أزمة حكومة المملكة المتحدة أكتوبر 2022
في سبتمبر وأكتوبر 2022، واجهت حكومة المملكة المتحدة، بقيادة حزب المحافظين ورئيس الوزراء المعينة حديثًا ليز تراس، أزمة مصداقية.
| ||||
---|---|---|---|---|
ليز تراس تُعلن عزمها الاستقالة من زعامة حزب المحافظين في 20 أكتوبر 2022
| ||||
البلد | المملكة المتحدة | |||
التاريخ | 14 أكتوبر 2022 – 20 أكتوبر 2022 | |||
تاريخ البدء | أكتوبر 2022 | |||
السبب | الميزانية المصغرة تصويت برلماني حول التكسير الهيدروليكي |
|||
المشاركين | حزب المحافظين (المملكة المتحدة) MPs | |||
النتائج |
|
|||
تعديل مصدري - تعديل |
بدأت الأزمة في أعقاب عرض الميزانية المصغرة للمملكة المتحدة في 23 سبتمبر 2022، والتي تلقتها الأسواق المالية العالمية بشكل سلبي. أدى ذلك في النهاية إلى إقالة وزير الخزانة، كواسي كوارتنج، في 14 أكتوبر، وتعيين جيريمي هنت مكانه. في الأيام التالية، تعرضت تراس لضغوط متزايدة لعكس المزيد من عناصر الميزانية المصغرة لإرضاء الأسواق، وبحلول 17 أكتوبر، دعا خمسة أعضاء محافظين في البرلمان إلى استقالتها.
في 19 أكتوبر، استقالت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان بسبب مخالفة فنية للقانون الوزاري، بعد خلاف مع تراس حول إصلاح نظام الهجرة. كان خطاب استقالة برافرمان ينتقد تراس بشدة. في ذلك المساء، صوت أعضاء البرلمان على اقتراح مقدم من حزب العمال لإتاحة الوقت لمناقشة حظر التكسير الهيدروليكي في المملكة المتحدة، والذي عارضته الحكومة. تسبب التصويت في ارتباك بين أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الذين لم يتضح لهم ما إذا كان يجري التعامل معه على أنه تصويت على الثقة، أو ما إذا كان رئيس السوط (المسؤول عن توجيه نواب الحزب) ونائبه قد استقالوا. كما كانت هناك مزاعم بأن بعض زملائهم جرى التعامل معهم بخشونة في ردهة التصويت.
في 20 أكتوبر، أعلنت تراس أنها ستستقيل، لكنها ستبقى في المنصب حتى يختار حزب المحافظين خليفة لها. ومن المتوقع أن تنتهي انتخابات القيادة في الحزب في 28 أكتوبر. شغلت تراس منصبها لمدة 45 يومًا قبل إعلان استقالتها، وبذلك تكون في يوم مغادرتها المتوقع صاحبة أقصر فترة ولاية لرئيسة وزراء في تاريخ المملكة المتحدة.[ا]
خلفية
عدلبعد إعلان بوريس جونسون عن نيته الاستقالة من منصب زعيم حزب المحافظين ورئيس وزراء المملكة المتحدة في 7 يوليو 2022، فازت ليز تراس في انتخابات قيادة حزب المحافظين وأصبحت رئيسة للوزراء في 6 سبتمبر.[1] في 23 سبتمبر، ألقى وزير الخزانة كواسي كوارتنج بيانًا ماليًا يُشار إليه على نطاق واسع باسم الميزانية المصغرة،[2] مما أدى إلى رد فعل سلبي كبير في السوق – بما في ذلك انخفاض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى قياسي مقابل الدولار الأمريكي[3] وزيادة حادة في تكلفة الاقتراض الحكومي.[4][5] أدى ذلك إلى إقالة تراس لكوارتنج من منصبه في 14 أكتوبر وتعيين جيريمي هنت بديلًا له،[6][7] وقام هنت بعكس معظم الإجراءات في الميزانية المصغرة.[8]
وفقًا لصحيفة الديلي تلغراف، كان هناك ما لا يقل عن خمسة أعضاء محافظين في البرلمان (MPs) يطالبون باستقالة ليز تراس بحلول 17 أكتوبر. وهم كريسبين بلانت وأندرو بريدجن وأنجيلا ريتشاردسون وتشارلز ووكر وجيمي واليس.[9] في مقابلة مع كريس ماسون مراسل بي بي سي في ذلك المساء، قالت تراس إنها «تأسف على الأخطاء التي ارتكبت» لكنها ظلت «ملتزمة بالرؤية». وقالت أيضًا إنها ستقود حزب المحافظين إلى الانتخابات العامة القادمة.[10] في 18 أكتوبر، دعا اللورد فروست أيضًا رئيسة الوزراء إلى الاستقالة.[11]
في 17 و20 أكتوبر، عقدت تراس اجتماعات مع جراهام برادي، رئيس لجنة 1922.[12] وذُكر أن الاجتماع الذي عقد في 17 أكتوبر قد تسبب في تفويت تراس لأسئلة عاجلة لرئيس الوزراء بعد ظهر ذلك اليوم نفسه طلبها زعيم المعارضة كير ستارمر ووافق عليها رئيس مجلس العموم، ليندسي هويل، وقام زعيم مجلس العموم، بيني موردونت، بالإجابة نيابة عن تراس.[13] أثار غياب تراس انتقادات من عدد من النواب، بما في ذلك ستارمر، على الرغم من ظهور تراس في وقت لاحق لفترة وجيزة في مجلس النواب.[14]
الاستقالات والفصل
عدلأًقيل كواسي كوارتنج من منصب وزير المالية في 14 أكتوبر بعد 38 يومًا فقط في المنصب، وخلفه جيريمي هنت.[15][16] كذلك عُين إدوارد أرغار بمنصب السكرتير الأول للخزانة محل كريس فيلب.[17]
في 19 أكتوبر، استقالت سويلا برافرمان من منصب وزيرة الداخلية، وحل محلها جرانت شابس.[18]
في 20 أكتوبر، أعلنت تراس عزمها على الاستقالة من منصب رئيس الوزراء.[19]
البرلمان
عدلفي 19 أكتوبر 2022، قدم حزب العمال اقتراحًا لتقديم مشروع قانون لحظر التكسير الهيدروليكي في المملكة المتحدة.[20] جرى معارضة الاقتراح وفازت به الحكومة بسهولة بأغلبية 96.[20] وقال سياط (مسؤول) حزب المحافظين إن هذا الاقتراح سيعامل على أنه تصويت على الثقة. بعد فترة وجيزة، انضم وليام وراج إلى النواب المطالبين باستقالة رئيسة الوزراء، ليصبح النائب السادس الذي يدعو علنًا إلى استقالة رئيسة الوزراء.[21] لم يصوت العديد من النواب المحافظين ضد الاقتراح.[20] أثناء التصويت، كان يُعتقد أن رئيس سوط (مسؤول) حزب المحافظين، ويندي مورتون، ونائبه، كريج ويتاكر، قد استقالا وقال ويتاكر: «أنا غاضب جدًا ولم أعد أهتم بعد الآن».[22][23] في وقت لاحق، ذُكر أنهما لم يفعلا ذلك، وبقيا في منصبيهما.[24]
ووصف عضو برلماني التصويت بأنه «فوضى» وسط مزاعم، نفاها وزراء الحكومة، بأن سياط حزب المحافظين قد تعاملوا بخشونة مع أعضاء مجلس النواب في البرلمان ليصوتوا ضدها.[25][26] ذكر النائب العمالي كريس براينت ادعاءات على قناة سكاي نيوز، قائلاً إنه رأى أعضاء البرلمان «يتعاملون بخشونة من خلال لوبي التصويت»، وذكر اسم نائب رئيس الوزراء تيريز كوفي، إلى جانب جاكوب ريس موج، حيث رآهم في «المجموعة». في وقت لاحق من ذلك المساء، أعلن رئيس مجلس النواب، ليندسي هويل، أنه طلب من مسؤول الأمن (سرجنت أوف آرمز Serjeant at Arms) ومسؤولين برلمانيين آخرين التحقيق في تلك الادعاءات التي وردت بشأن الحادث.[27]
ردود الفعل
عدلاستطلاعات الرأي
عدلأفاد استطلاع يوجوف لأعضاء حزب المحافظين الذي نُشر في 18 أكتوبر أن الغالبية منهم أرادوا أن تستقيل تراس، وكان بوريس جونسون الأكثر شعبية بديلًا لها، يليه بن والاس، ثم ريشي سوناك، ثم بيني موردونت، ثم كيمي بادنوك، ثم جيريمي هنت، وأخيرًا سويلا برافرمان.[28][29]
المراهنات
عدلاعتبارًا من منتصف أكتوبر، كان صانعو المراهنات يأخذون احتمالات تاريخ استقالة تراس. وضع وكلاء المراهنات سوناك في المرتبة الأولى في قائمة خلفاء رئيسة الوزراء المحافظين المحتملين، يليه بالترتيب هنت وموردونت ووالاس وجونسون.[30]
تشبيهات الخس
عدلفي 11 أكتوبر، نشرت ذي إيكونوميست مقالًا ينتقد تراس، وعلقت فيه على أن لديها سبعة أيام في السيطرة على الاقتصاد. حيث كتبت الصحيفة: «هذا هو تقريبا العمر الافتراضي للخس.»[31] في 14 أكتوبر، بدأت صحيفة الديلي ستار في بث مباشر على موقع يوتيوب يصور «خس» يرتدي زي تراس لمعرفة ما إذا كان سيذبل قبل استقالة رئيسة الوزراء، وهو ما لم يحدث.[32] في 19 أكتوبر، بعد استقالة برافرمان، نُشر تصوير للخس مع طبق من التوفو للسخرية من برافرمان، التي هاجمت في اليوم السابق مجموعات الاحتجاج المناخي بما في ذلك Insulate Britain وJust Stop Oil من خلال وصفهم بأنهم «يأكلون التوفو».[33] في مقابلة مع سكاي نيوز هاجم النائب العمالي كريس براينت الحكومة بقوله: «ليس لدينا حكومة. قد يكون لديك أيضًا، أعني، الخس أيضًا ربما يدير البلد أو التوفو.»[34]
انظر أيضا
عدلملحوظات
عدل- ^ كانت أقصر مدة هي لـ آرثر ويلزلي، حيث مكث 23 يومًا، لكن مدة حكمه الأولى كانت عامين و233 يومًا.
مراجع
عدل- ^ Crerar, Pippa; Elgot, Jessica; Lawson, Alex (6 Sep 2022). "Liz Truss to appoint cabinet of loyalists as she becomes UK's next prime minister" (بالإنجليزية). The Guardian. Archived from the original on 2022-10-25. Retrieved 2022-10-21.
- ^ "At a glance: What's in the mini-budget?". بي بي سي نيوز. 21 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-16. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-23.
- ^ "Pound sinks as investors question huge tax cuts". بي بي سي. 23 سبتمبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-21.
- ^ "Mini-budget: Why financial markets have been spooked by the chancellor's growth plan". سكاي نيوز. مؤرشف من الأصل في 2022-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-21.
- ^ Aldrick، Philip (23 سبتمبر 2022). "UK's Biggest Tax Cuts Since 1972 Trigger Crash in Pound, Bonds". بلومبيرغ نيوز. مؤرشف من الأصل في 2022-11-18. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-21.
- ^ "Kwasi Kwarteng out as chancellor after mini-budget backlash". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2022-11-16. Retrieved 2022-10-14.
- ^ "Jeremy Hunt is new chancellor after Kwasi Kwarteng was sacked". 14 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-10-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-14.
- ^ "Hunt rips up almost all of mini-budget and scales back energy help". the Guardian. 17 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-09. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ Turner, Camilla (17 Oct 2022). "The Tory MPs calling for Liz Truss to resign". The Telegraph (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0307-1235. Archived from the original on 2022-10-17. Retrieved 2022-10-17.
- ^ "I'll lead Tories into next election, says embattled Liz Truss". 17 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ Sharp, Heather (17 Oct 2022). "Braverman Quits and Tory MPs in Fracking Vote Chaos". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-19.
- ^ "Liz Truss's future as PM uncertain as more Tory MPs call for her to step down". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-20.
- ^ "Liz Truss to dodge MPs' questions, sending Penny Mordaunt instead". The Independent. 17 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ "Liz Truss leaves the Commons an hour after arriving late because of 'meeting with Sir Graham Brady'". LBC. مؤرشف من الأصل في 2022-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ Walker, Peter (14 Oct 2022). "Liz Truss appoints Jeremy Hunt as chancellor after sacking Kwarteng". الغارديان (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-10-14. Retrieved 2022-10-14.
- ^ Walker، Peter (14 أكتوبر 2022). "Kwasi Kwarteng was logical choice as chancellor but hubris was his downfall". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 2022-10-14. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-15.
- ^ "Treasury chief secretary Chris Philp moved aside and replaced by Edward Argar amid economic chaos". Sky News. 14 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-14.
- ^ "Grant Shapps replaces Suella Braverman as home secretary". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). 19 Oct 2022. Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-19.
- ^ "Liz Truss resigns as prime minister". Sky News (بالإنجليزية البريطانية). 20 Oct 2022. Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-20.
- ^ ا ب ج Voce, Antonio; Kirk, Ashley. "How did your MP vote on the fracking motion?". the Guardian (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-10-19. Retrieved 2022-10-19.
- ^ Maidment, Jack; Penna, Dominic (19 Oct 2022). "Liz Truss latest news: Wendy Morton still Chief Whip after day of chaos, No 10 confirms". The Telegraph (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0307-1235. Archived from the original on 2022-10-19. Retrieved 2022-10-20.
- ^ Bland، Archie (20 أكتوبر 2022). "A day of Conservative chaos in Westminster – how it unfolded". Conservatives. الغارديان (ط. first). مؤرشف من الأصل في 2022-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ Boscia, Stefan (19 Oct 2022). "Truss government in complete chaos as she vows to fight on". CityAM (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2022-10-19. Retrieved 2022-10-20.
- ^ "Chief whip remains in post after reportedly resigning earlier". ITV News (بالإنجليزية). 19 Oct 2022. Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-20.
- ^ "Tory MPs 'bullied and manhandled' in chaotic fracking vote". The Independent (بالإنجليزية). 19 Oct 2022. Archived from the original on 2022-10-19. Retrieved 2022-10-19.
- ^ "MPs allege bullying during chaotic fracking vote". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). 19 Oct 2022. Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-19.
- ^ "Lindsay Hoyle launches investigation into claims of 'bullying' and 'manhandling' amid fracking vote". The National (بالإنجليزية البريطانية). 20 Oct 2022. Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-20.
- ^ "Most Tory members say Liz Truss should resign". YouGov (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2022-10-18. Retrieved 2022-10-18.
- ^ "A Majority Of Tory Members Want Liz Truss To Resign – Six Weeks After Electing Her". HuffPost UK (بالإنجليزية). 18 Oct 2022. Archived from the original on 2022-10-20. Retrieved 2022-10-18.
- ^ Clark, Alex; Riddy, Bruno (18 Oct 2022). "Next Prime Minister odds tracker: Sunak and Hunt favourites in battle to replace Liz Truss". The Telegraph (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0307-1235. Archived from the original on 2022-10-18. Retrieved 2022-10-18.
- ^ "Liz Truss has made Britain a riskier bet for bond investors". ذي إيكونوميست. 11 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-17. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ "Iceberg lettuce in blond wig outlasts Liz Truss". the Guardian (بالإنجليزية). 20 Oct 2022. Archived from the original on 2022-11-16. Retrieved 2022-10-20.
- ^ Thomas، Tobi (19 أكتوبر 2022). "'Be careful what you wish for': Suella Braverman mocked after resignation". الغارديان. مؤرشف من الأصل في 2022-11-05. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ "'Lettuce or tofu' might as well lead the government, says Labour MP – video". الغارديان. 20 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-03. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.