أنور ياسين إبن عبد العزيز
ماذا تعرف عن مذبحة #سربرنيتشا؟
مذبحة كارثيّة ارتكبتها ميليشيات الأرثوذكس الصربية تحت نظر العالم الدوليّ متمثلًا بأهم أجهزته في الأمم المتحدة، تصنف بأنها أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتها حوالي ثمانية آلاف من المسلمين البوشناق “البوسنة والهرسك” العزّل، ونزح على إثرها عشرات الآلاف من المدنيين.
أين تقع سربيتشيا؟
سربرنيتشا مدينة تقع شرق جمهورية البوسنة والهرسك التي أعلنت الاستقلال عن يوغسلافيا السابقة.
متى وقعت المذبحة؟
وقعت في 11 تموز/يوليو 1995 واستمرت لقرابة الأسبوع حتى يوم 19 من الشهر نفسه.
ما خلفية الصراع ؟
كان لجمهورية البوسنة والهرسك الإشتراكية دور كبير في محيطها بسبب موقعها الجغرافي المركزي ضمن الإتحاد اليوغسلافي، وقد عرفت هذه الجمهورية بتعدد الأعراق متمثلة بأغلبية البوشناق المسلمين وقد جاوزت نسبتهم الـ 44% من مجمل السكان، ويمثل الصرب الأرثوذكس منهم 31%، أما الكروات الكاثوليك فيمثلون 17%. وبعد إعلان السيادة الوطنية يوم 15 أكتوبر عام 1991، بدأت جمهورية يوغوسلافيا السابقة في التفكك، في 29فبراير 1992 أجري إستفتاء للإستقلال قاطعه الممثلون السياسيون للصرب والبوسنة. وبعد نتائجه التي أفضت لصالح الإستقلال،اعترف رسميًا بجمهورية البوسنة والهرسك من قبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في 6 أبريل 1992. على إثر ذلك قامت قوات صرب البوسنة، بدعم من الحكومة الصربية بقيادة سلوبودان ميلوسيفيتش والجيش الشعبي اليوغوسلافي بالهجوم على جمهورية البوسنة والهرسك من أجل “توحيد وتأمين الأراضي الصربية”. نجم عن هذا الهجوم صراع عنيف وحملات إبادة ممنهجة وتطهير عرقي للسكان خاصة
كيف تمّت المذبحة؟
وقعت المذبحة في منطقة “سربيتشيا” وهي منطقة تخضع لوصاية أمنية، بمعنى أنها محمية من قوات حفظ الأمن الدوليّة وحلف شمال الأطلسيّ، حيث أعلنت الأمم المتحدة في إبريل من عام 1993 أن منطقة وادي درينا سريبرينيتشا في شمال شرق البوسنة” منطقة آمنة” تحت حمايتها ممثلة بكتيبة من قوات حفظ السلام الهولندية إثر إتفاق مبرم عقب قيام البوسنة بمطالبتها الإستقلال عن يوغوسلافيا .
وتحت ذريعة خضوعها لتسمية “منطقة أمنية” قامت الأمم المتحدة بنزع الأسلحة من سكانها المسلمين الذين كانوا يدافعون بها عن أنفسهم أمام جبروت الجيش الصربي. يفترض من هنا أن يقوم المجتمع الدوليّ بحمايتهم، لكن بعد أن أجبر أهل المنطقة على نزع السلاح بالكلية وتسليمها للأمم المتحدة قامت القوات الدولية بالإنسحاب المبرمج، بل ومنعت حتى أي قوات من الدخول للدفاع عنهم، وبذلك خلت الساحة تماماً امام الصرب لينفذوا أشنع الغارات وأبشع الجرائم في إبادة الشعب البوسني المسلم.
تم تشريد عشرات الألآف ونزوح أمثالهم إثر عمليات الإغتصاب والقتل والتشريد والإهانات التي وقعت، والعالم الحيران وفي صمت عجيب، والحجّة الأوضح أنهاما كانت إلا تصفيّة عرقية دينية. وباسم الحضارة والديموقراطية منع وجود أي كيان إسلامي في أوربا، وكل ذلك قد حدث برعاية الإتحاد الأوروبي الذي حرص على رفض أي تدخل عسكريّ لإيقاف المذابح العرقية الصربية للمسلمين، بل وساهم بحظر توريد إي سلاح للمذبوحين للدفاع عن أنفسهم.
كم عدد الضحايا وأين مدافنهم ؟
القائمة الأولية المفقودين والقتلى في مذبحة سربرنيتشا حسب ما أفادت اللجنة الاتحادية البوسنية للمفقودين احتوت على أسماء 8373 ضحية، وقد قامت المحكمة الجنائية الدولية في الفترة ما بين 1996 إلى 2000 بإستخراج جثث الضحايا من أكثر من 21 مقبرة جماعية لتحديد عدد الأشخاص الذين قتلوا في البوسنة، من بين هذه المقابر كان هناك 14 من المقابر الأولية التي دفن فيه الضحايا مباشرة بعد قتلهم، وفي محاولة من الجنود الصرب لتغطية جرائمهم قاموا بإزالة بقية الجثث من القبور الإبتدائية وأعادوا دفنهم في مواقع أخرى وفي يوليو 2012 قد تم تحديد هو 6838 من مجموع ضحايا الإبادة الجماعية وذلك من خلال تحليل الحمض النووي من أجزاء الجسم المستخرجة من المقابر الجماعية، وفي يوليو 2013، تم دفن 6066 ضحية في مركز بوتوكاري التذكاري .
تحرير */ أنور ياسين إبن عبد العزيز بن محمد شلاح[1]