محمد المستيري

عدل

سيرته

عدل

مفكر إسلامي تونسي من مواليد 1964 بمدينة صفاقس، يهتم بمجال تجديد علم الكلام والفلسفة الإسلامية، ومجال الاستغراب، ومجال المستقبليات. يحمل تخصصا أكاديميا مزدوجا، أصول الدين والفلسفة. تخرج من جامعة الزيتونة بتونس في اختصاص أصول الدين سنة 1989. ثم أكمل تعليمه بإجازة في فلسفة الدين من جامعة السوربون وبدبلوم الدراسات المعمقة في الفلسفة الوسيطة. وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام من جامعة السوربون سنة 1994.

تقلد عديد المناصب الأكاديمية والعلمية، من بينها مدير المعهد العالمي للفكر الإسلامي في باريس، ورئيس مركز الدراسات الحضارية بباريس، ورئيس منتدى شرق غرب في باريس،  والمدير العلمي لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة بروكسل، والمدير العلمي للتكوين المستمر حول الفكر الإسلامي المعاصر في المعهد العالي للصحافة في باريس، وعضو كرسي الأبحاث للفلسفة وحوار الحضارات باليونسكو، ومستشار الأيسيسكو لاستراتيجية الأقليات العربية والإسلامية بالغرب، وعضو لجنة جائزة تونس العالمية للدراسات الإسلامية، ورئيس منتدى الزيتونة للفكر الإسلامي المعاصر، ورئيس قسم الفكر الإسلامي المعاصر بمخبر الفكر الإسلامي وتحولاته وبناء الدولة الوطنية بمركز الدراسات الإسلامية بالقيروان. درّس في العديد من الجامعات الغربية والعربية قبل أن يعود للتدريس في جامعة الزيتونة بقسم أصول الدين، وهو أستاذ زائر في الكثير الجامعات الغربية والعربية والإسلامية.

اختص في وضع البرامج العلمية الأكاديمية واستراتيجيات التربية والتعليم والثقافة في المستوى الدولي، من خلال تجربته مع اليونسكو والأيسيسكو والاتحاد الأوربي والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومنظمات دولية غير حكومية في أوروبا وأمريكا والعالم العربي.

له خبرة طويلة في مجال الدراسات المستقبلية الشرق أوسطية والمجالات الحقوقية. ترأس مركز دراسات الشرق الأوسط في البرلمان الفرنسي (2002ـ2007)، الذي نظم العديد من الندوات المناصرة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للاستعمار الجديد في الشرق الأوسط، والداعمة للحريات والتعددية في العالم العربي والإسلامي. كما نشط ضمن المنظمات الحقوقية الدولية من منطلق الإيمان بدور المثقف في تحرير الشعوب من الاستبداد والفساد. وكتب الكثير في إشكاليات ما بعد العولمة، والتعددية والأقليات، والهوية والقيم الكونية.

كما نشط طويلا في مجال دعم الحوار بين الثقافات والأديان. فهو منذ 2002عضو بكرسي أبحاث الحوار الفلسفي والديني بين الثقافات التابع لمنظمة اليونسكو. ومنذ 2011 عضو بشبكة الباحثين المسلمين في أوروبا حول التنمية EmridNetwork. ومنذ 2016 عضو بمنظمة الحوار بين الأديان HWPL بكوريا الجنوبية. ومنذ 2017 عضو الهيئة التنفيذية لشبكة الجامعات الدينية في العالم العربي، منظمة الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات السماوية، فيانا. وكان في فترة (2004 ـ 2011) عضو الهيئة المديرة لمنظمة الأخوة الإبراهيمية، باريس. وخلال 2002 ـ 2005، عضو مجموعة بحث حول الأديان والتعددية الملحقة بالمنظمة العالمية للأديان من أجل السلام. وبين  2009ـ 2011 عضو الهيئة العلمية لمنظمة الحوار من أجل السلام، باريس.

للدكتور محمد المستيري تجربة طويلة في إدارة النشر في المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وفي مركز الدراسات الحضارية في باريس حيث أسس مجلة رؤى سنة 1999، كما أسس سنة 1993 مجلة الخطاب الصادرة عن منتدى شرق غرب في باريس، وهو عضو الهيئة المديرة لـIndonesian Journal of Islamic Literature and Muslim Society, University IAIN, Surakarta, Indonésia وعضو الهيئة العلمية لمجلة التنوير الصادرة عن جامعة الزيتونة.

كما له العديد من الكتابات باللغة العربية والفرنسية والانجليزية، من أهمها " تجديد علم الكلام: في تأسيس عقلانية دينية معاصرة" و"جدل التأصيل والمعاصرة في الفكر الإسلامي" و"رسالة في أصول الدين" و"الإسلام والحداثة: نظرات متقاطعة" و"التعددية والاعتراف" و"الهوية والكونية في الفكر الإسلامي المعاصر" و"الاسلاموفويبا في العالم المعاصر" و"البعد الحضاري لهجرة الكفاءات". كما كتب العشرات من المقالات العلمية والفكرية في الدوريات الأكاديمية والمجلات والصحف ومواقع الانترنت.

فكره

عدل

يعيد الدكتور محمد المستيري تعريف تجديد الفكر الإسلامي مفاهيميا ومنهجيا من داخل السياق المعرفي الإسلامي الموروث وضمن السياقات المعرفية الجديدة، بما يمنح للفكر فاعلية حضارية مركزية لتحقيق سعادة الإنسان المؤمن اليوم، وإخراجه من حالة الاغتراب الكامنة فيه بتأثير من هيمنة ثقافة اللاكرامة العولمية. ولا يقل اغتراب الإنسان في زمن هيمنة السوق عن اغترابه القيمي في مقاربته لأنماط سلطوية من التدين، فاقدة للروح ولتزكية النفس. تجديد الفكر الإسلامي ليس مطلبا جديدا وليس المرادف للجديد في مقالاته، بل هو جوهر الحركة فيه ومرجع التطور داخله منذ أن شرع يتأول النص الديني ضمن السياق التاريخي المتغير والمحدد لتغير علوم الإنسان وأدواته المعرفية التي يقارب بها النص، ولتغير مصالح الإنسان ومفهومه للسعادة. وإنما توقف العقل المسلم عن تجديد التأويل حين توقف عن الانتماء للحضارة الراهنة، وسلم قدره لأمجاد الماضي، فتوقف نبض التاريخ الفكري الذي يمنح للإنسان معنى للوجود الحضاري، وتماهى الحاضر مع الماضي، ليجعل التقليد والجمود أصلا في الفكر الديني. فالتجديد ليس إحياء هلاميا للمدونة القديمة، ولا تحديثا قسريا لها من مرجع قداسة الحداثة الغربية. بل هو استعادة موقع الفكر في بناء الإنسان الحضاري. ومع كل جيل وتحول تاريخي مفصلي في تاريخ الأمم، يحتاج الإنسان إلى تجديد أصوله الاجتهادية في مقاربة النص، أي أسسه المعرفية والأخلاقية، وبهذا المعنى يكون التجديد عملا تأصيلا مستمرا، أي تأسيسيا للمفاهيم ولمنهج العلاقة بين الإنسان الحضاري والنص والمعرفة المتغيرة ضمن سياقها التاريخي. فالتأصيل هو مراكمة للتأسيس المفاهيمي والمنهجي في السياقات التاريخية الحضارية المتغيرة. ووجب حينئذ التمييز بين الأصول التي يقوم بها النص، المحددة لمنظومة القيم والعقيدة والأحكام الثابتة، والأصول الاجتهادية التي تقيم المفاهيم والمناهج الإنسانية لمقاربة النص الديني. ووجب عدم اعتبار الاستئناس بظاهر النص في تأثيث الخطاب الديني الإنساني تأصيلا، بل هو تجميل للمنهج الخطابي خارج السياق الاجتهادي. إذ العمل التجديدي هو عين الاجتهاد، ويفرض شروطا دقيقة ومقاصد كلية تتعالى عن حدود الاستعمال الخطابي.

ويقترح الدكتور المستيري استعادة فاعلية المعرفة الدينية، بإعادة النظر في أسس علومها، ضمن سياقات المعرفة المتطورة اليوم. فـ"المعرفة الإسلامية" ليست انغلاقا هوويا، بل تستمد مشروعيتها وقوتها من قدرتها على المنافسة في الكونية. ولا يجب أن ينفصل جهد تحقيق التراث الإسلامي وإعادة تأسيس مفاهيمه ومناهجه عن جهد نقد الحداثة الغربية فيما يعرف بالاستغراب. فكلاهما ضروري في العمل الاجتهادي والتجديدي، ضمن تأسيس للمعرفة التكاملية الإيمانية والتاريخية. إذ لا بد من تجاوز المعارك الموهومة بين التراث والحداثة، وبين العقلانية والدين، وبين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية، من أجل استعادة مراكمة التأسيس الحضاري للعقلانية الدينية الكونية. من هذا المدخل يدعو الدكتور المستيري للاهتمام بأولوية المعرفة المفاهيمية والمنهجية في التراث الإسلامي، التي تحدد معنى الإنسان وقيمه وعقلانيته وتحضره وكونيته، وتهيؤ لإدراك أمثل للعلوم التطبيقية والسلوكية الدينية التي تتضمن الأحكام والتربية. وهو لذلك يؤسس لتجديد علم الكلام والفلسفة الإسلامية، وتجديد روح المناظرة داخلهما ضمن السياق الحداثي المهيمن. ولا معنى للتجديد المفاهيمي دون تجديد لمقاربة تطور التاريخ ومستقبل التحديات. إذ إشكالية التجديد في الفكر الإسلامي هي إشكالية في منهج العلاقة مع النص المتمثلة في التأويل، ومنهج العلاقة مع المعرفة النظرية والعملية، ومنهج العلاقة مع حركة التاريخ في راهنه ومستقبله. فتجديد المنهج هو تجديد للعقلانية الدينية التاريخية القادرة على استشراف مستقبل أفضل للإنسانية.      

من مؤلفاته

عدل
  •      "نظرية الأخلاق بين المتكلمين والفلاسفة"، رسالة دكتوراه في الفلسفة، جامعة السوربون، باريس، 1994
  •      "تجديد علم الكلام: في تأسيس عقلانية دينية معاصرة"، منشورات كارم الشريف، تونس، 2019
  •       "جدل التأصيل والمعاصرة في الفكر الإسلامي"، منشورات كارم الشريف، تونس، 2014
  •     « Traité des fondements de la religion : Usul Addin »

"رسالة في أصول الدين"، دار الإسلام المعاصر، 2004

  •      "حوارات تأسيسية لعلم الاستغراب"، المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية وفصلية "الاستغراب"، بيروت، 2019 (كتاب مشترك)
  •       « Intellectuel et engagement : Patrimoine islamique en Europe »

"المثقف والالتزام: التراث الإسلامي في أوروبا"، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، باريس، 2009 (كتاب مشترك)

  •      « Pluralisme et reconnaissance »

"التعددية والاعتراف بحقوق الأقليات"، اليونسكو/ المعهد العالمي للفكر الإسلامي، باريس، 2008 (كتاب مشترك)

  •       « Islamophobie dans le monde moderne »

"الاسلاموفوبيا في العالم المعاصر"، جامعة باركلي، باريس، 2008 (كتاب مشترك)

  •       "أهمية اعتبار السياق في المجالات التشريعية وصلته بسلامة العمل بالأحكام"، الرابطة المحمدية للعلماء، المغرب، 2008 (كتاب مشترك)

دراسة بعنوان "فقه السياقات المستحدثة في واقع المسلمين بالغرب"

  •      « Identitaire et universel dans l’Islam contemporain »

"الهوية والكونية في الفكر الإسلامي المعاصر"، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، جامعة السوربون، باريس، 2007 (كتاب مشترك)

  •       "كتاب الأمة في قرن"، جامعة القاهرة، 2007 (كتاب مشترك)         

دراسة بعنوان: "الخطاب الإسلامي في الغرب والخصوصية الثقافية"

  •       « Penser la modernité et l’Islam : Regards croisés »

"الفكر الإسلامي والفكر الحداثي : نظرات متقاطعة"، المعهد العالمي للفكر الإسلامي واليونسكو، باريس 2005،  (كتاب مشترك)

  •      « Muslime im Rechtsstaat »

"المسلمون في دولة القانون" جامعة منستر، ألمانيا 2005 (كتاب مشترك)

دراسة بعنوان "من فقه الأقليات إلى فقه المواطنة: تحديات التنظير والتنزيل"

  •      «Unity and diversity in religion and culture»

"الوحدة والتعدد في الدين والثقافة"، اليونسكو، روسيا، 2005 (كتاب مشترك)

دراسة بعنوان، "الاشتراك في الحقيقة"

  •       « Dynamics of religious Dialogue in 21st century »

"حراكية الحوار الديني في القرن 21"، اليونسكو، أكاديمية العلوم سان بيتارسبورغ، روسيا، 2004 (كتاب مشترك)

دراسة بعنوان "فلسفة الإبداع الإنساني: جدلية الغيب والشهود في مفهوم الاجتهاد"

  •      « Creation, Creativity et reproduction »

"الخلق والإبداع"، اليونسكو، 2003 (كتاب مشترك)

دراسة بعنوان "الوحدة والتعدد في الرؤية العقدية والأخلاقية الإسلامية"

  •      "البعد الحضاري لهجرة الكفاءات" كتاب الأمة الصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر، 2002 (كتاب مشترك)

  بعض المقالات العلمية والفكرية

عدل

"علم الكلام وسؤال الحرية"، مجلة التنوير، العدد 18، ص207ـ231 المعهد العالي لأصول الدين، جامعة الزيتونة، مارس 2019

"معادلة الكونية والخصوصية في سؤال التجديد الإسلامي المعاصر"، مجلة المدونة، العدد 4، مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان، جامعة الزيتونة، 2019

"إسلامية المعرفة وسؤال التجديد"، مجلة المشكاة، عدد17، جامعة الزيتونة، 2019

حوار في مجلة التبيان، الصادرة عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أجرى الحوار المؤرخ الأستاذ الدكتور مولود عويمر، العدد 7، ص11 ـ15، ديسمبر 2018   

« Réhabiliter la vocation de l’enseignement de l’islam »

"أسس تجديد مقصدية العلم والتعليم في الإسلام "

المجلة الالكترونية "saphirNews.com، 28 ماي، 2011

« A propos du moratoire sur les châtiments corporels : de la revendication à la réflexion  »

"في الرد على مقالة تعطيل الحدود: من المطلبية إلى التفكير"

المجلة الالكترونية saphirNews.com، 15 أفريل 2005

« Islam authentique »

"مراجعات في مقولة الإسلام الصحيح"

المجلة الالكترونية saphirNews.com، 1 جانفي 2005

«Réformer ou déformer la pensée islamique 1 »

"بين إصلاح وإفساد الفكر الإسلامي"

المجلة الالكترونية oumma.com، 8 ديسمبر 2003

«Réformer ou déformer la pensée islamique 2 »

"بين إصلاح الفكر الإسلامي وإفساده "

المجلة الالكترونية oumma.com، 15 ديسمبر 2003

«Tentation de culture globalisante»

"محاولات في اتجاه الثقافة المعولمة "

المجلة الالكترونية oumma.com، 24 فيفري 2004

"في منهج الخطاب البديل وموازنة الغيب والواقع" مجلة الخطاب، العدد الأول، ص29ـ38، باريس، أوت 1993

المراجع

عدل

1)   "تجديد علم الكلام: في تأسيس عقلانية دينية معاصرة"، منشورات كارم الشريف، تونس، 2019 (السيرة الذاتية)

2)   "جدل التأصيل والمعاصرة في الفكر الإسلامي"، منشورات كارم الشريف، تونس، 2014 (السيرة الذاتية)

3)   حوار في مجلة التبيان، الصادرة عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أجرى الحوار المؤرخ الأستاذ الدكتور مولود عويمر، العدد 7، ص11 ـ15، ديسمبر 2018