حكمت سلالة كوتش (1515 - 1949) أجزاء من شرق شبه القارة الهندية في آسام وبنغال الحالية. أسس بيسوا سينغا السلطة في مملكة كاماتا السابقة المنبثقة عن مملكة كاماروبا الآخذة في الانهيار آنذاك.[1][2] ووصلت السلالة إلى الحكم بإزاحة اتحادات البارو بويان، الذين أزاحوا في وقت سابق حكم علاء الدين حسين شاه الذي لم يدم طويلًا.

انقسمت السلالة إلى ثلاثة فروع بين أحفاد أبناء بيسوا سينغا الثلاثة: فرعان متنافسان هما كوتش بيهار وكوتش هاجو وفرع ثالث في خاسبور. تحالف كوتش بيهار مع المغول وانقسم فرع كوتش هاجو إلى أقسام فرعية مختلفة تحت حكم مملكة أهوم. أصبحت كوتش بيهار ولاية أميرية خلال الحكم البريطاني وضُمت بعد استقلال الهند. اندمج الفرع الثالث في خاسبور ضمن مملكة كاتشاري. أما رايكات فهو فرع إضافي لسلالة كوتش ويدعي أنه متحدر من سلالة سيسيا سينغا، شقيق بيسوا سينغا.

أصل الكلمة

عدل

يشير اسم كوتش إلى مجموعة اثنية تنسب أصل الأبناء إلى سلالة والدتهم، وتنتمي إليها والدة بيسوا سينغا،[3] وينتمي الملك أيضًا كحال معظم سكان مملكة (كوتش بيهار) إلى مجتمع كوتش.[4]

التاريخ

عدل

معلومات أساسية

عدل

بعد سقوط سلالة بالا في كاماروبا، انقسمت المملكة إلى قطاعات مختلفة في القرن الثاني عشر. نقل سانديا، حاكم كاماروباناغارا (شمال غواهاتي حاليًا) عاصمته غربًا إلى شمال البنغال الحالية في منتصف القرن الثالث عشر وأصبح اسمها مملكة كاماتا.[5] فيما حكم زعماء اتحادات البارو بويان المنطقة العازلة، الواقعة بين الممالك الشرقية وكاماتا. أزاح علاء الدين حسين شاه من غاور، نيلامبار من سلالة خين عام 1498، واحتل كاماتا وعين ابنه دانيال حسين مسؤولًا عنها. بعد بضع سنوات، هزم اتحاد البارو بويان، بقيادة هاروب نارايان من وادي براهمابوترا، دانيال حسين وأسروه وأعدموه، وانتهى الأمر بسقوط المنطقة تحت حكم اتحاد البويان.[6]

ظهور قوة سلالة كوتش

عدل

توحد عدد من قبائل الكوتش المستقلة تحت قيادة زعيم يدعى هاجو، الذي احتل رانغبور وكامروب. وقد تمكنت قبائل الكوتش المنتشرة باتجاه السهول الجنوبية من التحالف مع مجموعات قبلية أخرى. ومن بين عوامل متعددة، يعتبر التحول من أسلوب القطع والحرق في الزراعة إلى الزراعة المستقرة وانهيار العلاقات القبلية القائمة على العشائر من العوامل المساهمة في نمو قوة سلالة كوتش.[7]

وفي أحد هذه التحالفات، تزوجت هيرا ابنة هاجو من هاريا ماندال، أحد أفراد قبيلة ميش من شيكناغرام في مقاطعة كوكراجهار الحالية. على الرغم من صعوبة تمييز هذه الهويات الاثنية نظرًا لوجود زيجات متكررة بين أفراد القبيلتين، اكتسب بيسو، ابن هيرا وهاجو، الإرث السياسي لجده هاجو، وأثبت نفسه رئيسًا للفرع الشرقي للكوتش في منطقة الخونتاغات (منطقة كوكراجهار الحالية في ولاية آسام). من المعتقد أن بيسو قاتل تحت قيادة البار بويان باعتباره صاحبًا للأرض، ضد احتلال مملكة كاماتا من قبل علاء الدين حسين شاه، وبالتالي تعلم تكتيكاتهم العسكرية.[8]

توطيد السلطة في ظل بيسو

عدل

سعى بيسو نحو تحالف زعماء القبائل، ضد زعماء البارو بويان الأكثر قوة وبدأ حملته نحو عام 1509. هزم البويان على التوالي في أوغوري، وجارغاون، وفولاغوري، وبيني، وباندوناث (باندو في غواهاتي) وقد استنزفه زعيم البويان بشكل خاص في كارنابور، ولكنه استطاع هزيمته بمكيدة خلال مهرجان بيهو.[9]

تقول بعض السجلات، أن بيسو نقل عاصمته من شيكانا إلى هينغولاباس (بالقرب من ساموكتالا الحالية) ومن ثم أخيرًا إلى كاماتابور (تسمى الآن جوسانيماري) الواقعة على بعد أميال قليلة جنوب شرق بلدة كوتش بيهار الحالية. ولكن نظرًا لأن هذه التحركات سُجلت بعد الأحداث بكثير، فمن غير المتوقع أن تكون المعلومات عن التواريخ والحكام المرتبطين بهذه التحركات دقيقة وتمثل هذه الحركات الامتداد التدريجي لسلطة كوتش نحو السهول الجنوبية لوادي براهمابوترا. وبعد إخضاع الحكام الضعيفين، أعلن بيسو نفسه ملك كاماتا، المحدودة من الشرق بنهر بارنادي ومن الغرب بنهر كاراتويا، في 1515.[10]

كانت سلالة كوتش في كاماتا واحدة من عدة تشكيلات قبلية تطورت إلى ولايات في نحو القرن الخامس عشر شمال شرق الهند، وهي أهوم، وتشوتيا، وديماسا، وتريبورا، ومانيبور، وغيرها.[11]

التحول إلى السنسكريتية

عدل

اعتنق بيسوا الهندوسية ضمن مراسم تتويجه، وتكنى باسم بيسوا سينغا. لكنه احتفظ بهوية أمه الكوتشية، ونبذ هوية والده الاثنية. خلق كبار الكهنة البراهميين أسطورة مفادها أن الإله سيفا هو والد بيسوا سينغا لإضفاء الشرعية على حكمه، ومنحه سلطة الكشاتريا فارنا. وفقًا للأسطورة المنسوجة في وقت التتويج، فإن بيسو ابن سيفا، وكانت قبيلته، سواء من شعب كوتش أو ميش، من الكشاتيريين الذين هربوا خوفًا من الإبادة على يد حكيم البراهميين باراشوراما، ولجؤوا إلى غرب آسام وشمال البنغال ثم تنكروا في وقت لاحق كمليكجيين أغراب.[12]

كانت عملية التحول إلى الهندوسية هذه أبطأ بكثير في الطبقات الدنيا من المجتمع، وادعى الملك بيسوا سينغا بأصله القبلي أنه من الراجبانشي كشاتريا، واعتمدت الطبقة الدنيا من سلالة كوتش هذا الاسم بعد القرن الثامن عشر.[13]

أوج السلالة

عدل

قاد ابنا بيسوا سينغا، نارا نارايان وشوكلادواج (تشيلاراي)، وهما الملك والقائد العام للجيش على التوالي، المملكة إلى أوج ازدهارها. ففي عهد نارا نارايان، شهدت مدينة كوتش بيهار انتشار دارما الإكاسارانا (اللجوء إلى الدين الواحد) على يد سانكارديف وتلميذيه مادهافديفا ودامودارديف، مما ساعد على إحداث نهضة ثقافية في المملكة. قاومت شعوب الكوتش والميش والكاتشاري، المقيمين في مملكة كوتش كاماتا، انتشار هذه الحركة الدينية الجديدة في البداية، مما حدا بنارا نارايان لإصدار أمر رسمي بالاعتراف بالممارسات الدينية المختلفة للشعوب المقيمة في المملكة، على الرغم من أنه بحلول نهاية القرن الثامن عشر، جموع كبيرة من سكان كوتش كانت قد تشرّبت جزءًا كبيرًا من الديانة الهندوسية.[14][15]

وفي وقت لاحق، جعل نارا نارايان من راغوديف، ابن تشيلاراي، حاكم كوتش هاجو، الجزء الشرقي من البلاد. وبعد وفاة نارا نارايان، أعلن راغوديف الاستقلال. وانقسمت مملكة كاماتا من يومها إلى كوتش بيهار وكوتش هاجو.

المراجع

عدل
  1. ^ (Nath 1989:2–11)
  2. ^ "Kamarupa was reorganized as a new state. 'Kamata' by name with Kamatapur as capital. The exact time when the change was made is uncertain. But possibly it had been made by Sandhya (c1250-1270) as a safeguard against mounting dangers from the east and the west. Its control on the eastern regions beyond the Manah (Manas river) was lax." (Sarkar 1992, pp. 40–41)
  3. ^ "(I)t becomes clear that Biswa Singha's father was a Mech and mother was a Koch and both the tribes were "rude" and "impure", hence non-Aryan or non-Hinduised." (Nath 1989:17)
  4. ^ "The dynasty was Koch and the name of kingdom was Koch Bihar because the king himself and most of the population belonged to the Koch community" (Das 2004:559)
  5. ^ (Gogoi 2002, p. 17)
  6. ^ (Nath 1989:21)
  7. ^ (Nath 1989:17)
  8. ^ "Bisu, who might have fought Alauddin Hussain Shah or his government in Kamrup under the leadership of the Bhuyans and had a knowledge of their (the Bhuyans') military tactics..." (Nath 1989:22–23)
  9. ^ "Since the sources are of a much later date than the events they record, the date of occurrence and the kings credited with each shift of the capital may not be accurate. But, as Ray points out, it is clear that the centre of Koch power was gradually moving towards the southern plains of the region." (Shin 2021:30–31)
  10. ^ (Nath 1989:28)
  11. ^ Guha (1983, p. 5)
  12. ^ (Sharma 2009:356–357)
  13. ^ "But it is interesting to note that neither in the Persian records, nor in the foreign accounts, nor in any of the dynastic epigraphs of the time, the Koches are mentioned as Rajvamsis. Even the Darrang Raj Vamsavali, which is a genealogical account of the Koch royal family, and which was written in the last quarter of the 18th century, does not refer to this term. Instead all these sources call them as Koches and/or Meches."(Nath 1989:5)
  14. ^ "Naranarayan had to issue an edict by which the tribal form of religious practice prevalent among like Koches, Meches, and the Kacharis was recognised"(Sheikh 2012:252)
  15. ^ (Sheikh 2012:252)