسمى «دروعا».[10] كل الأحشاء المركزية متواجدة في الجسم الشبيه بالقرص. كما هو الشأن عند معظم نجوم البحر الأخرى، فإن أذرع نجم البحر الهش لا تحتوي أي غدة حيوية، الشئ الذي يسمح لهم بالتخلي عنها في حالة التهديد (يمكنها النمو مرة أخرى). من جهة أخرى وعلى الجانب الوجهي للكائن تتمركز فتحة المصفاة (بالإنجليزية: madreporite)‏ [8]، التي تستخدم في عملية تصفية المياه في النظام الوعائي المائي الذي تتميز به شوكيات الجلد.

الجهاز الهضمي

عدل

يبدأ الجهاز الهضمي لنجم البحر الهش من فم يقع في منتصف الجانب البطني للكائن، محمي بخمس فكوك بين شعاعية مثلثة ومسننة [12] ؛ متصل بمعدة كبيرة، حيث تحدث عملية الهضم في 10 جيوب أو طيات على مستوى المعدة، والتي هي في الأساس عبارة عن أعور، تكاد لا تمتد إلى الأذرع عكس نجم البحر. بخلاف كائنات أخرى، فإن نجوم البحر الهشة لا تتوفر على فتحة إخراج (الشرج)، لذلك فإنها تستخدم فمها للتخلص من الفضلات.[9]

الجهاز العصبي

عدل

يتكون الجهاز العصبي لنجم البحر الهش أساسا من حلقة أعصاب حول مريء الكائن متصلة بأعصاب شعاعیة في كل ذراع. لاتمتلك معظم أنواع نجم البحر الهش عيونا ولا أجهزة أخرى متخصصة. مع ذلك، تمتلك عدة أنواع من النهايات العصبية الحساسة على مستوى بشرتها، تمكنها من استشعار المواد الكيميائية في المياه بلمسة واحدة، بل وتمكنها أيضا من استشعار وجود وجود الضوء أو عدمه. علاوة على ذلك، فقد تستشعر أقدامها الأنبوبية الروائح. توجد كل هذه الأشياء بشكل خاص في أطراف أذرعها، الشئ الذي يمكنها من تحسس الضوء والتراجع إلى الشقوق.

الجهاز الوعائي

عدل

تحتوي شبكة الجهاز الوعائي للكائن على سائل شبيه بمياه البحر، يحوي بعض الكريات الأميبية، وتتواصل مع البيئة الخارجية بواسطة مسام صغيرة تقع بالقرب من قاعدة الأذرع تدعى باسم الشقوق الجرابية، تفتح على الشقوق الخيشومية، [11] أين تتوجد كذلك الغدد التناسلية.[9]

الحجم والألوان

عدل

على الرغم من أن معظم نجوم البحر الهشة تتميز بألوان شبيهة بالرمل أو غامقة، فقد يكون بعضها ملونا جدا، بصفة خاصة عند أجناس كالأوفيوديرما (Ophioderma)، أو الأفيوليبس (Ophiolepis)، أو الأوفيوثريكس (Ophiothrix)، أو حتى الأوفيومازا (Ophiomaza).[13] في المقابل تتميز أنواع مثل الأمفيفوليس سكواماتا (Amphipholis squamata) بتألق حيوي.[14]

فيما يخص الحجم، فالغورغونوسيفالي هي بالتأكيد أكبر النجوم الهشة، حيث يمكن أن يصل طول قطرها الواحد متر.[15] الأوفيوبساموس ماكولاتا من جهتها قد يتجاوز قطرها 20 سم، فيما قد يتجاوز عرض الأوفيوأراشنا أنكراساستا 50 سم، بما فيها الأذرع.[16] في المقابل يحتفظ الأستروشلاميس سول، وهو نوع من القطب الجنوبي بالرقم القياسي لعدد الأذرع، يتراوح بين 10 و11 دراعا.[7]

الموئل والتوزيع الجغرافي

عدل
 
نجم بحر هش في كونا، هاواي.

بدأت نجوم البحر الهشة بالتفرع منذ أوائل العصر الأوردوفيشي، قبل حوالي 500 مليون سنة.[17] منذ ذلك الحين وإلى غاية اليوم يمكن العثور على هذه الكائنات اليوم في جميع المحافظات البحرية الرئيسية، انطلاقا من القطبين وصولا إلى المناطق الاستوائية.[18]

نجوم البحر الهشة كلها كائنات بحرية، تعيش في القاع وتزحف من الساحل وصولا إلى الأعماق الكبيرة، أين يمكن إيجادها متنوعة وبوفرة.[9] من المعروف جدا أن هذه الكائنات هي أكثر شوكيات الجلد عمومية، وأكثرها تنوعا ووفرة، حيث يمكنها استوطان جميع أنواع الموائل البحرية تقريبا: تم العثور عليها مدفونة في الرواسب الناعمة، ومنزلقة بين الصخور، بين الشعاب المرجانية، في الإسفنج، وعلى الحيوانات الكبيرة، تحت الجليد القطبي، وفي الفوهات الحرارية المائية، بل وحتى على الحطام الطافي.[19]

هناك حوالي 300 نوع تابع للشعاب المرجانية الاستوائية في حوض المحيط الهادي والهندي.[10] نجوم البحر الهشة هي أيضا أكثر شوكيات الجلد تسامحا مع ظروف التلوث أو المياه المالحة، حيث يمكن لبعض الأنواع مثل الأمفيفوليس سكواماتا البقاء على قيد الحياة في مياه أقل ملوحة بست مرات من مياه البحر، وبالتالي يمكنها أيضا العيش في مصبات الأنهار.[19] كما يمكن إيجادها بوفرة في أعماق البحار، حيث تم العثور عليها حتى عمق يفوق ال 8000 متر: تم العثور على نوع الباثيليفتا باسيفيكا مثلا على عمق يقارب 8006 متر، فيما تم العثور على البيرلوفيورا بروفونديسيما على عمق 8015 متر.[20] عموما، يمكن إيجاد هذه الكائنات في جميع البحار، لكن ذروة التنوع توجد أساسا في حوض أوقيانوسيا الاستوائي الذي يضم أكثر من 831 نوعا منها.[21]

يمكن لنجوم البحر الهشة بفضل صلابة وسريتها الانتقال بسهولة عن غير قصد، متخفية أو في حالة يرقات بسبب الأنشطة البشرية، مما يسمح لبعض الأنواع بالسيطرة على موائل جديدة. كنتيجة لذلك يتم حاليا الإبلاغ عن بعض الأنواع، على غرار الأوفياكتيس سافغنيي في جميع بحار العالم تقريبا، نتيجة لانقالها عن غير قصد في حمولة صابورة السفن  أو مخفية عن قصد من قبل هوات تربية أسماك الزينة.[22]

انظرأيضا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب Timothy D. O'Hara; Sabine Stöhr; Andrew F. Hugall; Ben Thuy; Alexander V. Martynov (21 Mar 2018). "Morphological diagnoses of higher taxa in Ophiuroidea (Echinodermata) in support of a new classification". European Journal of Taxonomy (بالإنجليزية) (416): 6. DOI:10.5852/EJT.2018.416. ISSN:2118-9773. QID:Q54802324.
  2. ^ Mona Goharimanesh; Sabine Stöhr; Omid Mirshamsi; Fereshteh Ghassemzadeh; Dominique Adriaens (31 Aug 2021). "Interactive identification key to all brittle star families (Echinodermata; Ophiuroidea) leads to revised morphological descriptions". European Journal of Taxonomy (بالإنجليزية). 766: 15–19. DOI:10.5852/EJT.2021.766.1483. ISSN:2118-9773. QID:Q111474563.
  3. ^ عبد الخالق رمضان الشيخ (2004). القاموس البيطري: إنجليزي عربي بالصور والرسومات الإيضاحية والجداول (بالعربية والإنجليزية). القاهرة: مكتبة شهوان للطباعة. ص. 21. ISBN:978-977-6099-13-5. OCLC:4770441762. QID:Q125605472.
  4. ^ المعجم الموحد لمصطلحات علم الأحياء، سلسلة المعاجم الموحدة (8) (بالعربية والإنجليزية والفرنسية)، تونس: مكتب تنسيق التعريب، 1993، ص. 258، OCLC:929544775، QID:Q114972534
  5. ^ كورين ستوكلي (1993)، معجم البيولوجيا المصور (بالعربية والإنجليزية)، ترجمة: محمد أحمد شومان، مراجعة: محمد الدبس، بيروت: أكاديميا إنترناشيونال، ص. 113، OCLC:956925244، QID:Q125925418
  6. ^ ا ب Stöhr، S.؛ O'Hara، T.D.؛ Thuy، B. (2012). "Global diversity of brittle stars (Echinodermata: Ophiuroidea)". PLoS ONE. ج. 7 ع. 3: e31940. DOI:10.1371/journal.pone.0031940. مؤرشف من الأصل في 2014-02-22.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  7. ^ ا ب Christopher Mah (2015). "Let's Learn About Multi-armed OPHIUROIDS!". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-10-16. Retrieved 2018-09-28..
  8. ^ ا ب ج Christopher Mah (2009). "The Basics: How to Tell Sea Stars (Asteroids) from Brittle Stars (Ophiuroids)". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-10-16. Retrieved 28-0-2018. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help).
  9. ^ ا ب ج د ه و ز Reef To Rainforest (2013). "Brittle Stars: Secrets of the Ophiuroidea". reef2rainforest.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-05-03. Retrieved 2018-09-28..
  10. ^ ا ب ج Chantal Conand; Sonia Ribes-Beaudemoulin; Florence Trentin; Thierry Mulochau; Émilie Boissin (2016). Oursins, étoiles de mer & autres échinodermes (بالفرنسية). La Réunion: Les éditions du Cyclone. p. 168. ISBN:979-10-94397-04-6. Archived from the original on 2022-09-25. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |sous-titre= تم تجاهله (help).
  11. ^ ا ب Alain, Guille; Pierre, Laboute; Jean-Louis, Menou (1986). Guide des étoiles de mer, oursins et autres échinodermes du lagon de Nouvelle-Calédonie (بالفرنسية). ORSTOM. p. 244. Archived from the original on 2022-10-24..
  12. ^ Christopher Mah (2013). "Brittle Stars Have teeth : What do they use them for?". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-10-16..
  13. ^ Christopher Mah (2013). "Brittle stars color explosion". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-10-17..
  14. ^ Frédéric Ziemski. "Amphipholis squamata". بيانات الرصد للتعرف على الحيوانات والنباتات المغمورة بالمياه وتحديدها [الفرنسية] (بالفرنسية). Archived from the original on 2015-09-29. Retrieved 2018-09-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link). نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Christopher Mah (2009). "The World's BIGGEST Brittle Stars". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-05-24. Retrieved 2018-09-28..
  16. ^ A.M., Clark; F.W.E., Rowe (1971). Monograph of Shallow-water Indo-West Pacific Echinoderms (PDF) (بالإنجليزية). Londres: Trustees of the British Museum (Natural History). p. 238. Archived from the original (PDF) on 2023-02-08. Retrieved 2018-09-28..
  17. ^ Mikuláš، Radek؛ Petr، Václav؛ Prokop، Rudolf J (1995). "First occurrence of a "brittlestar bed" (Echinodermata, Ophiuroidea) in Bohemia (Ordovician, Czech Republic)". Bulletin of the Czech Geological Survey. Praha. ج. 70 ع. 3: 17–24. مؤرشف من الأصل في 2019-04-27. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-28.
  18. ^ Stöhr, S; O'Hara, T. D.; Thuy, B (2 Mar 2012). "Global Diversity of Brittle Stars (Echinodermata: Ophiuroidea)". PLoS ONE (بالإنجليزية). 7 (3): e31940. DOI:10.1371/journal.pone.0031940. Archived from the original on 2019-12-02. Retrieved 2018-09-29.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  19. ^ ا ب Christopher Mah (2014). "Brittle Stars are everywhere : 5 extreme Ophiuroid Habitats". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-10-17. Retrieved 2018-09-28..
  20. ^ Christopher Mah (2014). "What are the Deepest known echinoderms ?". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-05-16. Retrieved 2018-09-28..
  21. ^ Mah، Christopher L. "Brittle Star Diversity! How many are there and where do they live?". The Echinoblog. مؤرشف من الأصل في 2018-03-24.
  22. ^ Christopher Mah (28-09-2018). ""The Most Common brittle star in the world" ? The tropical-global invasion of Ophiactis savignyi". Echinoblog (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-01-07. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= / |تاريخ= mismatch (help).