بوابة:فلسفة/شخصية مختارة/12
أَبُو اَلْعَلَاءِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْقُضَاعِي اَلتَّنُوخِي اَلْمَعَرِّي الشهير اختصارًا بِـ«أَبِي اَلْعَلَاءْ اَلْمَعَرِّي» هو شاعرٌ ومُفكِّر ونحويّ وأديب وفيلسوف من كبار أعلام الحضارة الإسلاميَّة عُمومًا وأحد أعظم شُعراء العرب والعربيَّة خُصُوصًا. وُلد ومات في معرَّة النُعمان من أعمال حلب شماليّ الشَّام، ونُسِب إليها فصار «المعرِّي»، وكان غزير الأدب والشعر، وافر العلم، غايةً في الفهم، عالمًا بِاللُّغة، حاذقًا بِالنحو. عاش أغلب حياته خلال العصر العبَّاسي الثاني الشهير بِـ«عصر نُفُوذ الأتراك» الذي شهد عدَّة اضطرابات سياسيَّة نتيجة ضعف سُلطة الخُلفاء واستبداد القادة التُرك بِالأمر، وانتقال الدولة من نظام الحُكم المركزي إلى اللامركزي، فانعكست هذه الأوضاع في أدبه وشعره.
نشأ أبو العلاء في بيت علمٍ وقضاءٍ ورياسةٍ وثراء، حيث تولَّى جماعةٌ من أهله القضاء في الشَّام، ونبغ منهم قبله وبعده كثيرون وصلوا لِلرياسة ونبغوا في السياسة، وكان فيهم عُلماء وكُتَّاب وشُعراء. أُصيب أبو العلاء بِالجدريّ صغيرًا فعمي في السنة الرابعة من عُمره، لكنَّهُ رُغم عاهته هذه تعلَّم النحو واللُّغة العربيَة على يد والده وبعض عُلماء اللُّغة من أهل بلده، فأصبح ضليعًا في فُنُون الأدب حتى إنَّه قال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. تزعم عدَّة روايات أنَّ أبا العلاء ارتحل إلى بضع بُلدان طلبًا لِلعلم، أبرزها بغداد التي أقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم رجع إلى بلده ولزم منزله، وعمل في التصنيف، وكان إذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم. وأدَّى اعتزال أبا العلاء لِلناس أن لُقِّب بِـ«رهين المحبسين»، أي محبس العمى ومحبس البيت.