بوابة:الحرب الأهلية الإسبانية/مقالة مختارة
القائمة
أنشئ الأرشيف العام انطلاقًا من قسم الحرب الأهلية الإسبانية بالأرشيف التاريخي الوطني، الذي أنشأه نظام فرانكو خلال الحرب لتخزين كافة الوثائق التي تم ضبطها خلال الحرب، والتي لم تُنقل أو يتم تدميرها من قبل المهزومين أثناء هروبهم عقب انتهاء الحرب. وتم استخدام هذه الوثائق لأغراض إنفاذ القانون للحكم على أعداء الجانب الجمهوري. وفي الوقت الحالي، هو مصدر وثائقي ذات قيمة كبيرة للمؤرخين، بل وساعد في أن يحصل الجمهوريون العسكريون على معاش تقاعد أو للتعويض عن الوقت الذي أمضوه في السجون. يتضمن الأرشيف منطقة مخصصة للماسونية مع المواد التي تمت مصادرتها من مجالس اجتماعتهم الإسبانية.
2 - تمرد مدريد العسكري يوليو 1936 هو جزء من انقلاب يوليو 1936 ضد حكومة الجمهورية الإسبانية التي أشعلت الحرب الأهلية. لم يكتب النجاح لهذا التمرد في مدريد، مما أدى إلى فشل الانتفاضة العسكرية في جميع أنحاء وسط إسبانيا. كان الاستيلاء على ثكنات مونتانا الذي نفذته قوات النظام المخلصة للحكومة الجمهورية والميليشيات العمالية في 20 يوليو حاسما لفشل الانتفاضة في مدريد.
3 - تعود جذور الحرب الأهلية الإسبانية إلى نهاية القرن التاسع عشر، عندما كان أصحاب العقارات الكبيرة ممن أطلق عليهم (بالإسبانية: latifundios) يحتفظون بمعظم القوة الأوليغارشية في تملك الأراضي. إلا أن القطاعين الصناعي والتجاري تمكنا من إضعاف قوة ملاك الأراضي. ففي سنة 1868 أدت الانتفاضة الشعبية إلى الإطاحة بالملكة إيزابيل الثانية البوربونية. وفي 1870 استلم الحكم الملك أماديو الأول من آل سافوي، ولكنه تنازل سنة 1873 بسبب الضغوط السياسية، حيث أعلنت جمهورية إسبانيا الأولى قصيرة العمر. ثم استعاد البوربون الحكم في ديسمبر 1874. فأظهر الكارليون والفوضويون معارضتهم للملكية. ساعد أليخاندرو ليروكس على إبراز مبدأ الجمهورياتية في كاتالونيا، حيث كان الفقر مستشريا فيها. توج الاستياء المتزايد من التجنيد والعسكرية بالأسبوع المأساوي في برشلونة سنة 1909. وبعد الحرب العالمية الأولى اتحدت الطبقة العاملة والصناعية مع الجيش على أمل إزالة الحكومة المركزية الفاسدة، لكنها لم تنجح. فازدادت المخاوف من الشيوعية، مما أدى بالجنرال ميغيل بريمو دي ريفيرا أن يقود انقلابا عسكريا أوصله إلى السلطة في 1923، فحكم أسبانيا بدكتاتورية عسكرية. ولكن بدأ نظامه بالضعف تدريجياً، مما حدا به بالاستقالة في يناير 1930. فأضعف ذلك الملكية في المدن الكبرى، حيث تنازل الملك ألفونسو الثالث عشر عن الحكم وشكلت الجمهورية الإسبانية الثانية، التي استمرت حتى انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية. فيما واصل الملكيون معارضتهم لتلك الجمهورية.
أصبحت اللجنة الثورية التي كان نيكيتو الكالا زامورا يرأسها هي الحكومة المؤقتة وأضحى زامورا رئيسا للدولة، ونالت الجمهورية على دعم واسع من جميع شرائح المجتمع. وأعادت انتخابات يونيو 1931 غالبية الجمهوريين والاشتراكيين إلى البرلمان. ومع بداية انتشار الكساد العظيم حاولت الحكومة مساعدة المناطق الريفية في إسبانيا بتطبيق ثمان ساعات في اليوم عمل، ومنح الأراضي الزراعية للمزارعين. وظلت قضايا الإصلاح الزراعي وظروف العمل أهم القضايا في حياة الجمهورية. ولكن استمر تهديد الفاشية متفاعلا، وقد ساعدتها إصلاحات الجيش المثيرة للجدل. وأُشهِرَ في ديسمبر عن دستور جديد إصلاحي وليبرالي وديمقراطي. فأعلن الدستور عن علمانية الحكومة والدولة. أصيب الكاثوليك الملتزمين بخيبة أمل من حكومتهم الائتلافية بسبب بطئها في الاستجابة لموجة عنف ضد رجال الدين. وفي أكتوبر 1931 أصبح مانويل أثانيا رئيس وزراء حكومة الأقلية. ولكن تمكن اليمين من الفوز في انتخابات 1933 بعد انتفاضة فاشلة قام بها الجنرال خوسي سانخورخو في أغسطس 1932، وهو الذي قاد لاحقا انقلابا آخر أشعل به الحرب الأهلية.
4 - انقلاب يوليو 1936 في إسبانيا (بالإسبانية: Golpe de Estado en España de julio de 1936) هي انتفاضة قومية وعسكرية مصممة لإسقاط الجمهورية الإسبانية الثانية، ولكنها في الواقع عجلت الحرب الأهلية الإسبانية عندما تقاتل القوميون مع الجمهوريين للسيطرة على إسبانيا. وأدي الانقلاب نفسه الذي ظهر في 17 يوليو 1936 إلى انقسام الجيش الإسباني والسيطرة الإقليمية، بدلاً من انتقال سريع للسلطة. على الرغم من أن الحرب الناتجة أدت في نهاية المطاف إلى أن يصبح أحد قادتها، فرانسيسكو فرانكو حاكمًا لإسبانيا.
كان القصد من الانتفاضة أن تكون سريعة، لكن الحكومة احتفظت بالسيطرة على معظم البلاد، ومنها مالقة وجيان وألمرية. ثم استولى المتمردين على قادس، وتمكن الجنرال كيبو ديانو من تأمين إشبيلية. وفي مدريد: تم تطويق المتمردين داخل ثكنات مونتانا، التي سقطت مع إراقة الكثير من الدماء. في 19 يوليو أمرت الحكومة برئاسة رئيس الوزراء المعين حديثًا خوسيه غيرال بتوزيع الأسلحة على الاتحادات والنقابات، مما ساعد على هزيمة المتمردين في مدريد وبرشلونة وفالنسيا، وأدى أيضا إلى سيطرة الأناركيين على أجزاء كبيرة من أراغون وكتالونيا. استسلم الجنرال المتمرد غوديد في برشلونة وحكم عليه بالإعدام. كان المتمردون قد حصلوا على دعم حوالي نصف جيش شبه الجزيرة الإسبانية، والذي بلغ إجماليه -مع السماح أعداد كبيرة بإجازة ممتدة- حوالي 66000 رجل، بالإضافة إلى جيش أفريقيا البالغ قوامه 30,000 جندي. كان جيش إفريقيا القوة العسكرية الأكثر احترافًا وقدرة في إسبانيا. احتفظت الحكومة بأقل من نصف المعروض من البنادق والمدافع الرشاشة الثقيلة والخفيفة وقطع المدفعية. كان لدى كلا الجانبين عدد قليل من الدبابات والطائرات القديمة، وكانت القدرة البحرية نوعا ما متعادلة. ولكن انشقاق ضباط الوحدات الجمهورية من جميع الأنواع قد أضعف الحكومة.
5 - خلال الحرب الأهلية الإسبانية اتبعت العديد من الدول مبدأ عدم التدخل لتجنب أي تصعيد أو توسيع محتمل للحرب إلى دول أخرى. ونتج عن ذلك توقيع اتفاقية عدم التدخل في أغسطس 1936 وإنشاء لجنة عدم التدخل التي بدأ اجتماعها في سبتمبر، بترتيب من الحكومتين الفرنسية والبريطانية. ومن أهم اعضاء اللجنة الاتحاد السوفييتي وإيطاليا الفاشية وألمانيا النازية. وحظيت اللجنة بدعم من 27 دولة.
تم طرح خطة للسيطرة على المواد الواردة إلى إسبانيا في أوائل 1937، مما أخضع الجمهورية الإسبانية لعزلة دولية وحظرًا اقتصاديًا شديد، لكن الخطة خرقها الدعم الألماني والإيطالي الحاسم والفوري للقوميون الإسبان. كما نوقش موضوع المتطوعين كثيرًا، ولكن لم تخرج بنتائج حاسمة. على الرغم من أن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها أواخر الحرب، إلا أن إبرامها كان خارج اللجنة. لم تنجح الجهود لمنع تدفق مواد الحرب إلى إسبانيا، فقد أثبتت المشاركة الأجنبية فعاليتها في نتائج تلك الحرب. إذ استمرت ألمانيا وإيطاليا والاتحاد السوفيتي على خرق الاتفاق الذي وقعوا عليه، أما فرنسا فكانت من حين لآخر. ولكن ظلت بريطانيا ملتزمة بقوة للاتفاقية.
6 - لجنة عدم التدخل والمعروفة أيضًا بإسم لجنة لندن هي منظومة انشئت سنة 1936 بناءً على اقتراح من فرنسا وبدعم من المملكة المتحدة بهدف التحقق من درجة الامتثال لمعاهدة عدم التدخل التي سعت إلى منع التدخل الأجنبي في الحرب الأهلية الإسبانية وتدويل الصراع في وقت من التوتر الشديد بين الديمقراطيات والديكتاتوريات في أوروبا. وبالرغم من انضمام العديد من الدول إليها تباعا، إلا أنه لم تحترم الالتزامات التي قطعتها كلا من ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية والبرتغال السلازارية، التي دعمت الطرف المتمرد منذ بداية الحرب. ولا من الاتحاد السوفيتي الذي ساعد الجمهورية الإسبانية منذ أكتوبر 1936.
7 - بدأت المشاركة الألمانية في الحرب الأهلية الإسبانية مع اندلاع الحرب في يوليو 1936، وقيام أدولف هتلر بإرسال وحدات جوية ومدرعة قوية على الفور لمساعدة الجنرال فرانسيسكو فرانكو وقواته الوطنية. أرسل الاتحاد السوفياتي قوات أصغر لمساعدة حكومة الجمهورية، في حين فرضت بريطانيا وفرنسا وعشرين دولة أخرى حظرا على أي دخول للذخائر أو الجنود إلى إسبانيا. وقعت ألمانيا النازية أيضًا على الحظر لكنها تجاهلته.
قدمت الحرب تجربة قتالية بأحدث التقنيات للجيش الألماني. إلا أن هذا التدخل شكل خطر التصعيد إلى حرب عالمية لم يكن هتلر جاهزًا لها. لذا فقد حد من مساعدته، وقام بدلاً من ذلك بتشجيع موسوليني على إرسال وحدات إيطالية فاشية كبيرة. انتصر جيش فرانكو؛ وبقي محايدًا رسميًا في الحرب العالمية الثانية، إلا أنه ساعد المحور بطرق مختلفة من سنة 1940 إلى 1943، حتى أنه عرض الانضمام إلى الحرب في 19 يونيو 1940 مقابل المساعدة في بناء الإمبراطورية الاستعمارية الإسبانية.[1] استمرت الحالة الإسبانية ثلاث سنوات، وكانت مقدمة أصغر للحرب العالمية التي اندلعت سنة 1939.
كان الدعم النازي للجنرال فرانكو مدفوعًا بعدة عوامل، بما في ذلك تشتيت الانتباه عن استراتيجية هتلر الأوروبية المركزية، وإنشاء دولة إسبانية صديقة لألمانيا لتهديد فرنسا. كما وفرت فرصة لتدريب الرجال واختبار المعدات والتكتيكات.
8 - فيلق الكندور (بالألمانية: Legion Condor) هي وحدة عسكرية من متطوعي "سلاح الجو الألماني" (اللوفتفاف) و"القوات البرية الألمانية" (الفيرماخت هيير) التابع لألمانيا النازية بقيادة المقدم فيلهلم ريتر فون توما، حيث شارك الفيلق بجانب القوميين الذين تزعمهم الجنرال فرانسيسكو فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية (يوليو 1936 - مارس 1939). ودعم المستشار الألماني أدولف هتلر قوات فرانكو بناءً على اقتراح رئيس اللوفتفاف هيرمان جورينج بهدف اختبار سلاح الجو الألماني في حرب تقليدية. تألفت تلك المساعدة من الدعم اللوجستي في نقل القوات والإمدادات والدبابات (خاصة بانزر-1) والمدفعية وإنشاء أول مدرسة لدبابات القتال بقيادة الكولونيل بالجيش الألماني فيلهلم ريتر فون توما في قلعة بالقرب من مدينة قصرش.
طور فيلق الكندور أساليب القصف الاستراتيجي التي استخدمها على نطاق واسع في الحرب العالمية الثانية. فقد سمح التدخل الألماني في الحرب الأهلية لهتلر أن يحسن من جودة طائراته وإصلاح عيوب سلاحه الجوي، وإعداده اعدادا جيدا في الحرب القادمة. وكان الهجوم العادي يحتوي على رحلة فوتوغرافية سابقة. ثم تقوم القاذفات بهجومها (حوالي 80 طائرة يونكرز وهينكل ألمانية سنة 1936) تحت حراسة المقاتلات الإيطالية، بالإضافة إلى طائرات لالتقاط الصور. كانت دقة قنابلهم مذهلة وتكشف عن دراسة تفصيلية للأهداف. بمرور الوقت، ثبت أنه كان أحد العناصر الأساسية في انتصار فرانكو. كان قصف غرنيكا هي العملية الأكثر شهرة التي نفذها فيلق الكندور. قاد هوغو شبيرل تشكيلات طائرات الوحدة وقاد فيلهلم ريتر فون توما القوات البرية.
9 - الإرهاب الأبيض أو القمع الفرانكوي (بالإسبانية: la Represión franquista) عرفه التاريخ الإسباني بأنه قمع سياسي بما في ذلك عمليات الإعدام والاغتصاب، التي نفذها الفصيل القومي خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، وكذلك خلال السنوات التسع الأولى من حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو. ففي الفترة 1936-1945 كان لإسبانيا الفرانكوية العديد من الأعداء: الموالون للجمهورية الإسبانية الثانية (1931-1939) والليبراليون والاشتراكيون من مختلف المشارب والبروتستانت والملحدين والمثقفين والمثليين والماسونيين واليهود والغجر الرومان والقوميات الباسكية والكتالونية والغاليسية.
كان الدافع وراء قمع الفرانكو هو المفهوم اليميني عن تطهير المجتمع (بالإسبانية: limpieza social). وهو يعني أن قتل الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم أعداء للدولة يبدأ فور استيلاء القوميين على منطقة ما. من الناحية الأيديولوجية، شرعنت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية جرائم الحرس المدني (الشرطة الوطنية) والفلانخي بأنه دفاع عن العالم المسيحي.
10 - ذهب موسكو (بالإسبانية: Oro de Moscú) أو ذهب الجمهورية (الإسبانية) (بالإسبانية: Oro de la República) وهو مصطلح يشير إلى عملية نقل 510 طن من الذهب، أي ما يعادل 72.6٪ من احتياطي الذهب لبنك إسبانيا من مكان إيداعه في مدريد إلى الاتحاد السوفيتي بعد أشهر من بدء الحرب الأهلية الإسبانية، بأمر من حكومة الجمهورية الثانية برئاسة فرانسيسكو لارجو كاباليرو (PSOE)، وبمبادرة من وزير المالية خوان نيغرين، وكذلك الخطوات اللاحقة المتعلقة ببيعها لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية واستخدام الأموال التي تم الحصول عليها. تم تحويل الربع المتبقي من احتياطي البنك أي 193 طنًا إلى فرنسا وبيع أيضًا معظمها، وهي عملية تُعرف على سبيل المقارنة باسم ذهب باريس.
تقدر تلك السبائك المعدنية المنقولة إلى الاتحاد السوفيتي بالقيمة الإجمالية الحالية بـ 12.2 مليار يورو (بأحوال 2010) بسبب محتواها المعدني، وقيمة نقدية قد تتجاوز 20 مليار يورو.
11 - بوابة:الحرب الأهلية الإسبانية/مقالة مختارة/11
- ^ Weinberg, Gerhard. A World in Arms, Cambridge: Cambridge University Press, 2005 page 177.