سبط أشير
وفقًا للكتاب المقدس العبري، فإن سبط أشير هو أحد أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، من نسل أشير (بالعبرية: אָשֵׁר)، (ومعناه "السعيد") ثامن أبناء يعقوب، وهو أحد الأسباط العشرة المفقودة.
الرواية الكتابية
عدلوفقًا لرواية سفر يشوع، بعد غزو بني إسرائيل لأرض كنعان، قسّم يشوع الأرض بين الأسباط الاثني عشر. وفقًا للعالم الكتابي كينيث كيتشن، أن هذا الحدث كان بعد سنة 1200 ق.م. بفترة وجيزة.[1] وعلى النقيض، يرى عدد من علماء النقد النصي أن غزو يشوع الموصوف في سفر يشوع لم يحدث قطّ.[2][3][4] بحسب الرواية الكتابية، خصّص يشوع لسبط أشير الجليل الغربي والساحلي،(يشوع 19: 24-31) وهي منطقة ذات درجة حرارة منخفضة نسبيًا وهطول أمطار غزيرة، مما يجعلها من أكثر الأراضي خصوبة في أرض كنعان، مع المراعي الغنية والتلال المشجرة والبساتين؛ على هذا النحو أصبحت أرض سبط أشير مزدهرة بشكل خاص، واشتهرت بزيت الزيتون.[5]
منذ استيطانهم في هذه الأرض حتى تشكيل مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1050 ق.م.، شكّل سبط أشير جزءًا من اتحاد القبائل الإسرائيلية. لم تكن هناك حكومة مركزية، وفي أوقات الأزمات يقود الشعب شخصيات خاصة تعرف باسم القضاة. مع تزايد التهديد من الغارات الفلسطينية، قررت القبائل الإسرائيلية تشكيل مملكة مركزية قوية لمواجهة هذا التحدي، فانضم سبط أشير إلى المملكة الجديدة، التي كان شاول أول ملوكها. بعد وفاة شاول، ظلت جميع الأسباط، باستثناء سبط يهوذا، موالية لأبناء شاول، واتبعوا ابنه إيشبوشث،(صموئيل الثاني 2: 9-10) ولكن بعد وفاة إيشبوشث، انضم سبط أشير إلى الأسباط الشماليين وبايعوا داود الذي كان آنذاك ملكًا على سبط يهوذا، ليكون ملك مملكة إسرائيل الموحدة.
بعد اعتلاء رحبعام بن سليمان حفيد داود العرش حوالي سنة 930 ق.م.، انفصلت الأسباط الشمالية عن مملكة سلالة داود، وشكّلوا مملكة إسرائيل الشمالية. وظل سبط أشير عضوًا في المملكة الجديدة حتى غزتها الإمبراطورية الآشورية الحديثة حوالي سنة 723 ق.م.، ورحّلوا سكانها. منذئذ، اختفى ذكر سبط أشير، واعتُبر واحدًا من الأسباط العشرة المفقودة.
وفقًا للعهد الجديد، فإن حنة النبية وأبيها فينوئيل كانا ينتميان إلى سبط أشير.[6]
شجرة النسب
عدلأشير | هدورا | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يمنة | يشوة | يشوي | بريعة | سارح (ابنة) | |||||||||||||||||||||||||||||||||
حابر | ملكيئيل | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أرض السبط
عدلمن الصعب الاستخلاص من التوراة الحدود الدقيقة لأرض سبط أشير، بل من غير المؤكد ما إذا كان لسبط أشير حتى أراضي متصلة.[5] تبدو المواقع التي أشار الكتاب المقدس إلى تخصيصها لسبط أشير متفرقة، ليست منطقة محددة جيدًا.[5] ربما كان ذلك بسبب وضع أراضيها التي كانت في المنطقة التي تسيطر عليها فينيقيا، كما يبدو أن سبط أشير، طوال تاريخه، كان منفصلًا إلى حد ما عن أسباط إسرائيل الأخرى؛ بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه لم يلعب دورًا كبيرًا في العداء الذي صورته التوراة بين الكنعانيين والأسباط الأخرى، على سبيل المثال في الحرب التي شارك فيها باراق وسيسرا.[5] كما بدا أن قسمًا من السبط سكن وسط جبل إفرايم.[7]
استنتج علماء النقد النصي عمومًا أن سبط أشير كان يتألف من عشائر معينة كانت تتبع الاتحاد القبلي الإسرائيلي، ولكنها لم تندمج معهم أبدًا سياسيًا.[5] مؤشر آخر على ذلك هو أن سبط أشير مع سبطي رأوبين وجاد هم القبائل الوحيدة التي لم يُذكر أي شخص منهم بالاسم بعد الغزو، وأن سبطي أشير وجاد هما القبيلتان الوحيدتان اللتان لم يُذكرا في قائمة رؤساء القبائل في أخبار الأيام الأول 27.
الهجرة
عدليزعم اليهود الإثيوبيون المعروفين باسم بيتا إسرائيل أنهم ينتمون إلى سبط دان الذين هاجر أفراد منهم جنوبًا مع أفراد من أسباط جاد وأشير ونفتالي إلى مملكة كوش التي تقع أراضيها اليوم ضمن أراضي دولتي إثيوبيا والسودان[8] خلال زمن دمار الهيكل الأول.
المراجع
عدل- ^ Kitchen, Kenneth A. (2003), "On the Reliability of the Old Testament" (Grand Rapids, Michigan. William B. Eerdmans Publishing Company)((ردمك 0-8028-4960-1))
- ^ K. Lawson Younger Jr. (1 أكتوبر 2004). "Early Israel in Recent Biblical Scholarship". في David W. Baker؛ Bill T. Arnold (المحررون). The Face of Old Testament Studies: A Survey of Contemporary Approaches. Baker Academic. ص. 200. ISBN:978-0-8010-2871-7.
Besides the rejection of the Albrightian 'conquest' model, the general consensus among OT scholars is that the Book of Joshua has no value in the historical reconstruction. They see the book as an ideological retrojection from a later period — either as early as the reign of Josiah or as late as the Hasmonean period.
- ^ "It behooves us to ask, in spite of the fact that the overwhelming consensus of modern scholarship is that Joshua is a pious fiction composed by the deuteronomistic school, how does and how has the Jewish community dealt with these foundational narratives, saturated as they are with acts of violence against others?" Carl S. Ehrlich (1999). "Joshua, Judaism and Genocide". Jewish Studies at the Turn of the Twentieth Century, Volume 1: Biblical, Rabbinical, and Medieval Studies. BRILL. ص. 117. ISBN:90-04-11554-4.
- ^ "Recent decades, for example, have seen a remarkable reevaluation of evidence concerning the conquest of the land of Canaan by Joshua. As more sites have been excavated, there has been a growing consensus that the main story of Joshua, that of a speedy and complete conquest (e.g. Josh. 11.23: 'Thus Joshua conquered the whole country, just as the Lord had promised Moses') is contradicted by the archaeological record, though there are indications of some destruction and conquest at the appropriate time.Adele Berlin؛ Marc Zvi Brettler (17 أكتوبر 2014). The Jewish Study Bible: Second Edition. Oxford University Press. ص. 951. ISBN:978-0-19-939387-9. مؤرشف من الأصل في 2023-02-13.
- ^ ا ب ج د ه ASHER, Tribe and Territory By: Morris Jastrow, Jr., J. Frederic McCurdy نسخة محفوظة 2024-05-11 على موقع واي باك مشين.
- ^ Luke 2:36 نسخة محفوظة 2023-09-19 على موقع واي باك مشين.
- ^ Lemche، Niels Peter (2004). Historical dictionary of ancient Israel. Historical dictionaries of ancient civilizations and historical eras. Lanham, Md.: Scarecrow Press. ص. 63. ISBN:978-0-8108-4848-1.
- ^ "From tragedy to triumph: the politics behind the rescue of Ethiopian Jewry", Mitchell Geoffrey Bard. Greenwood Publishing Group, 2002. (ردمك 0-275-97000-0), (ردمك 978-0-275-97000-0). p. 2 نسخة محفوظة 2024-05-13 على موقع واي باك مشين.