ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/718
أسرار إيزيس هي شعائر استسرار دينية كانت تُؤدَّى بقصد الانضمام إلى نِحْلةِ الإلهة الأُم إيزيس في العالم اليوناني الروماني. وقد نُسِجَت على منوال الشعائر الباطنية الأخرى، ولا سِيَّمَا الأسرار الإليوسيَّة التي وُضِعَت على شرفِ الإلهتين الإغريقيَّتينِ: «ديميتر»، وابنتها «بيرسيفون». وكان بدء نُشُوء أسرار إيزيس في وقتٍ ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي. وفضلًا عن كون أسرار إيزيس ذات أصول هلنستيَّةٍ، إلَّا أنَّها تُلمِّحُ إلى اشتمالها على مُعتقداتٍ من الديانة المصرية القديمة، وهي الديانة التي نشأت ضمنها نِحْلة إيزيس، وربَّما تكون أيضًا قد ضمَّت إليها بعض جوانب الشعائر المصريَّة. ومع أنَّه من المعروف أنَّ الشعائر الباطنية أو الغامضة كانت تُؤدَّى أو تُمارَس فقط في بعض المناطق المحددة، إلَّا أنَّ إيزيس كانت تُعبد على امتداد العالم اليوناني الروماني. وفي المناطق التي كانت تُمارَس فيها هذه الأسرار، كانت تعمل على تعزيز التزام المُريدين بعبادة إيزيس، غير أنَّهم لم يكونوا مُطالَبين بعبادتها بشكل حصريٍّ، وربَّما كان من بينهم مَن قد ارتقى في التسلسل الهرمي للعبادة بخضوعه لشعائر التربية الروحية. ويُعتقد أنَّ الشعائرَ تضمن أنَّ روح المُربَّى روحيًا، وبعون الإلهة، سيُكمِلُ حياته بعد موته في عالمٍ لا يجد فيه إلَّا النعيم والهناء. تشير نصوص عديدة تعود إلى زمن الإمبراطوريَّة الرومانية إلى أسرار إيزيس، لكنَّ المصدر الوحيد الذي وصفها هو عمل خياليٌّ روائيٌّ اسمه «التَّحوُّلات» أو «الحمار الذهبي» ألَّفه «لوكيوس أبوليوس» في القرن الثاني الميلادي. وذُكِرَ في الرِّواية بأنَّ المُربَّى روحيًا يخضع لتطهير شعائري مُسهبٍ قبل نزوله إلى أقصى جُزءٍ من معبد إيزيس، حيث يختبر موتًا رمزيًّا وولادة جديدة ويحوز تجربة دينيَّة مُكثَّفة بشهوده تجلِّيًا للآلهة. وقد وُجِدَ أنَّ بعضَ جوانب أسرار إيزيس وغيرها من العبادات الباطنية الأُخرى، خاصَّةً تلك التي لها صِلة بالحياة الآخرة، تتشابه مع عناصر مهمة في العقيدة المسيحية، ويبدو أنَّ مسألة «تأثير الأسرار في المسيحية» خِلافيَّة، وأنَّ البراهين عليها يُجانبها الوضوح؛ إذ رجَّح بعض العُلماء المعاصرين حدوث هذا التَّشابُه إلى خلفيَّةٍ ثقافيَّةٍ مُشتركةٍ عِوضًا عن مسألةِ التأثيرِ المُباشرِ. وعلى النقيض من ذلك، فإن رواية أبوليوس كان لها وقْعٌ وتأثير مُباشر في العصر الحديث. فمن خلال وصفه الأسرارَ في روايته، نرى بأنَّ أسرار إيزيس قد أثَّرت على العديد من الأعمال الأدبيَّة والمُنظَّمات الأخويَّة الحديثة، عِلاوة على الاعتقاد السائد باعتماد المصريين القدماء نظامًا مُفصَّلًا للتربية الروحية.
مقالات مختارة أخرى: القاهرة – كأس العالم 2010 – حمزة بن عبد المطلب
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة الأساطير – بوابة روما القديمة