رقية حسن محمد

صحفية سورية

رقية حسن محمد (1985 – سبتمبر 2015) واشتهرت باسمها التي اعتادت النشر به نيسان إبراهيم هي صحفية سورية مستقلة ومدوّنة من مدينة الرقة في سوريا. كانت رقية عضوة في مجموعة الرقة تذبح بصمت، وهي حملة أطلقها مجموعة من ناشطي المجتمع المدني والإعلاميين في محافظة الرقة السورية، لكشف انتهاكات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، واستخدمت رقية اسمًا مستعارًا هو نيسان إبراهيم.[1][2] يعتقد أنها أول صحفية مواطنة أنثى يقوم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بإعدامها.[3][4]

رقية حسن محمد
معلومات شخصية
اسم الولادة Ruqia Hassan Mohammed  تعديل قيمة خاصية (P1477) في ويكي بيانات
الاسم الكامل رقية حسن محمد
الميلاد 1985
الرقة، سوريا
الوفاة سبتمبر 2015
الرقة، سوريا
سبب الوفاة إعدام
تاريخ الاختفاء أغسطس 2015
مكان الاختفاء الرقة، سوريا
الجنسية سوريا سورية
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة حلب
المهنة صحفية
اللغات العربية
منظمة الرقة تذبح بصمت

حياتها الشخصية

عدل

ولدت رقية في مدينة الرقة بسوريا عام 1985.[5] وتنحدر من عائلة ثرية من أكراد سوريا، والذين يقع مسقط رأسهم بالقرب من مدينة عين العرب.[6] والدها رجل أعمال مسلم ورع، يمتك عدة أراضٍ ومباني في مدينة الرقة. تزوج والدها مرتين، ولها أخت شقيقة، وخمس أخوة ذكور غير أشقاء من زوجة والدها.[7][8] تعمل شقيقتها طبيبة أسنان.[8]

درست في إعدادية الفارابي وثانوية أبو العلاء المعري،[8][9] وأكملت دراستها الجامعية في جامعة حلب وحصلت منها على إجازة في الفلسفة.[5][10][11] وفي عام 2011، أصبحت عضوة نشطة ومن أوائل معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، بعد بداية الحرب الأهلية السورية.[7][12] بقيت رقية في المدينة بعد استيلاء المتمردين على السلطة في عام 2013، وظلت بها حتى عندما استولى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على السلطة في وقت لاحق من العام ذاته.[13]

حياتها المهنية

عدل

اشتهرت رقية من خلال هويتها الصحفية المستعارة.[3] وكانت عضوة في مجموعة الرقة تذبح بصمت، وهي مجموعة من ناشطي المجتمع المدني والإعلاميين في محافظة الرقة عملت على إلقاء الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة، وكانت عبارة عن صفحة أخبار مستقلة غير حزبية غير ربحية، وأعضاءها غير مرتبطين بأي تنظيمات سياسية أو عسكرية. حصلت المجموعة على عدد من الجوائز العالمية منها جائزة حرية الصحافة العالمي.[13] ومن خلال فيسبوك، كتبت رقية باسمها المستعار «نيسان إبراهيم» عن الحياة اليومية في ظل احتلال داعش.[14][15] كما نشرت تحديثات بشأن تدهور الأوضاع في المدينة والضربات الجوية المتكررة من التحالف المشترك والقوات الروسية.[7] لطالما انتقدت وتهكمت منشوراتها بالسياسات التي سنتها الجماعة المتشددة، مثل حظر استخدام الواي-فاي.[14][16] واختلفت نبرة منشوراتها بين الغضب والدعابة السوداء.[17]

زعم أبو محمد، مؤسس مجموعة الرقة تذبح بصمت، أنه حاول ثني رقية عن الاستمرار في منشوراتها، وأنه شجّعها على تبديل هويتها وإزالة صورها الشخصية من حساباتها. وزعم آخرون أيضًا أنهم قلقون من أن تؤدي منشوراتها إلى أن تصبح هدفًا بارزًا للجهاديين المتطرفين، إلا أنها استمرت في النشر.[7] ويوم 21 يوليو 2015، توقفت رقية فجأة عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

الوفاة

عدل
 
 
الرقة
 
دمشق
 
Damascus
موقع مدينة الرقة في سوريا، ويظهر أيضًا موقع العاصمة السورية دمشق.

وضعت رقية تحت مراقبة داعش قبل اختفاءها، حيث اعتقد تنظيم الدولة أن منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي هي أعمال تجسس بالتعاون مع الجيش السوري الحر.[15][3] اختطفت رقية بواسطة داعش في وقت ما في أواخر شهر يوليو أو في شهر أغسطس 2015، ولم يُعرف ما حدث لها منذ حينها حتى إعدامها في الفترة بين سبتمبر وأكتوبر 2015.[13] لم تتلق عائلتها تأكيدًا رسميًا على إعدامها حتى يناير 2016، حين تم الكشف عن إعدامها عبر وسائل الإعلام.[5]

وفي الفترة بين اختفاءها وإعدامها، حصل تنظيم الدولة على إمكانية الوصول لحساباتها وبدأوا في مراسة أصدقاءها في محاولة الحصول على معلومات حول المنشقين المحتملين الآخرين وتحديد مواقعهم داخل وخارج سوريا.[13][10][8] وبسبب ذلك النشاط على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كان يعتقد أن رقية لا تزال على قيد الحياة.[18] ووفقًا لأعضاء مجموعة الرقة تذبح بصمت، استمرت المجموعة في نشاطها على حسابها على فيس بوك وأعلنت أنها لا تزال على قيد الحياة حتى أوائل يناير 2016، تمامًا حين بدأت أخبار إعدامها تنتشر على نطاق واسع.[19][10][13]

كتبت رقية في آخر منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي: «أنا في الرقة، وأتلقى تهديدات بالقتل. حين يقوم تنظيم الدولة باعتقالي وقتلي بذلك جيد، لأنهم بينما يقطعون رأسي سأكون ذات كرامة، وهو أفضل من العيش في الذل.»[7]

الصحافة وداعش

عدل
 
أصبحت مدينة الرقة السورية عام 2014 عاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية.

أعدمت داعش ستة صحفيين في فترة تسعة أشهر بين عامي 2015 و2016، وكانت رقية أحدهم. الآخرين هم زاهر الشرقات وأحمد محمد الموسى وإبراهيم عبد القادر وفارس حمادي وناجي جرف.[20]

استولى تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 على مدينة الرقة، واعتمدت كمهد للخلافة الإسلامية. بدأ العديد من المجندين في الجماعة من خارج وداخل سوريا بالهجرة إلى العاصمة الجديدة لمواصلة قضيتهم.[7] كما واصل التنظيم إنتاج محتوى إعلامي بشكل مطرد لجذب مؤيديهم إلى الرقة ولتعزيز سيطرتهم على المدينة. نتيجة لذلك، بدأت الظروف داخل المدينة بالتدهور بسرعة. تم سن قواعد قمعية جديدة، وكان كسر هذه القوانين الجديدة يؤدي في كثير من الأحيان إلى الضبط العام أو الإعدام.[7][21]

أسكتت داعش أي نقد في الرقة والمدن المجاورة من خلال القوة المميتة. تم إعدام المعارضين الصريحين وأي شخص يعتقد أنه ينقل المعلومات حول التنظيم.[13][17][19]

أصبح الصحفيون، والذين هم جزء كبير من معارضة النظام، مستهدفون من قبل التنظيم. فقد أدى العمل الذي قام به صحفيون مثل رقية إلى وصفهم علنًا بأنهم جواسيس، وكان إعدامها مثال على حركة شاملة أكبر لقمع نقل الحقيقة حول تصرفات التنظيم من خلال المجتمعات الصحفية السورية والتركية.[3][13]

تأثير وفاتها

عدل

أعلنت سوريا دايركت حين وفاة رقية أنها خامس صحفي يتم قتله على يد تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكتوبر 2014.[22] كما اعتقد بأنها أول صحفية مواطنة أنثى يتم إعدامها من قبل التنظيم.[17][23] إلا أن أعضاء مجموعة الرقة تذبح في صمت أن رقية ليست أول صحفية تُقتل في المنطقة، لكن البيانات الدقيقة المتعلقة بهذه الادعاءات غير موجودة حاليًا.[15]

واصلت رقية كتاباتها على الرغم من التحذيرات المتعددة من أقرانها لوقف التدوينات عن حالة الرقة.[24] فقد صرح أحد أقرباء رقية في مقابلة أنه يعتقد أن الإبلاغ عن أفعالها سيدفع الآخرين لمواصلة جهودها، على الرغم من تهديدات المتطرفين. كما نُقل عن قريبة أخرى في نفس المقال قولها «لقد أصبحت بطلة في قريتنا لشجاعتها وكونها صوت الحق. كانت شجاعة. واجهت فتاة كردية صغيرة من كوباني ميليشيات وحشية وفضحتهم. لن تُنسى أبدا.»[7]

أدانت فرنسا إعدام رقية، فقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، أن إعدام الصحفية السورية يعكس «الفظائع» التي يرتكبها داعش والتي ترقي إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وأكد أن فرنسا تجدد تمسكها بحرية التعبير وبحرية الصحافة وتحشد كل طاقتها لا سيما من خلال الأمم المتحدة للتأكيد على ضرورة احترام هذه القيم الأساسية وحماية الصحفيين.[25]

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ "Džihadisti pogubili novinarku koja je pisala o strahotama u glavnom gradu Islamske države, Raqqi". Telegram.hr (بالكرواتية). Archived from the original on 2021-05-03.
  2. ^ "لماذا قتل داعش الصحافية السورية رقية حسن؟ | Radiosawa". www.radiosawa.com. مؤرشف من الأصل في 2021-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-17.
  3. ^ ا ب ج د Busfield-Birch، Dave. "IS Kill "Spy" Journalist Ruqia Hassan in Syria". Union Times. مؤرشف من الأصل في 2019-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-22.
  4. ^ NUIJ. "سوريا.. "داعش" يعدم أول صحفية سورية في الرقة". nuijiraq.org (بar-aa). Archived from the original on 2021-06-24. Retrieved 2021-06-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  5. ^ ا ب ج "Ruqia Hassan, la courageuse journaliste syrienne exécutée par Daesh". aufeminin (بالفرنسية). 9 Jan 2016. Archived from the original on 2021-05-03.
  6. ^ "نيسان إبراهيم هاجمت "داعش" بقلمها فأعدمها". عنب بلدي. 3 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 2021-06-29. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-17.
  7. ^ ا ب ج د ه و ز ح Khaleeli، Homa؛ Gani، Aisha؛ al-Bayaa، Mais (13 يناير 2016). "Ruqia Hassan: the woman who was killed for telling the truth about Isis". The Guardian (UK). مؤرشف من الأصل في 2021-05-03. اطلع عليه بتاريخ 2016-02-29.
  8. ^ ا ب ج د محمد، سيف. "داعش يعدم الناشطة نيسان إبراهيم في الرقة". أخبار الآن. مؤرشف من الأصل في 2021-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-17.
  9. ^ "«داعش» أعدم ناشطة في الرقة بتهمة «التخابر مع الصحوات»". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 2021-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-17.
  10. ^ ا ب ج Daileda، Colin (6 يناير 2016). "ISIS executed a journalist, then hacked her Facebook to trick her friends". Mashable. مؤرشف من الأصل في 2021-05-04. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-22.
  11. ^ "لماذا قتل تنظيم الدولة الناشطة نيسان إبراهيم". الأيام السورية. 7 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 2021-06-29. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-17.
  12. ^ Fahed; Network, Sham. "لماذا قتل تنظيم الدولة الناشطة نيسان إبراهيم". www.shaam.org (بar-aa). Archived from the original on 2021-06-30. Retrieved 2021-06-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  13. ^ ا ب ج د ه و ز Laura Pitel (5 يناير 2016). "Ruqia Hassan Mohammed: The activist and citizen journalist that Isis murdered – and then posed as for three months on social media to entrap other opponents". The Independent (UK). مؤرشف من الأصل في 2017-08-30. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-22.
  14. ^ ا ب Michael Kaplan. "Who Is Ruqia Hassan? Syrian Activist Killed By ISIS After Social Media Post About Life In Raqqa". International Business Times. مؤرشف من الأصل في 2021-05-03.
  15. ^ ا ب ج Aisha Gani. "Journalist Ruqia Hassan murdered by Isis after writing on life in Raqqa". The Guardian (UK). مؤرشف من الأصل في 2021-05-05.
  16. ^ "تنظيم الدولة ينفذ أول عملية إعدام بحق صحيفة مدنية". Syria Direct. 6 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 2021-06-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-17.
  17. ^ ا ب ج Khushbu Shah and Tim Lister, CNN (5 يناير 2016). "ISIS kills young woman who dares to defy it". CNN. مؤرشف من الأصل في 2021-05-06. {{استشهاد ويب}}: |مؤلف= باسم عام (مساعدة)
  18. ^ "What you need to know about ISIS' execution of Syrian activist, Ruqia Hassan - Ventures Africa". Ventures Africa. مؤرشف من الأصل في 2021-05-05.
  19. ^ ا ب "ISIS Facebook hijack: Ruqia Hassan Mohammed 'dead for three months'". NewsComAu. 8 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 2021-05-02.
  20. ^ "World Press Freedom Day: The Syrian journalists killed by Islamic State". itv.com. 3 مايو 2016. مؤرشف من الأصل في 2021-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-03.
  21. ^ "SYRIA: Ruqia Hassan Mohammed Activist Journalist Killed Then Posed By Isis On Social Media To Lure Opponents". Politicoscope: Politics. مؤرشف من الأصل في 2016-02-10.
  22. ^ Mirren Gidda, ISIS Executes First Female Journalist in Syria, Newsweek (January 6, 2016). نسخة محفوظة 2021-05-06 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ "سوريا.. "داعش" يعدم أول صحفية سورية في الرقة". RT Arabic. مؤرشف من الأصل في 2021-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-17.
  24. ^ Frachon, Alain (4 Feb 2016). "Elle s'appelait Ruqia et racontait son quotidien sous la botte des djihadistes" (بالفرنسية). لو موند. Archived from the original on 2021-06-13. Retrieved 2016-02-29.
  25. ^ "فرنسا تدين إعدام الصحفية السورية رقية حسان على يد تنظيم داعش الإرهابي". جريدة الدستور (بar-eg). 8 Jan 2016. Archived from the original on 2021-06-28. Retrieved 2021-06-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)

لم يتم العثور على روابط لمواقع التواصل الاجتماعي.