صداع عنقودي

مرض من الأمراض

الصداع العنقودي [2] (يرمز له CH من Cluster headache) هو اضطراب عصبي يميّز من خلال حدوث صداع قوي ومتكرر على جانب واحد من الرأس، ونمطياً حول العين.[3] هناك عادة أعراض منفردة مصاحبة للصداع مثل تدمّع العينين واحتقان الأنف وحدوث انتفاخ منطقة العين وما حولها، بحيث بكون الألم مغطياً حتى جانب الرأس.[3]

الصداع العنقودي
معلومات عامة
الاختصاص طب الجهاز العصبي
من أنواع صداع  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
الأسباب
الأسباب غير معروف  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P828) في ويكي بيانات
المظهر السريري
الأعراض صداع[1]،  وإفراز الدموع  [لغات أخرى][1]،  وعين حمراء[1]،  واحتقان الأنف[1]،  وسيلان الأنف[1]،  وتهيجية[1]،  وهياج نفسي حركي[1]،  وتدلي الجفن[1]،  وتعرق  [لغات أخرى][1]،  ورهاب الضوء[1]  تعديل قيمة خاصية (P780) في ويكي بيانات
الوبائيات
انتشار المرض
0.001 [1]  تعديل قيمة خاصية (P1193) في ويكي بيانات

ينتمي الصداع العنقودي إلى مجموعة اضطرابات الصداع الأوليّة والمصنفة تحت اسم trigeminal autonomic cephalalgias. تشير تسمية الصداع العنقودي إلى نوبات الصداع المجتمعة والتي تحدث في نفس الوقت.[3] عادة ما يصيب الأفراد نوبات متكررة من صداع شديد الألم وحيد الجانب.[4] تحدث هذه النوبات عادة بشكل دوري، مع حدوث فترة هدوء فجائية بين نوبات الألم، على الرغم من أن 10 إلى 15% من الصداع العنقودي المزمن لا يصاحبه فترات هدوء.[4]

يحدث هذا الاضطراب بما يعادل نسبة تصل إلى حوالي 0.2% من تعداد السكان العام،[5] ويصيب هذا المرض الرجال أكثر من النساء بنسبة تتراوح بين 2.5-3.5 إلى 1.[3]

الأسباب

عدل

الاسباب المعروفة التي قد تسبب مرض الصداع العنقودي:

وقد تكون أسباب نفسية أو مجهولة تسبب الصداع.

الأعراض

عدل

أعراض الصداع العنقودي عبارة عن نوبات متكررة من هجمات صداع أحادية الجانب تتسم بشدة الألم.[6][7] و تصل مدة نوبة الصداع العنقودي النمطية من 15 إلى 180 دقيقة.[8] كما إن معظم الحالات غير المعالجة والتى تقدربحوالي 75%من الحالات تدوم لأقل من 60 دقيقة.[9]

الوقاية

عدل

يقسم تدبير الصداع العنقودي إلى ثلاثة أقسام أساسية: علاج مجهض للنوبة وعلاج انتقالي وعلاج وقائي. تستخدم العلاجات الوقائية لتقليل تواتر نوبات الصداع العنقودي أو تجنب حدوثها، وتستخدم عادةً مع فرعي العلاج الآخرين.[10]

الفيراباميل

عدل

يوصى باستخدام الفيراباميل، وهو أحد حاصرات قنوات الكالسيوم، باعتباره الخط العلاجي الأول للوقاية من نوبات الصداع العنقودي. لم يستخدم الفيراباميل سابقًا كما ينبغي في علاج مرضى الصداع العنقودي. قد يلاحظ التحسن خلال 1.7 أسبوع وسطيًا في حالات الصداع العنقودي النوبي وخلال 5 أسابيع في حالات الصداع العنقودي المزمن عند استخدام جرعة تتراوح بين 160 و720 مغ (240 مغ/ يوم وسطيًا). يعتقد الباحثون أن العلاج الوقائي باستخدام الفيراباميل فعال؛ لأنه يؤثر على النظم اليوماوي وعلى الببتيدات المرتبطة بمورثة الكالسيتونين؛ إذ تتحكم قنوات الكالسيوم المعتمدة على الجهد في تحرر الأخيرة.[11][12]

القشرانيات السكرية

عدل

يدعم عدد قليل من الأدلة الفائدة طويلة الأمد للقشرانيات السكرية. وفي جميع الأحوال، يمكن استخدامها لفترة مؤقتة إلى أن تصبح الأدوية الأخرى فعالة؛ فهي تحقق الراحة في غضون ثلاثة أيام. يوقف هذا الصنف الدوائي عادةً بعد 8- 10 أيام من العلاج.[13][14]

الجراحة

عدل

قد يلجأ الأطباء إلى التحفيز العصبي لعلاج الحالات غير المستجيبة على العلاج الدوائي. وفي هذا الشأن، يتوفر إجراءان مفيدان هما: التحفيز العميق للدماغ وتحفيز العصب القذالي. أظهرت التجارب الأولى فائدة هذه الأساليب في علاج نحو 60% من الحالات. يلاحظ التحسن عادةً بعد أسابيع أو أشهر. ما يزال استخدام التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد خاضعًا للدراسة.[15][16]

يمكن استخدام عدد من الإجراءات الجراحية الأخرى، كبضع الجذور أو تخفيف انضغاط الأوعية الدموية الدقيقة، ولكن ما تزال الأدلة التي تدعمها محدودة، وسجلت حالات لأشخاص ازدادت فيها أعراضهم سوءًا بعد هذه الإجراءات.[15]

علاجات أخرى

عدل

يوصى باستخدام الليثيوم والميثيسرجيد والتوبيرامات كعلاجات بديلة، على الرغم من قلة الأدلة الداعمة لاستخدام الأخيرين، وهذا ينطبق على التيانبتين والميلاتونين والإرغوتامين. لا ينصح باستخدام حمض الفالبرويك والسوماتريبتان والأكسجين ضمن الإجراءات الوقائية. أظهرت حقن ذيفان السجقية (البوتوكس) نجاحًا محدودًا في هذا السياق. لم تكن الأدلة حول استخدام الباكلوفين وذيفان السجقية والكابسيسين واضحة.[17][18][19]

التدبير

عدل

يستخدم الأكسجين مع التريبتانات لعلاج نوبات الصداع العنقودي الحادة، ولكنهما لا يستخدمان بالقدر الكافي بسبب التشخيص الخاطئ للنوبة. يجب تجنب المنبهات أثناء النوبة كالكحول والنيتروغليسرين والقيلولة النهارية.[14]

الأكسجين

عدل

قد يساعد العلاج بالأكسجين في إجهاض النوبات، ولكنه لا يقي من النوبات المستقبلية. يعطى الأكسجين عادةً عن طريق قناع ذي كيس بمعدل 12- 15 لتر في الدقيقة لمدة 15- 20 دقيقة. أظهرت إحدى المراجعات تحسن نحو 70% من المرضى في غضون 15 دقيقة. ومع ذلك، ما يزال الدليل على فعالية إعطاء الأكسجين بنسبة 100% ضعيف. يمكن للأكسجين عالي الضغط –أكثر من ضعفي الضغط الجوي- أن يخفف الصداع العنقودي.[20][21]

التريبتانات

عدل

يستخدم السوماتريبتان، وهو العلاج الأساسي الآخر للنوبات الحادة، حقنًا تحت الجلد أو عبر الأنف. أثبتت الدراسات فائدة السوماتريبتان والزولميتريبتان في تحسين الأعراض الحادة مع تفوق السوماتريبتان. تملك التريبتانات تأثير مضيق للأوعية، وهذا يحد من استخدامها لدى المصابين بمرض القلب الإقفاري. قد تكون مركبات الإرغوت المضيقة للأوعية مفيدة، ولكن استخدامها في النوبات الحادة لم يخضع للدراسة الموسعة.[22][23]

المواد الأفيونية

عدل

لا ينصح باستخدام الأدوية الأفيونية في تدبير الصداع العنقودي، وقد يؤدي استخدامها إلى تفاقم الصداع. يرتبط استخدام المواد الأفيونية على المدى الطويل بحدوث متلازمات الاعتماد والإدمان والسحب المعروفة. يساهم وصف الأدوية الأفيونية أيضًا في تأخير التشخيص وسوء العلاج والتدبير.[24][25][26][27]

علاجات أخرى

عدل

قد يفيد تطبيق الليدوكائين داخل الأنف (في المنخر الموافق لجهة الإصابة) في علاج المرضى المقاومين على العلاج التقليدي.

بينت أحد الدراسات تفوق الأوكتريوتيد حقنًا تحت الجلد على العلاج الوهمي في علاج النوبات الحادة.[28]

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب Arne May; Todd J Schwedt; Delphine Magis; Patricia Pozo-Rosich; Stefan Evers; Shuu-Jiun Wang (1 Mar 2018). "Cluster headache". Nature Reviews Disease Primers (بالإنجليزية). 4: 18006. DOI:10.1038/NRDP.2018.6. ISSN:2056-676X. PMID:29493566. QID:Q87919157.
  2. ^ ترجمة حسب المعجم الطبي الموحد. http://www.emro.who.int/Unified-Medical-Dictionary.html نسخة محفوظة 2018-09-09 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ا ب ج د Nesbitt AD, Goadsby PJ (11 أبريل 2012). "Cluster headache". BMJ (Clinical research ed.) (Review). ج. 344: e2407. DOI:10.1136/bmj.e2407. PMID:22496300.
  4. ^ ا ب "IHS Classification ICHD-II 3.1 Cluster headache". The International Headache Society. مؤرشف من الأصل في 2016-08-07. اطلع عليه بتاريخ 2014-01-03.
  5. ^ Bennett MH, French C, Schnabel A, Wasiak J, Kranke P (2008). "Normobaric and hyperbaric oxygen therapy for migraine and cluster headache". Cochrane Database Syst Rev (Review) ع. 3: CD005219. DOI:10.1002/14651858.CD005219.pub2. PMID:18646121.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  6. ^ Beck E, Sieber WJ, Trejo R (فبراير 2005). "Management of cluster headache". Am Fam Physician (Review). ج. 71 ع. 4: 717–24. PMID:15742909. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  7. ^ Capobianco DJ, Dodick DW (أبريل 2006). "Diagnosis and treatment of cluster headache". Semin Neurol (Review). ج. 26 ع. 2: 242–59. DOI:10.1055/s-2006-939925. PMID:16628535.
  8. ^ Weaver-Agostoni J (15 يوليو 2013). "Cluster headache". American family physician (Review). ج. 88 ع. 2: 122–8. PMID:23939643.
  9. ^ Friedman BW, Grosberg BM (فبراير 2009). "Diagnosis and management of the primary headache disorders in the emergency department setting". Emergency medicine clinics of North America (Review). ج. 27 ع. 1: 71–87, viii. DOI:10.1016/j.emc.2008.09.005. PMC:2676687. PMID:19218020.
  10. ^ Nalini Vadivelu؛ Alan David Kaye؛ Jack M. Berger (28 نوفمبر 2012). Essentials of palliative care. New York, NY: Springer. ص. 335. ISBN:9781461451648. مؤرشف من الأصل في 10 سبتمبر 2017.
  11. ^ May، A.؛ Leone، M.؛ Áfra، J.؛ Linde، M.؛ Sándor، P. S.؛ Evers، S.؛ Goadsby، P. J. (2006). "EFNS guidelines on the treatment of cluster headache and other trigeminal-autonomic cephalalgias". European Journal of Neurology. ج. 13 ع. 10: 1066–77. DOI:10.1111/j.1468-1331.2006.01566.x. PMID:16987158.
  12. ^ Petersen AS, Barloese MCJ, Snoer A, Soerensen AMS, Jensen RH (2019). "Verapamil and Cluster Headache: Still a Mystery. A Narrative Review of Efficacy, Mechanisms and Perspectives". Headache. ج. 59 ع. 8: 1198–1211. DOI:10.1111/head.13603. PMID:31339562. S2CID:198193843.
  13. ^ Weaver-Agostoni، J (2013). "Cluster headache". American Family Physician. ج. 88 ع. 2: 122–8. PMID:23939643. مؤرشف من الأصل في 2019-12-30.
  14. ^ ا ب Beck E، Sieber WJ، Trejo R (فبراير 2005). "Management of cluster headache". American Family Physician (Review). ج. 71 ع. 4: 717–24. PMID:15742909. مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 2015.
  15. ^ ا ب Magis، Delphine؛ Schoenen، Jean (2011). "Peripheral Nerve Stimulation in Chronic Cluster Headache". Peripheral Nerve Stimulation. Progress in Neurological Surgery. ج. 24. ص. 126–32. DOI:10.1159/000323045. ISBN:978-3-8055-9489-9. PMID:21422783.
  16. ^ Martelletti، Paolo؛ Jensen، Rigmor H؛ Antal، Andrea؛ Arcioni، Roberto؛ Brighina، Filippo؛ De Tommaso، Marina؛ Franzini، Angelo؛ Fontaine، Denys؛ Heiland، Max؛ Jürgens، Tim P؛ Leone، Massimo؛ Magis، Delphine؛ Paemeleire، Koen؛ Palmisani، Stefano؛ Paulus، Walter؛ May، Arne (2013). "Neuromodulation of chronic headaches: Position statement from the European Headache Federation". The Journal of Headache and Pain. ج. 14: 86. DOI:10.1186/1129-2377-14-86. PMC:4231359. PMID:24144382.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  17. ^ Evers، Stefan (2010). "Pharmacotherapy of cluster headache". Expert Opinion on Pharmacotherapy. ج. 11 ع. 13: 2121–7. DOI:10.1517/14656566.2010.496454. PMID:20569084. S2CID:40081324.
  18. ^ Matharu M (9 فبراير 2010). "Cluster headache". Clinical Evidence (Review). ج. 2010. PMC:2907610. PMID:21718584.
  19. ^ Ailani، Jessica؛ Young، William B. (2009). "The role of nerve blocks and botulinum toxin injections in the management of cluster headaches". Current Pain and Headache Reports. ج. 13 ع. 2: 164–7. DOI:10.1007/s11916-009-0028-7. PMID:19272284. S2CID:10284630.
  20. ^ Bennett، Michael H؛ French، Christopher؛ Schnabel، Alexander؛ Wasiak، Jason؛ Kranke، Peter؛ Weibel، Stephanie (2015). "Normobaric and hyperbaric oxygen therapy for the treatment and prevention of migraine and cluster headache". Cochrane Database of Systematic Reviews. ص. CD005219. DOI:10.1002/14651858.CD005219.pub3. PMID:26709672. {{استشهاد بكتاب}}: |صحيفة= تُجوهل (مساعدة)
  21. ^ Friedman، Benjamin Wolkin؛ Grosberg، Brian Mitchell (2009). "Diagnosis and Management of the Primary Headache Disorders in the Emergency Department Setting". Emergency Medicine Clinics of North America. ج. 27 ع. 1: 71–87, viii. DOI:10.1016/j.emc.2008.09.005. PMC:2676687. PMID:19218020.
  22. ^ "Cluster headache". MedlinePlus Medical Encyclopedia. 2 نوفمبر 2012. مؤرشف من الأصل في 5 أبريل 2014. اطلع عليه بتاريخ 5 أبريل 2014.
  23. ^ Law، Simon؛ Derry، Sheena؛ Moore، R Andrew (2013). "Triptans for acute cluster headache". Cochrane Database of Systematic Reviews. ص. CD008042. DOI:10.1002/14651858.cd008042.pub3. PMC:4170909. PMID:20393964. {{استشهاد بكتاب}}: |صحيفة= تُجوهل (مساعدة)
  24. ^ Paemeleire، Koen؛ Evers، Stefan؛ Goadsby، Peter J. (2008). "Medication-overuse headache in patients with cluster headache". Current Pain and Headache Reports. ج. 12 ع. 2: 122–7. DOI:10.1007/s11916-008-0023-4. PMID:18474192. S2CID:28752169.
  25. ^ Johnson، Jacinta L؛ Hutchinson، Mark R؛ Williams، Desmond B؛ Rolan، Paul (2012). "Medication-overuse headache and opioid-induced hyperalgesia: A review of mechanisms, a neuroimmune hypothesis and a novel approach to treatment". Cephalalgia. ج. 33 ع. 1: 52–64. DOI:10.1177/0333102412467512. hdl:2440/78280. PMID:23144180. S2CID:5697283.
  26. ^ Watkins، Linda R.؛ Hutchinson، Mark R.؛ Rice، Kenner C.؛ Maier، Steven F. (2009). "The "Toll" of Opioid-Induced Glial Activation: Improving the Clinical Efficacy of Opioids by Targeting Glia". Trends in Pharmacological Sciences. ج. 30 ع. 11: 581–91. DOI:10.1016/j.tips.2009.08.002. PMC:2783351. PMID:19762094.
  27. ^ Saper، Joel R.؛ Da Silva، Arnaldo Neves (2013). "Medication Overuse Headache: History, Features, Prevention and Management Strategies". CNS Drugs. ج. 27 ع. 11: 867–77. DOI:10.1007/s40263-013-0081-y. PMID:23925669. S2CID:39617729.
  28. ^ Matharu، M (2010). "Cluster headache". BMJ Clinical Evidence. ج. 2010. PMC:2907610. PMID:21718584.
  إخلاء مسؤولية طبية