مناف طلاس

عسكري سوري

العميد مناف مصطفى طلاس (مواليد 1964)[1] كان أحد قيادات الحرس الجمهوري ومن المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن ينشق عنه ويهرب إلى تركيا ومنها إلى فرنسا. وهو ابن العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق والصديق الشخصي للرئيس الراحل حافظ الأسد. ويعتبر انشقاق العميد طلاس أقوى ضربة يتلقّاها النظام السوري ضمن موجة الانشقاقات التي يعاني منها منذ بدء الإحتجاجات في سوريا التي اندلعت في 15 آذار / مارس 2011.

مناف طلاس
معلومات شخصية
اسم الولادة مناف مصطفى طلاس
الميلاد 1964 (العمر 59–60)
الرستن، محافظة حمص،  سوريا
الجنسية سوريا سوري
الأب مصطفى طلاس  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
الحياة العملية
المدرسة الأم الكلية الحربية بحمص
جامعة دمشق  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة عسكري  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
الحزب حزب البعث العربي الاشتراكي – قطر سوريا  تعديل قيمة خاصية (P102) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
الخدمة العسكرية
الولاء سوريا  تعديل قيمة خاصية (P945) في ويكي بيانات
الفرع قيادة اللواء 105 في الحرس الجمهوري
الرتبة عميد
المعارك والحروب الحرب الأهلية السورية  تعديل قيمة خاصية (P607) في ويكي بيانات

النشأة والتعليم

عدل

ولد طلاس في الرستن في عام 1964.[2] وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس[3] ولمياء الجابري، وهي من عائلة ارستقراطية في حلب. أبوه من أصل شركسي و‌تركي.[4] رجل الأعمال فراس طلاس هو شقيقه الأكبر. كانت عائلة طلاس أشهر عائلة سنية في سوريا، معروفة بدعم الحكومة.[5] من ناحية أخرى، عمل أفراد عائلته لصالح المتسلطين العثمانيين وكذلك المحتلين الفرنسيين بعد الحرب العالمية الأولى.[6]

وكان طلاس صديقا مقربا من باسل الأسد، نجل حافظ الأسد الأكبر والمرشح لخلافته، حتى وفاته في حادث سيارة عام 1994. وأصبح فيما بعد قريباً من بشار الأسد، بعد أن التحق بالكلية العسكرية مع الأسد،[7] واعتبر بشار الأسد الأخوين طلاس أقران وأصدقاء.[8]

مسيرته

عدل

بعد وفاة حافظ الأسد في عام 2000، أصبح طلاس يد بشار الأسد اليمنى.[9] كما اصبح عضوا باللجنة المركزية لحزب البعث في عام 2000.[10][11][12] كما اعتبر مرشحاً محتملاً لتولي القيادة في السنوات المقبلة.[9] في يونيو 2005، أعيد انتخاب طلاس للجنة المركزية لحزب البعث.[8]

ولقد حاول طلاس مساعدة بشار الأسد في زيادة قاعدة دعمه من خلال تعريفه على أعضاء طبقة التجار السُنّة. كما أيد طلاس الإصلاح منذ عام 2005، بيد أنه أكد أن الأسد هو أفضل أمل للإصلاح. ويقال إن طلاس أجرى أيضا محادثات غير ناجحة مع المعارضة السورية خلال الانتفاضة السورية في عام 2011.[3]

وترقّى طلاس إلى رتبة جنرال بنجمة واحدة (عميد) في الحرس الجمهوري، وهي إحدى الوحدات العسكرية الرئيسية التي استخدمت لإخماد الانتفاضة التي بدأت عام 2011.[13] وقاد اللواء 104 المتمركز في دوما و‌حرستا في الحرس الجمهوري مع العميد عصام زهر الدين.[14] كان يقود هذا اللواء بشار الأسد قبل أن يصبح رئيسا، وباسل الأسد حتى وفاته في عام 1994.[15]

الانشقاق

عدل

ورد أن طلاس أصبح محبطا على نحو متزايد بسبب القمع العنيف الذي تمارسه قوات الأمن ضد المحتجين.[7] وكان أول مسؤول حكومي يجتمع مع المعارضة في مارس 2011 ويحاول فتح حوار وإيجاد حل سياسي.[16] كما شارك في جهود المصالحة في ريف دمشق بما في ذلك دوما و‌درعا و‌التل و‌حمص وبلدته الرستن.[16] ويقال إن جهود المصالحة التي بذلها أدت إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية من مايو 2011 إلى انشقاقه في يوليو 2012.[7]

هناك عدة روايات من نشطاء عن دور طلاس في الانتفاضة. جادل البعض بأنه كان قيد الإقامة الجبرية، وأعفي من الخدمة العسكرية منذ عام 2011. أصبحت مسقط رأس عائلة طلاس، الرستن، قاعدة مبكرة للمنشقين عن الجيش في نفس الفترة. كما ذكر بعض النشطاء أن الأسرة كانت تحت مراقبة صارمة لفترة من الوقت بسبب الاشتباه في تعاطفهم مع الانتفاضة.[15]

حاول طلاس مقابلة بشار الأسد عبر شخصية سياسية بارزة ليست سورية لكنها قريبة من الأسد قبل أيام قليلة من مغادرة سوريا. ومع ذلك، لم يعقد الاجتماع.[17]

وأفيد أنه هو و23 ضابطاً آخر[18] فروا إلى تركيا في أوائل يوليو 2012، بعد أن اكتشفت المخابرات السورية أنه كان عضواً في المعارضة.[19] وأكد بشار الحراكي عضو المجلس الوطني السوري أن مناف طلاس هو أحد أبرز رموز الحكومة وأن انشقاقه دليل على تراجع سلطة بشار الأسد.[13] وتفيد التقارير بأن هذه الحالة هي الأولى من نوعها التي تتعلق بقائد عسكري رفيع المستوى.[20] في 6 يوليو 2012، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن مناف طلاس كان في طريقه إلى باريس[21] للانضمام إلى أسرته هناك.[22]

كما تم الكشف عن أن زوجته وابنه كانا في بيروت عندما غادر مناف طلاس دمشق. بعد انشقاق طلاس، غادرت زوجته وابنه بيروت وذهبوا إلى باريس.[17]

بعد الانشقاق

عدل

ذكر فابيوس في 12 يوليو 2012 أن مناف طلاس وأعضاء المعارضة السورية قد أقاموا اتصالات.[23][24] أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في 17 يوليو 2012 أن مناف طلاس كان في باريس.[25] وفي اليوم نفسه، نشر مناف طلاس بيانا في وكالة الصحافة الفرنسية. ودعا إلى «انتقال بناء» في سوريا وقال إن الجيش السوري حارب الشعب السوري.[26]

دعا طلاس السوريين إلى الاتحاد والتطلع إلى سوريا ما بعد الثورة، في خطاب فيديو تم بثه من السعودية في 24 يوليو 2012. كان هذا أول ظهور علني له منذ انشقاقه في أوائل يوليو 2012.[27]

«أتحدث إليكم كعضو منشق في الجيش السوري يرفض العنف الإجرامي... أنا أتحدث إليكم كأحد أبناء سوريا».
«ضباط الجيش السوري الشرفاء لا تقبلوا الأعمال الإجرامية في سوريا... اسمحوا لي أن أخدم سوريا بعد عهد [الرئيس بشار] الأسد. يجب أن نتحد جميعًا لخدمة سوريا وتعزيز الاستقرار في البلاد، وإعادة بناء سوريا حرة وديمقراطية.»
«اسمحوا لي أن أدعو إلى سوريا موحدة، سوريا جديدة... لا ينبغي أن تقوم على الانتقام أو الاستبعاد أو الاحتكار».

وقال إنه لا يلوم تلك القوات التي لم تنشق، مضيفا أنه «مهما كانت الأخطاء التي ارتكبها بعض أفراد الجيش العربي السوري... أولئك الجنود الشرفاء الذين لم يشاركوا في القتل... هم امتداد للجيش السوري الحر».

وكان ابن عمه عبد الرزاق طلاس قد أعلن أن ابن عمه مناف زوده وعدة وحدات من الجيش السوري الحر بالأسلحة من أجل مواجهة الحملة العسكرية على الرستن. كما أعلن شقيق مناف الأكبر، فراس طلاس، دعمه للمعارضة. كما اعترف فراس طلاس بتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية ل‍كتائب الفاروق في الجيش السوري الحر بقيادة ابن عمه عبد الرزاق طلاس.[28]

الحياة الشخصية

عدل

طلاس مسلم سني.[7] وهو متزوج من تالا خير.[29][30] زوجته من الطبقة الوسطى العليا في دمشق،[31] ابنة مفكر وحفيدة التاجر القومي أديب خير.[9] ولديهما ولدان هما حمزة ومنذر وابنة لمياء.[17]

المراجع

عدل
  1. ^ "مناف طلاس". الدولية. 2012/07/07. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ تموز 2012. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ= (مساعدة)
  2. ^ Ivan Briscoe؛ Floor Janssen Rosan Smits (نوفمبر 2012). "Stability and economic recovery after Assad: key steps for Syria's post-conflict transition" (PDF). Clingendael: 1–51. مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 نوفمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 7 مارس 2013.
  3. ^ ا ب "Bashar al-Assad's inner circle". BBC News. 6 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2021-01-31.
  4. ^ Batatu، Hanna (1999)، Syria's Peasantry, the Descendants of Its Lesser Rural Notables, and Their Politics، دار نشر جامعة برنستون، ص. 218 (Table 18–1)، ISBN:978-1400845842
  5. ^ Josef Olmert (6 يوليو 2012). "With Tlass Defection Bashar Assad's Troubles Are Mounting". Huffington Post. مؤرشف من الأصل في 2017-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-07.
  6. ^ Joseph Kechichian (27 يوليو 2012). "Syria is bigger than individuals, says defected brigadier". Gulf News. مؤرشف من الأصل في 2014-11-07. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-27.
  7. ^ ا ب ج د "Profile: Manaf Tlas". BBC. 6 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2020-11-01. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  8. ^ ا ب Raymond Hinnebusch (2011). "The Ba'th Party in Post-Ba'thist Syria: President, Party and the Struggle for 'Reform'". Middle East Critique. ج. 20 ع. 2: 109–125. DOI:10.1080/19436149.2011.572408. S2CID:144573563.
  9. ^ ا ب ج "Lt. Gen. Mustafa Tlass". Middle East Intelligence Bulletin. ج. 2 ع. 6. 1 يوليو 2000. مؤرشف من الأصل في 2020-10-26. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-07.
  10. ^ "President Hafez al Assad with Manaf Tlass, a young officer in the Syrian Army and son of his long-time friend Mustapha Tlass Next Previous". Syrian History. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  11. ^ Alan George (6 سبتمبر 2003). Syria: Neither Bread Nor Freedom. Zed Books. ص. 9. ISBN:978-1-84277-213-3. مؤرشف من الأصل في 2020-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-02.
  12. ^ Sami Moubayed (26 مايو – 1 يونيو 2005). "The faint smell of jasmine". Al Ahram Weekly. ج. 744. مؤرشف من الأصل في 2013-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-02.
  13. ^ ا ب Neil MacFarquhar (6 يوليو 2012). "Military Confidante of Syria's Assad Is Reported to Have Defected". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2020-10-23. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  14. ^ "By All Means Necessary!" (PDF). Human Rights Watch. ديسمبر 2011. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-12-31. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-21.
  15. ^ ا ب Nour Malas (6 يوليو 2012). "Defected Syrian General Heads to Paris as Diplomats Meet". The Wall Street Journal. مؤرشف من الأصل في 2020-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  16. ^ ا ب "Manaf Tlas: Syrian regime 'taking country to Hell'". BBC. 6 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2019-11-04. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  17. ^ ا ب ج Nasser Charara (18 يونيو 2012). "Manaf Tlass: The Defection Story". Al Akhbar. مؤرشف من الأصل في 2017-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-19.
  18. ^ "Syria death toll up as high-ranking army supporter of Assad defects to Turkey". Al Arabiya. 5 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2017-10-20.
  19. ^ "Report: Top Syrian officer, a close friend of Assad, defects and flees to Turkey". Haaretz. 5 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2015-01-28.
  20. ^ "Senior Assad ally defects to Turkey". Sky News. 6 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2018-11-29. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  21. ^ "'Top Syrian defector' Manaf Tlas heads for Paris". BBC. 6 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2021-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  22. ^ Sly، Liz (6 يوليو 2012). "Senior Syrian military officer defects". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2020-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  23. ^ "العميد المنشق مناف طلاس في باريس ويأمل قيام "مرحلة انتقالية" في سوريا". فرانس 24 / France 24. 17 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-07-20.
  24. ^ "Syria crisis: Deserter Manaf Tlas 'in touch with opposition'". BBC. 12 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2017-02-15. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-12.
  25. ^ "Manaf Tlass, Syrian General Who Defected, Is In France, Says French President". Huff Post. AP. 17 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-17.
  26. ^ Ian Black؛ Julian Borger (17 يوليو 2012). "Syrian armed rebels take fight to government troops in Damascus". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 2017-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-17.
  27. ^ "Defected general calls for rebuilding free Syria, rejects 'criminal' violence". Al Arabiya. 25 يوليو 2012. مؤرشف من الأصل في 2017-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-25.
  28. ^ Al Hindi، Omar (26 يوليو 2012). "The life and times of the defecting Syrian army man, Manaf Tlas". Al Arabiya. مؤرشف من الأصل في 2020-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-26.
  29. ^ "President Hafez al-Assad with the family of his long-time friend, Defense Minister Mustapha Tlass in 2000". Syrian History. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.
  30. ^ Khaled Yacoub Oweis (5 يوليو 2012). "Newsmaker: Syrian general breaks from Assad's inner circle". Reuters. مؤرشف من الأصل في 2019-09-08. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-05.
  31. ^ Ketz، Sammy (6 يوليو 2012). "Manaf Tlass: from golden boy to dissident". AFP. مؤرشف من الأصل في 2020-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-06.