غزوة بني قريظة

معركة قادها لمحمد ضد يهود بني قريظه في المدينة المنورة

غَزْوَةُ بَنِي قُرِيظَةَ هي غزوة قادها النبي محمد في السنة الخامسة للهجرة على يهود بني قريظة في المدينة المنورة

غزوة بني قريظة
جزء من غزوات الرسول محمد
معلومات عامة
التاريخ 5 هـ / 627 م
الموقع حصن بنو قريظة، المدينة المنورة
النتيجة انتصار المسلمون
المتحاربون
المسلمون بنو قريظة
القادة
الرسول محمد
علي بن أبي طالب
سعد بن معاذ
الزبير بن العوام
حيي بن أخطب
كعب بن أسد القرظي
عزال بن سموأل
القوة
3,000 مقاتل
30 سلاح الفرسان
700 تقريبًا
الخسائر
قتيلين أثنين 400 - 700 قتيل

أسباب المعركة

عدل

في العام الخامس للهجرة، تحالفت قريش مع بعض من بينها بنو النضير،[1][2][3] لغزو المدينة وفرض حصار عليها. فضّلت بنو قريظة في الحياد[4] زودوا بنو قريظة المدافعين عن المدينة بالمجارف والمعاول لحفر خندق دفاعي للدفاع عن المدينة.[5] لكنها غيرت موقفها في وقت لاحق، حيث دخلت في مفاوضات مع الأحزاب[6]

أثناء الحصار، استقبلت بنو قريظة حيي بن أخطب سيد بني النضير الذي حرض على هذا التحالف بين قبيلته مع قريش وغطفان. وأقنع كعب بن أسد بمساعدة الأحزاب. كعب كان في البداية متردد، وجادل بأن محمدا لم يخالف العهد معهم، لكنه قرر تقديم الدعم للأحزاب بعدما وعده حيي بالانضمام إلى بني قريظة في المدينة[7]

انتشرت شائعات عن خيانة بني قريظة وأكدتها رسل النبي سعد بن معاذ وسعد بن عبادة.[8] أثار ذلك قلق المسلمين لأن ذلك يعني انهيار دفاعات المدينة. فأمر النبي نعيم بن مسعود، وهو من سادات غطفان الذي كان قد اعتنق الإسلام سرا، أن يذهب إلى المحاصرين ويفشل مخطط التحالف بينهم وبين بني قريظة. فذهب نعيم إلى بني قريظة ونصحهم بألا ينضموا إلى قتال المسلمين إلا إذا قدّم المحاصرون رهائن من بين قادتهم. ثم سارع إلى الأحزاب وحذرهم من أن إذا طلب بنو قريظة الرهائن فإنهم يعتزمون تسليمهم إلى المسلمين. عندما جاء ممثلو قريش وغطفان إلى بني قريظة، وطلبوا الحصول على الدعم في المعركة، طلبت بنو قريظة رهائن. ممثلو قريش وغطفان رفضوا، ففشلت المفاوضات.[9][10] ولم تدعم بنو قريظة القوات المحاصرة للمدينة. وبالتالي فشل المهاجمون في تكوين جبهة قتال ثانية ضد المدافعين عن المدينة.[11]

نهاية الحصار والإستسلام

عدل

استسلمت بنو قريظة بعدما حاصرهم المسلمين، ثم قام سعد بن معاذ بالحكم بالذبح على الرجال، وسبي النساء، بعدما وافق النبي محمد . [12] [13] قال ابن اسحاق: ثم استنزلوا فحبسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى سوق المدينة التي هي سوقه اليوم فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق يخرج بهم إليه أرسالا وهم ستمائة أو سبعمائة والمكثر لهم يقول كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة.[14]
بعد ذلك أمر محمد بقتل كل من أنبت شعرة العانة وذلك حسب ماجاء في سيرة ابن هشام وفي صحيح أبي داود ،عن عطيةَ القُرظيِّ قال: كنتُ من سبيِ بَني قُرَيْظةَ، فَكانوا ينظرونَ فمن أنبتَ الشَّعرَ قتلَ، ومن لم ينبت لم يقتل، فَكُنتُ فيمن لم ينبت، وفي رواية فَكَشفوا عانتي فوجدوها لم تنبُتْ فجعلوني منَ السَّبيِ .[15][16]

غنائم المسلمين من بنو قريظة

عدل

حسب ماجاء في سيرة ابن هشام عن ابن اسحاق وفي كتاب"السنن الكبرى" للبيهقي[17] انه بعد استسلام بنو قريظة تم اقتسام أموالهم وسبي نسائهم وأولادهم وبيع البعض منهم في نجد لشراء الخيل والسلاح، قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين ، وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال ، وأخرج منها الخمس ، فكان للفارس ثلاثة أسهم ، للفرس سهمان ولفارسه سهم ، وللراجل ، من ليس له فرس ، سهم . وكانت الخيل يوم بني قريظة ستة وثلاثين فرسا ، وكان أول فيء وقعت فيه السهمان ، وأخرج منها الخمس ، فعلى سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقعت المقاسم ، ومضت السنة في المغازي . ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأنصاري أخا بني عبد الأشهل بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد ، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا .[18]

وفاة سعد بن معاذ

عدل

بعدما انتهت قصة بني قريظة مات سعد بن معاذ، متأثرًا بجروحه حتى خرجت الدماء من خارج خيمته، قيل في حقه كما جاء في البخاري، وفي الصحيحين عن جابر أن النبي محمد قال: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ». وصحح الترمذي من حديث أنس قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته، فقال رسول الله: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ». قيمة بن معاذ كبير في الإسلام، وعند معظم المسلمين، على الرغم من أن كل عمره في الإسلام لم يتجاوز الست سنوات

نص الحديث

عدل

روي أن رسول اللّه قال:

  أُصيبَ سعد بن معاذ يومَ الخَندَقِ، رماه رجلٌ من قريش، يُقالُ له حِبَّانُ بنُ العَرِقَةِ، رماه في الأكحَلِ، فضرَب النبيُّ خَيمَةً في المسجدِ ليعودَه من قريبٍ، فلما رجَع رسولُ اللهِ من الخَندَقِ وضَع السلاحَ واغتسَلَ، فأتاه جبريلُ عليه السلامُ وهو يَنفُضُ رأسَه من الغُبارِ، فقال : وضَعْتَ السلاحَ، واللهِ ما وضَعْتُه، اخرُجْ إليهِم. قال النبيُّ  : (فأينَ). فأشار إلى بني قُرَيظَةَ، فأتاهم رسولُ اللهِ فنزَلوا على حُكمِهِ، فرَدَّ الحُكمَ إلى سعدٍ، قال : فإني أحكُمُ فيهم : أن تُقْتَلَ المُقاتِلَةُ، وأن تُسبَى النساءُ والذُّرِّيَّةُ، وأن تُقسَمَ أموالُهم. قال هشامٌ : فأخبَرَني أبي، عن عائشةَ : أن سعدًا قال : اللهم إنك تَعلَمُ أنه ليس أحدٌ أحبَّ إليَّ أن أُجاهِدَهم فيك، من قومٍ كذَّبوا رسولَك وأخرَجوه، اللهم فإني أظنُّ أنك قد وضَعْتَ الحربَ بيننا وبينهم، فإن كان بَفيَ من حربِ قريشٍ شيء فأبْقِني له، حتى أجاهِدَهم فيك، وإنْ كنتَ وضعتَ الحربَ فافْجُرْها واجعل موتي فيها، فانفجرت من لَبَّتِهِ، فلم يَرُعْهُمْ، وفي المسجدِ خيمةٌ من بني غِفارٍ، إلا الدَّمُ يسيلُ إليهِم، فقالوا : يا أهلَ الخيمةِ، ما هذا الذي يأتينا من قِبَلِكم ؟ فإذا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا، فماتَ رضي اللهُ عنهُ.[19]  

مراجع

عدل
  1. ^ Zeitlin, The Historical Muhammad, p. 12 نسخة محفوظة 12 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ F. Donner: Muhammad's Political Consolidation in Arabia up to the Conquest of Mecca, The Muslim World, 69 (1979), p.233
  3. ^ Bernard Lewis, The Political Language of Islam, p. 191.
  4. ^ Watt, Muhammad, Prophet and Statesman, p. 170-176.
  5. ^ Norcliffe, Islam: Faith and Practice, p. 21.
  6. ^ "ص19 - كتاب السيرة النبوية راغب السرجاني - غزوة بني قريظة وحكم الله فيهم - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2024-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-29.
  7. ^ "ص290 - كتاب الرحيق المختوم - غزوة بني قريظة - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2024-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-29.
  8. ^ Muir, A Life of Mahomet and History of Islam to the Era of the Hegira, chapter XVII, p. 259f. نسخة محفوظة 03 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Guillaume, p. 458f.
  10. ^ Ramadan, p. 143.
  11. ^ "فصل: غزوة بني قريظة|نداء الإيمان". www.al-eman.com. مؤرشف من الأصل في 2021-01-20. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-29.
  12. ^ غزوة بني قريضة، دروس وعبر، إسلام ويب نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ حديث حكم سعد بن معاذ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ ابن هشام. السيرة النبوية لابن هشام. جامع الكتب الإسلامية. ج. ٣. ص. ٢٠١.
  15. ^ "ص25 - كتاب الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين - مسند عطية القرظي رضي الله عنه - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-29.
  16. ^ السيرة النبوية لابن هشام - الجيل | مجلد 4 | صفحة 204 | غزوة بني قريظة في سنة خمس | السيرة والشمائل |. مؤرشف من الأصل في 2024-08-30.
  17. ^ صفحة 439 - الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء. مؤرشف من الأصل في 2024-08-30.
  18. ^ "إسلام ويب - السيرة النبوية (ابن هشام) - غزوة بني قريظة في سنة خمس - قسم فيء بني قريظة- الجزء رقم2". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2024-08-30. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-29.
  19. ^ صحيح البخاري

مصادر

عدل


قبلها:
غزوة الخندق
غزوات الرسول
غزوة بني قريظة
بعدها:
غزوة بني لحيان