هشام بن محمد أو مولاي هشام (21 صفر 1214 هـ / 25 يوليو 1799م[1]) أمير علوي ابن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، نافس أخوته على خلافة أبيه، فبايعته قبائل الحوز سلطانا بمراكش لفترة قصيرة ونقضت بيعتها وتنازل لأخيه سليمان بن محمد وقضى نحبه خلال وباء الطاعون بالمغرب (1799-1800).

هشام بن محمد
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد القرن 18  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الوفاة 21 صفر 1214 هـ
25 يوليو 1799م
مراكش
مكان الدفن مراكش  المغرب
طبيعة الوفاة مرض الطاعون
مواطنة المغرب  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
العرق عربي
الديانة مسلم سني
الأولاد عبد الرحمن بن هشام، محمد المأمون، محمد اليزيد، إبراهيم
الأب محمد الثالث بن عبد الله
الأم فاطمة بنت سليمان بن مولاي إسماعيل العلوية
إخوة وأخوات
الحياة العملية
المهنة سلطان  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

نسبه

عدل

هو هشام بن محمد بن عبد الله الخطيب بن إسماعيل بن الشريف بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.[2]

سيرته

عدل

أبوه السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وأمه بنتُ عمّ أبيه: فاطمة بنت سليمان بن مولاي إسماعيل العلوية.[3]
بعد أن نقض أهل الحوز بيعتهم للمولى اليزيد لما رأوا من تجافيه عنهم لما وفدوا عليه بمكناس، وبسبب تفضيله للودايا والبربر عليها، اتفقوا مع أهل مراكش وعبدة وقبائل الحوز على مبايعة أخاه المولى هشام، لكنها اعتُبِرَتْ بيعة غير شرعية بحكم وجود سلطان شرعي غيره.[4] نهض مولاي اليزيد لحربهم، فدخل مراكش واستباحها جيشه. فجمع المولى هشام جيشا من قبائل دكالة وعبدة، وقصده بمراكش، فخرج اليزيد للقائه، وجرت بين الأخوين معركة بالمكان المسمى زكورة الواقع على حاشية وادي نسيفة، وانهزم فيها المولى هشام، فطاردهم المولى اليزيد، أصيب خلالها برصاصة اخترقت خده، فتوفي بسببها ليلة الجمعة 23 جمادى الآخرة 1206هـ / 17 فبراير 1792م[5]

مبايعة المولى هشام

عدل

استقرت الأمور للمولى هشام فأطاعته قبائل الحوز كلها، وكان القائمان بأمره الوزيران القائد عبد الرحمن بن ناصر العبدي صاحب آسفي والقائد محمد الهاشمي بن العروسي صاحب دكالة والحوز. فدانت للمولى هشام قبائل دكالة وعبدة وأحمر والشياظمة وحاحة وغير ذلك، بينما بايع أهل فاس أخاهما المولى سليمان لما بلغهم خبر موت اليزيد، وطلب المولى مسلمة البيعة لنفسه شمال المغرب بعد أن بلغه أن اليزيد وهشام قد قتلا، فبعث ولده المولى جعفر إلى طنجة لإخبار ممثلي الدول الأجنبية بوفاة أخويه، ومبايعة الأمة له، وطلب الاعتراف به سلطانا على المغرب.

واستمر الحال على ذلك برهة من الدهر إلى أن افترقت عليه كلمة الرحامنة واتهموه بقتل عاملهم القائد أبا محمد عبد الله بن محمد الرحماني فخلع الرحامنة طاعة المولى هشام سنة 1209 هـوبايعوا أخاه المولى حسين بن محمد واحتمى المولى هشام في ضريح الشيخ أبي العباس السبتي وبعد أيام تسلل وسار في جماعة من حاشيته إلى آسفي ونزل على وزيره القائد عبد الرحمن بن ناصر ودخل المولى حسين قصر الخلافة بمراكش فاستولى على ما فيه من الذخيرة والأثاث من متاع المولى هشام ومتخلف المولى يزيد فاضطر أهل مراكش حينئذ إلى مبايعة المولى حسين بن محمد والخطبة له وكان ذلك سنة 1209 هـ، بينما افترقت الكلمة بالحوز فكان بعضهم كعبدة وأحمر ودكالة مع المولى هشام آخرون مثل الرحامنة وسائر قبائل حوز مراكش مع المولى حسين.[6]

مبايعة هشام لسليمان

عدل

وضع السلطان مولاي سليمان حدا لهذه الفتنة عندما زحف على مراكش، ففر سلطانها المولى حسين إلى زاوية مولاي إبراهيم بن أحمد المغاري بالجبل المعروف باسمه، والتجأ المولى هشام إلى زاوية الشرادي، فبعث إليه المولى سليمان يعطيه الأمان، وجيءَ به إليه، وقام المولى سليمان بقطع الطريق أمام هذه الفتنة بتعيينه المولى عبد الرحمن بن هشام خليفة له. ويذكر الناصري رواية الوزير والمؤرخ أكنسوس عن استقرار هشام بمراكش:[7]

«وَحكى صَاحب الْجَيْش أَن الْمولى هشاما لما قدم على السُّلْطَان بمراكش وَنزل بدار أَخِيه الْمولى الْمَأْمُون أَتَاهُ السُّلْطَان بعد ثَلَاث إِلَى منزله رَاجِلا لقرب الْمسَافَة وَلما التقيا تعانقا وتراحما ثمَّ جَاءَ مَعَه الْمولى هِشَام حَتَّى دخلا بُسْتَان النّيل من بَاب الرئيس وَنصب لَهُ السُّلْطَان كرسيا جلس عَلَيْهِ وَجلسَ هُوَ أَمَامه إعظاما لَهُ لكَونه أسن مِنْهُ ثمَّ صَار يستدعيه صباحا وَمَسَاء فيجلسان ويتحدثان ثمَّ يفترقان وَكَانَ لَا يتغدى وَلَا يتعشى إِلَّا وَهُوَ مَعَه وَكلما دخل عَلَيْهِ رفع مَجْلِسه وأجله وَإِذا ذكره لَا يذكرهُ إِلَّا بِلَفْظ الْأُخوة بِأَن يَقُول أخي الْمولى هِشَام دون سَائِر بني أَبِيه وَلما طلب الْمولى هِشَام مِنْهُ السُّكْنَى برباط الْفَتْح أَجَابَهُ إِلَيْهَا وَقضى مآربه وأزاح علله ثمَّ عَاد إِلَى مراكش فَكَانَت منيته بهَا كَمَا نذكرهُ»

ولما ضرب وباء الطاعون الكبير ضرباته بمراكش عام 1212هـ كان الأميران: هشام وحسين من ضحاياه، فلم يبق للسلطان مولاي سليمان من ينازعه في ملك المغرب.[8]

أبناؤه

عدل
قبله:
اليزيد بن محمد
سلاطين المغرب
1792 - 1797
بعده:
سليمان بن محمد

مراجع

عدل
  1. ^ محمد حجي (1417 هـ - 1996م). موسوعة أعلام المغرب. بيروت - لبنان: دار الغرب الإسلامي. ص. 2467. مؤرشف من الأصل (pdf) في 15 ديسمبر 2019. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  2. ^ الناصري، أحمد بن خالد. الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. المملكة المغربية: دار الكتاب. مؤرشف من الأصل في 2020-04-09. {{استشهاد بكتاب}}: |موقع= تُجوهل (مساعدة)
  3. ^ ترجمة السلطان محمد الثالث وذكر زوجاته وأبنائه نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ الأمير مولاي مسلمة، عبد الوهاب ابن منصور 296 العدد نسخة محفوظة 02 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ عبد الرحمن بن زيدان (1356هـ - 1937م). الدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة. الرباط - المغرب: المطبعة الاقتصادية. ص. 65. مؤرشف من الأصل (pdf) في 15 ديسمبر 2019. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  6. ^ أخبار المولى هشام بن محمد بمراكش والحوز وما يتصل بذلك الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أحمد بن خالد الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر الناصري، الدار البيضاء: دار الكتاب، ج. 3، ص. 102، QID:Q120648048 – عبر المكتبة الشاملة
  8. ^ الأمير مولاي مسلمة عبد الوهاب ابن منصور دعوة الحق، 296 العدد نسخة محفوظة 10 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.