ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/بيت الحكمة (كتاب)
كتاب بيت الحكمة(The House of Wisdom)
هو كتاب ألفه المؤلف الأمريكي جوناثان ليونز يتحدث فيه عن العلوم العربية ومساهمتها في بناء الحضارات. يقول الكاتب: "عُد بالزمن للوراء وسترى أن من المستحيل تصوُر الحضارة الغربية من دون ثمار العلم العربي: فن الجبر لـ (الخوارزمي)، أو التعاليم الطبية والفلسفية الشاملة لـ (ابن سينا)، أو علم الجغرافيا وفن رسم الخرائط لـ (الإدريسي) المستمرين إلى اليوم، أو العقلانية الصارمة لابن رشد. بل الأهم من عمل أي شخصٍ فرد كانت المساهمة الإجمالية للعرب، تلك التي تقع في صميم الغرب المعاصر؛ أي إدراك أنَّ العلم يمكن أن يمنحَ الإنسان القدرة على تسخير الطبيعة". وقال الكاتب "لقد اعادت قوة العلم العربي التي كان اديلارد اوف باث بطلها تكوين المشهد الثقافي الأوروبي وبقي اثرها إلى القرن السادس عشر وما بعده وهي التي شكلت العمل الاصيل لكوبرنيكوس وجاليليو.
اهتم الباحث جوناثان ليونز بهذه الدراسة للكشف عن سر تراجع العرب وتقدم الغرب والرد على السياسة المعادية للإسلام التي صُنعت في ظل الحملات الصليبية لتطمس عن قصد الدور العميق للثقافة العربية في تطور العلم الحديث. فبينما كانت أوروبا تعيش في الظلام، بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وتحول أوروبا في زمن العصور الوسطى إلى مكان خلفي منعزل وجاهل، عالم يزرع ليعيش، لا يقرأ ولا يكتب إلا قليلاً، غارقاً في صراع عنيف. كانت الحضارة العربية تزدهر، وتبهر أولئك الأوروبيين المحظوظين الذين ألقوا نظرة خاطفة، مجرد نظرة، على التقدم العلمي الآتي من بغداد أو أنطاكية أو مدن فارس وآسيا الوسطى والأندلس. كان الفلاسفة وعلماء الرياضيات والفلك العرب والمسلمون يدفعون أمامهم باضطراد حدود المعرفة ويُحْيُون أعمال أرسطو وأفلاطون. وفي المكتبة التي أسسها الخليفة العباسي هارون الرشيد في بغداد، التي عُرِفت ببيت الحكمة، عمل جيش من العلماء بأمرٍ منه ومن الخلفاء من بعده. وخاصة ابنه المأمون. وبينما كانت أفضل مجموعات الكتب في أوروبا لا تتعدى بضع عشرات من المجلدات، كان بيت الحكمة يفتخر باحتوائه على أربعمائة ألف مجلد.