قدم مادورا

مرض يصيب الإنسان

الورم الفطري، أو قدم مادورا،[2][3] عدوى فطرية مزمنة في الجلد والأنسجة تحت الجلد مباشرة، أكثر إصاباته في القدمين، وقد يظهر في اليدين وأجزاء أخرى من الجسم.[4] يبدأ بهيئة عقيدة رطبة غير مؤلمة، يمكن أن تبقى سنواتٍ قبل بدء التقرح والتورم وتشكيل الإفرازات الحبيبية والنز من الجيوب والنواسير، يلي ذلك تشوه العظام.[5]

قدم مادورا
Eumycetoma
معلومات عامة
الاختصاص أمراض معدية  تعديل قيمة خاصية (P1995) في ويكي بيانات
من أنواع داء الفطريات[1]،  وورم فطري،  ومرض  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
التاريخ
وصفها المصدر كتاب العائلة الشمالي  تعديل قيمة خاصية (P1343) في ويكي بيانات

يمكن أن تسبب الكثير من الفطريات الورم الفطري،[4] ومنها: المادوريلة الفطرومية، المادوريلة السنجابية، ليبتوسفيريا السنغالية، كوكليوبولس لوناتا، سيدوسبوريوم أبيوسبيرموم، نيوتستودينا روساتي، ونوعَي أكرمونيوم وفوزاريوم. تُشخص الإصابة بأخذ خزعة، وتُكشف الفطريات تحت المجهر وبالزرع.[4] يكشف التصوير الطبي عن مدى إصابة العظام.[6] تشمل الاختبارات الأخرى المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط (الإلايزا) والانتشار المناعي والترميز الشريطي للحمض النووي.[6]

يشمل العلاج الاستئصال الجراحي للأنسجة المصابة والأدوية المضادة للفطريات.[5] كثيرًا ما يحدث النكس بعد العلاج، وقد يلزم البتر.[4]

تحدث العدوى بشكل عام في المناطق المدارية،[7] وهي مستوطنة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخاصة السودان والهند وأجزاء من أمريكا الجنوبية والمكسيك.[5] وأُبلغ عن عدد قليل من الحالات في شمال إفريقيا.[8][9] من المحتمل أن يكون الورم الفطري منخفض التوطن في مصر مع ميل لهذه الإصابة الفطرية.[10] في عام 2016، اعترفت منظمة الصحة العالمية بأن الورم الفطري مرض استوائي مهمل.[7]

العلامات والأعراض

عدل

تكون الآفة الأولية على هيئة تورم صغير تحت الجلد بعد رض طفيف.[11][12] يظهر الورم بشكل عقيدة رطبة غير مؤلمة، قد تبقى سنوات قبل بدء التقرح والتورم والنز من الجيوب، ثم يحدث تشوه العظام.[5][7] تُصرف الجيوب سائلًا فيه حبيبات من المستعمرات الفطرية.[11] تكون هذه الحبيبات سوداء أو بيضاء.[13] يحدث تخرب الأنسجة العميقة والتشوه وفقدان الوظيفة في الأطراف المصابة في مراحل لاحقة.[14] يميل الورم الفطري إلى الحدوث في قدم واحدة.[13] ويُبدي الورم الفطري المُسبب بالجراثيم ميزات سريرية مماثلة.[15]

الأسباب

عدل

الورم الفطري سببه إصابة بالفطريات. الورم الفطري الناجم عن الإصابة بالجراثيم من شعبة الشعيات مختلف.[11][12] وللحالتين ميزات سريرية متشابهة.[15]

الفطريات الشائعة التي تسبب ظهور إفرازات بيضاء هي سيدوسبوريوم أبيوسبيرموم.[13][16] تشمل العوامل المسببة الأخرى التي تؤدي إلى إفراز حبيبات غير سوداء نوعي أكرميوم وفوزاريوم.[13]

إذا كانت الإفرازات سوداء، غالبًا ما يكون العامل المسبب نوع من أجناس المادوريلة والجلوزية وإكسوفيالا وليبتوسفيريا وكورفولاريا.[13][13][17] أكثر الأنواع شيوعًا المادوريلة الفطرومية والمادوريلة السنجابية.[13][18]

الآلية

عدل

تحدث الإصابة عن طريق دخول الأبواغ الفطرية من التربة عبر شق في الجلد ناتج عن رض طفيف مثل وخز شوكة.[19] ثم ينتشر المرض إلى الأنسجة العميقة ويشكل أيضًا مسارات جيبية تصل إلى سطح الجلد.[12] تتميز الآفات الناضجة بإفرازات حُبيبية من هذه الجيوب. تحتوي المفرزات على مستعمرات فطرية وتكون معدية. انتشار العدوى داخليًا عن طريق الدم أو اللمف غير شائع.

تنتشر الإصابة التي تنتج إفرازات سوداء بشكل رئيسي تحت الجلد. في الأصناف الحمراء والصفراء، يحدث انتشار عميق في وقت مبكر، ويرتشح في العضلات والعظام لكنه لا يصيب الأعصاب والأوتار بسبب مقاومتها الكبيرة.[20]

ينتج الداء العنقودي، المعروف أيضًا باسم الفطار الكاذب الجرثومي، صورة سريرية مماثلة وعادة ما تسببه المكورات العنقودية الذهبية.[21] تسبب جراثيم أخرى أيضًا الداء العنقودي.[22]

التشخيص

عدل

يُشخص المرض عن طريق أخذ خزعة، وتظهر الفطريات تحت المجهر وفي الزرع، الذي يُبدي خيوطًا وحويصلات مميزة للفطريات.[4] تشمل الاختبارات الأخرى الإلايزا والانتشار المناعي وتفاعل البوليميراز المتسلسل والترميز الشريطي للحمض النووي.[6]

يمكن إجراء التصوير بالأشعة السينية والموجات فوق الصوتية لتقييم مدى انتشار المرض. نتائج صور الأشعة السينية متباينة للغاية. غالبًا ما يُكتشف المرض في مرحلة متقدمة مع وجود تخرب واسع في جميع عظام القدم. نادرًا ما تُشاهد آفة واحدة في الساق وتكون الصورة هنا مماثلة لالتهاب العظم والنقي المزمن. يمكن إجراء الدراسة الخلوية للسائل المبزول بإبرة دقيقة أو القيح الناتج من الآفة، ويمكن إجراء خزعة نسيجية.[11] أشارت بعض الدراسات المنشورة إلى وجود «علامة نقطة في دائرة» باعتبارها علامة مميزة تظهر من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي (وُصفت هذه العلامة أيضًا من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية).[14]

مراجع

عدل
  1. ^ Disease Ontology (بالإنجليزية), 27 May 2016, QID:Q5282129
  2. ^ Kutzner, Heinz; Kempf, Werner; Feit, Josef; Sangueza, Omar (2021). "2. Fungal infections". Atlas of Clinical Dermatopathology: Infectious and Parasitic Dermatoses (بالإنجليزية). Hoboken: Wiley Blackwell. pp. 77–108. ISBN:978-1-119-64706-5. Archived from the original on 2021-06-10. Retrieved 2021-06-09.
  3. ^ Barlow, Gavin; Irving, Irving; moss, Peter J. (2020). "20. Infectious diseases". In Feather, Adam; Randall, David; Waterhouse, Mona (eds.). Kumar and Clark's Clinical Medicine (بالإنجليزية) (10th ed.). Elsevier. p. 561. ISBN:978-0-7020-7870-5. Archived from the original on 2021-06-13. Retrieved 2021-06-13.
  4. ^ ا ب ج د ه Estrada، Roberto؛ Chávez-López، Guadalupe؛ Estrada-Chávez، Guadalupe؛ López-Martínez، Rubén؛ Welsh، Oliverio (يوليو 2012). "Eumycetoma". Clinics in Dermatology. ج. 30 ع. 4: 389–396. DOI:10.1016/j.clindermatol.2011.09.009. ISSN:1879-1131. PMID:22682186. مؤرشف من الأصل في 2021-06-13. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-13.
  5. ^ ا ب ج د Johnstone، Ronald B. (2017). "25. Mycoses and Algal infections". Weedon's Skin Pathology Essentials (ط. 2nd). Elsevier. ص. 457. ISBN:978-0-7020-6830-0. مؤرشف من الأصل في 2021-05-25. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-13.
  6. ^ ا ب ج Queiroz-Telles، Flavio؛ Fahal، Ahmed Hassan؛ Falci، Diego R.؛ Caceres، Diego H.؛ Chiller، Tom؛ Pasqualotto، Alessandro C. (نوفمبر 2017). "Neglected endemic mycoses". The Lancet. Infectious Diseases. ج. 17 ع. 11: e367–e377. DOI:10.1016/S1473-3099(17)30306-7. ISSN:1474-4457. PMID:28774696. مؤرشف من الأصل في 2021-08-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-08-30.
  7. ^ ا ب ج Emery, Darcy; Denning, David W. (2020). "The global distribution of actinomycetoma and eumycetoma". PLOS Neglected Tropical Diseases (بالإنجليزية). 14 (9): e0008397. DOI:10.1371/journal.pntd.0008397. ISSN:1935-2735. PMC:7514014. PMID:32970667.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  8. ^ Elgallali، N؛ El Euch، D؛ Cheikhrouhou، R؛ Belhadj، S؛ Chelly، I؛ Chaker، E؛ Ben Osman، A (يونيو 2010). "[Mycetoma in Tunisia: a 15-case series]". Médecine Tropicale. ج. 70 ع. 3: 269–73. PMID:20734597.
  9. ^ Karrakchou، B؛ Boubnane، I؛ Senouci، K؛ Hassam، B (10 يناير 2020). "Madurella mycetomatis infection of the foot: a case report of a neglected tropical disease in a non-endemic region". BMC Dermatology. ج. 20 ع. 1: 1. DOI:10.1186/s12895-019-0097-1. PMC:6953183. PMID:31918687.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  10. ^ Ahmed، SA؛ El-Sobky، TA؛ de Hoog، S؛ Zaki، SM؛ Taha، M (9 سبتمبر 2022). "A scoping review of mycetoma profile in Egypt: revisiting the global endemicity map". Transactions of the Royal Society of Tropical Medicine and Hygiene. ج. 117: 1–11. DOI:10.1093/trstmh/trac085. PMID:36084235.
  11. ^ ا ب ج د Davidson's principles and practice of medicine (ط. 20th). Churchill Livingstone Elsevier. 2006. ص. 373. ISBN:9780443101335.
  12. ^ ا ب ج Ananthanarayan BA، Jayaram CK، Paniker MD (2006). Textbook of Microbiology (ط. 7th). Orient Longman Private Ltd. ص. 618. ISBN:978-8125028086.
  13. ^ ا ب ج د ه و ز Bravo, Francisco G. (2020). "14. Fungal, viral and rickettsial infections". In Hoang, Mai P.; Selim, Maria Angelica (eds.). Hospital-Based Dermatopathology: An Illustrated Diagnostic Guide (بالإنجليزية). Switzerland: Springer. pp. 638–664. ISBN:978-3-030-35819-8. Archived from the original on 2021-06-11. Retrieved 2021-06-11.
  14. ^ ا ب El-Sobky، TA؛ Haleem، JF؛ Samir، S (2015). "Eumycetoma Osteomyelitis of the Calcaneus in a Child: A Radiologic-Pathologic Correlation following Total Calcanectomy". Case Reports in Pathology. ج. 2015: 129020. DOI:10.1155/2015/129020. PMC:4592886. PMID:26483983.
  15. ^ ا ب "Mycetoma | DermNet NZ". dermnetnz.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-06-13. Retrieved 2021-06-11.
  16. ^ "Filamentous Fungi". مؤرشف من الأصل في 2012-06-18. اطلع عليه بتاريخ 2008-07-23.
  17. ^ Ahmed AO، Desplaces N، Leonard P، وآخرون (ديسمبر 2003). "Molecular detection and identification of agents of eumycetoma: detailed report of two cases". J. Clin. Microbiol. ج. 41 ع. 12: 5813–6. DOI:10.1128/JCM.41.12.5813-5816.2003. PMC:309011. PMID:14662990.
  18. ^ Vilela R، Duarte OM، Rosa CA، وآخرون (نوفمبر 2004). "A case of eumycetoma due to Madurella grisea in northern Brazil" (PDF). Mycopathologia. ج. 158 ع. 4: 415–8. DOI:10.1007/s11046-004-2844-y. PMID:15630550. S2CID:35337823. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-10-17. [وصلة مكسورة]
  19. ^ Zijlstra, Eduard E.; Sande, Wendy W. J. van de; Welsh, Oliverio; Mahgoub, El Sheikh; Goodfellow, Michael; Fahal, Ahmed H. (1 Jan 2016). "Mycetoma: a unique neglected tropical disease". The Lancet Infectious Diseases (بالإنجليزية). 16 (1): 100–112. DOI:10.1016/S1473-3099(15)00359-X. ISSN:1473-3099. PMID:26738840. Archived from the original on 2020-07-07. Retrieved 2021-08-30.
  20. ^ Hamilton Bailey's Demonstrations of Physical Signs in Clinical Surgery (ردمك 0-7506-0625-8)
  21. ^ "Dorlands Medical Dictionary:botryomycosis". 5 سبتمبر 2008. مؤرشف من الأصل في 2008-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-10.
  22. ^ "Skin-nontumor Infectious disorders Botryomycosis". PathologyOutlines.com, Inc. مؤرشف من الأصل في 2012-07-24. اطلع عليه بتاريخ 2013-07-31.