ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/تاريخ الضوء

منذ قديم الأزمنة كانت خواص الضوء مثاراً للدهشة والإثارة نحو إجراء تجارب. كما كانت طبيعة الضوء دائماً موضوعاً لتأملات عظيمة. ففي عصر نيوتن كان كل علماء تلك الفترة تقريباً يقومون بأبحاث علمية في طبيعة الضوء وبنى نيوتن نفسه كثيراً من شهرته من تجارب الضوء التي أجراها. وعلى الرغم من عظيم اهتمامه بالضوء إلا أن الطبيعة الداخلية للضوء ظلت محل جدل حتى مطلع القرن الحالي. وخلال عصر نيوتن ولسنوات خلت بعد ذلك كان هناك خلاف حول ما إذا كان شعاع الضوء هو تيار مكون من جسيمات أم أمواج من نوع أخر. وكان نيوتن نفسه من أعظم مؤيدي النظرية الجسيمية ونظراً لمكانته فإن الكثيرين كانوا يميلون لرأيه. وفي عام 1670م استطاع كريستيان هيجنز وهو أحد معاصري نيوتن أن بفسر كثيراً من خواص الضوء باعتباره موجيا في طبيعته. وقد كان لكلتا الفكرتين حول طبيعة الضوء مؤيدوها.

ولقد ظل الأمر كذلك حتى عام 1803م حين قدم توماس يونة ( وبعده بقليل أوجستين فرنل) برهاناً يوضح أن أشعة الضوء تستطيع التداخل مع بعضها البعض مثل الأمواج الصوتية, وبهذا أصبحت النظرية الموجية مقبولة عالمياً. وفي ذلك الوقت تقريباً أمكن قياس سرعة الضوء في الماء وقد كانت هذه النتيجة مناقضة للنظرية الجسيمية ومعضدة للنظرية الموجية. ومن ثم بحلول عام 1865م حين أثبت ماكسويل نظرياً أن الأمواج الكهرومغناطيسية يجب أن تنتقل بسرعة الضوء, أمكن بارتياح كبير تقبل فكرة أن للضوء أمواجاً. وقد يظن الآن أنه بقدوم 1900م أصبحت طبيعة الضوء مفهومه بشكل كبير ولكن حتى هذا الوقت لم يكن متاحاً الكثير عن انبعاث الضوء من الذرات. وظل الأمر كذلك حتى عام 1913م حين أعطى بوهر أول تفسير منطقي صحيح لميكانيكية ابتعاث الضوء وقد عدلت مفاهيم بوهر كثيراُ حتى أن ابتعاث الضوء لم يفهم بشكل نهائي إلا عام 1930م. علاوة على ذلك أشار أينشتين عام 1905م أنه توجد خاصية واحدة للضوء على الأقل للضوء وهي التأثير الكهروضوئي. وقد فسرها باعتبار الضوء مكوناً من جسيمات أو كميات. وقد تم التوسع في هذا المفهوم خلال السنوات التالية حتى أصبحنا اليوم نعتبر الضوء ذا شخصية مزدوجة فهو جزئياً يبدو كأمواج وجزئياُ كجسيمات.

المصدر

عدل

كتاب أساسيات الفيزياء – بوش