محمد ألمكي
قصص العلماء والمخترعين ألبرت أينشتاين - Albert Einstein - ولد: 1879 ؛ توفي: 1955 (ألماني/سويسري/أمريكي) اكثر من خمسون عاماً مضت على وفاة عبقري القرن العشرين، وأبي نظرية النسبية البرت اينشتاين. و إلى هذا اليوم، ما زال كبار العلماء يقفون حائرين ازاء "نسبيّته"، حتى ان الفيزيائي الشهير والحائز على جائزة على نوبل ريتشارد فاينمان، قال "لا ازال الى اليوم لا أفقه كيف فكّر فيها". .. دعونا نتعرف على هذه الشخصية العبقرية .
من هو انشتاين ؟ نبذة شاملة عن حياة العالم الفيزيائي الشهير ألبرت اينشتاين:
ألبرت اينشتاين هو احد ابرز العباقرة الذين قلبوا مفاهيم الفيزياء واكتشفوا ان العالم لم يكن يوما كما بدا. عام 1870، توحدت المانيا في كنف بروسيا. وتحوّلت من منطقة تتنازع عليها المصالح الاوروبية الى دولة قوية صناعيا وثقافيا. في هذه الاجواء، أجواء تمجيد القوة والثقافة الالمانيتين، ولد البرت اينشتاين في 14 مارس اذار 1879م في مدينة أولم لأسرة يهودية ورعة. كان والده هرمان موظفا في معمل لبيع الريش، ثم تولى ورشة لتصنيع الادوات الكهربائية من دون ان يبرع في عمله. ورغم ذلك، كان يعدّ عبقرياً في بلدته، خصوصاً بفعل انبهار الناس آنذاك بالطاقة التي اعتبرها بعضهم ضربا من ضروب القوى الخارقة. وكانت زوجته كارولين كوخ مولعة بالموسيقى وأصرّت على تعليم ابنها البرت العزف على الكمان ونقلت له افتتانها بباخ وموزار وشوبرت. لم ينطق الصبي البرت حتى بلغ الثالثة من العمر. وفي السابعة كان لا يزال يتمتم بعض الكلمات التي يسمعها. كان خجولاً جداً، ومنطوياً على ذاته، ويحب اللعب وحيداً في الطبيعة. فاعتقد والداه انه غبي او متخلف عن اترابه. ولم يكتشفا فيه أي اثر للعبقرية الى ان قال لهما احد الحاخامين انه رأى في منامه "الصبي الصغير نبياً او يشبه الانبياء". القصة التي يحب اينشتاين ان يخبرها عن طفولته كان "الذهول" الذي اصابه حين اهدى اليه والده بوصلة وهو دون الرابعة من العمر. وكان للهدية الأثر البالغ في نفسه، اذ راح يراقب ابرتها المغناطيسية التي تشير دائماً الى الشمال، وتبيّن للولد بعد تفكير عميق، ان الفضاء ليس خالياً، وان ثمة قوّة فيه تحرك الأجسام وتجعلها تدور في نسق معين. كان تلميذاً اقل من عادي في اللغات والمواد الادبية لكنه برع في العلوم والرياضيات. وللمفارقة ان هذا العبقري كان في سنيه الاولى، يكره مادة الجبر ويعتبرها عدوه اللدود، فلا يفهمها ولا تفهمه، الى ان نصحه احد عميه بأن يتصرف مع تمرين الجبر وكأنه شرطي يحل لغز الجريمة والمتهم المجهول فيها هو الرمز "س", الذي ينبغي القبض عليه بتحليل الادلة واستقرائها. اعجبت اللعبة الولد، وسرعان ما تفوق على كل اقرانه في الرياضيات. لنتصوّره: انه فتى يهودي في مدرسة كاثوليكية اصرّت والدته على ادخاله اليها. يضع اساتذته في حال الحرج باستنتاجاته ويشبههم بالحراس الذين لا يسمحون للتلاميذ بطرح الاسئلة. ويثير حنق زملائه بأطباعه الغريبة وبذكائه الحاد وتفوّقه عليهم. ويعود الى المنزل فيتعلّم الدين اليهودي ويعزف الكمان. ويذكر انه كان متدينا حتى انه وبّخ ذويه على تناولهم لحم الخنزير في احدى المرات. لكن ورعه تلاشى مع مرور الوقت، وحلت مكانه، بعد ان شرع في استكشاف النصوص العلمية وكتب الهندسة "المقدّسة"، شكوك في كل انواع السلطة رافقته طوال حياته.
حياة اينشتاين الدراسية ؟ بعد ان تدهور عمل والده، سافرت اسرته الى ميلانو، وتركت البرت مع اقربائه ليكمل دراسته وكان في الـ 12 من العمر. لكن الفتى كان قد ضاق ذرعا بوضعه وصمم على ترك المدرسة ونظامها العسكري الصارم. وحين حكى لطبيبه عن كوابيس تراوده اذ كان يرى نفسه يخنق معلم التاريخ، عَلِم ناظر المدرسة بالامر، فوصفه بأنه بطيء عقلياً وغير اجتماعي وسيظل يسبح في مخيلته وأحلامه الغبية طوال حياته ثم طرده نهائيا. ترك اينشتاين المدرسة من دون ان يحصل على شهادة لكنه حصل على رسالة من استاذ الرياضيات يؤكّد فيها قدراته المذهلة في هذه المادة. انضم الصبي انشتاين الى اسرته في ايطاليا وعاش معها سنة الى ان قرر متابعة دراسته، فحصل على منحة مُنهياً دراسته الثانوية في معهد في سويسرا، ومتخلياً عن اوراقه الثبوتية الالمانية، فبات بلا جنسية سنوات عدة. ثم التحق بمعهد في زيورخ, واستمتع بالدراسة فيه للمرة الاولى في حياته بعدما كرهها في مدرسته السابقة. وعلى مقاعد الدراسة، التقى ميلِيفا ماريك زميلته الهنغارية ووقع في غرامها.
انيشتاين والجنسية السويسرية : في عام 1901، طُلب انشتاين للخدمة العسكرية في سويسرا بعدما حصل على حق المواطنية السويسرية، لكنه تفاداها اذ كانت قدماه مسطحتين وكان يعاني توسّعاً في الاوردة ، و
طفلة انشتاين الغير شرعية : في كانون الثاني من العام 1901 م ، رُزق البرت أينشتاين بطفلة غير شرعية من صديقته سمياها ليسيرل ثم عهدا بها لاحدى الأسر التي رغبت في تبنّيها، ويقال انها مرضت لاحقا واختفى اسمها من السجلات.
اينشتاين ووظيفة المختبر : بمساعدة والد أحد زملائه حصل انشتاين على وظيفة فاحص مختبر في مكتب تسجيل براءات الاختراع السويسري في 1902.
زواج انشتاين من صديقته : في عام 1903 م تزوج اينشتاين صديقته ميليفا رغم اعتراض اهله عليها لأنها لم تكن يهودية، ولأنها من طبقة اجتماعية متواضعة. من جهة اخرى، تردد انه بسبب ذكاء ميليفا وتمرّسها في الفيزياء والرياضيات، تزوجها اينشتاين كي تساعده في ابحاثه. في 14 ايار 1904، رُزق مولودا ذكرا حمل اسم هانز. في هذه الأثناء، أعدّ اطروحة الدكتوراه عن ابعاد الجزئيات وحصل عليها في 1905 من جامعة زيورخ.
مقالات علمية لانشتاين اثارت ضجة في الاوساط العلمية : في العام 1904 بعد ارتزاقة بهانز ، كتب اينشتاين 4 مقالات علمية أثارت ضجّة في الاوساط العلمية. (يُحتفل هذا العام بالعيد المئة لصدورها. ولهذه المناسبة، اعتبرت اليونيسكو عام 2005 مكرّساً للفيزياء تخليداً لصاحب الذكرى). المقالة الأولى في تفسير الظاهرة الكهروضوئية والثانية عن البراونية (Brownian motion) للجزيئات والثالثة لطبيعة المكان والزمان والرابعة لديناميكية حركة الأجسام الفردية. كان البحثان الأخيران الاساس للنظرية النسبية الخاصة، والتي نتجت منها معادلة الطاقة E=mc2 القاضية بتحويل كتلة متناهية في الصغر الى طاقة هائلة (الطاقة النووية). تلك المعادلة التي لا تزال عالقة في اذهان الطلاب، وأضحت مرادفاً للمسائل التعجيزية. عام 1906، ارتقى اينشتاين في السلم الوظيفي الى مرتبة فاحص فني من الدرجة الثانية. وعام 1908 مُنح اجازة لالقاء المحاضرات في بيرن. بعد عامين، وُلد طفله الثاني الذي سُمي ادوارد. في تلك الاثناء، كان اينشتاين "وسيماً" ورومنسياً، وهذا ما اثار غيرة زوجته التي فرضت عليه، في احدى المرات، الاعتذار لزوج احدى السيدات التي كان على علاقة بها، بعدما اكتشفت انه عاود مراسلتها. لاحقا، تذمّر من غيرة ميليفا المرضية واعتبرها نموذجية لامرأة تتمتع بـ "بشاعة غير مألوفة". كانت ميليفا تعسة، ندمت على فقدان ابنتها واحزنها انغماس زوجها في العمل، الذي كان شغفه الوحيد، ورأت ان شهرته تزداد بعيداً عنها. فبعدما نشر نظريته العامة عن النسبية عام 1915، والتي قيل ان 12 شخصا في العالم كله، استطاعوا استيعابها آنذاك، اصبح اينشتاين فجأة موضع انتباه العالم, وانهالت عليه العروض.
انشتاين والحرب العالمية الاولى : في عشية الحرب العالمية الاولى، رافقته على مضض الى برلين، معقل الفيزياء الاوروبية، وعيّن في براغ رئيساً للفيزياء النظرية لكن ميليفا، وجدت الجو لا يطاق، فعادت الى زيورخ مع ولديها. وبعد انقطاعه عنها ثلاث سنوات، تم الطلاق بينهما في 14 شباط في 1919. اعالت ميليفا نفسها من التعليم والدروس الخصوصية، ورغم التكهنات عن مساهمتها في النظرية النسبية، و"سرقة" زوجها السابق لأفكارها، الا انها لم تصرّح يوماً بذلك.
زواج اينشتاين من ابنة عمه : ولم تمض سوى أشهر حتى تزوج العالم ابنة عمه ايلسا لوينثال، (مطلّقة وتكبره بثلاث سنوات) وتبنّى ابنتيها السي ومارغو. وكانت على عكس ميليفا، فقد اعطته مساحة من الحرية في التصرّف واهتمت به. وكانت قد رعته مدة طويلة بسبب مرضه في برلين عام 1917. لم يتخل اينشتاين عن العزف، فكانت الموسيقى متنفّسه الوحيد بعيداً عن المعادلات والمعضلات الرياضية والفيزيائية، وعن المشكلات العائلية. والغريب انه لم يفز بجائزة نوبل عام 1921 على نظريته النسبية التي اشتهر بها, وانما اعماله في الطبيعة, على اكتشافات في علم الضوء وكان في طريقه الى اليابان حين سمع انه حصل عليها. فغدا شخصية عالمية مرموقة, ولكنه ظل خجولا، متواضعا، ويفضل الامسيات الهادئة في منزله مع الاصدقاء. كان محبا للسلام, آمن بأن العلم فوق المنازعات الدولية, ورفض ان يتورط في جهود المانيا العسكرية خلال الحرب العالمية الاولى, متذرعا بجنسيته السويسرية المحايدة. وفي الحرب العالمية الثانية، ورغم رفضه للعنف، أيّد استعمال القوّة العسكرية ضد هتلر، وكان قد ساعد بعض اللاجئين اليهود على الهرب الى اميركا، ومنهم المصوّر الشهير فيليب هالسمان. في احدى المرات، كانت زوجته ايلسا تشذب عشب حديقة البيت عندما رأت رجلا شاهرا مسدسا يقترب من نافذة اينشتاين, وصرخت وهي تندفع نحو الرجل وتلقي عليه بمنشفة كبيرة كانت تحملها، فانقذت حياة زوجها الذي علم لاحقاً ان النازيين قد رصدوا مكافأة لمن يقتله.
ماذا عن هجرة انشتاين ؟ وحين ايقن العالم ان حياته مهددة بالخطر, ليس من النازيين وحسب، فبالنسبة الى الشيوعيين، كانت النسبية تشكّل زحفاً للفردية الرأسمالية، ولبعض رجال الدين، كانت تعني الحاداً، واتهمه الوطنيون الاشتراكيون بتأسيس "الفيزياء اليهودية"، هاجر الى الولايات المتحدة. هناك، عمل استاذا في معهد الدراسات المتقدمة في جامعة برينستون. وحين عُرض عليه التعليم فيها، وسُئل عن المبلغ الذي يريد ان يتقاضاه، قال بسذاجة "3 آلاف دولار سنويا"، وكان معروفاً بسوء ادارته لأموره المادية، لكن ايلسا استطاعت بحنكتها ان ترفع هذا المبلغ الى 16 الفا.
انشتاين والجنسية الامريكية ؟ في عام 1940، اصبح اينشتاين مواطناً أميركياً مع احتفاظه بجنسيته السويسرية. وبات مظهره مألوفا للجميع بشعره المجعّد والمشعّث، واسمه مرادفاً للذكاء الفذ والـ "كليشيه" الكوميدي لهوليوود بلكنته الالمانية وضحكته الغريبة، والمثال الذي تعذر على المتحذلقين الوصول اليه او حتى فهمه. و بعد ان القت اميركا قنبلتين ذريتين على اليابان انهتا الحرب العالمية الثانية عام 1945، اطلق اينشتاين تعقيبا على الدمار الذي سببته، تنهيدة الم وقال "أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الانسان في الحرب العالمية الثالثة، لكني أعرف انه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة". ثم قال "لقد ارتكبت خطأ عظيما في حياتي حينما وقعت على خطبة للرئيس روزفلت أوصي فيها بصنع القنبلة النووية". وامضى بقية حياته داعياً الى حظر الاسلحة النووية ومندداً بالماكارثية ومطالباً بوضع حد للتمييز العنصري والطائفي.
من افكار اينشتاين : تأثّر اينشتاين في تكوينه الثقافي والفلسفي والنفسي بكانط وسبينوزا، كذلك تأثّر بالازدواجية القومية التي عاشها بين المانيا وسويسرا واميركا. وظهر هذا التناقض في ثلاثة مستويات: بين الموروث التوراتي اليهودي وبين الالحاد والايمان بوحدة الوجود اذ كان يعتقد بـ "الإله الذي يتناغم مع كل ما هو موجود في الكون لا الإله الذي يتدخل بأقدار الانسان وتصرفاته"، معتبرا البوذية اقرب الاديان الى معتقداته. ورغم انه لم يكن متدينا كان مؤمناً بوجود الله، وقال ذات مرة "أريد أن اعرف كيف شكل الله هذا الكون ولماذا، وللباقي تفاصيل". في المقابل، حاولت احزاب سياسية كثيرة الزج به في نشاطاتها وعرضت الحكومة الاسرائيلية عليه منصب رئيس الدولة في العام 1952 ولكنه رفض. وكان دائما يقول انه لم يخلق للسياسة قائلاً "ان الفرد المنعزل هو وحده الذي يستطيع ان يفكر وبالتالي ان يخلق قيما جديدة تتكامل بها الجماعة".
دماغ اينشتاين : لم يمانع اينشتاين من تشريح دماغه بعد مماته، ولكنه تحفظ عن نشر الاكتشافات بشأنه. فبعد سبع ساعات على وفاته، حظي الاختصاصي في علم الامراض توماس هارفي بـ "شرف" الاحتفاظ بدماغ العالم العبقري في كمية من الفورمالين، وكان وزنه 1230 غراما، أي اقل من المعدل العام لدى الرجال. وشرع يدرس تركيبته فلم يجد شيئاً مميّزا فيه، وقال انه كان كسائر الادمغة العادية. عام 1999، اجرت مجموعة من العلماء دراسات على الدماغ الذي حفظ بطريقة جيدة، واكتشفوا ان الدماغ يفتقر الى خط رفيع موجود لدى معظم الناس، وفيه تضخم في منطقة التفكير الحسابي والخيال النظري. واخيراً، خضع عقل اينشتاين مجدداً للتشريح، وقال بعض العلماء انه كان يعاني نوعاً من التوحد منعه من التجاوب مع الآخرين.
من أقوال انشتاين : - شيئان لا حدود لهما: الكون وغباء الانسان، مع اني لست متأكدا بخصوص الكون . - الجنون هو ان تفعل الشيء مرة بعد مرة وتتوقع نتيجة مختلفة. - من لم يخطئ، لم يجرب شيئاً جديداً. - العلم شيء رائع، اذا لم يكن مصدر رزقك. - الثقافة هي ما يبقى بعد ان تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.
طرائف من حياة انيشتاين . - ذكرت ايلسا انها طلبت من زوجها تغيير ملابسه وتحسين هندامه قبل البدء بمقابلة تلفزيونية. اغتاظ العالم واجابها "اذا ارادوا رؤيتي، فهأنذا، واذا ارادوا رؤية ملابسي فليفتحوا خزانتي". - كان اينشتاين لا يستغني أبدا عن نظارته. وذات مرة ذهب الى أحد المطاعم، واكتشف هناك انها ليست معه. وعندما قدّم له النادل قائمة الطعام ليختار ما يريد، طلب منه اينشتاين ان يقرأها له، فاعتذر النادل قائلا: آسف يا سيدي، فأنا أمي مثلك. - كان بين اينشتاين وسائقه شبه كبير، وذات يوم قال له سائقه: "أعلم يا سيدي انك مللت القاء المحاضرات، فما رأيك في ان انوب عنك في محاضرة اليوم لأنني استمعت الى العشرات منها". أعجب اينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس، فوصلا الى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على المنصة، وجلس العالم في الصفوف الخلفية. وسارت المحاضرة على ما يرام الى ان وقف بروفيسور وطرح سؤالا صعبا. ابتسم السائق وقال "اراهن ان سائقي الذي يجلس في آخر القاعة باستطاعته الاجابة عن هذا السؤال". وبالفعل ردّ اينشتاين على السؤال. - ذات يوم، كان الفيزيائي الشهير برفقة صديقه تشارلي تشابلن الذي كان يفتتح فيلماً جديداً له في احد مسارح لوس انجليس، فتحلّق الناس من حولهما وراحوا يهتفون لهما. سأل اينشتاين "لماذا يصفقون الى هذه الدرجة"، رد تشابلن "يهتف الناس الي لأن الجميع يفهمني، ويهتفون لك لأن احداً منهم لا يفهمك". - قالت شقيقة اينشتاين انه قبل ولادتها، كان اينشتاين في الثالثة من العمر، فوُعد بولد صغير يلعب به. فتوقع الصبي الصغير ان يكون "سيارة"، وحين رأى اخته الوليدة، سأل مستغرباً "اين العجلات". - لا يخفى على احد شكل اينشتاين بشعره المشعّث وثيابه الرثّة، لكن يُشاع انه لم يكن يستحم الاّ مرة واحدة كل ستة اشهر، قائلاً "أنا اتضايق كثيرا عندما تتغير درجة حرارتي". - حين سأله احد الزملاء عن رقم هاتفه، راح الفيزيائي البارز يبحث في دفتر الهاتف عنه. سأله زميله "الا تذكر رقم هاتفك الخاص"، فأجاب "لا، لماذا علي حفظ شيء يمكن ان اجده بسهولة في الكتب". - كان لألبرت اينشتاين تقنية رائعة في التخلّص من الزوار غير المرغوب فيهم. حين يمضي بعض الوقت معهم، تدخل خادمته الغرفة حاملة طبقاً من الحساء، اذا قبله العالم، يظن الضيف انه يقطع عليه وجبته فيضطر الى الرحيل. واذا اراد اينشتاين الاستمرار في المحادثة، يشير الى خادمته بالانصراف، زاعماً انه لا يدري لماذا جلبت الطبق في مثل هذا الوقت.
وفاة البرت انشتاين ؟ في 18 نيسان 1955، توفى اكبر عباقرة العالم وله من العمر 76 عاماً وقد أبّنه الرئيس الاميركي ايزنهاور بالقول "ما من رجل اسهم مثله في توسيع آفاق المعرفة خلال القرن العشرين, ومع ذلك، فما من رجل يضارعه تواضعا مع قوة امتلاكه لناصية المعرفة، او يثق مثله بأن القوة بلا حكمة, لا قيمة لها". حُرق جثمانه في مدينة ترينتون في ولاية نيو جيرسي ونُثر الرماد في مكان غير معروف بناءً على طلبه. كثيرون لم يفهموا اينشتاين في حياته، وبعد وفاته ايضاً. قال الدكتور كريستوف ليهنير، "كانت وفاته غير درامية، توفى في منزله، ومن دواعي الاسف، اننا لم نعرف ما كانت آخر كلماته، فالشخص الاخير الذي وقف الى جانبه هو ممرضة اميركية ولم تفهم ما قاله لأنه تكلم بالالمانية". وفي العام الماضي، اكتشفت مذكرات لامرأة اسمها جوانا فانتوفا (توفيت في 1981) كانت تعمل في جامعة برينستون، وكانت على علاقة به في سنواته الاخيرة رغم انها تصغره بـ 22 عاما. وذكرت انه في عيد ميلاده الـ 75 اهدى اليه احدهم ببغاء لا تنطق، فقال اينشتاين ان الطائر محبط، فراح يمضي وقته بإخباره نكاتاً ليفرج عنه، متفادياً الزوار ومتذرّعا بالمرض. توفيت ايلسا عام 1936 من مرض عضال. أصيب ابنه ادوارد بالفصام ومات لاحقاً في مصح عقلي في سويسرا وكان بارعاً في الادب والموسيقى. اما هانز البرت، ابنه البكر، فقد انتقل الى ولاية كاليفورنيا الأميركية للعيش فيها ومن ثم اصبح بروفيسوراً في علم الهيدروليات (وكان على غرار والده شغوفاً بالملاحة) وكانت اتصالاته مع والده محدودة جداً رغم المحاولات الكثيرة للتقريب بينهما.