إلمر ماكولوم
إلمر فيرنر ماكولوم (3 مارس 1879-15 نوفمبر 1967)، هو عالم كيمياء حيوية أمريكي معروف بعمله حول تأثير النظام الغذائي على الصحة.[3][4] يذكر ماكولوم أيضًا لتأسيسه أول مستعمرة جرذان مخصصة لأبحاث التغذية في الولايات المتحدة. مع ذلك، ساد بعض الجدل حول سمعته بعد وفاته. أطلقت عليه مجلة التايم لقب دكتور فيتامين.[5] كانت قاعدته: «كل ما تريد بعد تناول ما ينبغي عليك أكله».[6]
| إلمر ماكولوم | |
|---|---|
| (بالإنجليزية: Elmer McCollum) | |
 |
|
| معلومات شخصية | |
| الميلاد | 3 مارس 1879 ريدفيلد |
| الوفاة | 15 نوفمبر 1967 (88 سنة)
بالتيمور |
| مواطنة |  الولايات المتحدة |
| عضو في | الجمعية الملكية، والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، والأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم ليوبولدينا، والأكاديمية الوطنية للعلوم |
| الحياة العملية | |
| المدرسة الأم | جامعة ييل جامعة كانساس |
| المهنة | عالم كيمياء حيوية، وأستاذ جامعي |
| اللغات | الإنجليزية |
| مجال العمل | كيمياء حيوية |
| موظف في | جامعة جونز هوبكينز |
| الجوائز | |
تعديل مصدري - تعديل  | |
في زمن لم تكن الفيتامينات فيه معروفة بعد، طرح ماكولوم هذه الأسئلة وحاول الإجابة عنها: «كم عدد العناصر الغذائية الأساسية الموجودة، وما هم؟».[4] اكتشف هو ومارغريت ديفيس أول فيتامين، ولهذا سمي بالفيتامين أ، في عام 1913. ساعد ماكولوم أيضًا في اكتشاف فيتامين ب وفيتامين د، وعمل على اكتشاف تأثير العناصر النزرة في النظام الغذائي.
خلال فترة عمله في ويسكونسن، ولاحقًا في جونز هوبكينز، تصرف ماكولوم جزئيًا بشكل يرضي صناعة الألبان. عندما وصف الحليب بأنه أعظم الأطعمة الوقائية، تضاعف استهلاك الحليب في الولايات المتحدة بين عامي 1918 و1928.[7] روج ماكولوم للخضروات الورقية، على الرغم كونها غير مدعومة صناعيًا.[8][9]
في كتابه عام 1918، وصف ماكولوم نباتية الألبان كما يلي: «عند التخطيط لنظام غذائي صحيح، ستكون هذه أفضل الخطط التي يمكن اعتمادها في تغذية الإنسان».[10]
اكتشاف فيتامين أ
عدلكان ماكولوم مسؤولًا عن رعاية الأبقار حتى عام 1911، بينما ترك رعاية جرذانه وتغذيتها لمتطوعة جديدة تدعى مارغريت ديفيس، وهي طالبة اقتصاد منزلي حولت مجال دراستها للكيمياء الحيوية. اعتنت ديفيس بالجرذان يوميًا لمدة خمس سنوات دون حصولها على أي أجر مقابل ذلك، ولكنها حصلت على 600 دولار في سنتها السادسة والأخيرة. ساعدت ديفيس ماكولوم في تطوير ما يسمى بالطريقة البيولوجية لتحليل الطعام، وشاركت في تأليف عدد من الأوراق البحثية،[11] ومنها بحث نشر في عام 1913 بعنوان: «أهمية بعض الليبينات في النظام الغذائي خلال مرحلة النمو». في بحثهما، أطعما الفئران كازين نقي وكربوهيدرات (لاكتوز ودكسترين و/ أو النشا)، مع القليل من الأغار- أغار ومزيج من ستة أو سبعة أملاح. ولمجموعة محددة من الجرذان، استبدلا دهن الخنزير أو زيت الزيتون ببعض الكربوهيدرات أيضًا. نمت جرذان التجربة لمدة 70 إلى 120 يوم، ثم توقفت عن النمو. مع ذلك، بدا أنها تتمتع بصحة جيدة، غير أن الإناث منها لم ينتجن ما يكفي من الحليب لتغذية صغارهن. نجح الباحثان في إعادة ثلاثين جرذًا تقريبًا إلى طبيعتها، بعد وصولهم مرحلة توقف النمو، وذلك عبر إضافة كمية صغيرة من مستخلصات البيض أو الزبدة. احتوت ورقتهم البحثية على رسوم بيانية لخمسة جرذان، وضحا فيها أوزان الجرذان بمرور الوقت مقارنةً بمنحنى النمو الطبيعي، لإظهار نجاحهما شبه المطرد في تحفيز إعادة نمو تلك الجرذان بعد توقفها الكامل لبعض الوقت. أظهر أحد المخططات نتائجهما مع اتباع نظام غذائي خالٍ من الدهون. أقنعتهما النتائج أن الجرذان لن تستطيع النمو بدون استهلاكها مادة ما في البيض أو مستخلص الزبدة، على الرغم من أنها بدت بصحة جيدة.[12]
استنتج الباحثان أن نمو الجرذان سيتوقف إلى أن تضاف مستخلصات إيثر معينة من البيض أو الزبدة إلى نظامهما الغذائي، وتوصلا إلى أن بعض المواد المساعدة الموجودة في بعض المواد الغذائية ضرورية للنمو الطبيعي على مدى فترات طويلة.[12] اكتشف الباحثان وجود هذا العنصر الغذائي في مستخلصات أوراق البرسيم الحجازي وأحشاء الذبيحة أيضًا.[13] سمي هذا العنصر، الذي أطلق عليه ماكولوم اسم العامل أ، بالفيتامين أ لاحقًا. [14]
قدم ماكولوم وديفيس، اللذان حظيا بفضل هذا الاكتشاف في النهاية، ورقتهما للنشر قبل ثلاثة أسابيع من تقديم أوزبورن ومندل لبحثهما. نشرت الورقتان في نفس العدد من دورية الكيمياء الحيوية عام 1913.[15] مثلت هذه المصادفة حدثًا حرجًا، فقد استغرق العلماء 130 عام تقريبًا للتعرف على فيتامين أ، بدءًا من فرانسوا ماجندي في 1816 وحتى تركيبه في 1947.[16]
تشارك ديفيس وماكولوم في أبحاثهما من 1909 إلى 1916، تبعتها نينا سيموندز من 1916 إلى 1929. في غضون ست سنوات، ترقى ماكولوم من رتبة مدرس إلى أستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك وفي النهاية وصل إلى رتبة أستاذ كامل.[11] اعتقد ماكولوم أن نجاح علاقة الأستاذ بطلابه ترتبط بقدرته على جعل محادثاته ومحاضراته أكثر تشويقًا من الغناء والرقص والشرب والقيادة السريعة.[17]
اكتشاف فيتامين ب
عدلبالنظر إلى مرض البري بري ومشكلة الأرز الأبيض، حاول كريستيان أيكمان وغريت غرينز العثور على سبب التهاب الأعصاب المتعدد (متأثرًا بلويس باستور، اعتقد إيكمان أن سبب البري بري نوع من البكتيريا[18])، بينما حاول ماكولوم معرفة سبب فشل النمو.[4] في عام 1915، أدت تجارب ماكولوم وديفيس حول النظام الغذائي للجرذان إلى اكتشاف أن مادة إيكمان وغرينز المضادة للالتهاب العصبي كانت مماثلة للمادة ب الذوابة في الماء (الفيتامينات ب).[19][4] كانت هذه النتيجة الثامنة في قائمة استنتاجاتهم: «يختلف العامل الذواب في الماء عن ذلك الموجود في الزبدة. لا تؤدي إضافة 20% من الزبدة إلى أي نمو ما لم تحصل الجرذان على العامل الآخر».[20] وجد لاحقًا أن العامل ب يتألف من عدة مركبات مختلفة. في عام 1916، سمى ماكولوم وكورنيليا كينيدي بتسمية العوامل وفقًا للأحرف الأبجدية.[21]
انتقاله إلى جونز هوبكينز
عدلفي عام 1917، أنشأت مؤسسة روكفيلر قسمًا جديدًا للصحة الكيميائية في جامعة جونز هوبكينز، وقد اختار المؤسس حينها، وعلى نحو غير تقليدي، توظيف عالمين غير طبيين كانا قد عملا في محطات التجارب الزراعية. عرض على ماكولوم منصب الرئاسة والأستاذية، ومع ذلك، كان عدم حصوله على الوظيفة وشيكًا.[22] قال ويليام هاول، وهو مساعد مدير الكلية الجديدة: «لم نرى سوى مشكلة واحدة فيما يتعلق باختيارك لمنصب الأستاذية، وهو أنك يا ماكولوم، تبدو هزيلًا للغاية». في الحقيقة، بلغ طول ماكولوم ستة أقدام، بينما كان وزنه 127 رطل فقط.[14]
انتخب ماكولوم ليصبح عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم في عام 1920.[23] حصل على رتبة أستاذ فخري في عام 1945. [24][25]
خلال عمله في جامعة جونز هوبكينز لأكثر من خمسة وعشرين عام، نشر ماكولوم نحو 150 ورقة بحثية. تركز عمله على الفلور والوقاية من تسوس الأسنان والفيتامينات د وهـ ودور مجموعة من المعادن النزرة في التغذية، بما في ذلك الألومنيوم والكالسيوم والكوبالت والفوسفور والبوتاسيوم والمنغنيز والصوديوم والسترونتيوم والزنك.[26] عمل ماكولوم مع إدارة الغذاء الأمريكية، خلال فترة قيادة هربرت هوفر، لمساعدة من تعرضوا للمجاعة في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى. أرسله هوفر في جولة لإلقاء المحاضرات في جميع المدن الرئيسية في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وفي محاضراته، وضح ماكولوم رداءة جودة النظام الغذائي الأمريكي، وأن تحسين ذلك يتطلب تناول أحشاء الذبائح (عوضًا عن لحوم العضلات) وكمية أقل من البطاطا والسكر.[27]
المراجع
عدل- ^ List of Royal Society Fellows 1660-2007 (PDF) (بالإنجليزية), Royal Society, p. 228, QID:Q111806251
- ^ https://www.fi.edu/en/laureates/ev-mccollum.
{{استشهاد ويب}}:|url=بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط|title=غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة) - ^ Mayer، J. (1982). "The impact of Elmer Verner McCollum on national and global nutritional problems". Transactions of the Kansas Academy of Science. ج. 85 ع. 3: 142–151. DOI:10.2307/3628332. JSTOR:3628332. PMID:6753305.
- ^ ا ب ج د Kruse, 1961.
- ^ "Medicine: Dr. Vitamin". Time. Time Inc. 24 سبتمبر 1951. مؤرشف من الأصل في 2022-07-01. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-11.
- ^ "Elmer V. McCollum, PhD". Johns Hopkins Bloomberg School of Public Health. مؤرشف من الأصل في 2022-09-06. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-11.
- ^ Way, Wendy (2013). A New Idea Each Morning. Australian National University E Press. ISBN:9781922144119. مؤرشف من الأصل في 2020-07-09. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-11.
- ^ Prengaman, Kate (Fall 2013). "The Birth of Vitamin A". OnWisconsin. Wisconsin Alumni Association. مؤرشف من الأصل في 2023-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-10.
- ^ McCollum, E. V. (نوفمبر 1917). "Some Essentials to a Safe Diet". The Annals of the American Academy of Political and Social Science. ج. 74: 95–102. DOI:10.1177/000271621707400114. JSTOR:1014092. S2CID:144598746. مؤرشف من الأصل في 2022-05-27.
- ^ McCollum, Elmer Verner (1918). The Newer Knowledge of Nutrition. Macmillan Company. ص. 52.
- ^ ا ب Day, 1974.
- ^ ا ب McCollum, E. V.؛ Marguerite Davis (1 يوليو 1913). "The Necessity Of Certain Lipins In The Diet During Growth". The Journal of Biological Chemistry. ج. 15 ع. 15: 167–175. DOI:10.1016/S0021-9258(18)88553-2. مؤرشف من الأصل في 2019-07-02.
- ^ McCollum, 1964. p. 133.
- ^ ا ب Graham, Rod (2 أكتوبر 2000). "From Kansas Farm Boy to 'Dr. Vitamin'". The Gazette. Johns Hopkins University. ج. 30 رقم 5. مؤرشف من الأصل في 2020-01-04. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-11.
- ^ Rosenfeld, Louis (أبريل 1997). "Vitamine—vitamin. The early years of discovery". Clinical Chemistry. ج. 43 ع. 4: 680–685. DOI:10.1093/clinchem/43.4.680. PMID:9105273. مؤرشف من الأصل في 2023-04-15. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-10.
- ^ Semba, RD (2012). "On the 'discovery' of vitamin A". Ann Nutr Metab. ج. 61 ع. 3: 192–8. DOI:10.1159/000343124. PMID:23183288. S2CID:27542506.
- ^ McCollum, 1964. p. 177.
- ^ Conlan, Roberta؛ Elizabeth Sherman (أكتوبر 2000). "Unraveling the Enigma of Vitamin D" (PDF). National Academy of Sciences. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-03-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-13.
- ^ Rider, 1970.
- ^ McCollum, E. V.؛ Marguerite Davis (نوفمبر 1915). "The Nature of the Dietary Deficiencies of Rice" (PDF). Journal of Biological Chemistry. ج. 23 ع. 1: 193. DOI:10.1016/S0021-9258(18)87611-6. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-17.
- ^ McCollum, E. V.؛ Cornelia Kennedy (1916). "The Dietary Factors Operating in the Production of Polyneuritis". Journal of Biological Chemistry. ج. 24 ع. 4: 493. DOI:10.1016/S0021-9258(18)87532-9. مؤرشف من الأصل في 2023-04-17. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-13.
- ^ "Pierre Coulombe to Lead the Department of Biochemistry and Molecular Biology". www.jhsph.edu. أكتوبر 2008. مؤرشف من الأصل في 2022-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2010-10-13.
- ^ McCollum, 1964. p. 173.
- ^ "APS Member History". search.amphilsoc.org. مؤرشف من الأصل في 2023-03-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-03-29.
- ^ Elmer Verner McCollum: World of Chemistry. Gale. 2006. مؤرشف من الأصل في 2016-10-06. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-14.
- ^ "Dr. Elmer Verner McCollum". Kansas Historical Society. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-30.
- ^ McCollum, 1964. p. 160–162.
