احمضاض دم بروبيونيكي

احمضاض الدم البروبيونيكي، المعروف أيضًا باسم بيلة حمض البروبونيك أو عوز كربوكسيلاز بروبيونيل- التميم أ،[9] هو اضطراب استقلابي جسمي متنحي نادر، ويصنف كأحد أنواع احمضاض الدم العضوي بالأحماض الأمينية متفرعة السلسلة.[10][11]

يبدأ الاضطراب في مرحلة باكرة من حياة حديث الولادة، ويتظاهر بأعراض تتضمن: سوء تغذية وتقيؤ وخمول ونقص توتر عضلي. قد يؤدي عدم علاج الوليد إلى الوفاة السريعة، بسبب فرط أمونيا الدم الثانوي أو العدوى أو اعتلال العضلة القلبية أو تلف الدماغ.[12]

الأعراض والعلامات

عدل

تظهر أعراض احمضاض الدم البروبيونيكي لدى الأطفال حديثي الولادة فور ولادتهم تقريبًا. تتضمن الأعراض سوء التغذية والتقيؤ والجفاف والحماض وانخفاض التوتر العضلي والنوبات الصرعية والخمول. سرعان ما تصبح تأثيرات احمضاض الدم البروبيونيكي مهددة للحياة.

قد تشمل المضاعفات طويلة المدى مرض الكلى المزمن واعتلال عضلة القلب وتطاول فترة كيو تي المصححة.[13][14]

الفيزيولوجيا المرضية

عدل

في الأفراد الأصحاء، يقوم إنزيم كربوكسيليز بروبيونيل- التميم أ بتحويل بروبيونيل- التميم أ إلى ميثيل مالونيل- التميم أ، وهي إحدى خطوات تحويل الأحماض الأمينية والدهون إلى طاقة. لا يمكن للأفراد المصابين باحمضاض الدم البروبيونيكي إجراء هذا التحويل بسبب عدم فعالية إنزيم كربوكسيليز بروبيونيل- التميم أ. في هذه الحالة، لا يمكن تحويل الأحماض الأمينية الأساسية الفالين والميثيونين والإيزولوسين والثريونين، وهذا يؤدي إلى تراكم بروبيونيل التميم أ. يتحول بروبيونيل كو-أ إلى حمض البروبيونيك عوضًا عن تحويله إلى ميثيل مالونيل-التميم أ، وهذا بدوره يتراكم في مجرى الدم، ويساعد في تراكم الأحماض والسموم الخطرة، ما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء.

في كثير من الحالات، تؤذي حالة الحماض هذه الدماغ والقلب والكلى والكبد، وتسبب نوبات صرعية، وتؤخر التطور الطبيعي للطفل -كالمشي أو النطق. قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لمنع تقوض بروتينات الجسم. وبشكل عام، تتطلب هذه الحالة مراقبة الاحتياجات الغذائية عن كثب.

ينجم المرض عن تحور نسختي المورثتين اللتين تشفران كربوكسيلاز بروبيونيل- التميم أ ألفا وكربوكسيلاز بروبيونيل- التميم أ بيتا. تحتوي هذه الجينات على تعليمات لتكوين الوحدات الفرعية ألفا وبيتا من إنزيم كربوكسيلاز بروبيونيل- التميم أ.[15]

يحتاج الجسم لإنزيم كربوكسيلاز بروبيونيل- التميم أ لتقويض الأحماض الأمينية الأساسية الفالين والإيزولوسين والثريونين والميثيونين، إضافةً لبعض الأحماض الدهنية فردية السلسلة. تؤدي طفرات المورثتين السابقتين إلى تعطيل وظيفة الإنزيم، ما يمنع استقلاب هذه الأحماض. نتيجةً لذلك، يتراكم بروبيونيل التميم أ وحمض البروبيونيك والكيتونات والأمونيا والمركبات السامة الأخرى في الدم، ما يسبب ظهور علامات احمضاض الدم البروبيونيكي وأعراضه. يحدث فرط أمونيا الدم بسبب تأثيرات بروبيونيل- التميم أ المثبطة على إنزيم سينثاز ن- أستيل الغلوتامات، ما يؤدي بشكل غير مباشر إلى إبطاء دورة اليوريا.[16]

التشخيص

عدل

يشخص المرض بارتفاع مستويات مستقلبات حمض البروبيونيك (على سبيل المثال، 3-هيدروكسي بروبيونات وميثيل سيترات وتيغلغليسين وبروبيونيل غليسين) في الدم والبول مع بقاء مستويات البيوتينيداز طبيعية.

التدبير

عدل

يجب أن يبدأ المرضى الذين يعانون من احمضاض الدم البروبيونيكي باتباع نظام غذائي منخفض البروتين فورًا. يوصى المريض بتناول بروتين خالي من الميثيونين والثريونين والفالين والإيزولوسين، مع إضافة الليفوكارنتين لنظامه. إضافةً لذلك، يعطى المريض مضادات حيوية شهريًا لعشرة أيام لإزالة البكتيريا المعوية المولدة لحمض البروبيونيك. يجب أن يملك كل مريض نظام غذائي خاص به؛ إذ يتضمن نظام الحالة الصحية الجيدة على نسبة منخفضة من البروتين، بينما يحوي نظام الحالة الصحية نصف الطارئة على نصف كمية البروتين المطلوبة، ولا يحوي النظام الغذائي في الحالات الصحية الطارئة على البروتين أبدًا. يتعرض هؤلاء المرضى لخطر الإصابة بفرط أمونيا الدم الشديد في حالات العدوى، وهذا قد يؤدي إلى الغيبوبة.[17]

تزداد أهمية زراعة الكبد في تدبير هؤلاء المرضى، فقد أظهرت سلسلة صغيرة من الحالات تحسن في نوعية حياة المرضى المعالجين بهذه الطريقة.

المراجع

عدل
  1. ^ مذكور في: أنطولوجية المرض. الوصول: 29 نوفمبر 2020. مُعرِّف أنطولوجيا الأمراض: DOID:14701. لغة العمل أو لغة الاسم: الإنجليزية. تاريخ النشر: 27 مايو 2016.
  2. ^ مذكور في: Monarch Disease Ontology release 2018-06-29. الوصول: 28 يوليو 2018. معرف أنطولوجية مرض الملك: MONDO_0011628. تاريخ النشر: 29 يونيو 2018.
  3. ^ مذكور في: يونيبروت. معرف يونيبروت: P05165. الوصول: 13 أغسطس 2019. لغة العمل أو لغة الاسم: الإنجليزية.
  4. ^ "Propionicacidemia: absence of alpha-chain mRNA in fibroblasts from patients of the pccA complementation group". American Journal of Human Genetics (بالإنجليزية) (6): 1124–1131. 1 Dec 1987.
  5. ^ "ClinGen". اطلع عليه بتاريخ 2020-12-08.
  6. ^ مذكور في: يونيبروت. معرف يونيبروت: P05166. الوصول: 13 أغسطس 2019. لغة العمل أو لغة الاسم: الإنجليزية.
  7. ^ "Correction of the metabolic defect in propionic acidemia fibroblasts by microinjection of a full-length cDNA or RNA transcript encoding the propionyl-CoA carboxylase beta subunit". Genomics (بالإنجليزية) (3): 500–5. Feb 1994. DOI:10.1006/GENO.1994.1099.
  8. ^ "ClinGen". اطلع عليه بتاريخ 2020-12-08.
  9. ^ الوراثة المندلية البشرية عبر الإنترنت (OMIM): 606054
  10. ^ Ravn K؛ Chloupkova M؛ Christensen E؛ Brandt NJ؛ Simonsen H؛ Kraus JP؛ Nielsen IM؛ Skovby F؛ Schwartz M (يوليو 2000). "High incidence of propionic acidemia in greenland is due to a prevalent mutation, 1540insCCC, in the gene for the beta-subunit of propionyl CoA carboxylase". American Journal of Human Genetics. ج. 67 ع. 1: 203–206. DOI:10.1086/302971. PMC:1287078. PMID:10820128.
  11. ^ Deodato F، Boenzi S، Santorelli FM، Dionisi-Vici C (2006). "Methylmalonic and propionic aciduria". Am J Med Genet C Semin Med Genet. ج. 142 ع. 2: 104–112. DOI:10.1002/ajmg.c.30090. PMID:16602092. S2CID:21114631.
  12. ^ Hamilton RL، Haas RH، Nyhan WC، Powell HC، Grafe MR (1995). "Neuropathology of propionic acidemia: a report of two patients with basal ganglia lesions". Journal of Child Neurology. ج. 10 ع. 1: 25–30. DOI:10.1177/088307389501000107. PMID:7769173. S2CID:12674920.
  13. ^ Shchelochkov، Oleg A.؛ Manoli، Irini؛ Sloan، Jennifer L.؛ Ferry، Susan؛ Pass، Alexandra؛ Van Ryzin، Carol؛ Myles، Jennifer؛ Schoenfeld، Megan؛ McGuire، Peter؛ Rosing، Douglas R.؛ Levin، Mark D. (28 يونيو 2019). "Chronic kidney disease in propionic acidemia". Genetics in Medicine. ج. 21 ع. 12: 2830–2835. DOI:10.1038/s41436-019-0593-z. ISSN:1530-0366. PMC:7045176. PMID:31249402.
  14. ^ Shchelochkov، Oleg A.؛ Carrillo، Nuria؛ Venditti، Charles (1993)، Adam، Margaret P.؛ Ardinger، Holly H.؛ Pagon، Roberta A.؛ Wallace، Stephanie E. (المحررون)، "Propionic Acidemia"، GeneReviews®، University of Washington, Seattle، PMID:22593918، مؤرشف من الأصل في 2022-01-23، اطلع عليه بتاريخ 2019-09-29
  15. ^ http://mayoresearch.mayo.edu/mayo/research/barry_lab/ropionic-Aciademia.cfm نسخة محفوظة 2008-08-29 على موقع واي باك مشين. Barry Lab - Vector and Virus Engineering. Gene therapy for Propionic Acidemia
  16. ^ Dercksen، M.؛ IJlst، L.؛ Duran، M.؛ Mienie، L. J.؛ van Cruchten، A.؛ van der Westhuizen، F. H.؛ Wanders، R. J. A. (ديسمبر 2014). "Inhibition of N-acetylglutamate synthase by various monocarboxylic and dicarboxylic short-chain coenzyme A esters and the production of alternative glutamate esters". Biochimica et Biophysica Acta (BBA) - Molecular Basis of Disease. ج. 1842 ع. 12 Pt A: 2510–2516. DOI:10.1016/j.bbadis.2013.04.027. ISSN:0006-3002. PMID:23643712. مؤرشف من الأصل في 2022-06-15.
  17. ^ Saudubray JM, Van Der Bergh G, Walter J : Inborn Metabolic Diseases Diagnosis and Treatment (2012)