ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/الكورتيزول
هل تثير فكرة الحديث إلى الجمهور فيك الفزع؟ هل تركض مذعوراً عند رؤية العناكب؟ قد يكون الحل قريباً حيث وجد العلماء طريقة يمكن من خلالها تخفيف أعراض الرهاب (phobia) المسببة للعجز. يمكن لهذا العلاج الذي طوره فريق من الباحثين تحت قيادة سويسرية أن يمكن الذين يعانون من الرهاب من مواجهة مخاوفهم ببساطة عن طريق تناول حبة دواء قبل مواجهة الحالات التي توترهم (stressful situation). ويأمل العلماء أن يكون للعلاج آثار دائمة (permanent) عن طريق مساعدة مرضى الرهاب (phobics) على التعامل مع مخاوفهم (fears) ومواجهتها وجهاً لوجه. المعالجة الهرمونيةHormone therapy تشمل المعالجة هرموناً بشرياً يدعى الكورتيزول (cortisol) والذي يفرزه الجسم بشكل طبيعي في أوقات التوتر و الخوف ليساعد في كبت استجابة الهلع (panic response). بينت دراسات سابقة أن المستويات العالية من الكورتيزول تساعدنا في إزاحة المشاعر و الذكريات المؤلمة مما يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المجهدة بشكل فعال. قام الباحثون بقيادة البروفسور Dominique de Quervain من جامعة زيوريخ بدراسة ما إذا كانت الزيادة الصناعية لمستويات الكورتيزول تساعد مرضى الرهاب في التغلب على الخوف الشال (paralysing fear) الذي يشعرون به عند مواجهة مصادر قلقهم. أُجري الاختبار على 40 مصاباً برهاب المجتمع (social phobia) و 20 مصاباً بالخوف من العناكب (spiders). أعطي الكورتيزول لنصف هؤلاء, ثم و بعد ساعة أُرغم المتطوعون على إلقاء عرض تقديمي و الخضوع لامتحان مرتجل في الرياضيات , أو أُجبروا على مشاهدة صورة لعنكبوت ضخم. على مقياس من 0 – 10 أبدى المشاركون الذين تناولوا الكورتيزول خوفاً أقل و بشكل معتد (significantly) من هؤلاء الذين تناولوا البلاسيبو (placebo). نشرت النتائج في Proceedings of the National Academy of Sciences . يشير de Quervain إلى أن الخطوة التالية ستكون إعادة الدراسة على عدد أكبر من الناس و ربطها بالتقنيات السلوكية (behavioural techniques). الخوف Fear لايعلم أخصائيوا علم النفس (Psychologists) الأسباب الدقيقة للرهاب الحاد. من المحتمل أن الرهابيين يملكون مستويات اعتيادية منخفضة من الكورتيزول مما يعني أنهم في المرة الأولى التي يواجهون فيها عنكبوتاً أو يضطرون للوقوف أمام حشد يعانون من فزع شديد يهيمن بعد ذلك على عقولهم. وإذا كانت دفاعات الكورتيزول الاعتيادية ضعيفة فقد يعيق ذلك تشكيل رد الفعل غير الهلعي (non-panicked reaction) عند التعرض التالي. عادة تعالج حالات الرهاب الشديد معالجة سلوكية (behavioural therapy) حيث يتعلم المرضى تدريجياً كيفية تقبل مخاوفهم. فقد يبدأ المصاب برهاب العناكب (arachnophobe) ,على سبيل المثال, بالنظر إلى صور للعناكب قبل أن ينتقل إلى النظر و التعامل مع العناكب الحقيقية. يمكن للكورتيزول أن يساعد الرهابيين في التغلب على خوفهم الأولي عندما يبدأون مثل هذه المعالجة و أن يزيد نسبة المرضى الذين يتابعون العلاج. يقول de Quervain " يمكن لهؤلاء أن يتعلموا بشكل أسرع لأن المنبه ليس مخيفاً جداً". يملك الكورتيزول مجالاً واسعاً من التأثيرات على الدماغ و على الجسم, وهو يستخدم في علاج بعض الحالات المزمنة مثل التهابات المفاصل (arthritis). التأثيرات الجانبية الناتجة عن الاستعمال اليومي للكورتيزول تشمل تغيرات في الاستقلاب (metabolism) و ضغط الدم (blood pressure) و احتمال الإصابة بالسكري (diabetes). كما توجد مخاوف من تأثير التعرض الزائد للكورتيزول على الذاكرة المديدة (long-term memory). يأمل de Quervain أن تكون جرعة الكورتيزول اللازمة لوضع المريض على طريق هزم الرهاب صغيرة وغير مكررة, دفعة لبداية المعالجة و ليس علاجاً طويل الأمد. ويقول:" لن تكون حبة يومياً أبداً, ولكن يمكن أن تستخدم بالمشاركة مع المعالجة السلوكية.