أسرة كونباونغ

كانت أسرة كونباونغ ((بالبورمية: ကုန်းဘောင်ခေတ်)‏، pronounced: [kóʊɴbàʊɴ kʰɪʔ]) آخر أسرة تحكم بورما (Burma) أو مينمار (Myanmar)، من عام 1752 إلى 1885. حيث أقامت تلك الأسرة ثاني أكبر إمبراطورية في التاريخ البورمي، واستمرت في الإصلاحات الإدارية التي بدأتها أسرة تونغو (Toungoo)، وأرست بذلك أسس الدولة الحديثة في بورما. لقد بدا جليًا أن الإصلاحات لم تكن كافية لوقف زحف بريطانيا، التي هزمت البورميين في كل الحروب البريطانية البورمية على مدى ستة عقود (1824–1885) وأنهت الملكية البورمية القديمة التي استمرت ألف عام في 1885.

أسرة كونباونغ
أسرة كونباونغ
أسرة كونباونغ
علم
عاصمة شويبو
ماندالاي  تعديل قيمة خاصية (P36) في ويكي بيانات
نظام الحكم غير محدّد
نظام الحكم ملكية  تعديل قيمة خاصية (P122) في ويكي بيانات
التاريخ
التأسيس 1752  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
النهاية 1885  تعديل قيمة خاصية (P576) في ويكي بيانات

تأسست هذه الأسرة على يد رئيس القرية ألونغبايا (Alaungpaya) في 1752 لتحدي مملكة هانثوادي المستعادة (Restored Hanthawaddy Kingdom) والتي أطاحت منذ وقت قريب حينها بأسرة تونغو. بحلول عام 1759، وحدت قوات ألونغبايا جميع بورما (ومانيبور)، وطردت الفرنسيين (French colonial empire) والبريطانيين الذين زودوا مملكة هانثوادي (Hanthawaddy) بالسلاح.[1] (Phayre) في 1760، بدأت بورما سلسلة من الحروب مع سيامي (Ayutthaya Kingdom) (Siam) التي استمرت لفترة طويلة حتى منتصف القرن التاسع عشر. وبحلول 1770، هزم ورثة ألونغبايا (Alaungpaya) بشكل مؤقت مملكة سيامي (Siam) (1767)، وأخضعوا معظم لاوس (Laos) (1765)، كما انتصروا في الغزوات الأربعة من قبل أسرة كينغ الصينية (Qing China) (1765–1769).[2] ومع انشغال البرميين لعقدين آخرين في اجتياح وشيك من قبل الصينيين،[3] استعاد السياميين (Siamese) أراضيهم عام 1770، وراحوا يستولون على مملكة لانا (Lan Na) بحلول عام 1776.[4] خاضت بورما (Burma) غمار الحرب مع سيامي (Siam) حتى عام 1855 ولكن بعد عقود من الحرب، قامت الدولتين بمبادلة تيناسارم (Tenasserim) (لبورما) ولانا (Lan Na) (لسيامي).

استحوذ بوداوبايا، الذي كان يواجه الصين القوية وسيام المنبعثة من جديد في الشرق، على الممالك الغربية أراكان (Arakan/Rakhine state) (1784)، ومانيبور (1814) (Manipur)، وآسام (1817) (Assam)، مما أدى إلى حدود ممتدة غير واضحة مع الهند البريطانية (British India).[5] ولقد هزم البريطانيون البرميين بشكل حاسم في أول حرب بريطانية بورمية (1824 – 1826). اضطرت بورما للتخلي عن أراكان (Arakan)، ومانيبور (Manipur)، واسام (Assam)، وتيناسيرم (Tanintharyi Region) (Tenasserim)، ودفع تعويض كبير بلغ مليون جنيه. في عام 1852، استولى البريطانيون بسهولة على بورما السفلى (Lower Burma) في الحرب البريطانية البورمية الثانية (Second Anglo-Burmese War). حاول الملك ميندون (Mindon Min) تحديث المملكة، وفي عام 1875 تجنب ضم الأراضي المجاورة بالتنازل عن دول كاريني (Karenni States). لقد ضم البريطانيون، بسبب قلقهم من توحيد الهند الصينية الفرنسية (French Indochina)، ما تبقى من البلد إبان الحرب البريطانية البورمية الثالثة (Anglo-Burmese War) في 1885.

لقد بدأ الإصلاحات الإدارية الموسعة لملوك كونباونغ في فترة أسرة تونغو المستعادة (1599ــ1752)، وحققت مستويات غير مسبوقة في الرقابة الداخلية والتوسع الخارجي. وأحكموا السيطرة على الأراضي المنخفضة وقاموا بالحد من الامتيازات الوراثية شان (Shan) سوفا (saopha). كما قاموا أيضًا بعمل إصلاحات تجارية زادت من الإيرادات الحكومية وجعلتها مستقرة وأكثر قابلية للتنبؤ. لقد استمر الاقتصاد النقدي في تعزيز قوته. في عام 1857، افتتح ولي العهد نظامًا متكاملاً للضرائب والرواتب النقدية، وذلك بمساعدة الإصدار الأول للعملة فضية الموحدة للبلاد.[2] وتواصل الاندماج الثقافي. للمرة الأولى في التاريخ، سادت لغة بورما وثقافتها جميع وادي أروادي (Irrawaddy)، مع اندثار لغة مون (Mon) ومجموعة عرقية تمامًا بحلول 1830. ولقد تبنت إمارات شان الأقرب (Shan) المزيد من الأعراف السائدة في الأراضي المنخفضة. استمر الأدب والمسرح البورمي في التطور والنمو، ذلك بمساعدة معدل محو أمية الذكور البالغين المرتفع للغاية في ذلك العهد (نصف جميع الذكور و5% من الإناث).[6] من أواخر القرن الثامن عشر، بدءًا في الأساس ببوداوبايا (Bodawpaya)، كانت الدولة مسترشدةً بمشاريعها الأدبية والثقافية، فضلاً عن الإصلاح الديني، من قِبل إصلاحي سوذاما (Sudhamma)، التي تمركزت حول جوهر الرهبنة وإخضاع النخب من منطقة تشن وين (Chindwin). حاولت الدولة بعد ذلك بسط سلطتها على الأصول الفكرية المختلفة.[7] وبالرغم من ذلك، لم تكن وتيرة الإصلاحات كافية لوقف زحف الاستعمار البريطاني.[8]

الصعود والهبوط

عدل
 
عرش على شكل أسد في صالة العرش بالقصر الملكي لأمارابورا (Amarapura) (لوحة لكلوزورثي غرانت (Colesworthy Grant)، 1855

أسرة توسعية، شن ملوك كونباونغ حملات ضد مانيبور (Manipur)، وأراكان (Rakhine/Arakan)، أسام (Assam)، ومون (Mon) مملكة بيغو (Pegu)، والسايميين مملكة أيوتايا (Ayutthaya Kingdom)، وأسسوا بذلك الإمبراطورية البورمية الثالثة. ورهنًا بالحروب الأخيرة والمعاهدات التي تم إبرامها مع البريطانيين، تمكنت دولة بورما الحديثة من تعقب حدودها التي تشكلت بعد هذه الأحداث.

تولى الابن الثاني لألونغبايا، هسين يو شن (Hsinbyushin)، العرش بعد فترة حكم أخيه الأكبر القصيرة، ناونجداوجي (Naungdawgyi)(1760 – 1763). واستمر في السياسة التوسعية التي انتهجها والده واستولى في النهاية على أيوتايا (Ayutthaya) في عام 1767، بعد سبع سنوات من القتال.

لقد لعب المفهوم التقليدي للملكية في جنوب شرق آسيا الذي تطلع إلى ملوك شاكرافارتين (Chakravartin) أو الملكية العالمية التي تميزهم بالماندالا (Mandala) أو مجال القوة داخل عالم جامبوديبا (Jambudipa)، جنبًا إلى جنب مع حيازة الفيل الأبيض الذي سمح لهم بتحمل لقب هسينب يو شن (Hsinbyushin) أو هسنب يو ميا شن (Hsinbyumyashin) (سيد الفيل/الأفيال البيض)، دورًا هامًا في مساعيهم. يعتبر التهديد التاريخي الذي كانت تمثله الغارات المتتالية ومساعدة المتمردين الداخليين من الأشياء ذات الأهمية الدنيوية الزائدة، فضلاً عن محاولات الاجتياح وفرض السيادة من قبل الممالك المجاورة مثل المون (Mon)، والتاي شانيين (Tai Shans)، والمانيبوريين (Manipuris).[9]

لقد خاضت الأسرة بنجاح، للدفاع عن عالمها، أربعة حروب ضد أسرة كينغ الصينية التي لاحظت التهديد المتمثل في توسع النفوذ البورمي في الشرق. في عام 1770، وبالرغم من انتصاره على الجيوش الصينية، دعا الملك هسنب يو تشن (Hsinbyushin) لإقامة سلام مع الصين (China) وإبرام معاهدة للمحافظة على التجارة الثنائية مع المملكة الوسطى (Middle Kingdom) والتي كانت من الأهمية بمكان بالنسبة للأسرة آنذاك. بعدها فتحت أسرة كينغ أسواقها واستعادت التجارة مع بورما في 1788 بعد المصالحة. ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا، سادت العلاقات السلمية والودية بين الصين (China) وبورما (Burma) لوقت طويل.

ونظرًا لأنها كانت تواجه تهديدًا أكبر من الأمم الغربية القوية، حاولت أسرة كونباونغ (Konbaung) تحديث المملكة. بدأت الأوروبيين في إقامة مراكز تجارية في منطقة دلتا أروادي (Irrawaddy) خلال هذه الفترة. حاولت أسرة كونباونغ (Konbaung) الحفاظ على استقلالها من خلال العمل على تحقيق التوازن بين الفرنسيين والبريطانيين. لقد فشلت في نهاية المطاف، وقطعت بريطانيا العلاقات الدبلوماسية في عام 1811، وخاضت الأسرة الحرب وخسرت ثلاثة معارك ضد الإمبراطورية البريطانية (British Empire)، وبلغت تلك الهزيمة ذروتها عندما نجح البريطانيون في ضم بورما لإمبراطوريتهم بالكامل.

في عام 1837، استولى أخو الملك باغيداو (Bagyidaw)، ثاراوادي (Tharrawaddy Min)، على العرش وأعدم الملكة مي نو (Me Nu)، وأخاها. لم يحاول ثاراوادي (Tharrawaddy) تحسين العلاقات مع البريطانيين.

 
ولقد أطاح البريطانيون بالقوة بآخر ملك، ثيباو من (Thibaw Min)، والملكة سوبايالات (Supayalat)، وأختها الأميرة سوباياجي (Supayaji)، في الحرب التي دارت رحاها عام 1885 مع المستعمرات البريطانية.

ولقد أعدم إبنه باغان (Pagan Min)، الذي أصبح ملكًا في 1846، الآلاف ـــ تقول بعض المصادر إن ما لا يقل عن 6000 ـــ من رعاياه الأثرياء وذوي النفوذ بتهم ملفقة.[10] خلال فترة حكمه، أصبحت العلاقات مع البريطانيين متوترة بشكل متزايد. في عام 1852، اندلعت الحرب البريطانية البورمية الثانية (Second Anglo-Burmese War). ولقد خلف باغان (Pagan) أخوه الأصغر، مندون (Mindon Min). حاول مندون (Mindon) جعل بورما (Burma) تتواصل بشكل أكبر مع العالم الخارجي، واستضاف المجمع البوذي العظيم الخامس (Great Buddhist Synod) في عام 1872 بمدينة ماندالايا (Mandalay)، مما جعله يكسب احترام البريطانيين وينال إعجاب شعبه.

توفي مندون (Mindon) قبل أن يسمي خليفته، وتم الدفع ثيباو (Thibaw Min)، وهو أمير بدرجة أقل، من قبل ملكة مندون (Mindon) وابنتها سبايالات (Supayalat) للمناورة على العرش. (يذكرها روديارد كيبلينغ كملكة ثيباو (Thibaw)، ويستعير اسمها، في قصيدته الطريق إلى ماندالاي (The Road to Mandalay). استمر الملك الجديد الملك ثيباو، تحت توجه سوبايالات (Supayalat)، بقتل كل من المتنافسين المحتملين على العرش. لقد قامت الملكة بهذه المجزرة.

كانت نهاية هذه الأسرة في 1885 بإجبار الملك على التنحي ونفيه هو والعائلة الملكية إلى الهند (India). كان الإعلان عن ضم المملكة في البرلمان البريطاني كهدية رأس السنة للملكة فيكتوريا (Queen Victoria) في الأول من يناير من عام 1886.

وبرغم المساحات الشاسعة التي غزتها الأسرة، إلا أن قوتها المباشرة كانت مقصورة على عاصمتها والسهول الخصبة بوادي اراوادي (Irrawaddy). لقد فرض حكام كونباونغ جبايات قاسية ومروا بأوقات عصيبة في محاربة التمرد الداخلي. في أوقات مختلفة، كان شان (Shan) يدفعون الإتاوات لأسرة كونباونغ، ولكن على عكس أراضي مون (Mon)، لم يحكمهم البرميون بصورة مباشرة.

المجتمع

عدل
 
موظفو المحكمة البورمية في عام 17925

إبان حكم كونباونغ، كان المجتمع يتمركز حول ملك كونباونغ (Konbaung king). أخذ حكام أسرة كونباونغ العديد من الزوجات وكان يتم تصنيفهم، كأنصاف شقيقات للملك اللاتي كن يشغلن أكثر المناصب نفوذًا. أنجب ملوك كونباونغ العديد من الأطفال، مما أدى إلى عائلة ملكية ضخمة ممتدة شكلت مركز قوة الأسرة وتنافست على النفوذ في المحكمة الملكية. إلا أنها في نفس الوقت تسببت في مشاكل الخلافة التي غالبًا ما كانت تؤدي إلى مذابح أريق فيها الدم الملكي بطريقة لا تتناسب إطلاقًا مع العائلة الملكية.

كان المجتمع البورمي في حكم كونباونغ يعاني بشكل بالغ من الطبقية. تحت حكم العائلة الملكية، أدار النبلاء الحكومة، وقادوا الجيوش، وحكموا المراكز السكانية الضخمة. لقد احتفظت أسرة كونباونغ بسلسلة مفصلة لنسب النبلاء البورميين كتبت على مخطوطات من سعف النخيل، بيسا، والتي قام الجنود البريطانيون بإتلافها فيما بعد. وعلى المستوى المحلي، أدار المسؤولون الملكيون المحليون (မြို့သူကြီး)، وهم النخب المحلية الوراثية، البلدات التي وقعت تحت حكم المملكة.

كان مجتمع كونباونغ ينقسم إلى أربع طبقات رئيسية:

  1. العائلة المالكة (မင်းမျိုး، من مايو (min myo))
  2. البراهمة/الكهنة(Brahmins) (ပုဏ္ဏားမျိုး، بونا مايو (ponna myo))
  3. التجار (သူဌေးမျိုး (Merchants)، ثاهتاي مايو (thahtay myo))
  4. العوام (ဆင်းရဲသားမျိုး (Commoners)، سينايثا مايو (sinyetha myo))

لقد فرق المجتمع أيضًا بين الأحرار والعبيد (ကျွန်မျိုး، كايون مايو) (kyun myo)، وهم ممن أثقلتهم الديون أو أسرى الحرب (بما في ذلك الذين تم جلبهم من الحملات العسكرية في أراكان (Arakan)، وأيوتايا (Ayuthaya)، ومانيبور)، ولكن كان من الممكن عزوهم لإحدى الطبقات الأربعة. كان هناك أيضًا تفريق بين دافعي الضرائب وغيرهم. كان يطلق على دافعي الضرائب من العوام آثي (athi) (အသည်)، في حين كان يطلق على الأفراد الذين لا يدفعون الضرائب، ممن ينتمون عادةً إلى البلاط الملكي أو خدمة الحكومة، أهمودان (ahmudan) (အမှုထမ်း).

الأسرى العسكريون

عدل
(Myinkhin Thabin)

تم جلب الأسرى من الحملات العسكرية المختلفة بالمئات والآلاف إلى المملكة وتوطينهم كخدم وراثيين لأفراد العائلة المالكة والنبلاء أو تكريسهم لخدمة المعابد، ولقد أضاف هؤلاء الأسرى معارف ومهارات جديدة للمجتمع البورمي مما أثرى ثقافة البرميين. تم تشجيعهم للزواج في المجتمع المضيف لإثراء الجينات الوراثية أيضًا.[11] شكل الأسرى الذين تم جلبهم من مانيبور (Manipur) سلاح الفرسان المسمى بكاثي مايندات (Kathè myindat) أو (حصان كاساي) (Cassay Horse) وكذلك كاثي أي هومايوك تات (Kathè a hmyauk tat) أو (مدفعية كاساي) (Cassay Artillery) في الجيش البورمي الملكي. تم كذلك إخضاع الأسرى الفرنسيين، تحت قيادة شوفالييه ميلارد (Chevalier Milard)، للخدمة في الجيش البورمي.[12] لعبت القوات الفرنسية التي تم دمجها ببنادقهم دورًا رئيسيًا في الحرب التي وقعت لاحقًا بين البرميين والمونيين (Mons). لقد أصبحوا من صفوة الفيالق، ولعبوا دورًا في المعارك التي خاضها البورميون ضد السياميين (Thai-Siamese) (شن الهجمات على أيوتايا (Ayutthaya) والاستيلاء عليها من 1760 إلى 1765) والمانشو (Manchus) (معارك ضد الجيوش الصينية التابعة للإمبراطور كان لونغ (Qian Long) من 1766 إلى 1769).[12][13]

خارج المناصب الوراثية، كان هناك طريقان رئيسيان نحو النفوذ: الانضمام للجيش (min hmu-daan) والانضمام إلى المجتمع البوذي (Buddhist Sangha)في الأديرة. لقد عاش أيضًا مجتمع صغير من العلماء، والمبشرين، والتجار الأجانب داخل مجتمع كونباونغ. بجانب المرتزقة والمغامرين الذين عرضوا خدماتهم منذ وصول البرتغاليين (Portuguese) في القرن السادس عشر، خدم عدد قليل من الأوربيات كسيدات في انتظار آخر الملكات سوبايالات (Supayalat)في ماندالاي (Mandalay)، قام مبشر بتأسيس مدرسة حضرها العديد من أبناء ميندون (Mindon Min) بما فيهم آخر ملك ثيباو (Thibaw Min)، ورجل الأرمن (Armenian) كان يعمل وزيرًا للملك في أمارابورا (Amarapura).

الإصلاحات

عدل

حاول حكام كونباونغ، مدركين الحاجة الملحة للتحديث، بعمل إصلاحات متنوعة بنجاح محدود. لقد أسس ملك بورما مندون (Mindon Min of Burma) مع شقيقه ولي العهد ناونغ (Crown Prince Ka Naung) مصانع مملوكة للدولة لإنتاج الأسلحة الحديثة بضائع، وفي النهاية، ثبت أن تكلفة هذه المصانع أكبر من فاعليتها في ردع الاجتياح والغزو الأجنبي.

لقد حاول مندو (Mindon) أيضًا التخفيف من عبء الضرائب من خلال تخفيض ضريبة الدخل الثقيلة وإنشاء ضريبة الأملاك فضلاً عن رسوم الصادرات الأجنبية. ومن المفارقات، أن كان لهذه السياسات التأثير العكسي بزيادة عبء الضرائب، حيث انتهزت النخبة المحلية الفرصة لفرض ضرائب جديدة بدون تخفيض القديمة؛ فقد كان لديهم القدرة لفعل ذلك نظرًا لضعف سيطرة السلطة المركزية. وبالإضافة إلى ذلك، خنقت الرسوم المفروضة على الصادرات الأجنبية التجارة المزدهرة.

العواصم

عدل
 
قصر قصر ماندالاي الملكي

تحولت العاصمة، تحت حكم أسرة كونباونغ، عدة مرات لأسباب دينية، وسياسية، واستراتيجية. وخلال هذا الإجراء، كان يتم هدم مجمع مباني القصر بالكامل ونقله على ظهور الفيلة إلى المكان الذي تم اختياره. هذه العواصم كانت:

الحكام

عدل
لا اللقب المعنى الحرفي النسل فترة الحكم ملاحظات
1 ألونغبايا (Alaungpaya) ملك بوذا المستقبلي رئيس القرية 1752–1760 مؤسس الأسرة والإمبراطورية البورمية الثالثة (Third Burmese Empire)، وغزا أيوتايا (Ayutthaya)
2 ناونجداوجي (Naungdawgyi) الأخ الملكي الأكبر الابن 1760–1763 شارك مع والده في غزو أيوتايا (Ayutthaya)
3 هسنب يو تشن (Hsinbyushin) سيد الفيل الأبيض (Lord of the White Elephant) الشقيق 1763–1776 غزا أيوتايا (Ayutthaya Kingdom)، وغزا تشينغ ماي (Chiang Mai) ولاوس (Laos)، وغزا مانيبور (Manipur)، وصد بنجاح أربع غزوات الصينيين (Qing Dynasty-Chinese).
4 سينغو (Singu Min) الملك سينغو (Singu) الابن 1776–1781
5 فونغ كازا (Phaungkaza Maung Maung) الابن الأصغر (سيد فونغكا) (Lord of Phaungka) ابن العم (ابن ناوغدوغاي) (Naungdawgyi) 1782 فترة الحكم الأقصر في التاريخ البورمي (فقط ما يزيد عن أسبوع)
6 بوداوبايا (Bodawpaya) جد الحاكم الملكي العم (ابن الونغبايا) (Alaungpaya) 1782–1819 غزا أراكان (Arakan/Rakhine) وضمها للإمبراطورية البورمية، وغزا أيوتايت (Ayutthaya)
7 باغيداو (Bagyidaw) العم الملكي الأكبر الحفيد 1819–1837 غزا أيوتايتا (Ayutthaya) مع جده، وغزا أسام (Assam)ومانيبور(Manipu)، وهزم في الحرب البريطانية البورمية الأولى
8 ثاراوادي (Tharrawaddy Min) الملك ثاراوادي الشقيق 1837–1846 حارب في البريطانية البورمية الأولي وكان حينها يدعى الأمير ثاراوادي (Tharrawaddy)
9 باغان (Pagan Min) الملك باغان الابن 1846–1853 أطاح به مندون (Mindon) بعد هزيمته في الحرب البريطانية البورمية الثانية
10 مندون (Mindon Min) الملك مندون الأخ غير الشقيق 1853–1878 دعا للسلام مع البريطانيين، واجه هروبًا تمرديًا ضيقًا جدًا من قبل اثنين من أبنائه ولكن أخوه ولي العهد كا نونغ قد قتل
11 ثايبو (Thibaw Min) الملك ثايبو الابن 1878–1885 آخر ملوك بورما، اضطر إلى التخلي عن الحكم وتم نفيه إلى الهند بعد هزيمته في الحرب البريطانية البورمية الثالثة

ملاحظة: كان ناوغدوغاي (Naungdawgyi) الأخ الأكبر لهسنب يو تشن (Hsinbyushin) وبوداوبايا (Bodawpaya) الذي كان جد باغيداو (Bagyidaw) الذي كان العم الأكبر لمندون (Mindon). لقد عرفوا بهذه الأسماء للأجيال القادمة، فعلى الرغم من الألقاب الرسمية التي حصلوا عليها عند تتويجهم من خلال العرف الذي كان يدوم لفترة طويلة في بالي (Pali)؛ كانت كلمة منتاياغي بايا (Mintayagyi paya) أو (ملك الرب العظيم) هي الكلمة المساوية لجلالتك/جلالته بينما كانت هبوداوغاي بايا (Hpondawgyi paya) أو (مجد الرب العظيم) تستخدمها العائلة الملكية.

شجرة العائلة

عدل
 
 
 
 
 
 
 
 
 
1
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ألاونغبايا
(1752–1760)
 
 
 
Yun San
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
3
 
 
 
6
 
 
 
2
Me Hla
 
 
 
Hsinbyushin
(1763–1776)
 
 
 
بوداوبايا
(1782–1819)
 
 
 
Naungdawgyi
(1760–1763)
 
 
 
Shin Hpo U
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
4
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
5
 
 
 
Singu Min
(1776–1781)
 
 
 
 
 
 
Thado Minsaw
 
 
 
 
 
 
Phaungka
(1782)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
7
 
 
 
8
 
 
 
 
 
 
 
 
 
باقيداو
(1819–1837)
 
 
 
Tharrawaddy
(1837–1846)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
9
 
 
 
10
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Pagan[N 1]
(1846–1853)
 
 
 
ميندون مين[N 2]
(1853–1878)
 
 
 
Princess of Laungshe
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
11
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Thibaw
(1878–1885)
 
ملاحظات
  1. ^ Half brother of Mindon, son of Princess Me Myat Shwe.
  2. ^ Half brother of Pagan, son of Queen Me Nu.
  3. الانطباعات الأولي

    عدل

    يبدو أن ميشل سايمس (Michael Symes) يعرض أمرًا خارقًا من عالم الغيب عندما أدلى برأيه في مقدمته «تمثيل السفارة لمملكة أفا (Kingdom of Ava)، التي أرسلها الحاكم العام للهند، في عام 1795»: (An Account of an Embassy to the Kingdom of Ava, sent by the Governor-General of India, in the year 1795)

      من المؤكد أن البورميين - بمملكتهم الحالية (بوداوبايا) - يتطورون بسرعة مقارنةً بالأمم الشرقية، ومن المأمول أن تتيح لهم فترات الراحة من الحروب الأجنبية بعض الرخاء والوقت لتحسين الميزات الطبيعية التي يتمتعون بها. حيث تزداد المعرفة من خلال التجارة؛ ونظرًا لعدم تقيدهم بأي من أشكال التحيز أو مهن وراثية أو منعهم من التعامل مع الغرباء في كل رابطة اجتماعية، فمن الراجح أن يكون تطورهم سريعًا جدًا. وحاليًا وبعيدًا عن الظلام الفكري؛ على الرغم من عدم وصولهم لمجالات متطورة من العلم أو التميز في الفنون الجميلة، فلا يمكن أن ننكر أنهم قد وصلوا إلى شيء من الحضارة والتعليم الجيد. وكانت قوانينهم حكيمة وتحمل في طياتها الأخلاق الكريمة، كما كانت سياستهم أكثر تنظيمًا من السياسات المعمول بها في معظم الدول الأوروبية وتمتعوا بخصال طبيعية ودودة وحسن ضيافة الغرباء وسلوكهم تعبر عن صفات الرجال الخالصة أكثر من المجاملة الزائفة: واستمرت المحافظة على التدرج في المناصب واحترام المنصب بشعور ثابت لا يتراخى.

    وانتشرت الرسائل بشكل كبير، فلم تكن هناك تقنيات آلات بل مجرد مجموعة من الفلاحين أو حتى السقاة العوام (عادةً هم الطبقة الأكثر أمية) الذين لا يمكنهم القراءة والكتابة باللهجة العامية. ومع ذلك، كان هناك القليل من الرسائل المنظمة بقدر مطلع من العلوم والتي تحتوي على العديد من المصطلحات السنسكريتية القديمة وتكتب عادةً بلغة بالي (مثل المدرسين الهنود (Hindoo Shasters)) ولا يفهمها الجمهور، غير أن النظام الإقطاعي الذي يعزز الجهل ويترجم معنى الإنسان إلى ملكية الإنسان لا يزال يعمل كمؤشر للحضارة والتطوير. ولم يكن ذلك إلا عائق ضعف بشكل تدريجي نظرًا لتوسع اطلاعهم على عادات وسلوكيات الأمم الأخرى، وما لم تتم استثارة النزاع المدني مرةً أخرى، أو تفرض قوى أجنبية رباطًا شاذًا وغريبًا، فلن يدفع البورميون سوى القليل ليصبحوا شعبًا غنيًا مثقفًا ومزدهرًا. .[11]

     

    انظر أيضًا

    عدل

    ملاحظات

    عدل
    1. ^ فاير 1883: 153
    2. ^ ا ب ليبرمان (Lieberman) 2003: 184 – 187
    3. ^ داي (Dai) 2004: 145 – 189
    4. ^ ويات (Wyatt) 2003: 125
    5. ^ Myint-U 2006: 109
    6. ^ ليبرمان (Lieberman) 2003: 202 – 206
    7. ^ Charney, Michael W. Powerful Learning: Buddhist Literati and the Throne in Burma's Last Dynasty, 1752–1885.
    8. ^ Thant Myint-U, The Making of Modern Burma.
    9. ^ Pamaree Surakiat (مارس 2006). "The Changing Nature of Conflict between Burma and Siam as seen from the Growth and Development of Burmese States from the 16th to the 19th centuries" (PDF). Asia Research Institute. ص. 8, 11, 25. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2015-07-02.
    10. ^ "Burma, Malaya and the British 1800-1950 by Sanderson Beck". www.san.beck.org. مؤرشف من الأصل في 2022-02-01. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-16.
    11. ^ ا ب Michael Symes (1800). An Account of an Embassy to the Kingdom of Ava, sent by the Governor-General of India, in the year 1795 (PDF). London: مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية Spring 2006. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-11-21.
    12. ^ ا ب Findlay, p.277 نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
    13. ^ Southeast Asia By Keat Gin Ooi, p.611 نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.