سيغمون راشر (12 فبراير 1909 - 26 أبريل 1945) كان طبيبًا ألمانيًا في شوتزستافل (سرب الحماية). أجرى تجارب مميتة على البشر تتعلق بالارتفاعات العالية والتجميد وتجلط الدم تحت رعاية قائد قوات الحماية هاينريش هيملر، الذي كانت لزوجته كارولين المكناة نيني ديهل علاقات مباشرة معه. عندما كشفت تحقيقات الشرطة أن الزوجين قد احتالوا على الجمهور بخصوبتهم الخارقة عن طريق توظيف واختطاف الأطفال، قبض عليها وراشر في أبريل 1944. اتهم راشر بارتكاب مخالفات مالية، وقتل مساعده السابق في المختبر، والاحتيال العلمي. وأحضر إلى معسكرات الاعتقال بوخنفالد وداخاو قبل إعدامه. بعد وفاته، حكمت محاكمات نورمبرغ على تجاربه بأنها غير إنسانية وإجرامية.[5]

سيغمون راشر
بيانات شخصية
الميلاد
الوفاة

26 أبريل 1945[1] عدل القيمة على Wikidata (36 سنة)

معسكر الاعتقال داخاو[1] عدل القيمة على Wikidata
ظروف الوفاة
سبب الوفاة
بلد المواطنة
المدرسة الأم
اللغة المستعملة
الزوج
بيانات أخرى
فترة النشاط
بداية من 1933 عدل القيمة على Wikidata
المهن
مجال التخصص
الولاء
الحزب السياسي
عضو في
الفرع العسكري
الرتبة العسكرية
النزاعات العسكرية
أمكنة السجن

حياته المبكرة

عدل

ولد سيغمون راشر في ميونيخ، وهو الطفل الثالث لهانس أوغست راشر (1880-1952) وهو طبيب ومتابع متحمس لرودولف شتاينر. لذلك، التحق راشر بمدرسة والدورف الأولى في شتوتغارت، وهي مدرسة تعتمد على عالم شتاينر الأنثروبولوجي كنهج في التعليم. وقد تأثر بإهرنفريد فايفر الذي آمن بتأثير الإيقاعات الكونية على عمليات الحياة.[6] أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة ثانوية ألمانية في كونستانز عام 1930 أو1931، وقد استخدم كلا التاريخين.[7]

التعليم وعضوية الحزب

عدل

بدأ دراسة الطب في ميونيخ عام 1933، حيث انضم أيضًا إلى الحزب النازي. التاريخ الدقيق لانضمامه غير مؤكد: أصر راشر على أنه كان في الأول من مارس، بينما تظهر الوثائق يوم الأول من مايو. وهذا مهم لأن التاريخ الأول هو قبل 4 أيام من انتصار النازيين في الانتخابات الفيدرالية الألمانية في مارس 1933، في حين أن التاريخ الثاني هو بعد توحيد هتلر للسلطة في 23 مارس من خلال قانون التمكين الخاص به.[8]

بعد تدريبه الطبي، عمل راشر مع والده المطلّق في بازل بسويسرا، وواصل دراساته الطبية هناك، وانضم إلى قوات العمل التطوعي السويسرية. في عام 1934، عاد إلى ميونيخ لإنهاء دراسته، وحصل على الدكتوراه في عام 1936. من خلال منحة الجمعية الألمانية للبحث العلمي DFG وتحت إشراف البروفيسور ترومب في ميونيخ. حتى عام 1939 كان طبيبًا مساعدًا في مستشفى شوابنجر كرانكنهاوس في ميونخ.

العمل مع سرب الحماية

عدل

انتقل راشر في عام 1939 إلى سرب الحماية برتبة جندي. وفي نفس العام، بلغ راشر عن والده، وجند في سلاح الجو الألماني. أكسبته علاقته بالمغنية السابقة كارولين (نيني) ديهل وزواجه منها في نهاية المطاف إمكانية الوصول المباشر إلى قائد قوات الحماية هاينريش هيملر. إن علاقة راشر بهيملر أعطته تأثيرًا هائلًا، حتى على رؤسائه. على الرغم من أنه من غير الواضح طبيعة علاقة ديهل بهيملر، إلا أنها كثيرًا ما تراسلت معه وتوسطت معه نيابة عن زوجها. يقترح أن ديهل ربما كانت عاشقة سابقة لهيملر.[9]

بعد أسبوع من لقائه الأول بهيملر، قدم راشر ورقة بعنوان تقرير عن تطوير وحل بعض المهام الموكلة إلى قائد قوات الحماية خلال مناقشة عقدت في 24 أبريل 1939. انخرط راشر في اختبار مستخلص نباتي كعلاج للسرطان. فضل كيرت بلوم، نائب رئيس صحة الرايخ والمفوض لأبحاث السرطان في مجلس أبحاث الرايخ، اختبار المستخلص على القوارض لكن راشر أصر على استخدام موضوعات الاختبار البشرية. اتخذ هيملر جانب راشر وتم إنشاء محطة اختبار السرطان البشري في داخاو. عمل بلوم في المشروع.[10]

تجارب الارتفاعات العالية

عدل

اقترح راشر في أوائل عام 1941، عندما كان كابتن في الخدمة الطبية في سلاح الجو الألماني، إجراء تجارب على الارتفاعات العالية والضغط المنخفض على البشر. أثناء أخذه دورة في طب الطيران في ميونخ، كتب رسالة لهيملر قال فيها إن دورته تتضمن بحثًا في الطيران على ارتفاعات عالية، وأعرب عن أسفه لعدم إمكانية إجراء اختبارات على البشر لأن مثل هذه التجارب كانت خطيرة للغاية ولم يتطوع أحد. طلب راشر من هيملر أن يضع البشر تحت تصرفه، موضحًا بكل صراحة أن التجارب قد تكون قاتلة، لكن الاختبارات السابقة التي أجريت على القرود لم تكن مرضية. تم الرد على الرسالة من قبل رودولف براندت، مساعد هيملر، الذي أبلغ راشر أنه سيتم توفير السجناء.[11]

رد راشر بعد ذلك على براندت، طالبًا الإذن بإجراء تجاربه في داخاو، وطورت خطط التجارب في مؤتمر في أوائل عام 1942 حضره راشر وأعضاء الخدمة الطبية في سلاح الجو الألماني. أجريت التجارب في فصلي الربيع والصيف من نفس العام باستخدام غرفة ضغط محمولة مقدمة من سلاح الجو. حبس الضحايا في الغرفة، ثم خفض الضغط الداخلي فيها إلى مستوى يتوافق مع الارتفاعات العالية جدًا. يمكن تغيير الضغط بسرعة كبيرة، ما يسمح لراشر بمحاكاة الظروف التي قد يتعرض لها الطيار أثناء السقوط الحر من ارتفاع بدون أكسجين. بعد الاطلاع على تقرير عن إحدى التجارب القاتلة، لاحظ هيملر أنه إذا نجا شخص ما من مثل هذه المعاملة، فيجب العفو عنه بالسجن مدى الحياة. رد راشر على هيملر بأن الضحايا كانوا حتى الآن مجرد بولنديين وسوفييت، وأنه يعتقد أنه لا ينبغي منحهم أي عفو من أي نوع. مات 80 من أصل 200 شخصًا على الفور بسبب التجربة، بينما قُتل الباقون.[12]

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب ج د ه مذكور في: Unsung heroes of the Dachau Trials by John J. Dunphy, published in 2019. لغة العمل أو لغة الاسم: الإنجليزية. تاريخ النشر: 2019.
  2. ^ John J. Dunphy (2019), Unsung heroes of the Dachau Trials (بالإنجليزية), Jefferson, QID:Q109591457{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  3. ^ "Nuremberg Trials Project".
  4. ^ Nuremberg Trials Project (بالإنجليزية), QID:Q78909371
  5. ^ Heller، Kevin (2011). Oxford University Press (المحرر). The Nuremberg Military Tribunals and the Origins of International Criminal Law. ISBN:978-0199554317.
  6. ^ Jeremy Garwood Book Review Siegfried Bär: The Fall of the House of Rascher. نسخة محفوظة 2019-06-27 على موقع واي باك مشين. Lab Times, 5 February 2015.
  7. ^ Sardar، Ziauddin؛ Yassin-Kassab، Robin (2013). Critical Muslim 5: Love and Death. Oxford: Oxford University Press. ISBN:978-1849043076.
  8. ^ "Hitler Becomes Dictator". The History Place. مؤرشف من الأصل في 2024-07-18. اطلع عليه بتاريخ 2015-10-27.
  9. ^ Michalczyk، John J. (1994). Medicine, Ethics, and the Third Reich: Historical and Contemporary Issues. Rowman & Littlefield. ص. 95. ISBN:1-55612-752-9.
  10. ^ Moreno، Jonathan D. (2001). Undue Risk: Secret State Experiments on Humans. Routledge. ص. 60–61. ISBN:0-415-92835-4.
  11. ^ Annas، George J.؛ Michael A. Grodin (1995). The Nazi doctors and the Nuremberg Code: human rights in human experimentation. Oxford University Press US. ص. 71–73. ISBN:0-19-510106-5.
  12. ^ Pringle, Heather, The Master Plan: Himmler's Scholars and the Holocaust, Hyperion, 2006.