جبل الشيخ

جبل بين لبنان وسورية
هذه النسخة المستقرة، فحصت في 29 نوفمبر 2024. ثمة تعديلان معلقان بانتظار المراجعة.

جبل الشيخ هو جبل يقع في سوريا ولبنان. يمتد من بانياس وسهل الحولة في الجنوب الغربي إلى وادي القرن ومجاز وادي طبرية في الشمال الشرقي وهو بذلك يشكل القسم الأكبر والأهم والأعلى من سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تمتد بين سوريا ولبنان. يحدّه من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وقرى الريف الغربي لدمشق وهضبة الجولان في سوريا، ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان. فيه أربعة قمم، الأعلى (2814م) تسمى شارة الحرمون في سوريا[1]، والثانية إلى الغرب (2294م)، والثالثة إلى الجنوب (2236م) في القسم السوري المحتل من قبل الكيان الصهيوني[2]، والرابعة إلى الشرق (2145م).

جبل الشيخ
الموقع سوريا (تقع المنحدرات الجنوبية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل)
لبنان
المنطقة قضاء راشيا  تعديل قيمة خاصية (P131) في ويكي بيانات
إحداثيات 33°24′N 35°51′E / 33.4°N 35.85°E / 33.4; 35.85   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
الارتفاع 2,814 متر (9,232 قدم)
السلسلة سلسلة جبال لبنان الشرقية
النتوء 1,804 متر (5,919 قدم)
خريطة
موقع جبل الشيخ بالنسبة لحدود الدول المحيطة

وضعه السياسي

عدل
 
بحيرة مسعدة، مرتفعات الجولان

القسم الجنوبي الغربي منه اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي ضمن هضبة الجولان السورية وجزء منه مع سوريا ضمن مرتفعات الجولان التي تم تحريرها. ويشرف من أعلى قمته على لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، ويستطيع زائر أعلى قمته (2814م) التي تقع على الحدود السورية اللبنانية أن يرى أماكن واسعة من سوريا ولا سيما دمشق وسهول حوران وبادية الشام والجولان وقسما من الحدود الشمالية الأردنية والفلسطينية وتحديدا جبال الجليل ومحافظة إربد وسهل الحولة وبحيرة طبرية، وكل جنوب لبنان وسهل البقاع وسلسلة جبال لبنان الغربية. كما يعد جبل الشيخ المنبع الرئيسي لنهر الأردن والعديد من المجاري المائية في المنطقة.

تمتد سلسلة جبال لبنان الشرقية، والذي يشكل جبل حرمون الجزء الجنوبي منه، لنحو 150 كم (93 ميلا) في اتجاه شمال شرق - جنوب غربي، وتمتد بالتوازي مع سلسلة جبال لبنان الغربية. مساحة جبل حرمون ضيقة نسبيًا، بين الحدود اللبنانية السورية على طول العمود الفقري، لمسافة 70 كم، من 25 كم شمال شرق جبل الشيخ إلى 45 كم جنوب غربها. يغطي نطاق حرمون مساحة 700 كيلومتر مربع تقريبا (270 ميلا مربعا) منها نحو 70 كيلومتر مربع (27 ميلا مربعا) تحت السيطرة الإسرائيلية. يشكل الجزء الأكبر من جبل الشيخ داخل المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية محمية الشيخ الطبيعية.

الماء والنباتات

عدل

يشكل الجبل أحد أكبر الموارد الجغرافية في المنطقة. نظرًا لارتفاعه، فإنه يلتقط قدرًا كبيرًا من الأمطار في منطقة جافة جدًا من العالم. ان تكسر الصخر الكلسي الجوراسي بفعل الزلازل وغيرها من العوامل المائية والكيمائية ادى إلى وديان وقنوات بتشكيل تضاريس كارستية. يمتاز جبل حرمون بشتاء موسمي وتساقط ثلوج في الربيع، والتي تغطي قممه معظم أيام السنة. تتسرب المياه الذائبة من القواعد الغربية والجنوبية للجبل المغطاة بالثلوج إلى القنوات والمسام الصخرية، وتغذي الينابيع الموجودة في قاعدة الجبل، والتي تشكل الجداول والأنهار. تندمج هذه لتصبح نهر الأردن. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجريان السطحي يسهل الحياة النباتية الخصبة تحت خط الثلج، حيث تكثر كروم العنب وأشجار الصنوبر والبلوط والحور.

الأهمية الاستراتيجية

عدل

تتنازع دول المنطقة بشدة على الينابيع والجبل نفسه لاستخدام المياه. يُطلق على جبل حرمون أيضًا اسم «الجبل الثلجي» و«جبل الثلج». ويسمى أيضًا «عيون الأمة» في ما يسمى «إسرائيل»، لأن ارتفاعه يجعله مكانا استراتيجيا لوضع نظام الإنذار المبكر الاستراتيجي الأساسي لهذا «الكيان» على علو 2280 مترا.

التسمية

عدل

ويسمى بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الإنسان.[3] وأطلق المؤرخون العرب عليه اسم جبل الثلج.[4]

وجبل الشيخ هو أشهر جبال بلاد الشام، فهو يقع بين سوريا ولبنان، ويطل على فلسطين والأردن، أي أن رؤيته ممكنة من الكيانات السياسية الأربعة التي تشكل بلاد الشام. واسم «حرمون» كنعاني من أصل سامي مشترك ومعناه في اللغة العربية «حرم» أو «مقدّس». وجاء في ملحمة جلجاميش السومرية ذكر لحرمون، حيث قيل «أرض جبل الأرز حرمون، هي أرض الخالدين». وقد جاء إليها جلجاميش ليقيم لها اسما حيث ارتفعت الأسماء. وجاء في قول أحد المؤرخين:«ما يدهش في قصة جلجميش وأرض الأحياء هو أن البطل رأى رؤية عندما نام في سفح حرمون، وكانت الرؤيا تصوّر مصيرا كونيا، وليست خاصة به وحده. وقد درج تعريف حرمون على ألسنة الكثيرين من كتّاب التاريخ الديني بأنه جبل الرؤى».

وقد سمّاه الأموريون «شنير» وسماه الفينيقيون «سيريون» وسماه الأشوريون «سفيرو». كما عرّفه جغرافيو العرب بـ«جبل الثلج». ومن تسميات جبل حرمون «أرض شوبا» نسبة لإله الحوري «شوب»، إله الهواء الذي باسمه تسمت بلدة كفر شوبا في العرقوب عند سفوح حرمون. ولا يزال في كفر شوبا معبد ضخم يُعرف بمعبد «بعل جاد» وهو نفسه بعل حرمون.

آثاره

عدل

تاريخيا كان الجبل العظيم أقدس الجبال، وأهم مركز العبادات عند الكنعانيين الأقدمين. فقد عبده الفينيقيون، وأطلقوا عليه اسم أحد آلهتهم، البعل حرمون. وقد أقاموا لبعلهم هيكلا إلى جانب الصخرة الكبيرة التي تكلل قمتها لا تزال آثارها ظاهرة حتى اليوم. ومنها بقايا جدار «قصر شبيب»[5] العائد إلى أحد هذه الهياكل وطوله قرابة عشرة أمتار وداخل المعبد ثمة فتحة دائرية ذات مساحة تراوح بين 26 و 30 قدماً مربعاً، وعمقها ثلاث أقدام كانت تستخدم مكاناً لإيداع النذور من جانب الصاعدين إلى قمة الجبل. وقد وجدت قطعة من حجارة المعبد بطول 18 قدماً وعرضها 12 قدماً وسماكتها أربع أقدام حفر عليها كتابات يونانية بالمعنى الآتي: «بأمر من الإله الأعظم المقدس قدموا النذور في هذا المكان». وهناك مغارة تقع حالياً داخل موقع للقوات الدولية يعتقد أنها كانت معبداً للإله إيل.

وقد لاقت المعابد في حرمون اهتماما بالغا من الرومان، الذين أعادوا تجديدها وتوّجوا أعلى الجدران بتيجان مشابهة لمعبد باخوس ومعبد جوبتير في بعلبك، وبقيت هذه المعابد تتمتع باحترام كبير، وبحركة حج تكمل زيارة بعلبك ومعابدها حتى القرن الخامس للميلاد. وفي الثورة السورية الكبرى، وقعت معارك في مجدل شمس وفي حاصبيا، تشهد على أهمية هذا الجبل العسكرية.

معرض الصور

عدل


طالع

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ "CIA World Fact Book: Syria". 14 نوفمبر 2011. مؤرشف من الأصل في 2019-05-24. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-27. highest point: Mount Hermon 2,814m.
  2. ^ Cordesman، AnthonyH. (2008). Israel and Syria. مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. ص. 222. مؤرشف من الأصل في 2016-06-29. اطلع عليه بتاريخ 2011-09-02. Its adjacent peak, at 2,236 meters, is the highest elevation in Israel.
  3. ^ جبل حرمون - وزارة السياحة اللبنانية[وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2015-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2009-04-10.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  4. ^ أحسن التقاسيم في أسماء الأقاليم لأبو عبد الله محمد البناء، ترجمة محمد مخذوم. نشر دار إحياء التراث العربي. ص104
  5. ^ أحد ملوك تُبّع، فقد ورد أن الملك شبيب، كان يأتي من اليمن ليقضي الصيف في هذا القصر