حس مرافق

مرض من الأمراض
(بالتحويل من الحس المرافق)

الحس المرافق أو المُتزامن[1] أو تبادل الحواس[1] أو التدبيح[2] (بالإنجليزية: Synesthesia)‏ ظاهرة إدراكية يؤدي فيها تحفيز مسلك حسي أو إدراكي واحد إلى تجارب لا إرادية في مسلك حسي أو إدراكي ثانٍ.[3][4][5][6] يُعرف الأشخاص الذين يبلغون عن مثل هذه التجارب طوال حياتهم باسم مرضى التصاحب الحسي.[7] يختلف مفهوم الحس المرافق من شخص لآخر. في أحد الأشكال الشائعة من الحس المرافق، والمعروف باسم ترافق الرسم واللون أو الحس المرافق الحرفي اللوني، يُنظر إلى الحروف أو الأرقام على أنها ملونة بطبيعتها.[8][9] في التسلسل المكاني، أو الحس المرافق الشكلي الرقمي، يكون للأرقام، أشهر السنة، أو أيام الأسبوع، مواقع دقيقة في الفضاء (على سبيل المثال، عام 1980 قد يكون «أكثر بعدًا» من عام 1990)، أو قد تظهر على هيئة خريطة ثلاثية الأبعاد (في اتجاه عقارب الساعة أو عكس اتجاه عقارب الساعة).[10][11] يمكن أن يرتبط الحس المرافق بأي مجموعة وأي عدد من الحواس أو المسالك المعرفية.[12]

حس مرافق
معلومات عامة
من أنواع اضطرابات إدراكية  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
التاريخ
وصفها المصدر الموسوعة السوفيتية الأرمينية،  وموسوعة بلوتو  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P1343) في ويكي بيانات
المصاب بترافق الحس يقرن شكل الشيء بلون معين

لا يُعرف الكثير عن كيفية تطور الحس المرافق. اقتُرح أن الحس المرافق يتطور أثناء الطفولة عندما ينخرط الأطفال بالمفاهيم المجردة لأول مرة.[13] تفسر هذه الفرضية -التي يشار إليها باسم فرضية الفراغ الدلالي- سبب كون الأشكال الأكثر شيوعًا للحس المرافق هي الرسم واللون والتسلسل المكاني والشكلي الرقمي. عادةً ما تكون هذه أول المفاهيم المجردة التي تتطلبها النظم التعليمية من الأطفال.

توجد صعوبات في تحديد الحس المرافق بشكل دقيق.[14][15] أُدرجت العديد من الظواهر المختلفة تحت مصطلح الحس المرافق («اتحاد الحواس»)، ويبدو أن المصطلحات غير دقيقة في كثير من الحالات. قد يكون المصطلح الأكثر دقة ولكن الأقل شيوعًا هو التصاحب الفكري (ideasthesia).

تُعزى أقرب حالة مُسجَّلة للحس المرافق إلى الأكاديمي والفيلسوف بجامعة أوكسفورد، جون لوك، الذي قدم تقريرًا في عام 1690 عن رجل أعمى قال إنه رأى اللون القرمزي عندما سمع صوت البوق.[16] ومع ذلك، يوجد خلاف حول ما إذا كان لوك قد وصف حالة فعلية من الحس المرافق أو كان يستخدم استعارة. صدر البيان الطبي الأول من قبل الطبيب الألماني جورج توبياس لودفيغ ساكس في عام 1812.[17][18][19]

التدبيح في العربية

عدل

هو عند ابن أبي الإصبع: ذكر المعاني بالألوان وهذا المعنى فني طريف، ومثاله قول الشاعر:

تردَّى ثيابَ الموت حمرًا فما أتى
لها الليلُ إلا وهي من سُندُس خُضرُ

العلامات والأعراض

عدل
 
رغم أن الشخص ذو الحس المرافق يرى الأرقام والحروف كما يراها الآخرون، لكنه يتصورها في ذات الوقت بألوان أخرى مرتبطة بكل حرف أو رقم. الصورة مثال على كيفية تصوّر (وليس رؤية) شخص ذو حس مرافق للأرقام والأحرف.

أفاد بعض المصابين أنهم لم يدركوا أن تجاربهم كانت غير معتادة حتى أدركوا أن الآخرين لم يختبروها، بينما أبلغ آخرون عن إبقائهم الأمر سرًا طوال حياتهم. الطبيعة التلقائية التي تفوق الوصف للحس المرافق تعني أن الاقتران قد لا يبدو غير عادي. تساعد هذه الطبيعة اللاإرادية والمترابطة في اعتبار الحس المرافق تجربة حقيقية. يشير معظم المصابين إلى أن تجاربهم ممتعة أو محايدة، على الرغم من البعض قالوا أن تجاربهم قد تؤدي إلى درجة من الحمل الحسي الزائد.[20]

على الرغم من أن الصور النمطية الشائعة ضمن وسائل الإعلام الشعبية تعتبر الحس المرافق حالة طبية أو اضطرابًا عصبيًا، لكن العديد من مرضى التصاحب الحسي لا يرون أن تجاربهم في الحس المرافق تشكل عائقًا. على العكس من ذلك، أبلغ البعض عن اعتبارهم أنهم يملكون موهبة –بمعنى حاسة «خفية» إضافية– لا يريدون خسارتها. يدرك معظم مرضى التصاحب الحسي طريقة إدراكهم المميزة في طفولتهم. يتعلم البعض كيفية تطبيق قدرتهم في الحياة اليومية والعمل. استغل مرضى التصاحب الحسي قدراتهم في حفظ الأسماء وأرقام الهواتف والحساب الذهني والأنشطة الإبداعية الأكثر تعقيدًا مثل إنتاج الفنون المرئية والموسيقى والمسرح.[21]

مشاهير مُصابون به

عدل

انظر أيضا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب مجدي وهبة؛ كامل المهندس (1984)، معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب (ط. 2)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، ص. 148، OCLC:14998502، QID:Q114811596
  2. ^ مجدي وهبة؛ كامل المهندس (1984)، معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب (ط. 2)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، ص. 90، OCLC:14998502، QID:Q114811596
  3. ^ [بحاجة لرقم الصفحة] Cytowic، Richard E. (2002). Synesthesia: A Union of the Senses (2nd edition). كامبريدج: ميت بريس. ISBN:978-0-262-03296-4. OCLC:49395033.
  4. ^ [بحاجة لرقم الصفحة] Cytowic، Richard E. (2003). The Man Who Tasted Shapes. كامبريدج: ميت بريس. ISBN:978-0-262-53255-6. OCLC:53186027.
  5. ^ [بحاجة لرقم الصفحة] Cytowic, Richard E؛ Eagleman, David M (2009). Wednesday is Indigo Blue: Discovering the Brain of Synesthesia (with an afterword by Dmitri Nabokov). Cambridge: ميت بريس. ISBN:978-0-262-01279-9.
  6. ^ [بحاجة لرقم الصفحة] Harrison، John E.؛ Simon Baron-Cohen (1996). Synaesthesia: classic and contemporary readings. أكسفورد: Blackwell Publishing. ISBN:978-0-631-19764-5. OCLC:59664610.
  7. ^ Campen, Cretien van (2009) "The Hidden Sense: On Becoming Aware of Synesthesia" TECCOGS, vol. 1, pp. 1–13."Archived copy" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2009-07-08. اطلع عليه بتاريخ 2009-02-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  8. ^ Rich AN، Mattingley JB (يناير 2002). "Anomalous perception in synesthesia: a cognitive neuroscience perspective". Nature Reviews Neuroscience (Review). ج. 3 ع. 1: 43–52. DOI:10.1038/nrn702. PMID:11823804.
  9. ^ Hubbard EM، Ramachandran VS (نوفمبر 2005). "Neurocognitive mechanisms of synesthesia". Neuron (Review). ج. 48 ع. 3: 509–20. DOI:10.1016/j.neuron.2005.10.012. PMID:16269367.
  10. ^ Galton F (1880). "Visualized Numerals". Nature. ج. 21 ع. 543: 494–5. DOI:10.1038/021494e0. مؤرشف من الأصل في 2019-07-01.
  11. ^ Seron X، Pesenti M، Noël MP، Deloche G، Cornet JA (أغسطس 1992). "Images of numbers, or "When 98 is upper left and 6 sky blue"". Cognition. ج. 44 ع. 1–2: 159–96. DOI:10.1016/0010-0277(92)90053-K. PMID:1511585.
  12. ^ "How Synesthesia Works". HowStuffWorks. 1 يناير 1970. مؤرشف من الأصل في 2019-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-02.
  13. ^ Mroczko-Wąsowicz A.؛ Nikolić D. (2014). "Semantic mechanisms may be responsible for developing synesthesia". Frontiers in Human Neuroscience. ج. 8: 509. DOI:10.3389/fnhum.2014.00509. PMC:4137691. PMID:25191239.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  14. ^ Nikolić D (2009). "Is synaesthesia actually ideaesthesia? An inquiry into the nature of the phenomenon" (PDF). Proceedings of the Third International Congress on Synaesthesia, Science & Art, Granada, Spain, April 26–29. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-07-12.
  15. ^ Simner J (2012). "Defining synaesthesia" (PDF). British Journal of Psychology (Review). ج. 103 ع. 6: 1–15. DOI:10.1348/000712610X528305. PMID:22229768. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-07-09.
  16. ^ Ward, Ossian (10 June 2006) The man who heard his paint box hiss in ديلي تلغراف. Retrieved 3 December 2018 نسخة محفوظة 1 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ Jewanski، Jörg؛ Day، Sean A.؛ Ward، Jamie (2009). "A Colorful Albino: The First Documented Case of Synaesthesia, by Georg Tobias Ludwig Sachs in 1812". Journal of the History of the Neurosciences: Basic and Clinical Perspectives. ج. 18 ع. 3: 293–303. DOI:10.1080/09647040802431946. PMID:20183209. مؤرشف من الأصل في 2020-02-12.
  18. ^ Herman، Laura M. (28 ديسمبر 2018). "Synesthesia". Encyclopaedia Britannica. مؤرشف من الأصل في 2019-07-29. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-25.
  19. ^ Konnikova، Maria (26 فبراير 2013). "From the words of an albino, a brilliant blend of color". Scientific American. مؤرشف من الأصل في 2016-09-20. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-25.
  20. ^ Hupé JM، Dojat M (2015). "A critical review of the neuroimaging literature on synesthesia". Front Hum Neurosci. ج. 9: 103. DOI:10.3389/fnhum.2015.00103. PMC:4379872. PMID:25873873.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  21. ^ [بحاجة لمصدر غير أولي] [وصلة مكسورة]Ramachandran VS، Hubbard EM (2001). "Synaesthesia: A window into perception, thought and language" (PDF). Journal of Consciousness Studies. ج. 8 ع. 12: 3–34. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2006-05-27.
  22. ^ Mandybur، Jerico. "How Lorde's synesthesia helped her write 'Melodrama'". Mashable. مؤرشف من الأصل في 2018-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2017-04-18.