محمد اعتمين
الشيخ السي حاد ميسور Missour
بقلم : محمد جبور
السي حاد " فنان محلي دخل قلوب أهل ميسور و مازال يسكن ذاكرتهم إلى اليوم . ولد ب ويزغت بميسور ، أسرته تنحدر من أصول صحراوية من منطقة تقع بين قصر السوق الراشدية حاليا و أولاد شاكر اي قبل الوصول إلى أوفوس انطلاقا من الراشدية .
اشتغل بقطاع المناجم في أحولي / ميبلادن قرب مدينة ميدلت و ذلك لمدة معينة ، ثم عاد إلى ميسور حيث استقر من جديد ب ويزغت حيث امتهن بعض الانشطة الفلاحية المتفرقة ، قبل أن يتفرغ بشكل نهائي للغناء و يرتمي في احضان الفنون الشعبية المحلية . عرف الفنان السي حاد بنظمه بشكل بارع و مذهل للقصائد على طريقة الشعر الغنائي المحلي . كان نظمه صادقا و مؤثرا و فياضا تناول فيه مختلف الأغراض من مدح و غزل و هجاء مع استحضار للبعد الإجتماعي بشكل يمكن أن نلمس فيه وعيا مبكرا و سبقا لعصره. اشتهر بعدة قصائد من بينها حبابي إلى هبلت عذروني " ( المعذرة إن فقدتُ صوابي ) و كانت قصيدته علال التي نظمها سنة 1964 هي من رفعت إسمه قويا في سماء الشهرة في مجموع المنطقة الممتدة من ميسور إلى گرسيف. تزوج و رزق بخمسة أطفال : ثلاثة فتيات و وولدين ، و كانت زوجته السيدة رقية ذات حسن و ذوق . رحل عن الحياة و الفن بشكل مأساوي سنة 1968 مخلفا اثرا عميقا في قلوب معارفه وفي قلوب كل من شهد او سمع بفنه ، و خلافا لكل ما نسج حول وفاته من كلام و من زيادة و نقصان لدرجة قيل فيها أن السي حاد مات مسموما فالثابت وفق معطيات مؤكدة أن هاته الوفاة كانت بسبب مضاعفات مرض السيليكوز " ، هذا المرض الذي أصيب به أيضا الكثيرون ممن اشتغلوا بمناجم الرصاص. تابع علاجه بمستشفى بن الصميم قرب أزرو ثم بفاس بمستشفى ابن الخطيب المعروف حاليا ب كوكار و هناك كانت نهايته المؤلمة و المؤثرة بعيدا عن الأهل و المعارف و المحبين دفن رحمه الله بفاس.
- مع الشكر لكل من ساهم في إعداد هاته الورقة