أبو سليمان الخطابي

(بالتحويل من الخطابي)

أبو سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي الخطابي الشافعي[1] (319 هـ - 388 هـ / 931م - 988م)، المشهور باسم الخطابي، محدث وفقيه وعالم مسلم من كبار أئمة الشافعية،[2] ولد في مدينة بست (لشكر كاه حاليًا)، وارتحل وطلب العلم والحديث، فذهب إلى بغداد والبصرة ومكة وخراسان وبلاد ما وراء النهر، وتفقه على المذهب الشافعي، ولقد صنف التصانيف وألف كتابا في شرح الأسماء الحسنى سماه "شأن الدعاء"، وشرح سنن أبي داود في "معالم السنن"، وله شرح لكتاب صحيح البخاري اسمه "أعلام السنن"،[3] وله كتاب ينهى فيه عن علم الكلام اسمه "الغنية عن الكلام وأهله"، وكتاب غريب الحديث وكتاب إصلاح غلط المحدثين، وغيرها من الكتب والتصانيف، وكان لغويًا له قصائد شعر، توفي سنة 388 بمدينة بست.[4]

أبو سليمان الخطابي
حَمْد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي الخطابي
معلومات شخصية
الميلاد رجب 319 هـ،يوليو 931م
بست
الوفاة 388 هـ، أبريل 998م
بست
الإقامة بست
مواطنة  الدولة العباسية
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي سني، شافعي
الحياة العملية
أعمال شأن الدعاء
الغنية عن الكلام وأهله
المهنة مُحَدِّث  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
مجال العمل علم الحديث،  والفقه الإسلامي  تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات
أعمال بارزة شأن الدعاء
مؤلف:أبو سليمان الخطابي  - ويكي مصدر

مولده

عدل

ولد أبو سليمان الخطابي في مدينة بست لشكر كاه حاليًا وهي مدينة تقع في أفغانستان على شاطئ نهر هلمند، وهي عاصمة ولاية هلمند،[5]، وكان ميلاده في شهر رجب سنة 319 هـ، ينسب لقبهُ الخطابي إلى جدهِ الخطاب،[6] وقيل إنه من نسل الصحابي زيد بن الخطاب،[معلومة 1] إلا أن المؤرخ ابن كثير ذهب إلى القول بعدم ثبوت ذلك.[7]

طلبه للعلم

عدل

أخذ الخطابي العلم عن علماء بلده، ثم ارتحل طلبًا للاستزادة وسماعًا للحديث، فكان ينتقل بين بست وسجستان،[8] ثم رحل إلى نيسابور وأقام بها سنتين،[9] وأخذ عن عالمها أبو العباس الأصم (المتوفي 277 هـ[10] وزار بخارى،[11][معلومة 2] ورحل إلى بغداد وسمع من إسماعيل بن محمد الصفار (المتوفي 341 هـوأبي عمر الزاهد المعروف بغلام ثعلب، وأحمد بن سليمان النجاد، وأبي عمرو السماك، ومكرم القاضي، وجعفر بن محمد الخلدي، وحمزة بن محمد العقبي، وأبي جعفر الرزاز.[10][11]

ثم ذهب إلى البصرة، وسمع من أبي بكر بن داسة، وذهب إلى مكة وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي (المتوفي 340 هـ)، ثم عاد إلى بست واستقر بها.[10] وأخذ الفقه على مذهب الشافعي عن أبي بكر القفال الشاشي (المتوفي 365 هـوأبي علي بن أبي هريرة (المتوفي 345 هـ).[معلومة 3]

روى عنه الحاكم النيسابوري، وأبو حامد الإسفراييني، وأبو نصر محمد بن أحمد البلخي الغزنوي، وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي، وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو عبيد الهروي اللغوي وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي،[12] وجعفر بن محمد بن علي المروذي المجاور، وأبو بكر محمد بن الحسين الغزنوي المقرئ، وعلي بن الحسن السجزي الفقيه، ومحمد بن علي بن عبد الملك الفارسي الفسوي.[10]

مصنفاته

عدل

منهجه

عدل

في العقيدة

عدل

تناول الإمام الخطابي مسائل العقيدة في العديد من كتبه، واختُلِفَ في عقيدته، فقد نسبه البعض إلى المذهب السلفي ونسبه البعض الآخر إلى المذهب الأشعري.

  • استدل القائلون بأن الخطابي كان سلفياً[13] بأنه أثبت صفة العلو[14] حيث قال:[15] «فدل ما تلوناه من الآي على أن الله سبحانه في السماء مستوٍ على العرش،ولو كان بكل مكان لم يكن لهذا التخصيص معنى ولا فيه فائدة، وقد جرت عادة المسلمين خاصتهم وعامتهم بأن يدعوا ربهم عند الابتهال والرغبة إليه ويرفعوا أيديهم إلى السماء، وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن ربهم المدعو في السماء سبحانه.» وقال:[16] «زعم بعضهم أن معنى الاستواء هاهنا الاستيلاء، ونزع فيه إلى بيت مجهول، لم يقله شاعر معروف يصح الاحتجاج بقوله»، واستدلوا أيضًا بإمراره الصفات كما جاءت في قوله:[17] «فأما ما سألت عنه من الصفات، وما جاء منها الكتاب والسنة فإن مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها.»، ونقل عنه ذلك ابن تيمية في الفتوى الحموية الكبرى.[17] كما أن الخطابي كان ينتقد علم الكلام، وألف في ذلك كتاب الغنية عن الكلام وأهله،[18] والذي أرود ابن تيمية مقدمته في كتابه بيان تلبيس الجهمية[19]
  • واستدل القائلون بأنه كان أشعرياً [20] بقوله عند تفسير قوله تعالى ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ:[21] «أي قدرته على طيها، وسهولة الأمر في جمعها.» كما استدلوا بتفسيره لقوله تعالى ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ:[22] «أنه يبرز من أمر يوم القيامة أمر عظيم وشدتها ما يرتفع معه سواتر الامتحان، فيتميز عند ذلك أصحاب اليقين والإخلاص، فيُؤذن لهم بالسجود، ووينكشف الغطاء عن أهل النفاق، فتعود ظهورهم طبقًا لا يستطيعون السجود.»

في الحديث

عدل

وفاته

عدل
 
 
بست
مدينة بست، مسقط رأس الإمام الخطابي، ومحل وفاته.

توفي في مدينة بست في يوم السبت 7 ربيع الآخر سنة 388 هـ،[23] وقد رثاه عدد من العلماء والأدباء، فرثاه أبو منصور الثعالبي قائلًا:[24]

انظروا كيف تخُمد الأنوارُ
انظروا كيف تَسقُطُ الأقمارُ
انظُرُوا هكذا تزُول الرواسي
هَكَذا في الثَّرَى تغيض البحارُ

ورثاه أبو بكر عبد الله بن إبراهيم الحنبلي قائلًا:[24]

وقد كان حمدًا كاسمه حَمدَ الورى
شمائلَ فيها للثناء مَمَادحُ
خلائقُ ما فيها معابٌ لعائبٍ
إذا ذُكِرَت يومًا فهُنَّ مَدَائحُ
تغمده الله الكريم بعفوه
ورحمته واللهُ عافٍ وصافحُ

روابط خارجية

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ أبو سعد السمعاني في الأنساب (2/224)
  2. ^ مجلة الرسالة، العدد 98 على ويكي مصدر
  3. ^ الإمام الخطابي رائد شرح البخاري، مجلة دعوة الحق العدد 207، تاريخ الولوج 24 مايو 2016م نسخة محفوظة 17 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ تاج الدين السبكي. طبقات الشافعية الكبرى. دار إحياء الكتب العلمية الكتب العلمية. ج. الثالث. ص. 282.
  5. ^ كاميرون يتفقد جنود بلاده بأفغانستان - الجزيرة نسخة محفوظة 17 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ وفيات الأعيان (2/215)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/468) نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ طبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط، ل 100،أ)
  8. ^ معجم البلدان (3/ 190-192)
  9. ^ معجم البلدان (3/ 331-333)
  10. ^ ا ب ج د سير أعلام النبلاء جزء 17 من ص: 23 إلى 28 نسخة محفوظة 26 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ ا ب كتاب الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة، لأبي عبد الرحمن الحسن بن عبد الرحمن العلوي ص 33، طبعة دار الوطن، الطبعة الأولى نسخة محفوظة 24 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ تذكرة الحفاظ/الطبقة الثالثة عشرة (3/1020) على ويكي مصدر
  13. ^ مقال بعنوان: عقيدة السلف في الصفات: معنى قولهم "أمروها كما جاءت"، موقع عقيدة السلف الصالح نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ حاشية ابن القيم على سنن أبي داود، محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية ، 1415، جـ 13، صـ 25 نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ حاشية ابن القيم على سنن أبي داود، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية ، 1415، جـ 13، صـ 26، ومختصر الصواعق جـ 2، صـ 381، نقلاً عن كتاب شعار الدين للخطابي
  16. ^ مجلة البحوث الإسلامية، العدد السابع والستون - الإصدار : من رجب إلى شوال لسنة 1423هـ، البحوث، صفة الاستواء لله عز وجل، الفصل الثالث، المبحث الثاني الرد على المخالفين[وصلة مكسورة]، موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء نسخة محفوظة 19 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ ا ب مجلة البحوث الإسلامية، العدد الثاني عشر - الإصدار: من ربيع الأول إلى جمادى الثانية لسنة 1405هـ، بحوث في العقيدة، بيان في إثبات علو الله تعالى ومباينته لخلقه، فصل في تعلق المردود عليه بجمل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن رجب، قول ابن القيم في مختصر الصواعق، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 19 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ كتاب الغنية عن الكلام وأهله، على الموسوعة الشاملة نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ بيان تلبيس الجهمية جـ:1، صـ: 251 - 254
  20. ^ المسائل المتعلقة بالأسماء الحسنى عند الأشاعرة، موقع الدرر السنية نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ أعلام الحديث جـ 3، صـ 1901
  22. ^ أعلام الحديث جـ 3، صـ 1930: 1933
  23. ^ معجم الأدباء (4/250)، سير أعلام النبلاء (17/27)، تذكرة الحفاظ (3/1020) "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-11-26. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  24. ^ ا ب كتاب الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة، لأبي عبد الرحمن الحسن بن عبد الرحمن العلوي ص 29، طبعة دار الوطن، الطبعة الأولى نسخة محفوظة 24 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.

معلومات

عدل
  1. ^ هو أبو عبد الرحمن زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي القرشي العدوي، وأخو عمر بن الخطاب، وقد كان أسن منه، كما أنه أسلم قبله، استشهد في معركة اليمامة سنة 12 هـ
  2. ^ قال في مقدمة كتاب غريب الحديث ص:51: «وأما كتابنا هذا فقد كان خرج لي بعضه وأنا إذ في بخارى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة»
  3. ^ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء الطبقة التاسعة عشر: «ابن أبي هريرة الإمام شيخ الشافعية أبو علي، الحسن بن الحسين بن أبي هريرة البغدادي القاضي، انتهت إليه رئاسة المذهب، تفقه بابن سريج ثم بأبي إسحاق المروزي، وصنف شرحا لـ"مختصر المزني"، أخذ عنه: أبو علي الطبري، والدارقطني وغيرهما، واشتهر في الآفاق، توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.» "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)