ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/720
أميرُ المُؤمِنين وخليفةُ المُسْلمين سُلطان الله في أرضه أبُو جَعْفَر المَنْصُور عبد الله بن مُحمَّد بن علي بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلب الهاشميُّ القُرشي (صفر 95 – 6 ذي الحجَّة 158 هـ / نوفمبر 713 – 6 أكتوبر 775م) المعرُوف اختصارًا بكنيته ولقبه معًا أبُو جَعْفَر المَنْصُور أو المَنْصُور، هو ثاني خُلفاء بني العبَّاس، والخليفة الواحد والعشرون في ترتيب الخُلفاء عن النَّبي مُحمَّد. بُويع المنصُور بالخلافة في 13 ذي الحجَّة 136هـ / 10 يونيو 754م بعد وفاة أخيه أبي العَبَّاس السَّفاح، واستمر خليفةً لنحو 22 عامًا حتى يوم وفاته. وُلد عبد الله بن مُحمَّد المعرُوف بكنيته أبي جعفر، في قرية صغيرة تدعى الحُمَيمة من جند الأردن الشَّاميَّة. وتلقى تعليمًا كثيفًا منذ صغره، فنشأ فصيحًا، بليغًا صحيحُ اللِّسان، وكان لتعلُّم الفقه والسُّنن نصيبٌ وافر في مسيرته لانتمائه لأسرة مسلمة مُحافظة على صلة وقرابة بالنبي، فهو من ذرية الصَّحابي العالم عبد الله بن عبَّاس. بعد اشتداد عود أبي جعفر دخل الدَّعوة العبَّاسية السِّريَّة التي أسسها والده مُحمَّد بن علي بهدف الإطاحة بحكم بني أميَّة، فنشط بها وتجوَّل داعيًا بين الأمصار إليها فزار البصرة والموصل ومكَّة والقيروان ودمشق وغيرها من المُدُن، مُكتسبًا خبرةً في معرفة الناس وأحوالهم، إلا أن العيون والأرصاد الأمويَّة لاحقته وطاردته، فاضطَّر للتنقُّل كثيرًا مُخفيًا هويته حفاظًا على حياته. تولى أخوه إبراهيم الإمام وراثة الدَّعوة بعد وفاة والدهما سنة 124هـ / 742م، وفي عهده أظهر الثَّورة العبَّاسية سنة 129هـ / 747م بعد اكتمال تنظيمها وحلول وقتها، فجنَّد أبو مُسلم الخُراساني الأجناد، وقاد الحملات للسيطرة على خُراسان وما جاورها، غير أن الشُّرطة الأمويَّة في هذه الأثناء قبضت على الإمام إبراهيم إثر معرفتها بوقوفه خلف الثَّورة، ليُزج في السجن حتى وفاته. تولَّى أبو العبَّاس إمامة الدَّعوة بوصيةٍ من أخيه إبراهيم، فخرج بأهل بيته مع أبي جعفر نحو الكوفة سرًا بعد وصول الجيوش العبَّاسية إليها بقيادة القائد قحطبة بن شبيب الطَّائي تمهيدًا لإعلان تأسيس الخلافة العبَّاسية منها. تولَّى أبو جعفر الخلافة في 13 ذي الحجَّة سنة 136هـ / 10 يونيو 754م بعد وفاة أخيه السَّفَّاح، ولم تكن أمور الدَّولة الوليدة قد توطَّدت دعائمها، فواجه مخاطرَ عديدةً هددت وجود الدَّولة أو وحدة الأسرة. اهتم المنصُور بالإشراف على مشاغل الحكم وأعبائه بنفسه، فلم يكن للوزير أهمية في عهده سوى المُساهمة في الرأي والشورى، ومن أشهر وزرائه أبو أيوب المورياني، فقد دامت وزارته لنحو 13 عامًا. حرص المنصُور على ميزانيَّة الدولة وضبط الأسعار في أسواق البلاد، وحاسب عُمَّاله على تقصيرهم، وراقب أداءَهم لمنع وجود أي تلاعبٍ يخل ببيت مال المُسلمين، وأنشأ ديوان المظالم.
مقالات مختارة أخرى: دولة سلاجقة الروم – ليوناردو دا فينشي – خازم بن خزيمة التميمي
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة الدولة العباسية – بوابة التاريخ الإسلامي