روحانية (معتقد)
الروحانية إيمان ميتافيزيقي بأن العالم يتألف من مادتين أساسيتين على الأقل، الروح والمادة.[1] تطور هذا التمييز الميتافيزيقي شديد الاتساع إلى صيغ عديدة ومتنوعة عبر إضافة تفاصيل حول وجود كينونات روحانية مثل الروح والحياة الآخرة وروح الموتى والآلهة والوساطة الروحية، إضافة إلى تفاصيل حول طبيعة العلاقة بين الروح والمادة. وقد تشير أيضًا إلى فلسفة أو مذهب أو دين يتعلق بالبعد الروحاني للوجود.[2][3]
والروحانية مصطلح استخدم أيضًا بشكل شائع في ممارسات وساطة روحية أو خارقة ومعتقدات سجلت خلال تاريخ الجنس البشري ولدى عدد من الثقافات.[4][5]
تبدو التقاليد الروحانية متجذرة بعمق في الشامانية وربما هي أحد أقدم أشكال الدين. الوساطة الروحية هي صيغة حديثة للشامانية وأفكار كهذه شبيهة بشدة بتلك التي طورها إدوارد بورنيت تايلر في نظريته حول الأرواحية التي تقول بوجود عالم أخرى موازية لعالمنا، ولو أنها عوالم غير مرئية لنا ولا يمكن أن نصل لها.[6] الوساطة الروحية هي أحد الروابط التي تصل بين هذه العوالم. تعرف الوساطة الروحية بأنها شخص يتمتع بحساسية استثنائية للبعد الخفياني، ويختبر رؤى ووحيًا. ذكر بعض المؤلفين أن بضع أشخاص فحسب يمتلكون هذه القدرة.[7]
التعريف
عدلالروحانية هي الإيمان بأن لدى الأرواح قدرة على التواصل مع الأحياء عبر وسيط روحي. الاستخدام الأقدم المسجل للكلمة يعود إلى عام 1796، وكان قد استخدم من قبل روحاني القرن الثامن العشر البارز إيمانويل سويدينبيرج. اكتسب مصطلح «روحانية» معان مختلفة.[8] سيشمل تعريف واسع ويفي بمعنى المصطلح الإيمان متعدد الأوجه بمبدأ رئيسي لدى الكائنات الحية، أجساد حية خارقة أو ما فوق طبيعية أو ألوهية أو قوة وجودية مجردة أو أرواح حية. يؤمن أتباع الحركات الروحانية أن أرواح الموتى تنجوا من الحياة الفانية، وأن الكائنات الإحساسية من العوالم الروحانية يمكن أن تتواصل، وهي تتواصل فعلًا، مع الأحياء. منذ العصور القديمة، كانت الروحانية عنصرًا في الأديان الأهلية التقليدية. في عالم اليوم، الروحانية ظاهرة متنامية تتجلى في التدين الأهلي التقليدي في كل القارات من خلال جماعات روحانية غير منحازة وحركات توفيقية عديدة وفي عناصر أديان أرثوذوكسية ترى عبرها بأنها ما تزال تحديًا.[9]
تستخدم العديد من الأعمال المرجعية مصطلح الروحية أيضًا لتعني الشيء نفسه الذي تعنيه «الروحانية»، إلا أن الروحية تستخدم بصورة أكثر دقة لتعني الروحانية. ومن الأركان الأساسية لدى معتنقيها هو الإيمان بأن أرواح الموتى تتواصل مع الأحياء عادة عبر وساطة روحية.
وتتخذ الكلمة أيضًا معنى بديلًا محددًا في ميادين عديدة مختلفة في الأكاديميا.
الاستخدام
عدليستخدم مصطلح الروحانية في اللغة الإنجليزية ليعني:
- (دين) الإيمان بأن البشر يمكن أن يتواصلوا، وهم يتواصلون بالفعل، مع الموتى ومع ممارسات ومذاهب الشعوب بهذا الإيمان.
- (فلسفة) في مذهب فلسفي أو معتقدات دينية تشدد على أن الأرواح توجد أو أن الواقع بأكمله روحاني وليس ماديًا.[10]
- (ميتافيزيق) مذاهب متعددة تؤكد على أن الواقع الأقصى هو الروح أو العقل.
- (الأخلاق) الرؤية بأن المخاوف الروحانية هي أكثر أهمية من مخاوف هذا العالم (نوع من المثالية أو الزهد التي تتعارض مع العلمانية)
- (إبستيمولوجيا) مصطلح آخر للروحانية
- (فن) «روحانية مجردة»، وهو مصطلح نحته جيرارد تيمبيست، صديق السوريالي الشهير جيورجيو دي تشيريكو في الخمسينيات من القرن العشرين لوصف «مسرح عين العقل». وهي ثيمة تتكرر منذ عام 1953 وتواصلت خلال التسعينيات من القرن العشرين.
المعتقدات
عدلالروحانية الحديثة
عدليستخدم مصطلح «الروحانية الحديثة» أو «الروحانية الأمريكية الحديثة» للإشارة إلى الحركات الدينية الأنجلو أمريكية التي شهدت عصرها الذهبي بين الأربعينيات من القرن التاسع عشر والعشرينيات من القرن العشرين، إلا أنها تستمر حتى يومنا هذا.[11][12]
الرابطة الروحانية الوطنية للكنائس، الولايات المتحدة الأمريكية
عدلالمبادئ ال 9 للرابطة الروحانية الوطنية للكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية هي:
- نؤمن بعقل لا محدود
- نؤمن بأن ظاهرة الطبيعة، الروحانية والمادية، هي تعبيرات عن العقل اللامحدود.
- نؤكد أن فهمًا صحيحًا لتعبير كهذا، والعيش بصورة تتماشى معه، يشكل دينًا حقيقيًا.
- نؤكد أن الوجود والهوية الشخصية للفرد تستمر بعد التغير الذي يسمى بالموت.
- نؤكد أن التواصل مع ما يسمون بالموتى هو حقيقة مثبتة علميًا بظاهرة الروحانية.
- نؤمن أن الأخلاق الأسمى متضمنة في القاعدة الذهبية: «افعل للآخرين ما ترغب بأن يفعلوا لك».
- نؤكد على المسؤولية الأخلاقية للأفراد، وأننا نصنع سعادتنا أو تعاستنا بحسب طاعتنا أو عصياننا للقوانين الروحية والمادية للطبيعية.
- نؤكد أن باب إعادة التشكل لا يغلق قط في وجه أي روح هنا أو في الحياة الأخرى.
- نؤكد أن مبادئ النبوءة والشفاء هي ميزات إلهية تثبت عبر الوساطة الروحية.
الروحانية المسيحية
عدلارتبطت الروحانية بممارسات المسيحية الأولى وتطورت إلى صيغة إضافية من الروحانية المسيحية، على سبيل المثال المعبد الروحاني الأول الذي ما يزال فاعلًا في الولايات المتحدة الذي تأسس في عام 1883 والرابطة الروحانية المسيحية العالمية الأعظم (التي ستصبح لاحقًا الجمعية الروحانية المسيحية العالمية الأعظم) في المملكة المتحدة التي تأسست في عام 1931.[13]
كان ويليام ستاينتون موسيس الوسيط الروحي وصاحب المكانة، وأحد رواد الحركة الروحانية، الأبرز في الحركة نحو روحانية مسيحية في المملكة المتحدة. وكان عضوًا في الرابطة الوطنية البريطانية للروحانيين، ونائب رئيس جمعية الأبحاث الروحانية وأطلق تحالف الروحانيين في لندن الذي أصبح لاحقًا كلية الدراسات الروحانية.[14][15]
تضم الطوائف الروحانية المسيحية المعاصرة أيضًا أولئك الذين ضمن الحركة الكنسية الروحانية الأمريكية التي ترأسها ليفي أندرسون، مثل كنيسة المسيح الروحانية الميتروبوليتانية، التي تأسست في عام 1925، وجمعيات المسيح الروحانية الخمسينية في أنحاء العالم التي تأسست في عام 1938، والتي كان شعارها «خمسيني بالولادة، روحاني بنمط الحياة، رسولي بالتجربة، ومسيحي بالطلب. كنيسة مسيحية ... على أساس روحاني ... تسير في ما هو فوق طبيعي» وكنيسة هاغار الروحانية العالمية، التي تأسست في العشرينيات من القرن العشرين.[16][17]
فرنسا قبل عام 1848
عدلنالت الروحانية الفرنسية، والتي عرفت بالروحية، شعبية في فرنسا وبلدان أمريكا اللاتينية. وكان باحثها الأبرز المؤلف آلان كارديك.
تتواجد الأفكار الروحانية من وقت إلى آخر في الأدب الباكر لل «مغناطيسيين الحيوانيين» الفرنسيين. في أوائل العام 1787 كتب إم تاردي دي مونترافيل أنه في شبه الغيبوبة تحررت روح «المسرنم» من جسدها وباتت قادرة على التواصل مع الأرواح الأخرى. وسجل الدكتور جي بي بيلوت وجي بي إف دولوز مناقشة حول استحضار الأرواح ووثقاها منذ العشرينيات من القرن التاسع عشر.
كان ألفونس كاهاغنيه، ناشر الرسائل الروحية مثل «كشف ألغاز الحياة المستقبلية» (1848)، الأبرز من بين أوائل الروحانيين الفرنسيين. ومع إلمامه بتعاليم سويدينبيرج، واهتمام أثاره فيه المستبصرون الألمان المعاصرون، برز كاهاغنيه في باريس آنذاك لوحده تقريبًا ممكن كانوا لا ينتمون إلى أي مدرسة. مع ظهور الروحانية الحديثة في أمريكا، لم يكن كاهاغنيه ليجد سواء القليل من القراء، إلا أن توثيقه لعمله إلى جانب وساطة أديل ماغينوت كانا من بين أبرز الوثائق والأفضل برهنة التي اعتمدت عليها الروحانية الباكرة. [18]
الروحانية الأمريكية الأصلية
عدللعبت تمثيلات صور الأمريكيين الأصليين دورًا بارزًا في روحانية القرنين التاسع عشر والعشرين على الرغم من أن السكان الأصليين وتقليدهم قد عانا كثيرًا في واقع الأمر تحت تأثير الكنائس المسيحية المتنافسة. منذ عام 1970، كان هناك عدد من الأفراد الذين زعموا بأنهم يروجون للروحانية الأمريكية الأصلية، والتي سميت في بعض الأحيان ب «الروحانية الهندية الأمريكية». بدأ انتشار هذه المعتقدات مع عدد من الخدع الأدبية التي قام بها أشخاص غير هنود مثل كارلوس كاستانيدا وجاماك هايووتر. وسعى العديد من الأمريكيين الأصليين إلى استغلال الاهتمام بالروحانية الأمريكية الأصلية، وكتبوا تحريفات عن المعرفة والممارسات الروحانية للسكان الأصليين لكي تستهلك في الأسواق الضخمة. تعرضت هذه الحالة لهجوم من قبل علماء هنود شرعيين ومن قبل ناشطين في حركات مثل الحركة الهندية الأمريكية وحركة نجاة الهنود الأمريكيين والراحل جيرارد ويلكنسون، رئيس مجلس الشباب الهندي الوطني.[19][20]
الكاريبي
عدلاتخذت الروحانية في الكاريبي طرقًا مختلفة في التعبير استندت إلى اتصالها بأنظمة دينية أخرى. في المناطق المدنية، على سبيل المثال، كان الروحانيون رفيعي المستوى التعليمي وأكثر ميلًا للانغماس في مفاهيم الكتاب الأجانب. إلا أن الأمية كانت متفشية في المناطق الريفية وكان الممارسون يتبنون تشكيلة واسعة من المعتقدات والممارسات.
المراجع
عدل- ^ [1], Spiritualism in Answers.com, retrieved February 14, 2008. نسخة محفوظة 2012-07-18 at Archive.is
- ^ Doyle، Arthur Conan (1926). "The History of Spiritualism". Nature. ج. 118 ع. 2961: 147. Bibcode:1926Natur.118..147T. DOI:10.1038/118147a0. S2CID:4122097.
There has, however, been no time in the recorded history of the world when we do not find traces of preternatural interference and a tardy recognition of them from humanity.
- ^ "Spiritualism, Pathway of Light; Ancient and Modern Spiritualism". National Spiritualist Association of Churches. مؤرشف من الأصل في 2008-02-01. اطلع عليه بتاريخ 2008-02-11.
Ancient and Modern Spiritualism; so often in a lecture or a book, we hear the term "Modern American Spiritualism". Why Modern? It is Modern Spiritualism to distinguish it from the ancient form of Spiritualism, for spiritual manifestations and communications between the physical world and the spiritual world have been evident and recorded by all civilizations. In fact, every religion that has ever been, has registered Spirit manifestations. Most all of the great spiritual leaders conversed or communicated with spirits although they were called other names, such as devas, pitris, gods, ancestral spirits, ghosts and magic.
- ^ Kucich، John J. (2004). Ghostly Communion: Cross-Cultural Spiritualism in Nineteenth-Century American Literature. Hanover: University Press of New England. ISBN:1-58465-432-5.
- ^ Lang، Andrew (1995). Myth Ritual & Religion. Senate, London. ISBN:1-85958-182-X.
- ^ Stocking، George W. Jr. (1971). "Animism in Theory and Practice: E. B. Tylor's Unpublished 'Notes on "Spiritualism"". Man. New Series. ج. 6 ع. 1: 88–104. DOI:10.2307/2798430. JSTOR:2798430.
- ^ Brockway، Robert W. (2007). The Roots of New Age: Esotericism and the Occult in the Western World. Brandon University, Brandon, Manitoba, Canada. ص. 38. مؤرشف من الأصل في 2024-03-29.
Spiritualistic traditions are deeply rooted in shamanism, and, as such, are perhaps the oldest forms of religion. The medium is the modern urban shaman. In the séance she enters into a deep trance. While she is in that state, a control from "the other side" takes possession of her vocal cords and sense organs. The control is also a medium, a departed spirit who has capacities analogous to those of the psychic. Those who have "passed over" are thought to be still embodied, but their bodies are much more subtle than ours, though not perfect. Some occultists speak of the "beyond" as the "astral plane" inhabited by "astral bodies." This idea is very much like that discussed by the nineteenth-century ethnologist E. B. Tylor in his theory of animism. There is another world parallel to our own, though invisible to us and not accessible to us in our state. However, all forms of organic life as well as inorganic matter is eternal and is translated from one sphere of reality to the other. The connecting link is the medium, the person endowed with exceptional sensitivity to the hidden or occult dimension, who experiences visions and revelations.
- ^ Lawrence، Edward (2003) [1921]. Spiritualism Among Civilized and Savage Races. Kessinger Publishing. ISBN:0-7661-5005-4.
What spiritualism is — The belief that beyond the present natural, visible, material universe there exists another world — real, but invisible; of a super-natural character; a sort of spiritual replica of the present, inhabited by the disembodies souls of men — is not only the most primitive concept of the human race, but the most far-reaching dogma, ethically and religiously, ever enunciated by man. It is a belief that meets us in every stage of the culture, and forms the foundation upon which the varied creeds of savage and civilised races have been reared. Under its modern name, Spiritualism, or Spiritism, we are assured by its exponents that this spirit world can be scientifically attested, and that there exists no longer any satisfactory reason to doubt its truth. As we shall see, such manifestations are not restricted to the seances held by modern Spiritualist but form the common procedure among barbaric and civilised peoples alike. Intelligent intercourse between these embodied or disembodied spirits is asserted to be possible by means of specially endowed persons called mediums.
- ^ Wulfhorst، Ingo (2006). Spirits, Ancestors and Healing: A Global Challenge to the Church. Geneva, The Lutheran World Federation. ISBN:3-905676-49-4.
- ^ Engel Pascal, Psychology and Metaphysics from Maine de Biran to Bergson Pascal Engel Université Paris Sorbonne
- ^ Podmore، Frank (1903). "Modern Spiritualism. A History and a Criticism". The American Journal of Psychology. The American Journal of Psychology, Vol. 14, No. 1. ج. 14 ع. 1: 116–117. DOI:10.2307/1412224. hdl:2027/iau.31858027158827. JSTOR:1412224.
- ^ Britten، Emma Hardinge. (1870). Modern American Spiritualism. New York.
- ^ "Greater World Christian Spiritualist Association". Greater World Christian Spiritualist Association. مؤرشف من الأصل في 2013-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2008-01-19.
The Greater World Christian Spiritualist League (later to become the Greater World Christian Spiritualist Association) was founded on 30 May 1931. It is an organisation of the Christ Mission to the four corners of the earth. The inspiration for this movement, which resulted in Winifred Moyes dedicating her life to the work of the Greater World, came through her guide Zodiac, who was a teacher in the temple at the time of our Lord.
- ^ Crowell، Eugene (1875). The Identity of Primitive Christianity and Modern Spiritualism. New York.
- ^ Hyslop، Prof. James (1906). The Borderland of Psychical Research. G. P. Putnam's Sons.
The fact is that Christianity probably originated in psychic phenomena. The Gospels are certainly full of references to events which we should to-day classify as psychic, or claiming to be psychic phenomena of importance
- ^ "Universal Hagar's Spiritual Church". مؤرشف من الأصل في 2013-01-22. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-15.
- ^ Baer، Hans A. (1984). The Black Spiritual Movement: A Religious Response to Racism. University of Tennessee Press.
- ^ Podmore, F. (2000). Modern spiritualism. Routledge/Thoemmes London.
- ^ Jacobs، Claude F.؛ Kaslow، Andrew J. (1991). The Spiritual Churches of New Orleans Origins, Beliefs, and Rituals of an African-American Religion. The University of Tennessee Press. ISBN:1-57233-148-8.
- ^ Aldred، Lisa (1903). "Plastic Shamans and Astroturf Sun Dances: New Age Commercialization of Native American Spirituality". The American Indian Quarterly. ج. 24 ع. 3: 329–352. DOI:10.1353/aiq.2000.0001. PMID:17086676. S2CID:6012903.