ويكيبيديا:تحديد المصادر الأولية والثانوية واستعمالها
هذه الصفحة ملحقٌ توضيحيٌ لبعض السياسات أو الإرشادات في ويكيبيديا العربية. تهدف هذه الصفحة إلى تقديم معلوماتٍ إضافيةٍ حول المفاهيم في الصفحة التي تُوضحها. هذه الصفحة ليست سياسةً أو إرشادًا في ويكيبيديا؛ وذلك لأنَّ المجتمع لم يتوافق عليها.
|
يحتاج محررو ويكيبيديا العربية إلى الحذر عند تحديد المصادر الأولية والتعامل معها، وإلى معرفة إضافية يزودهم بها هذا المُلحق.
عند ضبط نوع المصدر، يوجد ثلاث خصائص مستقلة بسيطة يلزم تحديدها:
- هل المصدر منشور ذاتياً أم لا؟ لو نعم انظر ويكيبيديا:تحديد المصادر ذاتية النشر واستعمالها [الإنجليزية]
- هل المصدر مستقل؟ انظر ويكيبيديا:مصادر مستقلة لإجابة هذا مع هذا السؤال.
- هل المصدر أولي أم لا؟
يحتمل مصادفة أي تراكيب مثنى مثنى مما سبق عند توثيق المعلومات بمصادر في ويكيبيديا العربية. لذلك، فإن الإجابة عن الأسئلة السابقة تساعد في تحديد الكيفية المثلى لاستعمال المصدر.
يهتم هذا الملحق بالسؤال الأخير، تحديد المصادر الأولية واستعمالها استعمالاً صحيحاً.
خلفية عامة
عدلنشأ مبدأ ترتيب المصادر وتصنيفها إلى أولية وثانوية وثالثية في فرع المعرفة البشرية الذي يُعنى بدراسة التاريخ. وكان الهدف الرئيس هو تزويد المؤرخين بطريقة لتحديد مدى قرب مصدر المعلومة من الأحداث الواقعة.[ا] وُسِّع المبدأ الذي استعمله المؤرخون ليُطبق في حقول أخرى من المعرفة البشرية. طُوَّر المحررون في ويكيبيديا مصطلحاتهم الخاصة حسب حاجتهم، لذلك، فإن مصطلح تراتبية المصادر لا يُستعمل بالطريقة نفسها في العالم الأكاديمي. في حين يهتم المؤرخون بالتراتبية للإشارة إلى مدى قرب المصدر من الحدث التاريخي، فإن محرري ويكيبيديا يهتمون عموماً بالتراتبية لغرضين: توثيق محتوى المقالات وتحديد درجة الملحوظية.
من المهم الانتباه إلى أن المبدأ طُوِّر أساساً للتعامل مع "الأحداث"، وليس مع الأفكار والمبادئ المجرَّدة. أُريدَ من مصطلح "المصدر الأولي" أن يصف مصدراً أنُشئ في وقت حدوث الحدث تقريباً، أو أقرب ما يكون إليه، بغض النظر عن محتوى المصدر نفسه وموثوقيته. وعندها يكون المصدر أولياً. وإذا كان يحلل المصدر يحلل المصادر الأولية ويُعلِّق عليها يكون ثانوياً. ويكون ثالثياً، لو كان معتمداً في محتواه على المصادر الثانوية فقط، ولا يوجد تصنيف من درجات أعلى للمصادر نحو رابعية ونحوها. يعني هذا أن معجماً تراثياً، نحو المنجد الذي وضعه كراع النمل قرابة 900م، هو مصدر أولي للمعلومة لأنه أول من وثَّق هذه معاني الكلمات، أما المعجمات اللغوية المعاصرة، مثل المنجد الذي صدر في عام 1908م، فهي مصدر ثالثي للتعامل مع معاني الكلمات لأنها تبسط ما جاء في المصادر الثانوية وتسهلهه لعامة الناس.
دائماً، يُعامل أول مصدر ينشر المعلومة، أياً كانت، معاملة المصدر الأولي لها.
كيف تُصنَّف المصادر؟
عدل- تخيل أن جيشاً قد سيطر على بلدٍ ما منذ 200 عام مضت، وتوفرت المصادر التالية لمحرري ويكيبيديا:
- إعلان نصر كُتب في وقت السيطرة.
- يوميات كتبها شخص عاش في فترة الأحداث
- كتاب نُشر بعد 150 سنة من وقوع الأحداث يناقش الادعاء ويحلله
- مقالة بحثية مكتوبة منذ سنتين تهتم بفحص محتوى اليوميات.
- مادة في موسوعة كتبت في السنة الماضية تعتمد على الكتاب والمقالة.
إن الإعلان واليوميات هما مصدران أوليان، لأنهما كتبا في وقت حصول الحدث، فلا يوجد فيهما أثر للانحيازات والتخيلات التي قد تشوب أعمال الأجيال اللاحقة. ولكن إعلان النصر مثلاً قد يحتوي على دعاية موجهة مخصصة لتهدئة البلد الذي سُيطر عليه، وقد يتجاهل حقائق دامغة لأغراض سياسية أو قد يركز تركيزاً مبالغاً فيه على حقائق أخرى أو قد يكون مكتوباً لتعظيم شخصية القائد الجديد المنتصر. أما اليوميات فهي تعكس الأحكام التي كانت لدى مؤلفها وانحيازته، وهذا يعني أن جهله لحقيقة ما مثلاً، سيؤدي إلى أحكام غير سليمة تُذكر في اليوميات.
الكتاب والمقالة البحثية هما مصدران ثانويان. من محاسنهما أن الكاتب لا ينخرط بالحدث مباشرةً، فلا يكون مرتبط عاطفياً به، فيستطيع أن يحلله بموضوعية. ومن مساوئها أن الكاتب، ملزم بالعمل على المادة الموجودة ولا يستطيع أن يصحح ما بها من خطأ، وعليه فقط أن يكتفي بالإشارة إليه وتصويبه في المصدر الثانوي لا في الأصل. كما أن وجود مسافة زمنية أو تباعد ثقافي قد يعني أن الكاتب قد يعزز تعزيزاً غير واعي وجهات النظر السائدة في زمانه والتي قد لا تكون ذات قيمة في وقت حصول الحدث.
مقالة الموسوعة هي مصدر ثالثي. من محاسنها أنها تلخص المعلومات، ومن مساوئها أنها تعتمد تماماً على المصادر الثانوية، وهذا يعني أنها تكرر أخطاءً موجودة فيها أو تعظَّم من شأنها، كما أن مؤلفي المقالة قد يضيفون تفسيرهم الخاص لمادة المصادر الثانوية.
هذا مثالٌ بسيط عن نظام تصنيف المصادر، ولكن تصنيف المصادر يتضمن حالات أكثر تعقيداً.
في مجالات أخرى غير التاريخ
عدلتكون البيانات في العلوم ذات طبيعة أولية، حالها حال المنشور الأول لأي فكرة جديدة أو لنتائج تجربة. هذه المنشورات، التي قد تكون مقالات مراجعة من الأقران أو بأشكال أخرى، تسمى عادةً بالأدبيات الأولية (بالإنجليزية: Primary literature) لتمييزها عن المصادر غير المنشورة. توصف المصادر التي تعتمد على المصادر الأولية بأنها ثانوية إذا حللتها وفسرتها، وغالباً ما تكون نتيجة لمراجعة منهجية لهذه للمصادر الأولية، ولا يُقبل أن توصف المصادر بثانوية إذا اكتفت بذكر المصادر الأولية ذكراً عارضاً أو استشهدت بها على عجالة من غير مناقشة.
يعامل العمل الفني في الفنون الجميلة معاملة مصدر أولي. هذا يعني أن الروايات والمسرحيات واللوحات والمنحوتات ونحوها كلها مصادر أولية دوماً. تكون التصريحات أو الأعمال التي ألفها الفنانون حول أعمالهم مصادر أولية أو ثانوية حسب السياق. تكون المراجعات والنقد مصادر ثانوية عموماً، ولكن قد توجد استثناءات، فبعض أعمال النقد قد تكون أولية لأنها تعبر عن ما أثارته الأعمال في فكر النقاد، وهذا ذو طبيعة أولية لخلوه من التحليل أو المراجعة.
يعد علماء النسب المصدر أولياً إذا أتى من شاهد عيان، أنا المصدر الثانوية فيكون بالتواتر من الدرجة الأولى، أي أن أحدهم يُخبر ما سمعه عن شاهد عيان. أما المصدر الثالثي فيكون إما الدرجة الثانية من التواتر أو تحليلاً وتلخيصاً لما جاء في المصدرين الأولي والثانوي. على سبيل المثال، رواية امراة عجوز عن حفل زواجها الذي حصل قبل عقود هو مصدر أولي، أما رواية حفيدتها عن هذه الأحداث، والتي تعيد فيها رواية الجدة أمام معلم المدرسة، فهي مصدر ثانوي، ولو دون المعلم لاحقاً ما سمعه عن زواج الجدة فهذا يكون مصدراً ثالثياً. يوجد أنظمة أخرى تعامل هذه المصادر كلها معاملة المصدر الأولي. يميز علماء النسب أيضاً بين المصدر الأصيل والنسخ الدقيقة (الصور الضوئية أو النسخ الرقمية الناتجة عن المسح الضوئي) والمشتقات (النسخ اليدوي وإعادة الكتابة والنسخ المحسنة رقمياً أو ما نتج عن طرق أخرى قد تحتوي خطأ أو تغييراً عن الأصل). تعامل النسخ الدقيقة والمتشقات معاملة المصادر الأولية، ما لم يكن هناك تغييرات واضحة أو إضافات لاحقة، عندها نعامل معاملة المصادر الثانوية.
في بعض الاختصاصات، خاصةً القانون، لا يُستعمل مفهوم المصادر الثالثية. وتكون التراتبية في هذه الاختصاصات ثنائية الأجزاء، وتدمج فيها المصادر الثالثية ضمن المصادر الثانوية.
تراتبية المصادر ليست عداً للطبعات والاقتباسات
عدلفي المثال المطروح بالأعلى حول الجيش الذي سيطر على بلدٍ ما، هل بالضرورة أن يكون الكتاب مصدراً ثانوياً؟ الإجابة هي: لا، ليس دائماً. لو كان الكتاب يقتبس من الإعلان فقط ولا يحتوي تحليلاً أو تعليقاً، فإنه طبعة جديدة من الأصل الأولي، أي أنه مصدر أولي وليس مصدراً ثانوياً. إن النصوص المقتبسة عن نصوص أصيلة والصور الضوئية لها هي أيضاً مصادر أولية دائماً.
تحديد تراتبية المصادر ليس إحصاءً لعدد المصادر المتتابعة في السلسلة أبداً، فالمسألة لا تعالج بهذه الطريقة. النشر الأول للمعلومة هو مصدر أولي دائماً، وربما تنشر المعلومة ويعاد طبعها عشرات المرات تباعاً، من غير أن تكون الطبعات اللاحقة مصادر ثانوية أو ثالثية. لو كتب أحمد فكرةً ما، واقتبسها منه محمدٌ كما هي، ثم اقتبستها فاطمة كما هي من غير تغير، ثم نقلها عليٌّ عن فاطمة نقلاً حرفياً وهكذا، فالناتج هو سلسلة من المصادر الأولية وليس سلسلة تضم مصدراً أولياً ثم ثانوياً ثم ثالثياً.
محددات المصدر الثانوي
عدل- تُبنى المصادر الثانوية اعتماداً على المصادر الأولية. ليس بالضرورة أن تذكر المصادر الثانوية سرداً بالمراجع التي اعتمدت عليها، ولكن يمكن باستعمال الحس السليم استقراء أن هذا المصدر الثانوي يبني على أساسات مذكورة في مصادر أخرى ولا يبدأ العمل من الصفر. قد تعرض مخطوطات أصيلة لمؤلفات بعض العلماء في متحف ما، وهذه بالطبع مصادر أولية. إن مقالة تُحلل محتوى هذه المخطوطات وتدرسها أو تحقيق للمخطوطة مع تعليقات المحقق هما مثالان عن المصادر الثانوية لهذه المعلومة حتى لو لم يُذكر لذلك صراحةً فيهما، فمن الواضح أن التحليل والتحقيق يعتمدان على مصدر أولي، ولا يمكن أن يكونا مصدراً أولياً بحد ذاتهما.
- المصادر الثانوية مفصولة فصلاً واضحاً عن المصادر الأولية. مثلاً، التقرير المكتوب الذي يعده المراسل الصحفي حول مسألة ما ويرسله لوكالة الأنباء هو مصدر أولي، حتى ولو لم يُنشر للعلن. أما التقرير الإخباري الذي تعده الوكالة، والذي يبنى على المصادر الأولية فهو مصدر ثانوي. قد لا يجمع المراسل ملاحظاته لاحقاً ويصدر حولها كتاباً يناقش المسألة، هذا يكون أيضاً مصدراً ثانوياً أيضاً. يلزم الانتباه إلى المقصود بالفصل هو في مادة المصدر ولا يجب أن يُفسر أنه فصلٌ زماني أو مكاني.
- يكون في المصدر الثانوي "عادة" تحليل وتعليقات وتقييمات وتفسيرات وإبراز للسياق، تتجاوز الوصف البسيط إلى تفسير ما وراء المعلومة.
- تكون المصادر الثانوية ذات السمعة الحسنة معتمدة على أكثر من مصدر أولي. تصيغ المصادر الثانوية عالية الجودة محتواها حسب مصادر أولية متعددة مع تحديد أهمية كل مصدر أولي، لهذا يُستدل على المصادر الثانوية بأنها من إنتاج الخبراء والمختصين في مجالهم الذي يستطيعون تحديد أهمية المصادر الأولية وإعطاءها وزنها الصحيح بعيداً عن الانحيازات.
المصادر كلها أولية لمعلومة ما
عدلكل مصدر هو مصدر أولي لمعلومة ما، ربما تكون اسم المؤلف أو العنوان أو تاريخ النشر. مثلاً، صفحة حقوق التأليف والنشر في مقدمة الكتاب هي مصدر أولي لتاريخ نشر الكتاب، حتى لو كان الكتاب نفسه يعامل بالإجمال معاملة المصدر الثانوي، فلو كانت العبارة التي يوثقها هذا المصدر هي عن تاريخ نشر الكتاب، فإن هذا الكتاب هو مصدر أولي لهذه المعلومة.
تحتوي العديد من المصادر عالية الجودة على مواد تصنف أولية وثانوية. قد يحتوي كتاب عن يناقش إعلان نصرٍ في حرب ما تعليقات على الإعلان، وهي مواد ثانوية الطابع، وعلى نص الإعلان نفسه، وهي مواد أولية. بالمثل، قد تحتوي مقالة محكمة على مختارات من دراسات سابقة لإيضاح السياق، وهذه تكون مواد ثانوية الطابع، ولكن ما إن ينتقل الكاتب إلى مناقشة الفكرة الجديدة، فإن المادة المذكورة هي أولية الطابع. قد يؤلف كاتب كتاباً يحلل فيه مواد أولية، فيكون هذا القسم مادة ثانوية الطابع، ولكن الكاتب قد يضيف تجربته الشخصية أو مواد جديدة حصل عليها أو أنتجها بنفسه فتكون مادة أولية الطابع.
على العموم، العمل المعتمد على مصادر سابقة هو مصدر ثانوي في الغالب، أما المعلومات الجديدة هي مصدر أولي، ولا مانع من وجود الاثنين في مصدر واحد، لأن تصنيف المصدر، أولي أو ثانوي، يتأثر بالطريقة التي يُستعمَل فيها.
التراتبية لا تعني الموثوقية
عدلمصدر ثانوي لا يعني مصدر جيد
عدلوصف المصدر بالثانوي لا يعني أنه مصدر "جيد" أو "موثوق" أو يصلح للاستعمال، ولا يجب أن تُستعمل صفة "الثاني" بهذا السياق أبداً. كون المصدر ثانوياً لا يعني أنه مستقل أو مكتوب بمهنية عالية أو دقيقة أة ذو جودة مرتفعة أو جرى التحقق من ما يسرده وأن الخبراء قد أجازوه أو أنه خضع للتحرير أو نشره ناشر ذو سمعة طيبة. المصادر الثانوية قد تكون غير موثوقة أو منحازة أو فيها تعارض مصالح أو منشورة ذاتياً.
وفقاً لإرشاد المصادر الموثوقة في ويكبيديا العربية، يتوقع أن تكون المصادر الموثوقة:
- معروفة بأنها دقيقة فيها فحصٌ للحقائق.
- منشورة من دار نشر ذو سمعة حسنة وليس عن طريق المؤلف.
- تتناول المادة موضوع النقاش مباشرةً ولا تذكرها ذكراً عارضاً.
- مستقلة لا تعارض للمصالح بين المادة التي تدرسها وما تذكره عنها.
- خضعت لمراحل متعددة من رقابة تحرير ومراجعة أقران قبل نشرها.
يمكن أن يكون يوصف المصدر بأنه أولي مع أنه يتمتع بكل هذه الصفات، ويمكن أن يُوصف بأنه ثانوي مع أنه لا يتمتع بأي منها.
إن مناقشة أي المصادر تراتبيةً هي الأفضل للتوثيق، هي مسألة مطروحة على الدوام، ويحتاج تحديد في ما إذا كان المصدر المستعمَل أولياً أو ثانوياً أو ثالثياً في أي حالة معينة إلى حكم تحريري جيد وحس سليم، وليس مجرد ردود أفعال طائشة وغير محسوبة تصنف المصدر على أنه "أولي" أو "ثانوي" على عجالة.
مصدر أولي لا يعني مصدر سيء
عدلوصف المصدر بالأولي لا يعني أنه مصدر "سيء" أو "غير موثوق" أو لا يمكن استعماله، ولا يجب أن تُستعمل صفة "الأولي" بهذا السياق أبداً. مع أن المصادر الأولية قد لا تكون مستقلة تماماً عن المادة المدروسة، إلا أنها قد تكون كل ما يأتي: مكتوبة بمهنية عالية ودقيقة وذات جودة مرتفعة وجرى تحقق من ما تسرده وأجازها الخبراء وخضعت للتحرير ونُشرها ناشر ذو سمعة طيبة.
قد تكون المصادر الأولية موثوقة ويمكن استعمالها بالتأكيد. يكون المصدر الأولي في بعض من الأحيان أفضل مصدر متاح للتوثيق، خاصة عند التعامل مع الاقتباسات، لأن هذه المصادر تكون خالية من التحريفات أو الاجتزاء الذي قد يصيب المصادر الثانوية والثالثية التي تذكر المعلومة نفسها.
التعامل الحذر مع المصادر الأولية
عدلقد تكون المواد المعتمدة على المصادر الأولية قيِّمة ومناسبة لويكيبيديا العربية، ولكن يلزم أن تكتب بطريقة مباشرة واضحة تسمح لأي شخص غير متخصص أن يتحقق منها من مصدرها، لا يُطلب من هذا الشخص أن يتأكد من أن المعلومة صحيحة أو لا، ولكن يلزم أن يكون قادراً على التحقق من أنها مذكورة في المصدر الأولي ومقارنة ما ذُكر في النص الأصيل مع ما ذُكر في مقالة ويكيبيديا.
- أمثلة
- مقال عن السيطرة على بلد أجنبي (المثال في الأعلى): الإعلان بحد ذاته هو مصدر أولي مقبول لعبارة تصف الإعلان وصفاً بسيطاً، بما في ذلك طوله، هل كتب بخط نسخ اعتيادي أم خطَّ فنياً، في ما لو موقعاً أو مختوماً، بالإضافة لأسماء الأشخاص والأماكن والتواريخ الواردة فيه. يمكن لأي شخص أن ينظر إلى صورة عن الإعلان ويرى أنه كُتب في صفحة واحدة مثلاً، بأنه مخطوط فنياً ونحو ذلك. أما تحديد هوية الكاتب (لو لم يكن البيان موقعاً) وأهمية البيان وتأثيره فلا يمكن معرفتها من البيان نفسه، وهي تحتاج لمصادر ثانوي تحلل النص الأصيل، ولا يمكن لمحرري ويكيبيديا أن يعملوا هذا العمل بأنفسهم.
- مقالة عن رواية: تُقبل الرواية نفسها مصدراً أولياً للمعومات المرتبطة بالحبكة وأسماء الأشختص وأسماء الفصول وأي صنف آخر من المعلومات المرتبطة بالرواية. يمكن لأي شخص متعلم أن يقرأ رواية حي بن يقظان ويكتشف أن اسم البطل هو حي بن يقظان، وبأنه عاش على جزيرة معزولاً. ولكن الرواية نفسها ليست مصدراً مقبولاً للحديث أن أسلوب الكتابة أو المواضيع أو الرموز أو القيم أو المعاني أو ما في حكمها من المسائل التي تحتمل التقييم والنقد والتحليل.
- مقالة عن فلم: يُقبل الفلم نفسه مصدراً أولياً للمعلومات المرتبطة بالحبكة وأسماء الشخصيات، ولا يُقبل مصدراً لمعلومات حول موضوعات الفلم ونوعه الفني وأي مسائل أخرى تتطلب تفسيراً أو تحليلاً نقدياً.
- إضافة شرح أصيل لصورة أو رسم: يضيف المساهمون في مشاريع ويكيميديا الصور ووسائط متعددة أخرى إلى كومنز والويكيبيديات، عادة تصف موضوع المقالة نحو صورة لشخص أو مكان أو رسمٌ لمفهوم، ويضيف المساهمون عادةً وصفاً نصياً لتحديد ماهية الصورة. يُفترض بحسن نية أن الصورة أو الرسم تُصوِّر فعلاً ما أشير إليه في النص. على سبيل المثال لا داعٍ لإضافة صورة أخرى للشخص أو المكان لدعم صحة النص المُضاف. ويُستثنى من هذا التعميم الحالتا التي يوجد فيها نزاع حول محتوى الصورة، وعندها تكون إضافة المصدر جوهرية. التقاط الصور أو رسمها ورفعها إلى كومنز هو إنشاء لمصدر أولي من غير رقابة تحريرية أو مراجعة مستقلة.
- مقالة عن لوحة: تُقبل اللوحة نفسها مصدراً أولياً للمعومات المرتبطة بالألوان والشكل والشخصيات الظاهرة فيها. مثلاً يُفترض أن الناظر إلى اللوحة الظاهر إلى اليسار، أن يميز ثلاثة ألوان رئيسة وجمجمة لبقرة أو ثور. ولكن من غير المقبول أن تكون اللوحة نفسها مصدراً لعبارة تتحدث عن دوافع الفنان وخياله أو علاقة العمل مع أعمالٍ أخرى أو معنى الرموز أو أي مسائل أخرى تتطلب تحليلاً أو تفسيراً أو تقييماً، مثلاً يكفي النظر للوحة وحده لمعرفة سبب اختيار الكاتب لهذه الألوان أو ما الذي يعنيه إضافة رسم الجمجمة على خلفية ملونة كهذه.
- مقالة عن شخص: السيرة الذاتية لشخص ما أو موقعه الرسمي أو صفحته في موقع الشركة التي يعمل بها هي مصدر أولي مقبول للمعلومات التي يذكرها الشخص عن نفسه، ولكنه قد لا يكون كافياً. يمكن أن تستعمل هذه المصادر للمعلومات غير الخلافية حول الشخص. أما المصادر الأولية الأخرى مثل شهادة الميلاد أو الوفاة أو وثائق المحاكم لا تقبل عادةً مصادر أولية، لأنه يستحيل على القراء التأكد من أن الشخص الذي ذكر اسمه هو الشخص المقصود نفسه وأن المسألة لا تتضمن تشابه أسماء.
- مقالة عن عمل تجاري: موقع منظمة ما على الإنترنت هو مصدر أولي مقبول للمعلومات التي تذكرها المنظمة عن نفسها وللحقائق البسيطة حول تاريخها ومنتجاتها وموظفيها وميزانيتها ومرافقها، ولكنه قد لا يكون كافياً. ولكنه لا يُقبل لتوثيق معلومة حول مقارنة منتجاتها مع منتجات الشركات المنافسة، ولا لتوثيق ادعاء حول تقييم أداء المنظمة أو تحليل أفعالها.
استعمال المصادر الثانوية لتحديد الملحوظية
عدلإن وجود تغطية في المصادر الأولية لمادة ما لا يعني أنها غير ملحوظة ولا يعني أيضاً أنها ملحوظة. مثلاً، يصلح للاستشهاد بوجود اسم المؤلف على غلاف كتابٍ نشره، والمصدر هنا أولي، وهو لا يعني أن الكاتب ملحوظ، لأن إثبات الملحوظية يكون حصراً باستعمال المصادر الثانوية. ويلزم الانتباه إلى أن ذكر المادة ذكراً عارضاً في المصدر الثانوي لا يكفي أيضاً لإثبات الملحوظية.
من شبه المستحيل تقريباً إيجاد مصادر ثانوية للأشياء العادية أو للأخبار العاجلة. ولو كانت المقالة مُنشأة منذ فترة كافية أو لو انقضى على الخبر فترة كافية، يحددها المحررون بحسهم السليم، ولم تظهر مصادر ثانوية متعددة توثِّق المادة، فإن مصير المقالة سيكون غالباً الحذف.
هل تقارير الأخبار في وسائل الإعلام هي مصادر أولية أم ثانوية؟
عدليُستعمل مصطلح (التغطية الإعلامية) في هذا السياق بمعنى الصحافة بالإجمال، سواءً أكانت ورقية أو باستعمال وسائل إعلام أخرى نحو الإذاعة والتلفاز.
قد تُكتَب مقالات في ويكيبيديا عن الأحداث الجارية، وهذا يعني أن الحدث قد يحصر يوم السبت مساءً، فتكتب عنه وسائل الإعلام الأحد صباحاً، ثم تنشأ مقالة له في ويكيبيديا بعد سويعات قليلة. يصف المحررون عادةً المصادر الصحفية هذه بأنها مصادر ثانوية، ولكن معظم المصادر الموثوقة البحثية تتعامل مع الصحافة المعاصرة والقصص التي ترويها على أنها مصادر أولية.
تشير أدلة البحث المعتمدة في مراكز أبحاث عديدة إلى التغطية الإعلامية التي تكتب في وقت حصول الأحداث نفسه على أنها نوع من أنواع المصادر الأولية.[ب] يُصنف دليل البحث في جامعة يل التغطية الإعلامية تحت بند المصادر الأولية والثانوية معاً وذلك تبعاً لاحتوائها على تفسير للمادة الوادرة في المصادر الأولية أو لا.[2] تتعامل بعض المكتبات مع المصادر التغطية الإعلامية بصورة تفصيلية أكبر، مثلاً:
- ليس من السهل دائماً التمييز بين المصادر الأولية والثانوية. تكون مقالة ما ضمن تغطية صحفية مصدراً أولياً لو نقلت الأحداث، ومصدراً ثانوياً لو حللتها وعلَّقت عليها.[3]
- في الإنسانيات، العمر هو عامل مهم في تحديد فيما لو كان المصدر أولياً أو ثانوياً. إن مقالة منشورة حديثاً عن قضية (براون ضد مجلس التعليم) التي رفعت أمام المحكمة العليا سنة 1955م هي مصدر ثانوي لأن المؤلف يُفسِّر حدثاً تاريخياً. أما مقالة عن القضية نُشرت في سنة 1955م فهي مصدر أولي لأنها تظهر كيف فسر الكاتب قرار المحكمة مباشرةً بعد صدوره.[4]
- حسب خواصها، المصادر الأولية معاصرة للأحداث والأشخاص التي تصفها [...]. عند كتابة سرد للاضطرابات السياسية التي أحاطت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000، من المرجح أن يلجأ الباحث إلى تقارير الصحف في ذلك الوقت للحصول على معلومات واقعية عن الأحداث. وسيستخدم الباحث هذه التقارير مصادرَ أولية لأنها تقدم أدلة مباشرة عن من عاصر الأحداث عندما وقعت لأول مرة.[5]
- قد توجد مناطق رمادية عند تحديد فيما لو كان مصدر ما أولي أو ثانوي ...، تقليدياً، تعد التغطية الإعلامية مصدراً أولياً. المفتاح، في أغلب الحالات، هو تحديد أصل المستند ودرجة قربها من الحدث.[6]
تعتمد سياسة لا أبحاث أصيلة على تعاريف مشابهة للمصادر الأولية، ويمكن الاستنتاج منها أن أغلب قصص التغطية الإعلامية هي مصادر أولية، وبعضها قد يكون مصادر ثانوية.
أمثلة لتقارير إخبارية تعامل معاملة المصادر الأولية
عدل- الأخبار المعتمدة على شهود العيان
- مراسل التلفزيون يقف أمام منزل يحترق ويصف النيران، صحفي يصف حادث سيارة رآه ينفسه.
- الأخبار العاجلة
- مثلاً خبر عن أن سياسي بارز قد نُقل إلى المشفى، أو نشرة الأخبار الجوية تذكر أن إعصاراً قد بدأ.
- تقارير عن الحوادث
- صحفي يصف مناقشات في لقاء حضره في جلسة برلمان، أو الإذتعة تعلن القبض على مجرم هارب.
- القصص التي تتلاعب بالعواطف
- مجلة تنشر قصة مؤثرة عن طفل يعاني من تشوهات خلقية في القلب أو إعلان عن احتفال بعيد ميلاد أحد الأشخاص البارزين ومعايدته.
- المقابلات والتقارير عنها
- مراسل يقتبس من كلمة ألقاها سياسي، برنامج حواري يستقبل أحد المشاهير.
- التقارير الاستقصائية
- صحفي يعمل متخفياً ويكتب عن عمله، أو صحفي يقابل ناساً ويطَّلع على مستندات للكشف عن فساد محتمل.
- إضافات المحررين وآرائهم
- محرري صحيفة يعبرون عن إضرابهم أو عن دعمهم لقانون جديد مطروح، مقالة لكاتب عمود يشرح فيها فكرة عن كيفية التعامل مع مشكلة اقتصادية.
أمثلة لتقارير إخبارية تعامل معاملة المصادر الثانوية
عدل- تقارير تاريخية
- تقرير عن الذكرى الستين لنهاية الحرب العالمية الثانية أو عمود في صحيفة يذكر الأحداث التي وثقتها الصحيفة في التاريخ نفسه منذ 25 و50 و75 و100 سنة مع تعليقات تقارن مع الأسلوب المعاصر.
- تقارير تحريرية
- كأن تنشر صحيفة سلسلة من المقالات طوال أسبوع عن موضوع عام مثل الصحة في البلد. وهذا يعني أن العمل لا يقتصر فقط على تعليقات بسيطة من بعض الخبراء، بل يلزم أن يكون عملاً ضخماً يجمع ويقارن ويحلل المعلومات.
- مراجعات كتب
- مراحعات الكتب هي مصادر ثانوية إجمالاً، ويشترط لذلك أن تذكر معلومات تتجاوز الوصف البسسيط لمحتوى الكتاب، تكون المراجعات أحياناً خليطاً من المصادر الأولية والثانوية. مثلاً، تحليل لبعض جوانب الكتاب (ثانوية) وتقييم المراجع أو رأيه بالكتاب (أولي). ملخصات الحبكة البسيطة والتعليقات والأوصاف الأساسية الأخرى لمحتويات العمل هي مصادر أولية عموماً.
يلزم التذكير مجدداً بأن وصف "أولي" لا يعني بأن المصدر سيء، وكون مقالات الصحف مصادر أولية لا يعني بأن هذه المقالات غير موثوقة، فقد تكون مصادر مستقلة وذات أهمية عالية.
انظر أيضاً
عدل- ويكيبيديا:مصادر موثوق بها (إرشاد)
- ويكيبيديا:مصادر مستقلة (ملحق)
- وب:تحديد المصادر الثالثية واستعمالها [الإنجليزية] (ملحق)
- وب:تحديد أدلة الأسلوب واستعمالها [الإنجليزية] (ملحق)
- وب:تفسيرات خاطئة متكررة لسياسة المصادر [الإنجليزية] (ملحق)
- وب:مقارقة المصادر الأولية والثانوية في المقالات المرتبطة بالقانون [الإنجليزية] (ملحق)
هوامش
عدل- ^ حسب جامعة يل: تمثل المصادر الأولية الدليل على التفاعل الأول مع المادة المدروسة أو الشهادة الأولى عليها. يُنشئ عادة شهود العيان أو الكتَّاب الذي عاشوا الأحداث التي تُوثّق مصادرَ أولية لوصفها. وغالباً ما تُنشأ هذه المصادر في وقت حصول الأحداث، لكن مصطلح المصادر الأولية ليس محصوراً عليها فقط، بل يمكن أن يشمل السير الذاتية والذكريات والتاريخ الشفهي المُدوَّن لاحقاً.[1]
- ^ انظر أيضاً:
- Knowlton, Steven. "Primary sources: A guide for historians: Introduction" (بالإنجليزية). Princeton University Library.
- Lee, Corliss. "Finding Historical Primary Sources: Getting Started" (بالإنجليزية). UC Berkeley Libraries.
- Bell, Emily. "Library Research Guide: History of Science: Introduction: What is a Primary Source?" (بالإنجليزية). Harvard University Library.
المراجع
عدل- ^ "Primary Sources at Yale". Yale University.
- ^ Gilman, Todd. "Comparative Literature: Primary, Secondary & Tertiary Sources" (بالإنجليزية). Yale University Library. Archived from the original on 2017-02-06. Retrieved 2017-02-10.
- ^ "Primary, secondary and tertiary sources: Secondary". libguides.jcu.edu.au (بالإنجليزية). Queensland, Australia: James Cook University. Retrieved 2020-10-22.
- ^ "Primary and Secondary Sources" (بالإنجليزية). Ithaca College Library. Archived from the original on 2017-06-18. Retrieved 2017-06-15.
- ^ González, Luis A. (2014). "Identifying Primary and Secondary Sources" (بالإنجليزية). Indiana University Libraries. Retrieved 2021-03-18.
- ^ Sanford, Emily (2010). "Primary and Secondary Sources: An Overview" (بالإنجليزية). Bentley Historical Library, University of Michigan. Archived from the original on 2011-09-22.