فرانسو رينيه الفيكونت دوشاتوبريان (و.1768- 1848م). كاتب فرنسي. زار
أمريكا. وأقام في
إنجلترا، حيث نشر أول كتبه "مقال تاريخي وسياسي وخلقي عن الثورات " 1797، و"
أتلا" 1801، و"درينية " 1802، حقق له الأخير شهرة واسعة جعلته أعظم كتاب عصره. عينه نابليون أميناً للسفارة التي بعث بها إلى إيطاليا 1803، ولكنه استقال من منصبه 1804 ظل يشغل مناصب سياسية أخرى حتى 1830، عندما ترك السياسة وانصرف إلى الأدب كتب " الشهداء " 1809 التي صور فيها انتصار المسيحية على الوثنية. وكتب " رحلة من باريس إلى بيت المقدس " 1811، وأنهى حياته بكتابة " مذكرات ما وراء القبر " 1849، ويعتبر شاتوبريان زعيم المدرسة الرومانسية في الأدب الفرنسي، ويعزى إليه الفضل في إثراء اللغة الفرنسية وتطور النثر الفني
يشغل فرانسوا شاتوبريان مكانة غامضة في خريطة الأدب الفرنسي, فهو أقل شهرة من فكتور هوغو، وأقل عمقا وتعقيداً من لامارتين وديموسيه, لكنه مع ذلك يعد أحد أبرز رواد المدرسة الرومنطيقية في النصف الأول من القرن التاسع عشر, وقد كان رومانسيا على طريقته الخاصة, رومانسيا حمل جميع قسمات هذه الحقبة, من التعطش إلى جمال الشرق وسحره, إلى الحلم الجامح بالعودة إلى أحضان الطبيعة والمصالحة معها.
وقد دفعه ذلك مثل
روسو للبحث عن (المتوحش النبيل) فسافر لمعاينة مجتمع الهنود الحمر الأمريكيين, لمشاهدة عفوية الحياة وفطريتها وسذاجتها الأخاذة, لكن حياته هو مع ذلك كانت سلسلة مغامرات وإخفاقات, عاش نهاية حلم الأنوار, بقيام الثورة الفرنسية المغدورة, الثورة التي أكلت أبناءها بسادية عن بكرة أبيهم, التي خلطت كل خيرات وشرور, نجاحات وإخفاقات العصرين الكلاسيكي والعقلاني, الثورة التي فتحت النار على شاتوبريان من جميع الجهات, وسمحت له بصياغة كل تجاربه المريرة في الحياة, صياغة رسخت التقاليد الرومانسية في الأدب الفرنسي, على نحو ما نشير إلى ذلك في هذا التصنيف المبسط.