أزمة المسجد الأقصى 2017

أزمة المسجد الأقصى عام 2017 [1][2][3] هي أزمة مستمرة تتعلق بالحرم القدسي الشريف، والتي بدأت في 14 يوليو 2017، بعد هجوم قام به ثلاثة شباب من عرب 48 وأسفر عن مقتل شرطيين إسرائيليين. وعلى أثر هذا الهجوم، قامت السلطات الإسرائيلية بتركيب أجهزة الكشف عن المعادن عند مدخل الحرم الشريف. تجمع آلاف الفلسطينيين عند مداخل الحرم القدسي احتجاجا على هذا الإجراء. وقد انتقدت الزعامات الدينية والفصائل الفلسطينية السياسية والجامعة العربية بشدة السياسات الأمنية الجديدة.[4]

أزمة المسجد الأقصى 2017
مصلون مسلمون فلسطينيون يصلون خارج الحرم القدسي وهم يرفضون المرور عبر أجهزة الكشف عن المعادن
المكان القدس
البلد فلسطين
التاريخ 2017  تعديل قيمة خاصية (P585) في ويكي بيانات
الوفيات 15
الإصابات 114

في 25 يوليو صوّت مجلس الوزراء الإسرائيلي على إزالة أجهزة الكشف عن المعادن واستبدالها بوسائل مراقبة أخرى.[5] ومع ذلك، قرر الناشطون الفلسطينيون مواصلة الاحتجاج، مدعين أن هذه الكاميرات تمثل درجة أكبر من السيطرة من أجهزة الكشف عن المعادن.[6] وفي 27 يوليو، أزالت إسرائيل جميع التدابير الأمنية من الحرم، مما جعل القادة الدينيين المسلمين يخبرون الفلسطينيين بأنهم يستطيعون العودة للصلاة داخل المسجد.[7] وأفيد أن 113 فلسطينيًا أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة بعد عودة الآلاف من المسلمين للصلاة في الحرم القدسي.[8]

وخلال 11 يومًا، توفي أحد عشر شخصًا بسبب هذه الأزمة.[9]

عملية اطلاق نار في المسجد

عدل

في صباح يوم 14 يوليو 2017 عند الساعة السابعة،[10] ثلاثة مسلحين من عرب 48 فتحوا النار على الشرطة الإسرائيلية بالقرب من باب الأسباط في القدس، فقتل شرطيين واصيب اثنان آخران بجروح متوسطة في الهجوم.[11][12] ثم لاحقت عناصر الشرطة الإسرائيلية الشبان الثلاثة داخل باحات المسجد الأقصى، حتی أصابتهم بالرصاص، فأسقطوا على الأرض في صحن الصخرة. وحسب ما قالت دائرة الإعلام في الأوقاف الإسلامية، «منعت الجنود طواقم الإسعاف من الوصول إليهم».[13] فماتوا هناك.[14]

إغلاق المسجد الأقصى

عدل
 
أجهزة كشف المعادن في الحرم القدسي

عقب الهجوم أغلقت السلطات الإسرائيلية الحرم الشريف ومنعت من إقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى لأول مرة منذ نصف قرن.[15] كما أغلقت الشرطة الإسرائيلية بوابات البلدة القديمة في مدينة القدس.[10] وبعد اقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، بدأت باستجواب رجال دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.[16]

وفي 16 يوليو، أعادت السلطات الإسرائيلية فتح المسجد الأقصى بعد أن أقامت بوابات الكشف عن الآلات المعدنية عند مداخل المجمع.[17] دعت الأوقاف الإسلامية المسلمين إلی الاحتجاج خارج المجمع وعدم دخول المسجد عبر البوابات. وأعلنت السلطات الإسرائيلية أيضا بقرار تركيب كاميرات خارج المسجد لمراقبة ما يحدث داخل باحات المسجد.[18] في 21 يوليو، أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتعليق كل الاتصالات الرسمية مع إسرائيل إلى أن تلغي التدابير الأمنية الجديدة.[19]

اشتبك آلاف الشبان الفلسطينيين مع قوات الأمن الإسرائيلية احتجاجا على الإجراءات الأمنية الجديدة. وكان حصيلة الممارسات الإسرائيلية ضد الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية ثلاثة قتلى ونحو 400 جريح، التي عمت القدس ومدن أخرى.[20]

وبعد صدور حكم من المحكمة العليا في 25 يوليو، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن جثث منفذي العملية في المسجد الأقصى. فبعد وصولها إلى المدينة شيّع جثامينهم أكثر من 10 آلاف من أبناء مدينة أم الفحم والمنطقة، وهم رافعون الأعلام الفلسطينية وينشدون إلى النضال ضد إسرائيل والدفاع عن الأقصى، كما أثنوا على العملية التي نفذها الشبان الثلاثة والذين وصفوهم بالشهداء الأبطال.[21][22]

و في صباح يوم 27 يوليو أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية ومفتي القدس عن العودة إلى الصلاة في المسجد الأقصى بعد تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الأمنية.[23] دخل آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة، لكن اندلعت اشتباكات بين المصلين وقوات الأمن الإسرائيلية، التي دخلت إلى ساحات المسجد واستخدمت القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما أصيب ما لا يقل عن 113 فلسطينياً في اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية. وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية «إن المصلون القوا الحجارة على الشرطة وأصيب شرطي في رأسه وعولج في الموقع».[8][24]

وفي 28 يوليو، حضر آلاف المصلين المسلمين صلاة الجمعة في مسجد الأقصی وسط إجراءات أمنية مشددة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصی. وقد منعت الشرطة الإسرائيلية الرجال دون الخمسين عاما من أداء صلاة الجمعة في الحرم القدسي.[25]

تبعيات

عدل

الاضطرابات في الضفة الغربية

عدل

في 28 يوليو، اندلعت مواجهات عقب أداء صلاة الجمعة، بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولا سيما في بيت لحم ونابلس وقلقيلية والخليل وكفر قدوم. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن «فلسطينيا أصيب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعشرات المحتجين الآخرين أصيبوا بالاختناق، جراء إلقاء القوات الإسرائيلية لقنابل الغاز المسيل للدموع».[25]

المواجهات على حدود غزة

عدل

وفي 28 يوليو نظمت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، مسيرة مركزية شمال قطاع غزة، نصرةً للمسجد الأقصى ورافضةً لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس. وندد المشاركون في المسيرة بالانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين في القدس. أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه المحتجين مما أسفر عن مقتل فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاما.[26][27]

عملية هار أدار 2017

عدل

أفادت وكالة سكاي نيوز الإخبارية، في يوم 26 سبتمبر 2017، أن 3 إسرائيليين قتلوا صباح اليوم المذكور، جراء عملية إطلاق نار وطعن بالقرب من مدخل مستوطنة «هار أدار» شمال غربي القدس. كما أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منفذ العملية فلسطيني، وأن هناك مستوطن رابع مُصاب جراء هذا الهجوم، إلى جانب القتلى الثلاثة. وقالت الإذاعة بأن المهاجم تعرض لإطلاق نار في الحادث لكن لم تتضح حالته بعد. وقالت وكالة رويترز أن إذاعة الجيش الإسرائيلي أجرت مقابلة مع أحد المستوطنين في «هار أدار» فقال إن الفلسطيني المسلح دخل المستوطنة مع مجموعة من العمال الفلسطينيين وفتح النار على أفراد من الشرطة الإسرائيلية. بِالمقابل أعلنت وكالة «معًا» الفلسطينية في وقت لاحق «استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال، فيما قُتل 3 من شرطة حرس الحدود وحراس أمن إسرائيليين وجرح رابع بجراح خطيرة في عملية إطلاق نار وقعت على داخل مستوطنة «هار ادار» شمال غرب القدس المحتلة، صباح اليوم».[28] وفي مساء اليوم المذكور قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان صحفي، أن هذه العملية إنما هي «حلقة جديدة في انتفاضة القدس، وتأكيد من الشباب المنتفض أنه سيواصل القتال حتى الحرية الكاملة للشعب والأرض»، وأنها تثبت كون «القدس قلب الصراع مع الاحتلال ولا مجال لإخراجها من معادلة الصراع»، وأنها «تقول أن كل محاولات الاحتلال لتغيير هوية القدس لن تمر، وأن كل جهود الاحتلال لتزوير الوقائع لن تغير من حقيقة الأمر، بأن القدس فلسطينية عربية وأن شعبنا سيقاتل حتى النهاية لتحريرها». وأضاف أن العملية تعني أن الشعب الفلسطيني يرفض «منطق استجداء الحقوق عبر المؤسسات الدولية»، وأن هذا الشعب سيحافظ على حقوقه ومقدساته بدمه وروحه، وأن الشباب المنتفضين سيواصلون القتال حتى حصولهم على الحرية الكاملة.[29]

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ "Greenblatt to arrive in region over Temple Mount crisis". مؤرشف من الأصل في 2019-12-08. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  2. ^ "Israeli leaders can still contain Temple Mount crisis, but require political courage". مؤرشف من الأصل في 2019-01-14.
  3. ^ Maltz، Judy (24 يوليو 2017). "Explained: What Sparked Temple Mount Crisis and Where Do We Go From Here". مؤرشف من الأصل في 2017-12-04 – عبر Haaretz.
  4. ^ "Arab League says Israel 'playing with fire' at holy site". 23 يوليو 2017. مؤرشف من الأصل في 2017-07-28 – عبر The Economic Times.
  5. ^ Lewis، Ori (24 يوليو 2017). "Israel to replace metal detectors in Jerusalem with less obtrusive surveillance". رويترز. مؤرشف من الأصل في 2018-08-01. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-24.
  6. ^ Jerusalem cameras 'more dangerous than metal detectors' | Palestine | Al Jazeera نسخة محفوظة 06 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ "Israel removes all security measures from al-Aqsa mosque" en-GB (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2019-09-22. Retrieved 2020-01-04. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير صالح |script-title=: بادئة مفقودة (help)
  8. ^ ا ب 113 reportedly injured as thousands return to pray at Temple Mount نسخة محفوظة 8 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Booth، William (25 يوليو 2017). "A young Palestinian vowed to die a martyr, then stabbed 3 members of an Israeli family to death". WashingtonPost. مؤرشف من الأصل في 2019-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-26.
  10. ^ ا ب Ari Gross، Judah (14 يوليو 2017). "WATCH: Three wounded, two critically, in shooting terror attack at Temple Mount". تايمز إسرائيل. مؤرشف من الأصل في 2018-06-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-14.
  11. ^ "Two policemen killed in terror attack at Lions' Gate in Jerusalem, attackers dead". Ynetnews. 14 يوليو 2017. مؤرشف من الأصل في 2018-06-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-14.
  12. ^ Lubell، Maayan (16 يوليو 2017). "Two Israeli policemen shot dead near Jerusalem holy site, gunmen killed". رويترز. مؤرشف من الأصل في 2018-06-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-14.
  13. ^ إسرائيل تحول الأقصى ثكنة عسكرية وتمنع إقامة صلاة الجمعة ، RT News ، 14.07.2017. نسخة محفوظة 21 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ "Two Israeli police killed in Jerusalem attack". سكاي نيوز أستراليا. رويترز. 14 يوليو 2017. مؤرشف من الأصل في 2018-06-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-14.
  15. ^ Hasson، Nir؛ Ravid، Barak؛ Khoury، Jack (14 يوليو 2017). "Two Police Officers Wounded in Temple Mount Shooting Die of Their Wounds". مؤرشف من الأصل في 2017-12-20. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-14 – عبر Haaretz.
  16. ^ Security raid in Temple Mount: Waqf personnel questioned, YNET, 14 July 2017 نسخة محفوظة 18 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ Isabel Kershner, 'Deadly Violence Erupts in Standoff Over Mosque in Jerusalem,' نيويورك تايمز 21 July 2017 نسخة محفوظة 08 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ MUSLIM AUTHORITY PROTESTS TEMPLE MOUNT SECURITY MEASURES, BLOCKS ENTRANCE, JPost, 16 July 2017 نسخة محفوظة 11 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ "ABBAS: PALESTINIANS TO SUSPEND OFFICIAL CONTACTS WITH ISRAEL". جيروزاليم بوست. 22 يوليو 2017. مؤرشف من الأصل في 2017-08-26. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-22.
  20. ^ 3 Israelis killed in stabbing; 3 Palestinians killed in clashes - CNN نسخة محفوظة 24 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ Umm al-Fahm: Thousands participated in funeral of temple mount terrorists - "Sahids", YNET, 27 July 2017 نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ Thousands participated tonight in funeral of three who carried out temple mount terrorist attack, Ha'aretz, 27 July 2017 نسخة محفوظة 31 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ Muslim authorities approve Temple Mount prayers after cameras removed - Arab-Israeli Conflict - Jerusalem Post نسخة محفوظة 08 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ Nearly 100 injured in clashes as Palestinians return to Temple Mount - Arab-Israeli Conflict - Jerusalem Post نسخة محفوظة 08 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ ا ب Temple Mount prayers conclude peacefully, clashes reported in West Bank - Arab-Israeli Conflict - Jerusalem Post نسخة محفوظة 01 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ Gazan teen killed in clashes along border - Israel National News نسخة محفوظة 02 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ One killed in violent clashes in Gaza amid Temple Mount tensions - Arab-Israeli Conflict - Jerusalem Post نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ "بالفيديو والصور- مقتل 3 اسرائيليين في هجوم شمال القدس المحتلة". صحيفة اللواء. بيروت - لبنان. 26 أيلول 2017. مؤرشف من الأصل في 26 أيلول (سپتمبر) 2017. اطلع عليه بتاريخ 26 أيلول 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=، |تاريخ=، و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  29. ^ "حركة حماس: عملية القدس حلقة جديدة في انتفاضة القدس". وكالة فلسطين اليوم. قناة العالم. 26 أيلول 2017. مؤرشف من الأصل في 26 أيلول (سپتمبر) 2017. اطلع عليه بتاريخ 26 أيلول (سپتمبر) 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=، |تاريخ=، و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)