بوابة:علم الحيوان/مقالات مختارة/منوعة/أرشيف
متفرقات
التطور هو التغير في السمات الوراثية الخاصة بأفراد التجمع الأحيائي عبر الأجيال المتلاحقة. السيرورات التطورية تُحدث تنوعاً حيوياً في كل المستويات التصنيفية، بما فيها الأنواع، وأفراد الكائنات الحية، والجزيئات كالدنا والبروتينات. نشأت الحياة على الأرض ومن ثم تطورت من سلف شامل أخير منذ نحو 3.7 بليون سنة. يُستَدل على الانتواع المتكرر والتخلق التجددي للحياة بالنظر إلى المجموعات المشتركة من السمات المورفولوجية والكيميائية الحيوية، أو من تسلسلات الدنا المشتركة. وهذه السمات والتسلسلات المتماثلة تكون متشابهة أكثر كلما كان السلف المشترك للأنواع أحدث. ويمكن استخدامها في إعادة بناء التاريخ التطوري بالاستناد إلى الأنواع الموجودة حالياً وأيضاً السجلات الأحفورية. أنماط التنوع الحيوي الموجودة تشكلت بفعل الانتواع والانقراض. كان تشارلز داروين أول من صاغ محاججة علمية لنظرية التطور الذي يحدث بواسطة الاصطفاء الطبيعي. التطور بواسطة الاصطفاء الطبيعي هو عملية يُستدل عليها من ثلاث حقائق تخص التجمعات: أولاً، النسل الذي يتم انجابه يكون أكبر عددا من ذاك القادر على النجاة. ثانياً، السمات تتباين بين الأفراد، مما يؤدي لاختلاف معدلات النجاة والتكاثر. ثالثاً، الاختلافات في السمات هي وراثية. فأفراد التجمع الذين يموتون يُستبدلون بنسل الوالدِين الذين كانوا متكيفين أكثر على النجاة والتكاثر في البيئة التي حدث بها الاصطفاء الطبيعي. وهذه العملية تُنتِج سمات تبدو ملائمة للأدوار الوظيفية التي تقوم بها، وتحافظ عليها. الاصطفاء الطبيعي هو المسبب الوحيد المعروف للتكيف، ولكنه ليس المسبب الوحيد المعروف للتطور. فثمة مسببات غير تكيفية أخرى للتطور، ومنها الطفرات والانحراف الجيني. في مطلع القرن العشرين، تم دمج علم الوراثة مع نظرية داروين للتطور بالاصطفاء الطبيعي في الوراثيات السكانية. وقُبلت أهمية الاصطفاء الطبيعي في توليد التطور في فروع علم الأحياء الأخرى. فضلا عن أن تصورات سابقة حول التطور، مثل نظرية استقامة التطور و"التقدم"، أصبحت مبطلة. ويواصل العلماء دراسة جوانب عدة من التطور عن طريق وضع فرضيات واختبارها، بناء نظريات علمية، استخدام معطيات ملاحظة، واجراء تجارب مخبرية وميدانية. يُجمع علماء الأحياء على أن التحدر مع تغييرات (أي التطور) هو من أكثر الحقائق المؤكدة على نحو موثوق في العلوم. ووفقاً لإحصاء تم عام 1995، إنًّ 99.85% من علماء الأرض والأحياء في الولايات المتحدة يدعمون النظرية. وقد تجاوز تأثير الاكتشافات في علم الاحياء التطوري حدود فروع الأحياء التقليدية، ويتمثل ذلك بتأثيرها الهائل في مجالات أكاديمية أخرى مثل علم النفس التطوري وعلم الإنسان) وفي المجتمع عامةً.
يُقصد بالحياة البرية في الشام مجموع أنواع النباتات والحيوانات البرية من ثدييات وطيور وزواحف وبرمائيات وأسماك مياه عذبة ومالحة، بالإضافة للافقاريات، قاطنة المنطقة المعروفة تاريخيًا باسم الشام أو بلاد الشام أو سورية الكبرى، وهي تلك المنطقة التي تضم اليوم الدول التالية: الأردن وفلسطين وسوريا (بما فيها لواء اسكندرون) ولبنان وإسرائيل، بالإضافة لقسم من جنوب شرق تركيا، وهو القسم المعروف باسم الأقاليم السورية الشمالية، ويضيف إليها البعض قبرص وقسما من سيناء. تتميز الحياة البرية الشاميّة بتنوعها الكبير، وذلك عائد للتنوع المناخي في المنطقة ولوقوعها في منتصف قارات العالم القديم الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، الأمر الذي جعل منها معبرًا لهجرة أنواع عديدة من الشمال إلى الجنوب والعكس، وأضفى عليها أنماطا مناخية مختلفة ومتناقضة في بعض الأحيان، مما مكّن طائفة عظيمة من الكائنات المتنوعة من استيطانها. اندثر الكثير من أنواع الحيوانات الضخمة في الشام، أو في بعض أجزائها دون الأخرى، بفعل تدمير الموائل الطبيعية لغرض الاستيطان والاستغلال البشري، أو بسبب الصيد الجائر منذ القدم، ومنذ أواخر القرن العشرين أقيمت عدّة محميات طبيعية في كافة أنحاء الشام، بجهود محليّة تارة ودولية تارة أخرى، للحفاظ على ما تبقى من أنواع حيوانية وموائل طبيعية فريدة، وقد أصاب بعض من تلك المحميات نجاحًا باهرًا في الحفاظ على الحياة البرية ومساكنها.
داء نيوكاسل أو شبه طاعون الدجاج هو مرض يصيب الطيور وهو من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، ويسببه فيروس مخاطاني النمط-1. تختلف نسبة الإصابة والنفوق بشكل جذري حسب النوع المصلي للفيروس، وأيضاً قوة الجهاز المناعي والحالة الصحية للحيوان فضلاً عن العوامل المحيطة الأخرى. فيما مضى كان يُخلط بين داء نيوكاسل وإنفلونزا الطيور وكوليرا الدجاج من جهة أخرى، وذلك تحت تسمية طاعون الطيور، وفي واقع الأمر لا يمكن الوصول إلى تشخيص دقيق يميز بينها إلا بواسطة التحاليل المخبرية (هناك تحاليل فعالة جديدة هي في طور التسويق). اعتقد البياطرة بأن سبب العدوى بكتيري، كما هو الحال بالنسبة للطاعون (إنفلونزا الطيور). لاحظ سونتاني وتلميذه سافونوزي عام 1901 بأن العامل المسبب لهذا المرض، الذي كانوا يعتقدون أنه الإنفلونزا: يخترق مصفاة التربة المسامية، ولا يمكن تنميته في وسط اصطناعي كالبكتيريا، فاستنتجوا بأنه عامل مختلف عن البكتيريا وأصغر حجماً منها. بعد وقت وجيز من اكتشاف فيروس الإنفلونزا أ الخاص بإنفلونزا الطيور، وصف كرانفيلدت داء نيوكاسل عام 1926 خلال موجة الوباء الذي قضى على مداجن الهند الهولندية وذلك قبل دويل الذي وصف المرض باسم نيوكاسل-ايبون-ثين ليصبح الاثنان أول من اختلف في وصفه عن إنفلونزا الطيور. لم يُكتشف فيروس داء نيوكاسل إلا عام 1955 وصنف في فصيلة الفيروسات المخاطانية، وجنس الفيروسات الطيرية (بالفرنسية وبالإنجليزية: Avulavirus). داء نيوكاسل واجب التبليغ عنه من قبل البياطرة عند ظهور بؤرة للإصابة، مثله مثل الإنفلونزا، وهو متابع من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان.
الديناصورات هي مجموعة متنوعة من الحيوانات البائدة كانت طيلة 160 مليون سنة هي الفقاريات المهيمنة على سطح الكرة الأرضية، وبالتحديد من أواخر العصر الثلاثي (قبل حوالي 230 مليون سنة) حتى نهاية العصر الطباشيري (منذ حوالي 65 مليون سنة). اندثرت معظم أنواع وفصائل الديناصورات خلال حدث انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي، وقد اعتقد العلماء لفترة طويلة أنها لم تخلف ورائها أي نسب، إلا أن ذلك الافتراض ثبت خطؤه، حيث اكتشف الباحثون في وقت لاحق أن الطيور هي أقرب أنسباء الديناصورات الباقية في العصر الحالي، وذلك من خلال ما ظهر من مستحثات تربط بين الأصنوفين، حيث تبيّن أن جميع الطيور اليوم تتحدر من سلف مشترك تطور من الديناصورات الثيروبودية خلال العصر الجوراسي. كذلك، فإن معظم التصنيفات الحديثة تضع الطيور كمجموعة باقية من رتبة الديناصورات. تعتبر الديناصورات إحدى أكثر مجموعات مملكة الحيوان أشكالاً؛ فسليلتها من الطيور أكثر الفقاريات تنوعًا على وجه البسيطة، حيث يوجد منها ما يفوق 9,000 نوع. استطاع علماء الأحياء القديمة التعرف على ما يزيد عن 500 جنس و 1,000 نوع مختلف من الديناصورات غير الطيرية، واليوم يمكن العثور على أشكال مختلفة من الديناصورات في جميع قارات العالم، سواءً حية ممثلة بالطيور، أو نافقة تُعرّف بواسطة مستحثاتها.
تدمير البيئات أو المواطن أو المساكن الطبيعية هو عملية تخريب بيئة طبيعية بحيث تصبح غير قادرة على احتواء المخلوقات الحية التي كانت تقطنها في السابق. خلال هذه العملية تنزح أو تموت جميع المخلوقات التي كانت تعيش في الموطن الطبيعيّ بالأصل، مما يُقلل من التنوع الحيوي للمنطقة. غالباً ما يَكون الغرض من التدمير البشري للمواطن الطبيعية هو الحصول على الموارد الطبيعية لإنتاج الصناعات أو توفير المناطق للتمدن، وإخلاء المناطق من العوائق الطبيعية للزراعة هو أيضاً مُسبب أساسي لتدمير المواطن الطبيعية. ومن ضمن المُسببات الأخرى لهذه الظاهرة التنقيب وقطع الأشجار وبقايا الشباك وتوسع المدن. ويُعتبر تدمير المواطن الطبيعية اليوم المُسبب الرئيسيّ والأهم لانقراض الأنواع الحية حول العالم. لكن تدمير المواطن هو أيضاً تغير بيئيّ طبيعي يُمكن أن يُسببه تشظي الموطن أو ظاهرة جيولوجية أو تغير مناخي، أو في حال تدخل البشر يُمكن أن يُسببه استقدام نوع مجتاح إلى البيئة أو استنزاف أغذية النظام البيئيّ أو نشاط بشريّ آخر. تدمير المَواطن الطبيعيَّة هوَ من أكبر الكوارث التي تواجه بيئة الأرض حالياً، إذ أن هذه الظاهرة تسبَّبت خلال القرن الأخير بتدمير ما يَزيد عن 50% من غابات العالم، وأكثر من 20% من شعابها المرجانيَّة.
الفيلوسيرابتور (أو حسب نطقه الأدق "فيلَسيرابتُر" بفتح اللام لا ضمها، وأحياناً يُختصر اسمه بـ"رابتور"، وهو يَعني "المُمسك السريع") هو جنس من الديناصورات الثيروبودية الدرومايوصورية التي عاشت قبل 75 إلى 71 مليون سنة خلال العصر الطباشيري المتأخر. يُوجد حالياً نوعان مُؤكدان فقط من الفيلوسيرابتور (وذلك بالرغم من أنه نسبت إليه بعض الأنواع الأخرى في السابق التي لم تعد الآن تصنف ضمنه أو لم تعد تعتبر أنواعاً جديدة)، وهما النوع الرئيسي "فيلوسيرابتور. المنغولي" (الذي اكتشفت أحافيره في منغوليا) ونوع آخر يُسمى "فيلوسيرابتور. أوسمولسكاي" الذي حصل على اسمه في عام 2008 بعد اكتشاف جمجمة له في منغوليا الداخلية، الصين. مع أن الفيلوسيرابتور كان أصغر من الدرومايوصوريات الأخرى مثل الداينونيكوس والأخيلوبيتور بل وقارب حجمه حجم الدجاج الرومي الحديث، فقد كان هذا الديناصور يَتشارك مع أفراد الفصيلة الآخرين العديد الصفات التشريحية.
الأمونيتات هي لافقاريات بحرية منقرضة تنتمي إلى رأسيات الأرجل، عاشت خلال الحقبتين المبكرة والوسطى، وهي تملك سجل أحافير ضخمًا وغنيًا يزوّد العلماء بكم ضخم من المعلومات حولها والحقب التي عاشت فيها، إضافة إلى أن أحافيرها تساعدهم على تحديد عمر الصخور التي توجد فيها، وتسمى هذه الأحافير بالأحافير المفهرسة. ربما أحافير الأمونيتات هي أكثر الأحافير التي استطاع العلماء التعرّف عليها، والاستفادة منها بعد أحافير الديناصورات. وتنتمي الأمونيتات إلى طائفة الرأسقدميات، التي تنتمي إليها الحبارات والأخطبوطات وبعض النوتيات. كانت الأمونيتات قادرة على السباحة، وعلى توجيه نفسها في الماء، وربما استخدمت لكي تتحرّك آلية دفع خلفي شبيهة بالتي يستخدمها كل من الحبار والأخطبوط. ساعدت أحافير الأمونيتات على تحديد مواقع البحار القديمة، نظرًا لمعيشتها في المياه. عاشت الأمونيتات على الأرض لمدة أكثر من 140 مليون عام، وظهرت على الأرض لأول مرة قبل حوالي 208 مليون سنة خلال العصر الفحمي، ثم تطورت خلال الحقبة الوسطى وتنوّعت، حتى انقرضت في نهاية هذه الحقبة ضمن انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي.
التيروصورات (أصل كلمة إغريقية تعني "العظاءات المجنحة"، وكثيراً ما يُشار إليها باسم "التيروداكتيليات" أيضاً) كانت زواحف طائرة من الفرع الحيوي أو الرتبة المسماة "التيروصوريا". عاشت هذه الزواحف من العصر الثلاثي المتأخر إلى نهاية الطباشيري (من 225 إلى 65.5 مليون سنة). يُوجد أكثر من 100 نوع معروف من التيروصورات، وقد كانت ضواري تتغذى على الأسماك واللافقاريات البحرية ومختلف الحيوانات الأرضية. التيروصورات هي أقدم الفقاريات المعروفة التي استطاعت الطيران، وكانت تتكون أجنحتها من غشاء جلدي وعضلات وأنسجة أخرى تمتد من الأرجل وحتى أربعة أصابع تبرز من الجناح. كانت تملك الأنواع المبكرة فكوكاً طويلة مسننة بالكامل وذيولاً طويلة أيضاً، بينما حصلت الأنواع اللاحقة على ذيولٍ أقصَرَ بشكل كبير، وبعضها افتقرت إلى الأسنان.
الأُرْخُص نوع ضخم جدا من الماشية كان يعيش في معظم أوروبا، الشرق الأوسط، شمال إفريقيا، آسيا الوسطى، والهند قبل أن ينقرض في الربع الأول من القرن السابع عشر عام 1627، ويشتق اسم الأرخص في العربيّة من اسمه اللاتينيّ المترجم عن الألمانيّة "أوروخس" (بالألمانية: Auerochse أو Urochs) والذي يعني - خطأ كما يعتقد - الثور البدائي كما ويعرف الأرخص أيضا بالثور البرّي أو الماشية البريّة. ويجدر بالذكر أن الأرخص هو السلف البرّي للبقر المستأنس والذي تتحدر منه جميع الأبقار الأليفة اليوم. كان الأرخص يفوق البقر المستأنس حجما بأشواط، وقد كان يُعتقد بأن علوّ كتف هذه الحيوانات يصل إلى قرابة 200 سنتيمتر للذكور و180 سنتيمترا للإناث. أما الآن فقد استنتج العلماء بالاستناد إلى طول عظم العضد أن ارتفاع هذا النوع كان يتراوح بين 160 و180 سنتيمتر عند الذكور وحوالي 150 سنتيمتر عند الإناث. تراوح لون معطف ذكر الأرخص بين الأسود والأسود الضارب إلى البني كما كان يمتلك خطا أبيض ضيّقا على ظهره، أما الإناث والعجول فكان لونها بنيّا ضاربا إلى الحمرة، ويُعتقد بأنه كان للذكر كما الأنثى منطقة باهتة محيطة بالخطم. كانت قرون الأرخص مستقيمة وموجهة إلى الأمام، كما كانت تتقوّس بشكل بسيط نحو الداخل، وعلى الرغم من أن شكل القرون كان من أهمّ خصائص هذه الحيوانات إلا أنه كان هناك بعض الاختلافات في طول القرنين، ثخانتهما، ودرجة تقوّسهما، وموقعهما بالنسبة لجبهة الحيوان. كان ضرع أنثى الأرخص صغيرا وبالكاد يمكن رؤيته، كما ضرع إناث الجواميس والثيران البرية، على العكس من الأبقار الحاليّة.
التيرانوصور هو ديناصور ضخم من أقوى وأشرس الديناصورات الآكلة للحوم، عاش منذ ما يقارب من خمسة وسبعين مليون سنة، في الغابات القريبة من الأنهار وفي المناطق الساحلية الرطبة، خاصة المستنقعات. كان غايةً في القوة تحيط به عضلات بالغة الشدة، ويبلغ طول كل فك أكثر من متر. يعني الاسم العلمي للديناصور Tyrannosaurus rex باللاتينية "ملك السحالي الطاغية". وكانت له من خمسين إلى ستين سنا سميكة ومخروطية الشكل وحادة. قادرة على طحن عظام الفرائس. وكان يصل طول السن الواحدة إلى أكثر من ثلاثين سنتيمتر. وكان يمكن للتيرانوصور أن يلتهم 230 كيلوجراما من اللحوم والعظام في قضمة واحدة. اكتشفت جثث متحجرة لهذا الديناصور، واتضح أن جلده السميك يشبه جلد التمساح. كما وجدت هياكل عظمية متحجرة أحفوريات للتيرانوصور في غرب الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكذلك في منغوليا (آسيا). وكان طول هذا الديناصور نحو 12 متر وارتفاعه ستة أمتار، أما ذراعاه فكانتا صغيرتين لا يزيد طول الواحدة منهما عن متر، ووصل وزنه إلى سبعة أطنان. كان التيرانوصور يتغذى على الديناصورات الكبيرة آكلة الأعشاب، مثل التريسراتبس، التي كان يطاردها بسرعة تبلغ حوالي خمسة وثلاثين كيلومترا في الساعة، ويتغلب عليها بواسطة مخالبه وأسنانه الرهيبة.
الافتراس هو - وفقًا لتعريف علماء البيئة - تفاعل بيولوجي بين كائنين، حيث يقوم أحدهما وهو المفترس (الضاري أو الكاسر أو الجارح أو الكائن الذي يصطاد) بالاقتيات على كائن أو عدد من الكائنات الحية الأخرى التي تُعرف باسم الفريسة (الطريدة أو الكائن الذي يُصاد). قد يقوم المفترس أو لا يقوم بقتل فريسته قبل الاقتيات عليها، إلا أن فعل الافتراس يسبب - من وجهة نظر العلماء السابق ذكرهم - موت الطريدة دومًا. يُسمّى أسلوب التغذية الآخر عند الحيوانات بـ "الاحتتات"، حيث يقوم كائن حي بالاقتيات على المواد العضويّة الميتة (الحُتات)، وقد يصعب في بعض الأحيان التفرقة أو الفصل بين هذين السلوكين. مثال ذلك، عندما يقوم نوع طفيليّ بافتراس مضيفه، ومن ثم يضع عليه بيضه كي تقتات صغاره على جيفته المتحللة، عندما تفقس كما تفعل بعض أنواع الزنابير. إن أبرز الخصائص التي يمكن بواسطتها التمييز بين السلوكين هي أنه في الافتراس يكون للمفترس تأثير مباشر على جمهرة الفريسة (تخفيض أعدادها أو التحكم بأعدادها)، أما الاحتتات فتقتات على ما هو متوفّر من الغذاء ولا يكون لها أي تأثير يُذكر على جمهرة الكائن المضيف.
علم الأحياء هو علم طبيعي يُعنى بدراسة الحياة والكائنات الحية، بما في ذلك هياكلها ووظائفها ونموها وتطورها وتوزيعها وتصنيفها. الأحياء الحديثة هي ميدانٌ واسعٌ يتألف من العديد من الفروع والتخصصات الفرعيَّة، لكنها تتضمن بعض المفاهيم العامّة الموحدة التي تربط بين فروعها المُختلفة وتسير عليها جميع الدراسات والبحوث. يُنظر إلى الخلية في علم الأحياء عموماً باعتبارها وحدة الحياة الأساسية، والجين باعتباره وحدة التوريث الأساسية، والتطور باعتباره المُحرّك الذي يوجد الأنواع الجديدة. ومن المفهوم أيضاً في علم الأحياء في الوقت الحاضر أنّ جميع الكائنات الحيّة تبقى على قيد الحياة عن طريق استهلاك وتحويل الطاقة، ومن خلال تنظيم البيئة الداخلية للحفاظ على حالةٍ مُستقرةٍ وحيويّة. ينقسم علم الأحياء إلى فروع حسب نطاق الكائنات الحيَّة التي تدرسها، وأنواع الكائنات الحيَّة المدروسة، والأساليب المُستخدمة في دراستها. فتدرس الكيمياء الحيوية العمليات الكيميائية المُتعلقة بالكائنات الحيَّة، ويدرس علم الأحياء الجزيئي التفاعلات المُعقدة التي تحصل بين الجُزيئات البيولوجية، ويُعنى علم النبات بدراسة حياة النباتات المُختلفة، ويدرس علم الأحياء الخلوي الخلية التي تُعدّ الوحدة البنائية الأساسية للحياة، ويدرس علم وظائف الأعضاء الوظائف الفيزيائية والكيميائية لأنسجة وأعضاء وأجهزة الكائن الحي، بينما يدرس علم الأحياء التطوري العمليات التي أدّت إلى تنوّع الحياة، ويُعنى علم البيئة بالبحث في كيفيّة تفاعل الكائنات الحيَّة مع بيئتها.
الكلبة لايكا (بالروسية: Лайка، اسم لعدد من سلالات الكلاب التي تعني حرفيّاً "النبّاحة") هي كلبة فضاء سوفييتية (1954 - 3 نوفمبر 1957) وهي أول كائن ثديي يخرج إلى الفضاء ويدور حول الأرض، وأوّل من فقد حياته جرّاء هذه التجربة. فقبل رحلة لايكا إلى الفضاء لم يكن معروفا إلا القليل عن تأثير رحلات الفضاء على الكائنات الحية. وكان بعض العلماء يعتقدون أن الإنسان لا يمكنه تحمل عملية الإطلاق ولا يستطيع التعايش مع البيئة الفضائية. لذا اقترح المهندسون إرسال الحيوانات أولا لتكون مؤشرا للإنسان. استخدمت الولايات المتحدة في هذا الغرض قردة الشمبانزي بينما اختار الاتحاد السوفيتي استخدام الكلاب. وبدأت لايكا تتلقى تدريبات مع كلبين آخرين حتى وقع الاختيار عليها لتقوم بهذه المهمة وتنطلق مع مركبة الفضاء السوفيتية سبوتنك-2 في 3 نوفمبر 1957. ماتت لايكا بعد بضع ساعات من الإطلاق، غالبا بسبب الإجهاد ودرجة الحرارة المرتفعة، ومحتمل أن هذا بسبب عطل في نظام التحكم بالحرارة. ولكن موعد وفاتها وسببه لم يتم الإعلان عنهما قبل عام 2002، بل كان المعلن أنها عاشت لعدة أيام. وعلى الرغم من ذلك فإن التجربة أثبتت أن الكائنات الحية يمكنها التعايش مع إطلاق المركبة ودورانها في مدار وتحمل حالة انعدام الوزن التي يكونون عليها في الفضاء. مهدت هذه التجربة الطريق أمام خروج الإنسان للفضاء وأعطت للعلماء أحد أول المعلومات عن كيفيّة تعاطي الكائنات الحيّة مع البيئة الفضائية. وكشفت روسيا رسميا عن نصب تذكاري صغير للايكا تم بناؤه بجانب مرفق الأبحاث العسكرية بموسكو الذي أعد رحلة لايكا إلى الفضاء. والنصب التذكاري عبارة عن كلبة تقف على قمة صاروخ. وكان ذلك بتاريخ 11 أبريل 2008.
كنوت هو دُبٌ قطبي ولد في حديقة حيوان برلين، ولم ترغب أمه فيه عند ولادته، مما أثار دهشة حراس الحديقة ودفعهم إلى تربيته بأنفسهم. كان أول ديسم قطبي يولد في حديقة حيوان برلين ويبقى على قيد الحياة بعد الفطام منذ أكثر من ثلاثين عاماً. بعد مفاوضات دولية نجحت الحديقة في تحويله إلى مصدر سياحي وتجاري. وقامت صحيفة بيلد الألمانية بنشر عدة منشورات لتشجيع الناس على دعم تحركاتهم لجمع دعم شعبي لأجل الإفراج عن هذا الديسم من حديقة الحيوان نظرًا لأن حبسه مخالف لحقوق الحيوان، لكن ذلك أثار ردود أفعال عدد كبير من الناس يؤيدون تربيته على يد البشر داخل الحديقة. وقد قام الأطفال بإحتجاجات أمام حديقة الحيوان، وتم إرسال خطابات ورسائل بريد إلكترونية تتعاطف مع الحيوان من كل أنحاء العالم. وقد مثل كنوت ظاهرة إعلامية سميت بالكنوتمانيا حيث ظهر على شكل ألعاب الأطفال وفي منتجات وسائل الإعلام المختلفة، والكتب، وأقراص الفيديو. وبنهاية عام 2007 بلغت إيرادات حديقة حيوان برلين حوالي 5 ملايين يورو. ويعتقد بإن نسبة أرقام الحضور لحديقة الحيوان زادت بنسبة 30%، ليصبح ذلك العام الأعلى ربحاً للحديقة على مدار 163 سنة من تاريخها. وفي التاسع من مارس عام 2011 نفق كنوت بعد الظهر وهو في عامه الرابع.
|