متلازمة توربينات (عنفة) الرياح

متلازمة توربينات (عَنَفة) الرياح (بالإنجليزية: Wind turbine syndrome)‏ ومتلازمة مزرعة ريحية هي مُصطلحات للتأثيرات الضّارة المزعومة على صحة الإنسان المتعلقة بقرب توربينات الرياح من الإنسان.[1][2] يدّعي المؤيدون أن هذه الآثار تشمل التشوهات الخَلقية، السرطان والموت. والتي لا يوجد دعم علمي لها.[1][3] ومع ذلك، فإن توزيع الأحداث المسجلة يرتبط بالتغطية الإعلامية لمتلازمة مزرعة ريحية نفسها، وليس مع وجود أو عدم وجود مزارع ريحية.[3][4] لم يتم التعرف على أي من المصطلحين من قبل أي نظام تصنيف دولي للأمراض، كما أنهما لا يظهران في أي عنوان أو ملخص في قاعدة بيانات PubMed التابعة للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب.[5] تم وصف متلازمة توربينات الرياح بأنها علم زائف.[6]

مزرعة الرياح في لومونت

إحدى المزارع الأسترالية التي تُموّل من صناعة الوقود الأحفوري، هي مؤسسة ووبرا، وهي عبارة عن مزارع مضادة للرياح، والتي عُرفت من بين المشاركين في ترويج فكرة متلازمة توربينات الرياح.[7][8] أدى تحقيق إلى انّ المؤسسة (ووبرا) سُرقت (سُرق التمويل المقدم لها)، بالتالي تم احالتها وتجريدها من مكانتها كمؤسسة خيرية لتعزيز الصحة.[9][10]

مراجعات السلامة

عدل

منذ عام 2003، نُشِرَت 25 مُراجعة للأدبيات العلمية حول توربينات الرياح والصحة. لم تجد هذه الدراسات باستمرار أي سبب للاعتقاد بأن توربينات الرياح ضارة بالصحة.[11][12][13][14][15][16]

ضوضاء وانزعاج

عدل

اختتمت لجنة من الخبراء بتكليف من إدارة حماية البيئة في ولاية ماساتشوستس في عام 2012 إلى أنّه «لا يوجد ارتباط بين ضوضاء توربينات الرياح ومقاييس الضغط النفسي أو مشاكل الصحة العقلية».[13]

وجدت دراسة كندية عام 2009 أنّ «أقلية صغيرة من أولئك المعرضين أبلغوا عن الانزعاج والتوتر المرتبط بإدراك الضوضاء...» [ولكن] «الإزعاج ليس مرضًا.» وأوضحت مجموعة الدراسة أن تهيجات مماثلة تنتج عن المَركبات المحليّة، الطُرق السَّريعة وكذلك من العمليات الصناعية والطائرات.[12][17]

وُجدت مُراجعة أدبية عام 2011 أنه على الرغم من ارتباط توربينات الرياح ببعض الآثار الصحية، مثل: اضطراب النوم، إلا أنّ الآثارالصحية التي أبلغ عنها أولئك الذين يعيشون بالقرب من توربينات الرياح ربما لم تكن ناجمة عن التوربينات نفسها بل بالأحرى بسبب «المظهر المادي لحالة الانزعاج.»[14] أَوضح تقرير صدر عام 2013 عن المجلس الوطني للبحوث الصحية والطبية (أستراليا): «هناك دليل ثابت على أن الضوضاء الصادرة عن توربينات الرياح مرتبطة بالإزعاج والاتساق المعقول الذي يرتبط باضطراب النوم وضعف جودة النوم وجودة الحياة. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت الارتباطات التي تمت ملاحظتها ناتجة عن ضوضاء توربينات الرياح أو عوامل مربكة معقولة».[15]

أفادت دراسة وصفية نُشرت في عام 2014 أنه من بين الدراسات المقطعية ذات الجودة الأفضل، لا يوجد ارتباط واضح أو ثابت بين ضوضاء توربينات الرياح وأي مرض تم الإبلاغ عنه أو أي مؤشر آخر للضرر على صحة الإنسان. لعبت الضوضاء الصادرة عن التوربينات دورًا ثانويًا مقارنة بالعوامل الأخرى في دفع الأشخاص إلى الإبلاغ عن الانزعاج في سياق توربينات الرياح.[16]

في أوائل عام 2019، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤامرة خاطئة مفادها أن الضوضاء الصادرة عن طواحين الهواء قد تسبب السرطان، مما أدى إلى رد فعل عنيف ضد ادّعائه من السياسيين من جميع أنحاء الطيف، مثل أعضاء مجلس الشيوخ في ولاية أيوا، جوني إرنست، تشاك جراسلي.[18]

تأثير السياسة

عدل

في أونتاريو، كندا، أنشأت وزارة البيئة إرشادات بشأن الضوضاء للحد من مستويات ضوضاء توربينات الرياح على بعد 30 مترًا من المسكن أو المخيم إلى 40 ديسيبل (أ).[19] تحدد هذه اللوائح أيضًا مسافة لا تقل عن 550 مترًا (1800 قدمًا) لمجموعة تصل إلى خمسة توربينات هادئة نسبيًا [102 ديسيبل (db (A))] داخل دائرة نصف قطرها 3 كيلومترات (1.9 ميل)، وترتفع إلى 1500 متر (4900 قدم) لمجموعة من 11 إلى 25 توربينات أكثر ضوضاء (106-107 ديسيبل (db (A))). تتطلب المرافق الأكبر والتوربينات الأكثر ضوضاء دراسة الضوضاء.[17][20]

في تقرير عام 2009 حول مزارع الريحية الريفية، أوصت اللّجنة الدائمة لبرلمان نيو ساوث ويلز، أستراليا، بحد أدنى من انتصاب توربينات الرياح بمقدار كيلومترين بينهم وبين المنازل المجاورة (والتي يمكن أن يتنازل عنها الجار المتأثر) كنهج احترازي.[21]

على الرغم من عدم وجود مؤلفات علمية توضح أي آثار صحية من توربينات الرياح، عينت حكومة تورنبول الأسترالية مفوضًا لمزرعة الريحية في أكتوبر 2015 لمعالجة الشكاوى.[5] تم تقديم التقرير السنوي لعام 2016 للجنة العلمية المستقلة حول توربينات الرياح في البرلمان الأسترالي في 8 أغسطس 2017.[22] يتم الاحتفاظ بموقع على شبكة الإنترنت لمفوض مزرعة الريحية الوطنية، مع معلومات حول الغرض من الدور وروابط لمجموعة متنوعة من المنشورات التي تتناول توربينات الرياح وإدارتها، من مجموعة من المصادر الوطنية والدولية.

تخفيف الضوضاء

عدل

تنتج توربينات الرياح الحديثة ضوضاء أقل بكثير من التصميمات القديمة. يعمل مصممو التوربينات على تقليل الضوضاء، حيث تعكس الضوضاء الطاقة المفقودة والمخرجات. يمكن إدارة مستويات الضوضاء في المساكن القريبة من خلال تحديد مواقع التوربينات، وعملية الموافقات لمزارع الريحية، والإدارة التشغيلية لمزرعة الرياح.[23]

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب The psychogenics of wind turbine complaints. Sydney University Press. ص. 139–178. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22.
  2. ^ Crighton, F; Chapman, S; Cundy, T; Petrie, KJ (November 2014). "The Link between Health Complaints and Wind Turbines: Support for the Nocebo Expectations Hypothesis". Frontiers in Public Health. 2 (220): 220. doi:10.3389/fpubh.2014.00220. PMC 4227478. PMID 25426482.
  3. ^ ا ب Interview with Mark Willacy, Foreign Correspondent with the Australian Broadcasting Corporation. Palgrave Macmillan. مؤرشف من الأصل في 2020-05-17.
  4. ^ "Word of Mouth: March-April 2002". Word of Mouth. ج. 13 ع. 4: 1–15. 2002-03. DOI:10.1177/104839500201300401. ISSN:1048-3950. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2022. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  5. ^ ا ب "Fairfax, Sir James Oswald, (1863–1928), a Director of The Sydney Morning Herald and Sydney Mail". Who Was Who. Oxford University Press. 1 ديسمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 2020-05-21.
  6. ^ Chapman، Simon؛ Joshi، Ketan؛ Fry، Luke (12 ديسمبر 2014). "Fomenting Sickness: Nocebo Priming of Residents about Expected Wind Turbine Health Harms". Frontiers in Public Health. ج. 2. DOI:10.3389/fpubh.2014.00279. ISSN:2296-2565. مؤرشف من الأصل في 2022-03-08.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  7. ^ "Word of Mouth: March-April 2004". Word of Mouth. ج. 15 ع. 4: 1–16. 2004-03. DOI:10.1177/104839500401500401. ISSN:1048-3950. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2022. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  8. ^ Rootes، Christopher (2 يناير 2014). "A referendum on the carbon tax? The 2013 Australian election, the Greens, and the environment". Environmental Politics. ج. 23 ع. 1: 166–173. DOI:10.1080/09644016.2014.878088. ISSN:0964-4016. مؤرشف من الأصل في 2021-05-25.
  9. ^ "The Urology Foundation". Trends in Urology & Men's Health. ج. 6 ع. 3: 42–42. 2015-03. DOI:10.1002/tre.463. ISSN:2044-3730. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2022. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  10. ^ Conroy, John (2014-12-19). "Waubra loses 'health promotion' charity status". Retrieved 2019-01-15.
  11. ^ "Fendall, Prof. Neville Rex Edwards, (9 July 1917–25 May 2014), Professor of International Community Health, School of Tropical Medicine, University of Liverpool, 1971–81, then Emeritus Professor; Visiting Professor of Public Health, Boston University, since 1982". Who Was Who. Oxford University Press. 1 ديسمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22.
  12. ^ ا ب McCunney، Robert J.؛ Mundt، Kenneth A.؛ Colby، W. David؛ Dobie، Robert؛ Kaliski، Kenneth؛ Blais، Mark (2015-10). ""Wind Turbines and Health". Journal of Occupational & Environmental Medicine. ج. 57 ع. 10: e133–e135. DOI:10.1097/jom.0000000000000559. ISSN:1076-2752. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2022. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  13. ^ ا ب Schomer، Paul؛ Pamidighantam، Pranav (2014). "A critical analysis of: Wind Turbine Health Impact Study: Report of Independent Expert Panel". Proceedings of Meetings on Acoustics. Acoustical Society of America. DOI:10.1121/1.4870639. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22.
  14. ^ ا ب Knopper, Loren D; Ollson, Christopher A (2011). "Health effects and wind turbines: A review of the literature". Environmental Health. 10 (1): 78. doi:10.1186/1476-069X-10-78. PMC 3179699. PMID 21914211.
  15. ^ ا ب Tracy (2013). Systematic review of the human health effects of wind farms. Canberra,. ISBN:978-0-9923968-0-0. OCLC:871232653.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  16. ^ ا ب McCunney, Robert J.; Mundt, Kenneth A.; Colby, W. David; Dobie, Robert; Kaliski, Kenneth; Blais, Mark (2014). "Wind Turbines and Health". Journal of Occupational and Environmental Medicine. 56 (11): e108–e130. doi:10.1097/JOM.0000000000000313. ISSN 1076-2752. PMID 25376420. S2CID 37462287.
  17. ^ ا ب Hamilton, Tyler (15 December 2009). "Wind Gets Clean Bill of Health". Toronto Star. Toronto. pp. B1–B2. Retrieved 16 December 2009.
  18. ^ "Superconductors may find use in wind turbines". Physics Today. 2013. DOI:10.1063/pt.5.026701. ISSN:1945-0699.
  19. ^ "Energy: Guidelines for wind farms". Science News. ج. 171 ع. 23: 365–365. 9 يونيو 2007. DOI:10.1002/scin.2007.5591712312. ISSN:0036-8423. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22.
  20. ^ Wind turbines، BSI British Standards، مؤرشف من الأصل في 2022-01-22، اطلع عليه بتاريخ 2022-01-19
  21. ^ "Final Report, Rural Wind Farms" (PDF). General Purpose Standing Committee No. 5, Parliament of New South Wales. 16 December 2009.
  22. ^ Wind Turbines. CRC Press. 16 مارس 2009. ص. 95–120. ISBN:978-0-429-13990-1. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22.
  23. ^ "Building a New Energy Future with Wind Power (Fact Sheet)". 1 يونيو 2010. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)