ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/716

الخليفة العبَّاسِي هارُون الرَّشيد، بريشة جُبران خَلِيل جُبران
الخليفة العبَّاسِي هارُون الرَّشيد، بريشة جُبران خَلِيل جُبران

أمِيرُ المُؤمنين وخليفةُ المُسلمين الحاجُّ العابد والإمامُ المُجاهد أجلُّ مُلوك الدُّنيا أبُو جعفر هارُون الرَّشيد بن مُحمَّد المَهْدي بن عبد الله المَنْصُور بن مُحمَّد بن علي بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلب الهاشميُّ القُرشيُّ (1 مُحرَّم 149 - 30 جُمادى الأولى 193هـ / 19 فبراير 766 - 24 مارس 809م)، المعرُوف اختصارًا باسم هارُون الرَّشيد أو بلقبه الرَّشيد. هو خامس خُلفاء بني العبَّاس، والخليفة الرَّابع والعشرُون في ترتيب الخُلفاء عن النَّبيُّ مُحمَّد. حكم دولة الخلافة العبَّاسيَّة منذ يوم 15 ربيع الأوَّل 170هـ / 14 سبتمبر 786م حتى وفاته في 30 جمادى الأولى 193هـ / 24 مارس 809م. وُلد هارُون بن مُحمَّد في مدينة الرَّي من إقليم الجِبال، مُتلقيًا تعليمًا جيدًا في صباه، فأحب العلم والأدب، وتدرَّب على الفُروسيَّة والفُنون القتاليَّة. ولَّاه أبوه المهدي ولاية العهد بعد أخيه مُوسى الهادي اثر نجاحه في حملته الأُولى على الرُّوم، ثم أرسلهُ لقيادة حملة جهاديَّة ثانية وكانت أكبر تأثيرًا من الأولى، فقد وصلت أفواج الجيش الإسلامي إلى خليج القسطنطنيَّة ما أجبر الإمبراطُورة إيرين الأثينيَّة للمُسارعة في طلب الصلح ودفع الجزية لثلاثة سنوات. وبسبب قُدرات الرَّشيد وانتصاراته وإخضاعه لأعداء الخلافة، قرَّر المهدي تقديم ولايتَه على الهادي، غير أن وفاته في أثناء مسيره نحو خُراسان لعزل الهادي بقُوة حالت دون ذلك، ليُصبح الأخير خلفًا له في قيادة الدولة العبَّاسيَّة. حاول الهادي عزل أخيه الرَّشيد عن ولاية العهد لصالح ابنه جعفر، وسعى في ذلك وتشدَّد بهدف الضغط عليه مرَّات عديدة، ففشل في تحقيق ذلك ليتوفى بعد سنة من حُكمه. بُويع هارُون الرَّشيد خليفةً بعد الهادي، وكان عمره 21 عامًا، وذلك في سنة 170هـ / 786م، فورث بلادًا مُترامية الأطراف، ليمتد أرجاء حُكمه من بلاد ما وراء النَّهر والسِّند شرقًا حتى إفريقية غربًا، ومن اليمن جَنوبًا، حتى أرَّان وبلاد الكُرج شمالًا، فحكمها في البداية بالتعاون مع وزيرِه يحيى البرمكي، وأطلق للبرامكة يدهم لإصلاح شؤون البلاد، فقاموا بذلك على نحوٍ ممتاز خاصةً في العقد الأول من حُكمه. واجه الرَّشيد تحدِّيَات وثوراتٍ انفصاليَّة عديدة عليه، ومنها خروج بعض العلويين عليه، مثل يحيى بن عبد الله في الدَّيلم، وظهور دولة الأدارسة في بلاد المغرب الأقصى، كما ظهرت ثورات خارجيَّة كثيرة مثل الصَّحصح، والحُصين، وأهمُّهم الوليد بن طريف الشَّيباني لقربه من حاضرة الخلافة. برزت فتنةٌ قبليَّة في الشَّام، وعانت مصر من ثورات واضطرابات في بعض الأحيان بسبب السياسات الضَّريبيَّة. تمكَّن الرَّشيد من إخماد معظم هذه الثَّورات والاضطرابات التي خرجت عليه في عهده، من التعامل معها عبر سياساتٍ حكيمة إلى توجيه حملاتٍ عسكريَّة صارمة. تعددت أقوال المُؤرخين حول أخلاق وصفات الرَّشيد، وأجمع الكثير حول فصاحته وبلاغته، وحبه للعُلماء والفُقهاء وتعظيمه لحُرمات الإسلام وكراهيته الاستحداث في الدين أو الاستهزاء فيه. كان يصل العُلماء ويغدق عليهم ليدعم علمهم وحلقات تدريسهم، واشتهر منهم سفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، وإماما أهل السُّنة والجماعة، مالك بن أنس، ومُحمَّد بن إدريس الشَّافعي وغيرهم. ويُروى أنه كان يُصلي في اليوم مئة ركعة ما لم يكُن مُعتلًا أو مريضًا.

تابع القراءة