دراسات قومية

الدراسات القومية (بالإنجليزية: Nationalism studies)‏ هي مجال أكاديمي متعدد التخصصات مُكرّس لدراسة القومية والقضايا ذات الصلة. في حين أن القومية كانت موضوع نقاش أكاديمي منذ أواخر القرن الثامن عشر على الأقل، إلا أنها لم تحظ باهتمام كافٍ للظهور كمجال متميز إلا منذ أوائل التسعينيات.[1]

برج بابل، هو رمز شائع في مناقشات القومية (رسم بيتر بروخل الأكبر سنة 1563)

وضع مؤلفون مثل إريك هوبسباوم وكارلتون جاي إتش هايز وهانس كون وإيلي كيدوري وجون هاتشينسون وإرنست غيلنر وكارل دويتش ووكر كونور وأنتوني دي سميث وبنديكت أندرسون الأساس للدراسات القومية في فترة ما بعد الحرب. في أوائل التسعينيات، تبنّى الأكاديميون والصحفيون وغيرهم أفكارهم بحماس من أجل فهم وشرح الظهور الواضح للقومية التي تميزت بأحداث مثل انهيار الاتحاد السوفيتي والإبادة الجماعية في رواندا والحروب اليوغوسلافية.

تاريخ

عدل

يمكن تقسيم تطور المجال إلى أربع مراحل:

القرنان الثامن عشر والتاسع عشر

عدل

يُوضّح أوموت أوزكيريملي [الإنجليزية]‏ أنه «إلى حدود الحرب العالمية الأولى، كان الاهتمام بالقومية أخلاقيًا وفلسفيًا إلى حد كبير. كان علماء هذه الفترة، ومعظمهم من المؤرخين والفلاسفة الاجتماعيين، أكثر اهتمامًا بـ» مزايا وعيوب«العقيدة أكثر من اهتمامهم بأصول وانتشار الظواهر الوطنية».[2] كان يُنظر إلى الدولة القومية على أنّها مرحلة تقدمية في التطور التاريخي للمجتمعات البشرية، وتوقّع كلّ من الليبراليين والماركسيين أن القومية ستفسح الطريق في النهاية إلى نظام عالمي كوسموبوليتاني. في هذا السياق، تم اعتبار الأمم والقومية أمرًا مفروغًا منه، وكان معظم المؤلفين الذين ناقشوهما مدفوعين ببعض المخاوف السياسية. لم تكن هناك محاولات لصياغة نظرية قومية عامة تنطبق على جميع الحالات.[3] بعض المؤلفين المهمين في هذه الفترة هم: يوهان جوتفريد هردر، وجان جاك روسو، وإيمانويل جوزيف سياس، ويوهان غوتليب فيشته، وجوزيبي مازيني، وإرنست رينان، وجون ستيوارت مل.

الدراسات القومية كمجال أكاديمي

عدل

تنظم العديد من الجامعات دورات للحصول على درجات علمية حول القومية. تُعدُّ جامعة بوسطن وجامعة لندن (خاصة كلية لندن للاقتصاد) وجامعة أوروبا الوسطى (المجر) وجامعة ساسكس وجامعة إدنبرة من بين أبرز المؤسسات التي تحتل فيها دراسة القومية مكانًا مركزيًا. أطلقت كلية العلوم الإنسانية بجامعة أوتفوش لوراند (المجر) مؤخرًا برنامجًا شاملاً قصير المدى، مكرسًا حصريًا لدراسة القومية.

مستقبل المجال

عدل

يعتقد المؤلفون مثل ميشال لوتشيفسكي [البولندية]‏ روثان يالتشين أن هذا المجال يزداد صعوبة في الدراسة. وفقًا لميشال لوتشيفسكي، فقد ظل الباحثون يتحدثون مع بعضهم البعض منذ عقود ولم يتم إنتاج معرفة قيّمة منذ حوالي 50 عامًا.[4] منذ هذا الوقت، كان المجال عالقًا بين الحقائق العلمية المعاصرة ونظريات الحس السليم. إجابات على الأسئلة الأساسية للقومية (ما هي الأمة؟ لماذا توجد الأمة؟) تم الردّ عليها مرات لا تحصى بسبب ترك مجموعة من النظريات المتناقضة وعدم وجود توافق في الآراء. يبقى السؤال ما إذا كان من الممكن حتى بناء نظرية عالمية للقومية. غالبًا ما يتم فصل النظريات المقترحة سابقًا عن الواقع، نظرًا للطرق المتنوعة التي تتشكل بها الهويات في مجموعات مختلفة حول العالم.[5]

لحل هذه المشكلة، يوصي ميشال لوتشيفسكي الباحثين بتوظيف وعي أكبر في معالجة الأسئلة الأساسية للدراسات القومية. يجب أن ينتج الباحثون عملاً مكثفًا يتناول «الظواهر الوطنية بجميع أشكالها، ودمج العواطف، والإدراك، والأبعاد الذاتية والموضوعية في صورة واحدة». من الضروري أن يتجاهل الباحثون التجربة الذاتية وأن يتعاملوا مباشرة مع الواقع. يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام الأدلة التجريبية. يوصي لوتشيفسكي أيضًا بالبدء على مستوى صغير، «على التوالي من المستوى الجزئي من خلال المزيد والمزيد من الخطوات العامة إلى المستوى الكلي».

مجلاّت

عدل

كانت إحدى أقدم المجلات المُكرّسة لدراسة القومية هي المجلة الكندية للدراسات القومية [الإنجليزية]‏، التي أسّسها توماس سبيرا في جامعة جزيرة الأمير إدوارد سنة 1973. وهناك عدّة مجلات في هذا المجال، مثل (Ethnicities) و (Ethnopolitics) و (Ethnic and Racial Studies) و (Journal of Ethnic and Migration Studies) وغيرها.

جمعيات

عدل

المجموعات البحثية والمراكز والمعاهد والكراسي

عدل

البرامج الأكاديمية

عدل

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب Özkirimli، Umut (2000). Theories of Nationalism: A Critical Introduction. St. Martin's Press. ص. 15. ISBN:0-333-77711-5. مؤرشف من الأصل في 2020-02-17.
  2. ^ Özkirimli، Umut (2000). Theories of Nationalism: A Critical Introduction. St. Martin's Press. ص. 12. ISBN:0-333-77711-5. مؤرشف من الأصل في 2022-06-16.
  3. ^ Özkirimli، Umut (2000). Theories of Nationalism: A Critical Introduction. St. Martin's Press. ص. 12–13. ISBN:0-333-77711-5. مؤرشف من الأصل في 2022-06-16.
  4. ^ Luczewski، Michal (19 أبريل 2010). "What Remains for Nationalism Studies?". Institute for Human Sciences. مؤرشف من الأصل في 2021-03-05.
  5. ^ Yalçıner, Ruhtan (1 Mar 2010). "Political Philosophy and Nationalism". Oxford Research Encyclopedia of International Studies (بالإنجليزية). DOI:10.1093/acrefore/9780190846626.013.276.