ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/669
الإضافة في اللغةِ العربِيَّةِ هيَ نسبةٌ بين لفظتين، تُنسبُ الأولى إلى الثانيةِ بغيةَ تعريفِها أو تخصيصِها. تُدعى اللَّفظة الأولى مضافاً والثانية مضافاً إليهِ، مثالُ: "هذا ابن زيدٍ" فبالإضافة عُرِفَ الولدُ بأنه ابنٌ لزيدٍ بعدما كان مجهولاً، ويُجرُّ المضافُ إليه في حين يُعرَبُ المضافُ حسبَ موقعهِ في الجملةِ. وللإضافةِ في لغةِ العربِ واسَِعُ الاستعمالِ، وقد ألَّفَ "ابنُ فضلِ اللَّهِ المُحبِّي" معجماً لغويّاً سمَّاه "ما يُعَوَّلُ عليه في المضافِ والمضافِ إليه" جمعَ فيه التعابيرَ ذواتَ المضافِ والمضافِ إليه في اللغةِ العربيَّةِ، وشرحَ معانيَِها ممَّا جرَى على ألسنةِ العربِ على سبيلِ الكنايةِ والمجازِ، والاستعارةِ، والتشبيهِ، مثلُ: "ابنُ ثليلٍ" وهوَ الليلُ المقمرُ، و"أبو زبيبةٍ" وهو الرجلُ القصيرُ. ومثلُ ذلك كثيرٍ مما تعارفَ عليهِ العربُ واشتَهرَ على ألسنتهم، كقولهم: "أمُّ عامرٍ" وهي الضَّبعُ، و"أبو الحُصَينِ" وهو الأسدُ، و"نجمةُ الصُّبحِ" وهي "كوكبُ الزُّهرةِ"، و"بَنَاتُ نَعْشٍ الكبرى" و"بَنَات نَعْش الصُّغرى" وهما مجموعتا نجومِ "كوكبة الدب الأكبر" و"كوكبة الدب الأصغر" على التوالي. "الإضافة" في اللغةِ العربيّةِ الإسنادُ، وعندَ النحاةِ هيَ نسبةٌ بين اسمينِ ليتعرَّفَ أولهُما بالثاني إنْ كانَ الثاني معرفةً نحوُ كتابُ فاطمةَ، أو يتخصَّصَ بهِ إنْ كانَ نكرةً نحوُ قلم حبرٍ، فالإضافةُ تتألفُ منْ جزأيْنِ متضايفيْن يُدعى الأولُ منهُما "المضافَ" (أيْ مضافاً إلى اسمٍ آخرَ)، ويليهِ الثاني ويدعى "مُضافاً إليهِ" (أيْ أُضيفَ إليه الاسمُ الأوّلُ). و"المضافُ" بذلكَ هو كلُّ اسمٍ أضيفَ إلى اسمٍ آخرَ، و"المضافُ إليهِ" هوَ كلُّ اسمٍ نُسِبَ إليهِ اسمٌ آخرُ بواسطةِ حرفِ الجرِّ إمَّا لفظاً نحو: "مررت بزيدٍ"، وإمَّا تقديراً نحوُ: "غلامُ زيدٍ" و"خاتمُ فضَّةٍ"، وتقديرُهُما "غلامٌ لزيدٍ"، و"خاتمٌ من فضةٍ"، فالمضافُ إذنْ يجرُّ المضافَ إليهِ -قالهُ سيبويهُ والجمهورُ-، والاثنانِ يصبحانِ كالكلمةِ الواحدةِ، فصارتِ "الإضافةُ" بهذا المعْنى تقابلُ الجارَّ والمجرورَ وقسيمةً لهما. وغايةُ القصدِ من "الإضافةِ": أن يَتمَيَّزَ الاسمُ الأولُ (المضافُ) فيُعرَفَ وذلكَ بنسبتهِ إلى معرفةٍ (المضافُ إليهِ) كما في قولنا: "غادر مدرسُ الفيزياءِ" فعُرِفَ هذا المدرسُ -بعدما كانَ نكرةً (مجهولاً)- لاختلافِهِ عنِ الآخرينَ بكونهِ يدرِّسُ الفيزياءَ، ويضافُ الشيءُ إلى سواهُ لأدنى ملابسةٍ -أوِ ارتباطٍ- بينهما، ففي قولهِ تعالى: ﴿كأنهم يومَ يروْنها لمْ يلبثوا إلآ عشيةً أو ضُحاها﴾ أو يَتمَيَّزَ "المضافُ" تخصيصاً بإضافتِهِ إلى نكرةٍ، مثالٌ: "هذا سائق حافلةٍ" إذ لم يعدِ "المضافُ" مجهولاً حهالةً تامَّةً ولا معروفاً تمامَ المعرفةِ، بل يُدعى حينها نكرةً مُخصَّصَة.